أسلو : اختتام مهرجان فيلم الجنوب ..
فيلم وجدة السعودي ضمن الأفلام الفائزة
أيام سريالية وشاعرية سينمائية شهدها مهرجان فيلم الجنوب العالمي في أوسلو استمرت لأكثر من 11 يوما توزعت على دور السينما والعرض في العاصمة النرويجية. أكثر من تسعين فيلما وثائقيا وغير وثائقي عرضت في المهرجان مثلت آسيا وافريقية وأمريكا اللاتينية.

وكانت للعرب مشاركتهم وحضورهم عبر أفلام عديدة من السعودية وفلسطين والجزائر والعراق. توجت ��لمشاركة بحصول فيلم “وجدة” السعودي للمخرجة السعودية هيفاء المنصور على إحدى الجوائز الرئيسية في المهرجان. بالإضافة لفيلمين تشيليين فازا بالجائزتين التاليتين. وفيلم إيراني فرنسي فاز بجائزة الجمهور..يقول بيان إدارة المهرجان إن الفائزين هذا العام ثلاثة أفلام مختلفة جدا، أفلام خلقت قصصها الخاصة وقدمت حكاياتها عبر العين والمناظر الطبيعية حيث أتاحت للمشاهدين وضع القطع معا وخلق القصص الخاصة .
إحدى عشر يوما من المهرجان انتهت. تسعون فيلما منوعة ومختلفة بين روائي وقصير ووثائقي وكرتوني وحفلات موسيقية وسينما صامتة وحلقات ومناقشات. بعد هذه الأيام أعلنت اللجنة عن الفائزين..
الفيلم الفائز بالفضية الرئيسية ميرور 2013 هو فيلم “الرقص الواقعي” . للمخرج التشيلي اليخاندرو يودوروفسكي.
وجاء في إعلان لجنة التحكيم بالمهرجان ما يلي : فيلم يبين بوضوح أن الفيلم هو شكل من أشكال الفن، في حين أن تجربة الفيلم مسلية جدا. وهو يروي قصة شخصية، ولكن مع تعابير بعيدة كل البعد عن الواقعية. الفيلم رائع بالمعنى الحقيقي، حكاية غنية بشكل استثنائي مع الجوانب الأسطورية والروحية والسياسية، ولكن أيضا مليئة بالفكاهة والدفء . الفيلم الفائز هو خرافة إنسانية، ولكن لا تزال تحتفل بالتنوع البشري . إعلان الحب على كل من نقاط القوة و الضعف الفردية .
قررت لجنة التحكيم أيضا منح الجائزة الشرفية لفيلم ” وجدة ” أو ” الدراجة الخضراء “، من تأليف وإخراج السعودية هيفاء المنصور .
بررت اللجنة منح الجائزة لفيلم وجدة السعودي : بأنه كان مبنيا على وصف العقبات الملموسة و اليومية في حياة أبطاله, و يظهر الفيلم عرضا متواضعا عن كيفية إبقاء الناس الضعفاء في الأسفل. ولان مخرجة الفيلم امرأة فإنها تدق الأبواب بصمت وتناضل بهدوء من أجل الحرية. و يعلمنا الفيلم أنه في بعض الأحيان علينا أن نقف بصمت حتى نتمكن من المضي قدما. ويحكي الفيلم قصة فريدة من نوعها و بلا شك واحدة من أهم معالم العقد الأكثر أهمية. ومع ذلك : الفائز ليس قلوبنا التي تصر سياسيا، ولكن المقاومة الساحرة .
ومن الأفلام العربية التي شاركت في المهرجان فيلم “وجدة” السعودي لهيفاء المنصور. أربعة أفلام للجزائري نذير مكناش: وداعا المغرب، ديليس بالوما، تحيا الجزائر و حريم مدام عصماني ..فيلم “عالم ليس لنا” للمخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل. فيلم “ستيريو فلسطين” للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي. فيلم ” في حضن أمي ” للمخرج محمد الدراجي.

الفيلم الثالث الفائز بالمهرجان هذا العام عن الأفلام الوثائقية الجنوبية، والذي حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي هو فيلم ” المحطة الأخيرة”، إخراج وتصوير كريستيان سوتو .فيلم حزين، وجميل حول انتظار الموت. ويبرز بأسلوبه الجميل وهو أمر جيد بلا حدود لموضوع الفيلم. ويقدم الصور واللعب بالصور في الغرف المظلمة، في وتيرة شاعرية تستغرق وقتا لإغواء المشاهد للاستسلام لهذه القصة. منتجو الفيلم اختاروا طريقة فريدة من نوعها للوصول للناس في هذا البيت القديم، و يتم التعامل مع الأحرف بكرامة واحترام دون أن يكون مهذبا جدا. بصدق ولا يعرف الخوف، وأحيانا المتعة وسيلة لاقتراب لحظة الموت. وقالت اللجنة ان هذا هو أفضل فيلم “موري” تذكاري رأيناه منذ وقت طويل .
جائزة الجمهور كانت من نصيب الفيلم الفرنسي الإيراني ( قبل الوقت) من إخراج “اصغر فرهادي”. وهذه الجائزة يحصل عليها الفيلم الفائز عبر تصويت الجمهور. وبناء عليه تقوم المحطة التلفزيونية النرويجية انركو وهي المحطة النرويجية الرسمية بعرض الفيلم على شاشتها في العام القادم 2014 .
جدير بالذكر أن المهرجان افتتح بتسليم المخرج التايلندي ابيشاتبونغ يراسيثاكول جائزة الشرف الفضية. تكريما له على دوره وأفلامه القصيرة والممتعة والغنية. فمشاهدة أفلامه هي أن ينغمس المشاهد في الأساطير والتصوف والتأمل. على الرغم من أنها قد تكون أفلاما صعبة وغير مفهومة للمشاهد حيث أنه يحتاج لبعض الوقت لفهمها، لكنها أفلاما غريبة وغنية .