إصرار على إقامة مهرجان بيروت الدولي للسينما
بيروت – نقولا طعمة
شكت كوليت نوفل-مديرة مهرجان بيروت الدولي للسينما- من التأثير السلبي للتطورات الميدانية في لبنان والمنطقة على الدورة الثانية عشرة لمهرجانها 2012.
وقالت نوفل أن غالبية المخرجين والمنتجين السينمائيين الكبار في العالمين العربي والغربي لم يتجروا على القدوم إلى لبنان للمشاركة بسبب مخاوفهم من الأوضاع، مما جعل دورة هذا العام أضعف وأقل حضورا من السنوات الفائتة خلافا لرغبتها وإدارة المهرجان.
وأوضحت نوفل في مؤتمر صحافي عقدته في فندق ?Le Gray? في وسط بيروت بحضور رئيسة المهرجان أليس إده، أن أفلام المهرجان تتوزع على سبع فئات، بينها مسابقتان فحسب بدلاً من ثلاثة كما درجت العادة، للأفلام الشرق أوسطية القصيرة والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية . أما الفئات الخمس الأخرى فهي “البانوراما الدولية”، و”ركن الأفلام اللبنانية”، وأفلام حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش”، أضافة الى قسمين استعاديين لأفلام المخرج الأميركي الراحل ستانلي كوبريك، ولأفلام المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الفنلنديّ آكي كوريسماكي.
وخلصت الى القول “لقد كانت السينما ولا تزال مساحة للحلم والاكتشاف والمشاعر والارتقاء فوق الواقع اليومي، اياً كانت الظروف واياً كان المكان، وسنعمل لكي نتمكن دائماً من أن نقدم لمشاهدينا الأفضل في مجال السينما”.
لكن الناقد الفني بيار أبي صعب لم يجد في تردد الأجانب في الحضور ضيما لأنه من المهم أن يستمر المهرجان، ويثبت حضوره. وقال في تصريح ل”الجزيرة دوك”: “ظروف لبنان والمنطقة تعيق بحدود معينة تحقيق أحلام الناشطين في المجالات الفنية، خصوصا إذا كان الطامح يطمح إلى العالي كثيرا. لكن المهم المحافظة على هذا المكان للسنوات القادمة، لأن المشروع هو على المدى الطويل. ثم أن هناك العديد من الأفلام، ومنها اللافت أفلام الشباب العربي الناشيء، وأفلام شباب الثورات كما في مصر، فهذه فرصة ثمينة للعرض، وهناك أفلام إيرانية جميلة، ولأعلام السينما العالميين ككوبريك الأميركي الراحل، وكريسماكي الفنلدي”.

ورأى أنه “من الضروري مساعدة هذا المهرجان على المقاومة والاستمرار، فالمعيقات كثيرة في ظل ظروف تجعل الناس يتجهون اتجاهات غير مفيدة. من هنا يمكن إعادة الاعتبار للسينما بكل ما تملكه، وفي كل دورة جديدة”.
وأسف لأن الجمهور يتراجع عن الفنون والثقافة، معلقا: “الجمهور يكاد يكون هو نفسه، والمهتمون أيضا. العمل الفني هو عمل المؤسسات والدولة والجمعيات والوزارات المعنية، ومهما يكن فإن كل مهرجان يستحضر عددا متزايدا من محبي الثقافة فيتمكن من المحافظة على نفسه، ولذلك علينا المثابرة، فلا بد من دعم الفنون والثقافة من أجل تطور حياة الانسان”.
المهرجان ينطلق، بمشاركة 57 فيلماً، وسيعرض “قصة ثواني” ?Blind intersections? للمخرجة اللبنانية لارا سابا، في افتتاح المهرجان، في الثالث من تشرين الأول (أوكتوبر) القادم، على أن يكون الاختتام في 11 تشرين الأول (أكتوبر) بفيلم ?Looperللمخرج الأميركي الشاب راين جونسون، مع جوزف غوردون ليفيت وبروس ويليس وآميلي بلانت.