الاسكندرية الدولي : النجوم في حالة دفاع عن الفن

الإسكندرية: سميرة المزاحي

“لنتفرغ نحن ـ أبناء محمد عبده وطه حسين والعقاد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس لبناء الوطن حتى يلحق بركب الحضارة ..فقد تعلمنا منهم ومن معلمينا صلاح أبوسيف ويوسف شاهين وشادي عبد السلام ..وغيرهم ،أننا جنود أشداء في مواجهة القوى الظلامية “
تلك هي الكلمات التي وجهها المخرج رأفت الميهي على لسان رئيس المهرجان دكتور وليد سيف مطالبا كل الفنانين بالدفاع عن الفن ضد ما يريده له البعض وقد لاقت الكلمة رد فعل كبير لدى الحضور الذى استقبلها بحفاوة وتقدير كبيرين.
وكانت فعاليات إفتتاح الدورة28 لمهرجان الإسكندرية السينمائى الدولي لأفلام دول حوض البحر الأبيض المتوسط قد شهدت مظاهرة سينمائية حاشدة وسط محبي فن السينما وعدد كبير من الفنانين المصريين والعرب والأوروبيين ونجوم سينمائيين يشاركون في المهرجان بأعمالهم أو يحضرون كمكرمين أو أعضاء لجان تحكيم .
وفى كلمته أكد الدكتور صابر عرب وزير الثقافة المصري على أهمية إقامة المهرجانات الفنية قائلا: “ما أحوجنا إلى البهجة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، وأحوجنا إلى مثل هذه المهرجانات كي نبقى ونستعيد بها أرواحنا .”..وشدد قائلا: “لا يمكن أن تكون هناك تنمية بالمعنى الشامل إلا إذا كان الفن والثقافة هما الركيزة الأساسية لهذا الوطن”.
بينما أكد الدكتور وليد سيف رئيس المهرجان في كلمته الافتتاحية أن مهرجان الإسكندرية يعبر عن وجه مصر الحضاري خاصة أنه المهرجان السينمائى الوحيد الذي انعقد في مصر في العام الماضي في ظل إلغاء كل المهرجانات الفنية تأثرا بالانفلات الأمني في أعقاب الثورة .

وأضاف رئيس المهرجان: “إن الدورة ال28 تعقد في مرحلة فاصلة في مسيرة الفن المصري مشددا على أن مصر الحضارة والتاريخ من واجبها الاحتفاء بالفن السينمائى الذى يصب في صالح الحياة والإنسان”.
وبعد أن وجه السيناريست ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما المنظمة للمهرجان الشكر لكل من ساهم بجهد أو وقت في خروج الدورة الجديدة للمهرجان إلى النور ،طالب الحضور بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح ثلاثة من أعضاء الجمعية فقدوا هذا العام وكانت لهم بصمات واضحة في تاريخ الفن المصري وهم :الناقد السينمائى الكبير احمد صالح ،والفنان الكبير صاحب أعظم الأغاني الوطنية الموسيقار محمد نوح ،والكاتبة الكبيرة حسن شاه صاحبة أشهر فيلم طالب بحقوق المرأة وهو فيلم(أريد حلا)للفنانة فاتن حمامة.
وقد تم تكريم مجموعة من الفنانين المصريين عن دورهم في دعم حقوق الإنسان من خلال أعمالهم السينمائية خلال السنوات العشر الأخيرة وكان أول المكرمين الفنان هاني رمزي الذى أهدى درع التكريم لثلاثة أولهم والده الراحل والذى قال عنه أنه اول من علمه دعم حقوق الإنسان ،وثانيهم لكل الفنانين الذين تمت إهانتهم ممن اسماهم بأعداء الفن ،وثالثا إلى كل مسلم تمت إهانته بما جاء بالفيلم المسيء للرسول ،وهو ما لاقى عاصفة من التصفيق وتحية كبيرة من الحضور تعبيرا عن الرضا بموقفه.
كما كرم المهرجان الفنانين خالد النبوي الذى غاب عن الحفل لوجوده في مهرجان تورنتو السينمائى وخالد صالح وخالد أبو النجا والمخرج خالد يوسف والكاتب ناصر عبد الرحمن .
وكرم المهرجان أربعة من أبرز علامات السينما المصرية هم الفنانة بوسي، والفنان الكبير صلاح السعدني الذى داعبه الجمهور في الحفل وناداه بلقبه الشهير “العمده”، والمخرج الكبير رأفت الميهي والذى يعد المخرج الوحيد الذى مزج بين الفنتازيا الشديدة والواقعية المفرطة،  والكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن والذى أصر على الحضور على الرغم من مرضه الشديد وهو الأمر الذى عبر عن التقدير له بأن طبع وزير الثقافة قبلة تقدير على جبينه .
كما كرم المهرجان في دورته ال28 النجمة التركية المعروفة ملتيم كومبول التي قدمت العديد من الأعمال التركية الناجحة إلى جانب كونها مقدمة برامج تركية شهيرة .
ويستضيف المهرجان في دورته الحالية مجموعة كبيرة من صناع السينما بينهم المخرج الفرنسى الكبير كلود ليلوش ،والمخرج الإيطالي فابريزو كاتاني والمخرج التونسي رضا باهي والمنتج التركي محمد على والمخرج المغربي عز العرب العلوي، وجليلة التلمسي بطلة الفيلم المغربى “اندرومان من دم وفحم”،والمخرج اليوناني جورج سيوجاس،وسعاد حسين من منظمة الفرانكفونية لعقد ندوة عن شروط تمويل المؤسسة.

كما يستضيف المهرجان عددا من الفنانين السوريين في تحية خاصة للثورة السورية بينهم الكاتب والناقد حكم البابا ،والفنانة لويز عبد الكريم ،والفنانة زينة حلاق والفنان عبد الكريم قطيفان والفنانان محمد وأحمد ملص. ،والمخرج السوري نضال الدبس عضو لجنة التحكيم الدولية والذى فاجأ الجمهور بوضع شارة سوداء على ذراعه الأيسر تعبيرا عن حزنه على شهداء الثورة السورية.
وعلى مسرح (دار أوبرا الإسكندرية) قدم أوبريت غنائي إستعراضى تمثيلي بعنوان “إسكندرية ليه؟”،وهو إسم الفيلم االشهير للمخرج المصري العالمي الراحل يوسف شاهين ،حيث قدم الأوبريت نماذج محفورة في ذاكرة المشاهدين المصريين والعرب لمشاهد شهيرة من عدة أفلام تعد من علامات السينما المصرية وهى على الترتيب:(أبى فوق الشجرة)،و(السمان والخريف)،و(إسماعيل يس في الأسطول )،و(رصيف نمرة5)،و(صراع ففي الميناء)،و(ريا وسكينة)،والفيلم الذى حمل إسم الأوبريت ككل هو (إسكندرية ليه؟)…وتناول الأوبريت الذي صممه ضياء شفيق ومحمد مصطفى وأخرجه خالد جلال تاريخا مجيدا للسينما المصرية مرتبطا بالأفلام التي صورت أحداثها على أرض مدينة الإسكندرية مضيفة المهرجان.
وأختتم حفل إفتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائى بعرض الفيلم الجزائري “قداش اتحبني” للمخرجة فاطمة الزهراء وهو يقدم قضية إنسانية حول الخلافات الأسرية من منظور طفل صغير يكون ضحية الخلاف بين أبويه.


إعلان