أيام الفيلم العربي في أوسلو بالنرويج
نضال حمد – أوسلو
لم يمض وقت طويل على انتهاء أيام الفيلم الفلسطيني قبل أسابيع قليلة في أوسلو حتى سارع معهد الفيلم النرويجي في العاصمة الباردة والبيضاء ، التي تعكر صفوها وبياضها هذه الأيام محاكمة الإرهابي اندرش بيرفيك الذي فجر مبنى مجلس الوزراء وهاجم معسكرا للشبيبة في جزيرة اوت اويه وقتل في الهجومين 77 شخصا . حتى سارع المعهد لإعلان انطلاق أيام الفيلم العربي . وبهذا تحتضن أوسلو بعد أيام قليلة في 21و22 نيسان – ابريل الجاري عرسا سينمائيا عربيا جديدا. تقام الأيام السينمائية العربية في معهد الفيلم النرويجي بالعاصمة أوسلو يوما السبت والأحد تحت عنوان أيام الفيلم العربي. ويشارك في هذا المهرجان11فيلماعربيا من دول عربية عديدة وكذلك لمخرجين وممثلين عرب وغير عرب من دول غربية عديدة.
وهنا استعراض للأفلام المشاركة في المهرجان :
البداية
من ضمن الأفلام التي ستعرض في المهرجان الفيلم المصري ” البداية” بطولة جميل راتب، احمد زكي و يسرى. إخراج صلاح أبو سيف وإنتاج سنة 1986 في مصر. وهذا الفيلم يعتبر فيلما سياسيا ناقدا تتخلله روح الدعابة المصرية المعروفة. وتدور أحداث فيلم البداية حول تحطم طائرة وبقاء مجموعة صغيرة من الركاب على قيد الحياة. تتحطم الطائرة في واحة نائية ويبدأ الناجون بالبحث عن كيفية الحصول على طعام وماء في تلك الواحة خاصة مع عدم وصول مساعدة أو طواقم لإنقاذ الضحايا. من ضمن الناجين يوجد رجل أعمال يدعى نبيه ن يطمح للسلطة بشكل جشع ويستغل الوضع ليعلن نفسه حاكما على الواحة. فيما تؤدي قبضته الحديدة على السلطة الى حدوث تمرد بين الناجين من حادثة الطائرة. هذا ويعتبر فيلم البداية من الأفلام الكلاسيكية الأفضل في تاريخ السينما المصرية حيث يعالج الديكتاتورية العربية ويوفر وصفا لكيفية عملها و يرد على سؤال لماذا جاء الربيع العربي. يعرض الفيلم باللغة العربية مع ترجمة مكتوبة باللغة الانجليزية.
يرقصون في الليل
الفيلم وثائقي، كندي – مصري ومن إخراج ازابيل افين و ستيفان تيبو يعرض باللغة العربية مع ترجمة انكليزية مكتوبة. وتدور أحداثه حول الرقص الشرقي في العالم السفلي في القاهرة. ويبين الفيلم كيف أن الراقصات يعشن حياة مختلفة وليست براقة و وردية كما تبدو خلال الرقص. فالراقصات في الشارع المصري عرضة لسيطرة اجتماعية صارمة ، فيما في أماكن العمل يضطررن للتحمل والجلد والصبر وممارسة أعمالهن ورقصهن. وكذلك يخضن صراعا مع القوادين الذين يقودونهن في العمل. و يعملن بجد من أجل تحقيق كرامة لهن في مهنتهن. لقد بذلت المخرجتان جهدا كبيرا ومثيرا للإعجاب من أجل الوصول الى العالم السفلي للراقصات في القاهرة. هذا بحسب ماجاء في عرض مركز الفيلم النرويجي لهذا الفيلم القوي.
الذهب الأسود
فيلم دراما قطري – فرنسي إنتاج سنة 2011 ،إخراج جان جاك أنواد ، بطولة : طاهر رحيم، أنطونيو بانديراس، مارك سترونج، فريدا بينتو وأحمد ريز وليا كيبيدي وغازي أكين، يان ألدين . يعرض الفيلم باللغة الانجليزية.
بحسب مركز الفيلم النرويجي فهو فيلم ملحمي من شبه الجزيرة العربية تدور أحداثه سنة 1930 .
الفيلم يتحدث عن صراع دار بين السلطان عمر والأمير حسيب وهما اثنان من الخصوم الأقوياء ، ينتهي بهم المطاف على حافة الحرب،عندما اكتشف النفط في مكان بأرض بين أراضيهما. يقدم الفيلم مشاهد معركة ملحمية، ويتطرق الى المكائد السياسية. وتظهر روعة صحراء قطر وتونس. فيما يقول الفيلم إن الذهب الأسود هو إنتاج غالي و رائع للعرب. يمثل فيلم الذهب الأسود بداية جديدة لمركز جديد لإنتاج الأفلام التجارية، وسوف نرى المزيد منها في المستقبل، في منطقة الخليج العربي!.
قبل عرض الفيلم ستكون هناك مقدمة عن الجوانب المثيرة فيه.
ملاكمة النساء
ملاكمة النساء في بلد مسلم فيلم تونسي إنتاج سنة 2011 ويعرض باللغة العربية . ملاكمة النساء وحقن القيام بذلك هو موضوع الفيلم الذي أخرجه التونسيان لطيفة ربانة دوغري و سالم الطرابلسي ، فيلم وثائقي قوي نتعرف عبره على عدد قليل من الملاكمين الإناث اللاتي وجدن شغفهن في الحياة، واللواتي يرغبن في الانخراط في هذه الرياضة، على الرغم من أن الكثيرين في المجتمع من حولهم يكرهون بشدة ما يفعلونه.
الرجال الأحرار
فيلم جزائري مدته 90 دقيقة ، من إخراج الجزائري إسماعيل الفروخي ، كاتب السيناريو: آلان ميشيل يلان وإسماعيل الفروخي وتصوير جيروم المريه ، وبطولة الممثل الجزائري طاهر رحيم الذي نال جائزة أفضل ممثل في حفل توزيع جوائز الأكاديمية الفرنسية للعلوم والفنون (سيزار) في نسختها الخامسة والعشرين 2010 عن فيلم “النبي” للمخرج الفرنسي جاك أوديار. الرجال الأحرار فيلم باللغتين العربية والفرنسية مع ترجمة للانجليزية .من إنتاج الهرم للإنتاج.
تتناول أحداث هذا الفيلم المثيرة الدور الذي لعبه المسلمون في إنقاذ حياة بعض اليهود في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية ،من خلال تناوله لقصة قدور بن غبريت مؤسس مسجد باريس الذي دافع عن اليهود والمتطوعين في المقاومة أثناء الاحتلال النازي لفرنسا. وتدور أحداث الفيلم حول الشاب الجزائري يونس المهاجر في فرنسا والذي يدير تجارة في السوق السوداء، حيث تقبض الشرطة على يونس وتجبره على التجسس على المسئولين عن مسجد باريس الذين تشتبه السلطات النازية وحكومة فيشي في أنهم يساعدون اليهود ومقاتلي المقاومة الفرنسية بمنحهم شهادات بأنهم مسلمون. ويتتبع الفيلم حكاية يونس الذي يؤدي دوره الممثل طاهر رحيم وتحوله من إنسان ساذج إلى مقاتل من أجل التحرير.
ويقول المخرج الجزائري إسماعيل الفروخي انه يأمل في أن يساهم فيلمه في تغيير نظرة الناس الى المسلمين.
لقد كان للمسلمين دور في تاريخ فرنسا لكنهم ظلوا مستبعدين حتى يومنا هذا. وكتب التاريخ تجاهلتهم تماما.
وفي إعلان مركز الفيلم النرويجي حول هذا الفيلم جاء أن الفروخي بفيلمه أراد الطعن في الرواية الرسمية الفرنسية للمقاومة والحقبة الاستعمارية كذلك.
ويبين أيضا أننا لسنا في حاجة إلى العودة بعيدا للعثور على أمثلة جيدة لكيفية أن المسلمين مدوا يد العون للضحايا المدنيين في زمن الحرب
النور في عينيها
إنتاج سنة 2011 ، سوريا، الولايات المتحدة الأمريكية
إخراج: جوليا ميلتزر، نيكس لورا
تصوير آن ايثريدج، جوليا ميلتزر
الفيلم باللغة العربية ومترجم للغة الإنجليزية
تدور أحداث الفيلم عن واعظة مسلمة في دمشق ويحاول الفيلم إظهار هذه الشخصية الكاريزمية التي تتبعها الفتيات في مدرسة تحفيظ القرآن بالعاصمة السورية.
ولدى بطلة الفيلم قناعة بأن تدريس القرآن يجب ان يكون للنساء والرجال على قدم المساواة. وتشجع “هدى” الفتيات على أخذ الدراسات على محمل الجد. وهذا بدوره ينعكس على الفتيات في مجتمع يسيطر عليه الرجال. ويقول الفيلم انه ليس الإسلام الذي يحرم المرأة الفرص بل بعض المسلمين أنفسهم هم من يفعل ذلك. قوة الفيلم في انه يعرض الواقع بالأسود والبيض كما هو من خلال شخصيات نمطية بسيطة.
محمد آخر الأنبياء
فيلم عن النبي محمد، يتحدث عن رسالته وبدايته التي تختلف عن قصص الأنبياء الآخرين مثل موسىى و عيسى ، لا توجد في الفيلم صورة للنبي لكن يتم الحوار في الفيلم من خلال عينيه ويعرض لحياة الرسول من خلال رسالة الوحي التي هبطت عليه لأجل نشر الإسلام دين الله الواحد الأحد. كما ويعرض للسنوات المضطربة في وقت مبكر للإسلام قبل 1400 سنة. من خلال رفض قريش لرسالته ونبوءته وتحكم الرجال الجشعين في قبيلة قريش. ويتحدث عن هجرة الرسول واضطراره وأتباعه لمغادرة مكة الى المدينة المنورة وملاحقة كفار قريش لهم. انه فيلم ممتع للكبار وللصغار يمكن تعلم الكثير من خلال مشاهدته. الفيلم أمريكي الإنتاج وإخراج ريتشارد ريتش من سنة 2002 وباللغة النرويجية.
السلام دونك
فيلم السلام دونك فيلم وثائقي تدور أحداثه في العراق حول لاعبات كرة السلة في الجامعة الأمريكية في العراق عربيات وكرديات.بداية الفيلم تظهر مجموعة من النساء مع قليل من المعرفة بهذه الرياضة. ولكن طموحات اللاعبات كبيرة. حيث يشقن طريقهن إليها بواسطة العرق والدموع. ويأخذ الفيلم تحديات الواقع حول الاحترام والتفاهم والتفاعل مع الآخرين. وهو يريد كسر الحدود وخاصة تلك التي تخص دور المرأة في المجتمع. يشمل مجموعة من المقابلات مع فتيات ونساء يتحدثن عن تجاربهن الشخصية واكتساب المعرفة والحياة اليومية التي تتميز على حد سواء بعدم اليقين وانعدام الأمن. . في فيلم السلام دونك استضافة للفتيات العراقيات من خلفيات مختلفة، ديانات مختلفة وطموحات مختلفة إلى حد ما، ولكن مع شيء واحد مهم في ومشترك: الحب لكرة السلة . الفيلم باللغات العربية والكردية والانجليزية.
مصدر المرأة
هذا الفيلم المغربي ، الايطالي ، البلجيكي الفرنسي للمخرج رادو ميشلناو ومن بطولة الممثلة الفلسطينية هيام عباس و ليلى بحيتي و بيونة الحرزي تدور أحداثه في المغرب والشرق الأوسط والفيلم يطرح سؤالا هل هذه قصة حقيقية ام أنها مغامرة؟
ويمكن ان يكون أكثر من مغامرة لأنه يتناول قضايا اجتماعية واقعية حقيقية للغاية ويطالب بالتغيير. في قرية جبلية صغيرة يجلس الرجال غالبا يشربون الشاي في ديوان الشاي.في حين أن المرأة عليها سلوك طريق طويل لإحضار المياه . ثم فجأة تبدأ احتجاجات النساء حين تسقط امرأة شابة حامل وتفقد جنينها في إحدى جولات جلب المياه.
وتبدأ النسوة في البلدة إضرابا عن ممارسة الجنس مع الرجال احتجاجا على ذلك. الفيلم دراما مدته 82 دقيقة وإنتاج سنة 2011 .وباللغتين الانجليزية والعربية.
فيلم عن أحداث سوريا
تقول المخرجة الفرنسية من أصل مغربي صوفيا عمارة أنها سافرت بطريقة غير شرعية العام الفائت 2011 خصيصا الى سوريا لتصوير التمرد ولالتقاط الصور من الأحداث الدائرة هناك. وإنها كانت في درعا وحمص وحماة ودمشق خاصة انه لا يسمح للصحافيين الأجانب بالتغطية من سوريا. ويعتبر بحسب معهد الفيلم النرويجي من الأفلام الوثائقية القليلة جدا التي توثق لأعمال الشغب في سوريا. وفيه عرض لتصويرات كثيرة تسربت من قبل الناشطين السوريين الذي يصورون بكاميراتهم المحمولة.
هلق لوين؟
فيلم كوميدي لبناني فرنسي من إنتاج سنة 2011 للمخرجة نادين لبكي وبطولة جوليان فرحات ، نادين لبكي ، كلاوديا باز موساوبا وكيفين عبود . تدور أحداث الفيلم في قرية لبنانية صغيرة سكانها من المسيحيين والمسلمين حيث يخلق احتكاك بين الطرفين بسبب الحرب الأهلية في لبنان. فيما القرية محاطة بالألغام الأرضية ، هؤلاء السكان عاشوا جنبا الى جنب لفترة طويلة والقرية تعاني من العزلة. وفيما الانقسامات تهدد المجتمع الصغير ، تعمل النساء بشكل خلاق وتبدع أفكارا خلاقة في محاولة منهن لتجنب الصراع بأي ثمن. تحاول نساء القرية إبعاد الرجال عن أجواء الحرب، ويبدعن حلولا تصل الى حد السريالية.
في نهاية الفيلم تقرر كل النساء تغيير دينهن: تعتنق المسيحيات الإسلام والمسلمات المسيحية، في محاولة لحماية مجتمع القرية من خلال الحصن العائلي، فإذا أمكن تجنب “الحرب الطائفية” داخل العائلة الواحدة التي أصبح قطباها يعتنقان ديانتين مختلفتين، فلعل ذلك يؤدي إلى تجنبها في العائلة الأكبر: القرية.
أما السؤال الفلسفي الذي هو عنوان الفيلم “هلق لوين؟” فيبرز حين يحاول سكان القرية دفن فتى قتل برصاصة قناص فيحتارون في اختيار مكان دفنه: مقبرة إسلامية أم مسيحية؟
ويلخص السؤال الحيرة التي تنتاب اللبنانيين حين التفكير في مستقبل بلدهم ومجتمعهم والأجيال الجديدة التي تولد لتجد نفسها في مجتمع مبني على توازنات طائفية دقيقة، وعرضة للانهيار مع انهيار أي طوبة في البنيان الاجتماعي. هذا الفيلم حاز على جائزة الجمهور في مهرجان تورنتو السينمائي.وللمخرجة فيلم سابق سكر نبات فاز سنة 2007 بجائزة في مهرجان سان سيبستيان للأفلام.