ثلاثية المرأة والسينما وأحلام الربيع العربي

حين يضيع الفن تحت المزايدات السياسية

زبيدة الخواتري
تميزت فعاليات مهرجان سلا لسينما المرأة بعرض عدد من الافلام التي تنافس على جائزة المسابقة على ايقاع بصمة نسوية خاصة جمعت النساء من كل بقاع العالم.
ولعل أهم ما ميز الأيام الأولى للمهرجان هو كثرة ما تناولته وسائل الاعلام حول انزعاج الوزيرة المغربية المكلفة بالمرأة والأسرة والتضامن من اشادة الفنانة آثار الحكيم بوزير الدفاع المصري الفريق الأول عبد الفتاح السياسي مع العلم أن الوزيرة هي ممثلة فريق العدالة والتنمية الحزب الحاكم في المغرب ، وقد نفت الوزيرة المغربية في بلاغ رسمي كل هذه الادعاءات.
وتحت شعار ثلاثية المرأة والسينما وأحلام الربيع العربي تم تكريم الفنانة المصرية أثار الحكيم التي شاركت في مجموعة من الأفلام السينمائية والتلفزيونية.
حيث عقدت الفنانة آثار الحكيم ندوة صحفية أجابت من خلالها على أسئلة الصحفيين التي خلطت الفن بالسياسة على الرغم من مناداتها بالفصل التام بينهما . حيث افتتحت الفنانة آثار الحكيم  الحديث عن الفنان الذي أكدت على ضرورة اعتباره كالطبيب والمهندس و من كامل حقه الحريات  ومنها حرية الفكر والعقيدة والابداع  ، وهو حق للجميع وليس مسألة اخوان فقط  اللذين اعتبرت أن من  حقهم الحياة الدعوية  لكن خلط الدين مع السياسة لا يصلح لأن الدين شيء مقدس ولا ينبغي أن يخلط بين ما هو مدنس.
وصرحت “أنا أمارس مهنتي لأن خالق البشر هو من يحكمني ولا يهمني من هو موجود ورسالتي لم تختلف أحترم الفن لرقيه وليس لكون أحد يملي علي أفعل كذا وأترك كذا.ولا ينفع تقسيم الشعب واستعمال الفتنة الطائفية كذريعة وهذا مرفوض لأننا نؤمن بمفهوم الوطن”.
وأشارت أن الاهتمام بالسياسة زاد بعد ثورة 25 يناير 2011 وهو ما خلق حتى أعمال تتخذ من الثورة مادة دسمة للإبداع وذكرت أثار الحكيم في هذا السياق أن الاعمال الفنية التي تتحدث عن الثورة لن تكون منصفة لأن الثورة لا تزال مستمرة بل يجب التمهل  وتأمل ما حدث وما سيحدث وأمامها ربما سنوات أخرى فالحياة في مصر والعالم العربي تمر  بأحداث سياسية ساخنة جعلت الفضاء مفتوح يحتمل كل أنواع الدراما لكن المهم أن تحمل اضافة حقيقية دون تدني أو اسفاف لأن الفن في أصله رقي .

وعن موقفها تقول أثار الحكيم أن ثورة يناير2011   كان فيه تلاحم للشباب والشعب ومعهم الجيش حاميا و30 يونيو 2013 كانت الموجة الثانية عبر انطلاق شباب حركة تمرد ونزل الشعب، والتحق به الجيش ليس حاكما ولكن ليحمي مستقبل أمة ويطالب بوجود دستور.
والحكم يجب أن يكون  لا عسكري ولا ديني ولكن مدني بدستور توافقي يراعي الأقليات ويعطي كامل الحقوق للناس دون استثناء ، بل يجب العمل ككل لأننا بشر في قارب واحد تؤكد الفنانة آثار الحكيم.
وفي سؤال عن اعتزال الفنانة آثار الحكيم صرحت أن من سنن الحياة وجود الجيد والسيء مما يعطي قيمة للحياة والجيد سيبقى دائما موجود رغم طغيان الصناعة المحكومة بالأبعاد التجارية .
 وتحكي  الفنانة أن قرار الاعتزال ترددت فيه كثيرا قبل عشر سنوات لأنه انتقل من الهواية التي أحبتها لعبء بسبب الارهاق وطول فترات العمل مما خلق تشنج على مستوى الفريق ككل .
وفي سؤال عن الفيلم التسجيلي أكدت الفنانة آثار الحكيم التي سبق وكانت عضو تحكيم في مسابقة الأفلام الوثائقية أن هذه الأخيرة  لها أهمية كبيرة في توثيق وتأريخ كل ما يقع من أحداث وظواهر فهي ترصد ما يحدث شرط نقل الحقيقة وعدم تحريفها ولها أهميتها الكبيرة.
وفي الختام تمنت الفنانة الخروج من الربيع العربي بالازدهار والخير.


إعلان