مخرجة تونسية ترد على الاساءة بلغات متعددة
تونس – صالح سويسي
“محمد رسول السلام” هو العنوان الذي تخيّره أصحاب المشروع للفيلم السينمائي الضخم الذي سوف تنطلق المخرجة التونسية إيمان بن حسين في إخراجه والذي سوف يعرض بعدد من اللغات إلى جانب اللغة العربية وسيكون جاهزا حسب سيف محمد بن هلال الشحّي مؤسس منظمة “سلام بلا حدود” في افتتاح الدورة الأولى لمهرجان سلام بلا حدود السينمائي الغنائي الدولي الذي ستلتئم على مد ثلاثة أيّام انطلاقا من 13 ديسمبر / كانون الأول 2013.
وقال الشحّي في تقديمه للمنظمة وللمشروع أنه تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للسلام وردّا على الإساءة للرسول الكريم من خلال فيلم أمريكي وصور في مجلة فرنسية قررت المنظمة تصوير شريط سينمائي ضخم بعدد من اللغات سيتمّ تصويره مبدئيّا في المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى.
وعرّف الشحّي بالمنظمة قائلا أنّها “آمنت بثلاثة مبادئ دعت إليها جميع الشرائع السماويّة ونادى بها فلاسفة العالم منذ فجر التاريخ..” مضيفا أنها “آمنت بالحرية والعدالة والسلام وبنيت منها كيانا قابلا للحياة والتأثّر وإحداث التغي��ر، وهو كيانٌ شقّ مخاض التأسيس واجتاز مرحلة التمكين وعملنا بكلّ جهد ممكن لكي نصل به إلى عالم التميّز والإبداع…” ويؤكد مؤسس المنظمة أنّ الجميع يصلّون لربّ واحد اسمه السلام عهد إلينا بعمارة الكون لنتمتّع بالحرية التي وهبنا إيّاها وننصب ميزان العدالة. مؤكدا أنّ المنظمة تتطلّع إلى عالم يعزف لحن السلام بكلّ اللغات مستمدّا أسس السلام من الديانات السماوية الثلاث.

أمّا المخرجة التونسية الشابة إيمان بن حسين فقد أشارت أنّ الفيلم سيكون أفضل رد على من يسعون للإساءة المتكررة وبأشكال فنيّة مختلفة إلى الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وقالت أنه الفيلم “سيكون جاهزا ليعرض في افتتاح مهرجان “سلام بلا حدود” الذي كُلّفت بإدارته وستنطلق دورته الأول في 13 من شهر ديسمبر/كانون الأول من العام المقبل وتتواصل ثلاثة أيام بالمملكة المغربية.”
وتتطلّع المنظمة التي تأسست أخر العام 2008 بتمويل وجهد شخصي من الإماراتي سيف السحّي وتتخذ من الفليبين مقرا رئيسيّا لها، لإنجاز أحد أضخم الأفلام السينمائية عن الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم ويحمل عنوان “محمد رسول السلام” يكون جاهزا في عدد من اللغات، وانطلقت فعلا الاستعدادات لإنجاز الفيلم، حيث عُهد لعدد من الكتّاب العرب بإعداد السيناريو والحوار في حين تستعد المخرجة لاختيار أماكن التصوير والممثلين والفريق التقني الذي يبدو أنّه سيكون من جنسيات عربية مختلفة.
وأكدت بن حسين أنّ الفيلم سيركز على إبراز أخلاق الرسول محمد وسيتناول مراحل حياة رسول الرحمة منذ طفولته وحتى وفاته وقالت أنّ إنجاز الشريط كان من بين أهمّ أحلامها منذ دخولها مجال الإخراج السينمائي. وشددت أنها ستسعى بكل إمكانياته إلى تشريف تونس وكل من وثق بها وأعطاها فرصة إخراج فيلم بهذا الحجم وهذه الأهميّة، مؤكدة في ذات السياق أنّ المسؤولية جسيمة جدّا.
وتؤكد بن حسين أنّ الشريط سيكون خير رد عل الإساءات المتكررة للإسلام وللرسول محمد، حيث سيكون ردا إبداعيّا بعيدا عن الهمجية والتطرّف، ردّا فنيّا راقيا يقدم أخلاق الرسول الكريم ومراحل حياته منذ الطفولة وحتى وفاته مرورا بالبعثة النبويّة وانتشار الدين الإسلامي.
يُذكر أن إيمان بن حسين تعتبر اليوم أصغر مدير مهرجان سينمائي دولي على مستوى العالم بما أنّ منظمة سلام بلا حدود” كلفتها رسميّا بإدارة مهرجان سلام بلا حدود السينمائي الدولي والذي سيكون حسب المنظمين أول مهرجان يهتمّ بسينما وأغاني السلام مكرسا بذلك المبادئ التي تأسست عليها المنظمة. و قدمت بن حسين عددا هامّا من الأعمال السينمائية الروائية والوثائقية رغم صغر سنّها كان آخرها شريط وثائي طويل لفائدة الجزيرة الوثائقية يحمل عنوان “المختفون” وهو فيلم وثائقي روائي في 50 دقيقة أنتجته قناة الجزيرة الوثائقية. ويعتبر هذا الشريط ثاني عمل لبن حسين في الوثائقي الروائي بعد شريط «صالح بن يوسف» الذي أنجزته بالاشتراك مع المخرج التونسي المقيم في لندن جمال دلالي.

ويروي الشريط حكايات أربعة أشخاص كانوا مطاردين من قبل نظام بن علي وفشلوا في الهروب إلى خارج الوطن، فقرر كل واحد منهم الاختفاء بطريقة ما ومختلفة عن الآخر، فهناك من قام ببناء عالم خاص به تحت بيته، فيما قام الثاني ببناء حائط وراء الخزانة والعيش خلفه، أمّا الثالث فقد انتحل شخصيه أخرى غير شخصيته الأصلية، وكان يدّرس ابنة الضابط الذي كان هو بدوره يبحث عنه للقبض عليه. ودام هذا الاختفاء أو التخفّي عشرين سنة كاملة. ولعلّ الطريف في هذا العمل الجديد أنّ أبطاله هم الشخصيات الحقيقية التي عاشت مراحل الهروب والاختفاء لمدة عقدين من الزمن أي أنّ المخرجة لم تستعنْ بممثلين للقيام بأدوار البطولة بل اعتمدت على أصحاب الحكايات.