وفاء حلاوي: جوائز سينمائية عالمية رغم حداثة سنها

 في عصر تتداخل الأمور من الأفضل دمج حقلي السينما والمسرح

نقولا طعمة – بيروت

بدأت وفاء حلاوي اهتمامها بالسينما منذ طفولتها، وتخصصت في “فنون الاتصال” وتنقلت بين دبي وبيروت ولندن وأفريقيا لتزيد تخصصها واختباراتها الفنية السينمائية مع كبار السينمائيين العالميين، وفي مناسبات عالمية متعددة.
اختبرت فن السينما بأصنافه المختلفة: التوثيقية والطويلة والقصيرة وأصناف حديثة، وشاركت بأفلام لحملات قادتها منظمات انسانية حقوقية تهتم بشؤون المرأة ومناهضة التعذيب.
في عقدها الثالث، تحمل حلاوي أحلاما كبيرة، فبعد انجازات ومشاركات متعددة في السينما والمسرح والرقص، هيأت فيلمين جديدين تبحث عن تمويل لهما.
وفي حوار معها، نستطلع انجازاتها، وآفاق طموحها قبيل سفرها إلى “كان” لحضور المهرجان الدولي ومقابلة سينمائيين لن تشأ الإفصاح عن خططها وآمالها في الزيارة، أنه “بعد بكير كثير”.

 

وفاء حلاوي

متى بدأ اهتمامك بالسينما؟ وكيف أتيت إلى هذا المجال؟
بدأت التمثيل في الخامسة من عمري بالإعلانات عن طريق شركة كان يديرها والدي في دبي اسمها Publi Graphics، ومثلت في تلك الفترة بالمسرح المدرسي. تركنا دبي إلى باريس ونيس ولندن ومدن أخرى وعدنا إلى بيروت، وكنت أينما حللت أتابع التمثيل وأشارك بمسرحيات. أعتقد أن هذا هو مصدر اهتمامي الأول بالسينما.

كيف تطور اهتمامك من الهواية الطفولية حتى التخصص؟
بعد عودتي الأولى إلى لبنان، تابعت دراستي في فرع “فنون الاتصالات” Communications Arts في الجامعة اللبنانية- الأميركية، وتم اختياري للانضمام إلى فرقة “مقامات” للرقص، خصوصا الرقص المسرحي مع مديرها عمر راجح، ومن خلال الفرقة شاركت بعروض في لبنان وخارجه، وبقيت سنتين ونصف السنة في صفوفها.

ما الأعمال الأولى التي شاركت فيها وكانت إطلالتك الأولى منها على الجمهور؟
شاركت في مسرحية “حرب عالبلكون” لعمر راجح، وكذلك في “مهرجان بيروت الدولي الأول للرقص” (BIPOD)، وفي حلقتين من حلقات “قصتي قصة” التلفزيونية لإيلي أضاباشي وقد عالجت قضايا اجتماعية. كذلك في “صارت معي” مسلسل حلقات تلفزيونية لمروان نجار، عالجت قضية امرأة تغني ويستغل زوجها عملها.
وفي 2003، شاركت بتمثيل مسرحية لجبران خليل جبران وهي “المكفوف” وأخرجها وليد فخر الدين. وبعد ذلك شاركت في عدة أفلام و بحلقات في التلفزيون.

متى بدأ اهتمامك بالأفلام الوثائقية؟ وما هي الأفلام التي اشتغلت عليها؟
التجارب التي سبق ذكرها إن في المسرح أم في السينما أو التلفزيون، عمقت دراستي عن تصرفات الانسان، مما دفعني لأصنع فيلما وثائقيا يوازي بين الأداء الانساني على المسرح، وسلوك الانسان في الحياة العامة.
سنة 2004، سنة تخرجي من الجامعة، اتجهت أكثر نحو الإخراج، فبعد تصوير فيلمي الأول القصير “الفصل الأول المشهد10″ مع كريستين شويري وطلال الجردي، ثم غادرت لبنان والتحقت بـ”أكاديمية نيويورك للأفلام” في لندن، وشاركت في احتفالات اوروبية بفيلم التخرج “مسودة شديدة الخشونة” (Very Rough Draft).
وسنة 2006، سافرت من لندن إلى غانا، حيث واصلت تجديد أعمالي واتجاهاتي بتصوير سلسلة من ثلاثة أفلام وثائقية مع شركة اسمها Finatrade، التي تؤمن رعاية التعليم في المدارس والجامعات كما أخرجت دعاية مع “ساتشي ساتشي” وفي أفلام لشركات ذات طابع توثيقي.

حدثينا عن دراستك وتخصصك الجامعي، ومشاركاتك أثناءها؟
وخلال استكمال شهادتي “الماسترز” في الأفلام في “كلية لندن الجامعية”، أحببت أن أوسع تجربتي في إخراج الأفلام، بالعمل كمخرج مساعد على أفلام تجارية، وأخرى قصيرة، وأفلام متنوعات، مع ممثلين أمثال مورين ليبمان، وفاليري كامبل، وأيان هارت وآخرين. وعدت ثانية إلى بيروت سنة 2008 وتابعت التدريس في الجامعة اللبنانية-الأميركية.
بعد عودتك، ما الأعمال الأولى التي قمت بها؟
صنعت فيلما Who Is She لصالح “مؤسسة الدراسات النسائية في العالم العربي”، يعرض لنساء لا يعرفهن الجيل الجديد وهن أديبات لامعات، ووجوه في مختلف المجالات العامة، والفيلم وضع لمناسبة اليوم العالمي للمرأة سنة 2010، منهن الأديبة الراحلة مي زيادة، والكاتبة الشهيرة آميلي نصر الله، ولور مغيزل، وناديا تويني وأخريات.
وخلال عملي في السنوات الأخيرة بلبنان، بدأت التحضير لفيلمين طويلين وهيأت لهما السيناريو : الأول، “تشيللو” (Cello)، يدوم مائة دقيقة، واختاره برنامج ENGAGE- وهو برنامج ترعاه شركة MEDIA- للجائزة الأولى لقصة الفيلم بواسطة لجنة تحكيم ترأسها المنتجة الأميركية كريستين فاشون. والثاني، “فتاة من غبار” عن كتاب لناتالي أبي عزي. وبعد أن هيأت الفيلمين، أفتش عن ممولين لهما.

ماذا عن بقية نشاطاتك؟
بقيت اتنقل بين التمثيل والإخراج فمثلت في أفلام قصيرة ومنها فيلم أخرجه طلال خوري لصالح حملة التوعية ضد التعذيب Alef Awareness Campaign، وفيلم “انظر إلي” ( Look at Me) إخراج ريمي مقصود. وأقوم حاليا بإخراج ثلاثة أفلام رقص لصالح 4D Project-وهو عرض راقص تشارك فيه الجامعة الأميركية في بيروت ومؤسسة ملن MELLON- يستكشف الحركة والمسافات. ويأتي عملي هذا عقب فيلم “ربما نحن أيضا” We Might As Well وذلك بالتعاون مع مصممة الرقص آن غوو Anne Gough ومدير التصوير والإضاءة نبيل عساف. وقد اختير هذا الفيلم وعرض في مهرجان أفلام الرقص في أمستردام ( CineDans 2011)، وفي مهرجان الفيلم لخريجي الجامعة اللبنانية- الأميركية 2012.

بدأت بالتمثيل المسرحي، لكنك اليوم أكثر ميلا إلى السينما. ما السبب؟ وهل تفضلين السينما على المسرح؟ لماذا؟
أحببت المسرح كثيرا لكنني أحب السينما أيضا، خصوصا لارتباطها بعنصري المسافة والوقت. ما أشعر بخسارته في المسرح هو ظرفية العرض حيث ينتهي كل شيء بعد انتهائه. ولكن في عصر تتداخل فيه الأمور أكثر فأكثر، من الأفضل مزج الحقلين: السينما والمسرح، ومثال على ذلك هو عرض Kiss and Cry، الذي صممته فرقة شارلوروا للرقص Charleroi-danses البلجيكية في افتتاح “مهرجان بيروت للرقص لهذا العام BIPOD.


إعلان