جديدنا في رمضان: الزعيم الوسداني اسماعيل الازهري

يوثق هذا الفيلم لواحدة من أهم فترات السودان الحديث عبر توثيقه لحياة وأعمال شخص محوري في هذه الفترة هو الرئيس السوداني الأسبق اسماعيل الازهري.
عمليا ينطلق هذا الفيلم من العام 1898 مع انطلاق حملة مصرية بريطانية كبيرة بغرض استعادة احتلال السودان، ونتابع في الأثناء لقطات نادرة للسودان القديم بعضها ربما يكون غير لم يعرض من قبل.

ثم نتابع سيرة بطل فيلمنا اسماعيل الازهري الذي ولد عام 1900 في بيت علم عريق ونتتبع خطواته الحياتية التي وصلت للالتحاق بكلية جورن الشهيرة ثم تعيينه مدرسا في بعض مدن السودان ثم سفره لبيروت في بعثة للدولة حيث درس الرياضيات واطلع على العالم الخارجي وزاد من خبراته وتجاربه في الحياة قبل ان يعود مجددا للسودان ويعين استاذا في كلية جوردن التي تخرج منها سابقا.

هنا بدأ الازهري يلعب دوره الوطني عبر محاضراته ونشاطاته الثقافية العامة، وكان الازهري من أول المنادين بضرورة مناقشة كيفية تقرير مصير السودان المستقبلي في ظل الاحداث التي يمر بها آنذاك.بعد ذلك تصدى الأزهري لقيادة العمل الوطني السياسي، وانطلق في رحلة شهيرة لمصر ثم إلى الأمم المتحدة لعرض قضية بلاده.
 كما تناول الفيلم علاقة السودان بمصر والمناداة بالاتحاد معها ومناقشة ذلك من حيث هو تكتيك أم سياسة استراتيجية ثابتة
ومن هنا يرجع بنا الفيلم في سرد سريع لأحداث مصر نفسها في تلك الفترة باعتبارها اكثر البلدان تأثيرا في السودان، ثم تأتي أزمة إزاحة محمد نجيب وأثرها في تلك الدعوة وفي فكر الازهري، قبل أن نعود للسودان ونتابع تحقق الاستقلال في عام 1955، والانقلاب العسكري الأول في تاريخه الذي حدث في عام 1958، أي بعد ثلاث سنوات من الاستقلال.

نستمع في الفيلم إلى بيان الفريق ابراهيم عبود قائد الانقلاب وهو وثيقة مهمة، ونتابع تأثير ذلك على الازهري الذي اوقف نشاطه السياسي بعد ذاك الانقلاب ثم عواد مجددا للعمل السياسي فيما يعرف بالمرحلة الديمقراطية الثانية بالسودان.

في هذه المرحلة تولى رئاسة السودان عام 1965، ونتابع دوره المهم في مؤتمر الخرطوم الذي اشتهر   بمؤتمر اللاءات الثلاث الشهيرة: لا صلح لا اعتراف لا تفاوض مع اسرائيل.
تم اعتقال الازهري في الانقلاب الثاني الذي قاده جعفر نميري وسجن وتم عزله عن الحياة العامة.
لكن الى اليوم عندما يتم الاحتفال بعيد استقلال السودان، يتوافد الناس على بيت الازهري ليتم احياء المناسبة هناك عرفانا بدور هذا الرجل الكبير.

في الفيلم تتحدث ابنة الازهري السيدة جلاء، وايضا الكثير من الذين رافقوا الراحل او تتلمذوا على يديه، ليسلطوا الضوء على وقفات وخطوات وسيرة سياسية وانسانية تستحق الوقوف عندها واستجلاء مواطن كثيرة مليئة بالدروس والعبر والاشخاص الذين اعطوا بلا شروط…


إعلان