انتهاء أعمال مهرجان الأرض السينمائي في سردينيا
اعداد : نضال حمد
أسدل الستار في المسرح السينمائي ناني لوي، في مدينة كالياري الايطالية في جزيرة سردينيا، على أعمال المهرجان الدولي الحادي عشر للسينما الوثائقية الفلسطينية والعربية الذي شهدته المدينة بمشاركة مجموعة من الأفلام الوثائقية والتصويرية والروائية من بلدان عربية وأجنبية مختلفة..
على مدار أربعة أيام تنافس 22 فيلما وثائقيا لمخرجين من عدة دول, فلسطين, العراق, فرنسا, لبنان, كندا, جنوب افريقيا, الجزائر, سوريا, هولندا, على جوائز المهرجان.
فبعد النجاحات التي حققتها الدورات السابقة للمهرجان السينمائي الفريد من نوعه في الجزيرة الايطالية، حيث شاركت في دوراته السابقة أفلاما عالمية وعربية معروفة. وبعد الاهتمام الكبير الذي أولاه النقاد وأولته وسائل الإعلام للمهرجان. خاض القائمون عليه هذه السنة غمار تجربة جديدة اعتبروها أفضل تجارب المهرجان بحسب ما قاله لنا في اتصال هاتفي د. فوزي إسماعيل احد المشرفين على المهرجان. وأضاف إسماعيل أن : المشاركة بالأفلام والجمهور والنقاد والإعلام كانت مميزة عن السنوات وأفضل مما في الدورات السابقة.
جدير بالذكر أن جائزة أفضل فيلم في الدورة العاشرة من المهرجان سنة 2012 ذهبت لصالح فيلم (دموع غزة) للنرويجية المتألقة المخرجة فيبيكي لوكيبيرغ . امتدح الفيلم كثيرا من قبل النقاد والجمهور والقائمون على المهرجان السينمائي في جمعية الصداقة سردينيا – فلسطين. وكذلك من قبل المخرجة العالمية مونيكا ماورير رئيسة لجنة التحكيم في المهرجان، ومن قبل الشاعر الفلسطيني الكبير إبراهيم نصرالله عضو لجنة التحكيم.
وتتكون لجنة التحكيم هذا العام في الدورة الحادية عشر من :
فليتشي فيراغاللو
مونيكا مورير
إبراهيم نصر الله
جوزبي بوتشيدو
وسيم دهمش
أنتونيلو زاندا
معروف ان مهرجان الأرض في سردينيا بايطاليا هو المهرجان الوحيد من نوعه في جزيرة سردينيا وفي إيطاليا، فهو يقدم لجمهور الجزيرة وللجمهور الإيطالي آخر وأهم ما تنتجه السينما الوثائقية العالمية حول المجتمع الفلسطيني والمجتمعات العربية وعاداتها وتقاليدها وتاريخها والسياسة المتعلقة بها. وحول أحوال العرب وما يستجد عندهم سينمائيا. كما ويحرص القائمون عليه على مشاركة اكبر عدد ممكن من الأفلام التي تعالج القضايا العربية وبالذات القضية الفلسطينية. وتقوم إدارة المهرجان بترجمة الأفلام للغة الايطالية تحت إشراف البرفسور الفلسطيني وسيم دهمش استاذ الأدب العربي في جامعات كالياري وروما. وكذلك الكاتب الايطالي جوزيبى بوشيدون عضو لجنة التحكيم والذي يتولى الإدارة الفنية للمهرجان الى جانب رئيسته الخبيرة السينمائية والمخرجة العالمية مونيكا لورير..
هناك أفلام عديدة عرضت في مهرجان كالياري ضمن الأفلام المتنافسة على الجوائز وأخرى خارج المسابقة وبدون جوائز.

أما المسابقة لنيل الجوائز كانت محصورة بالأعمال السينمائية الوثائقية التي تعالج المواضيع الثقافية والاجتماعية والسياسية المتعلقة بالعالم العربي وفلسطين والتي تم قبولها للمشاركة في المسابقة من خلال طرح دولي ومعاينة وفرز من قبل لجنة مختصة بالاتفاق مع الإدارة الفنية. وخضعت الأعمال التي اكتملت فيها المواصفات وحازت على موافقة اللجنة المختصة بعد عرضها للجنة التحكيم الفنية ولتحكيم الجمهور لتحديد الجوائز حسب لائحة تنظيم المهرجان.
الجائزة الأولى لأفضل فيلم وثائقي كانت من نصيب فيلم (المتسللون) للفلسطيني خالد جرار.
فيلم وثائقي جديد “المتسللون”. يكشف الفيلم عن مغامرات ومحاولات عدة لأفراد ومجموعات يبحثون عن ثغرات في الجدار (الإسرائيلي) لكي يخترقوه ويلتفوا وراءه. بعض المحاولات انتهت بالفشل وأخرى بالنجاح. هي لعبة القط والفأر وفيها يؤدي الفشل إلى إصرار أكثر، ويكون النجاح نقيض لنظريات القط بالأمان. فيلم جدير بالمشاهدة لانه يعالج قضية الوجع الإنساني وتحدي شعب تحت الاحتلال لمن فصل بين الناس حتى في بيوتهم ومنازلهم.
فيما نال فيلم مملكة النساء للمخرجة دانا أبو رحمة جائزة الأرض.
تشكل قصة النساء الفلسطينيات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بين عامي 1982و1984 فصلاً هاماً من تاريخ النساء الفلسطينيات في لبنان، فبعد الغزو الصهيوني للبنان عام 1982، دُمّر المخيم وتمّ سجن الرجال. يركز فيلم “مملكة النساء” على الروح الاجتماعية والتنظيمية لدى النساء في تلك الفترة، وكيف تمكنّ من إعادة إعمار المخيم، حماية و إعالة عائلاتهنّ في وقت كان رجالهن في الأسر. يتنقل الفيلم بين الماضي والحاضر زمناً، وبين رسوم متحركة وحياة يومية مكاناً،مسلطاً الضوء على حياة سبعة من تلك النسوة، مظهراً تقديراً للمرأة التي تسهم بشكل دائم ويومي في الحفاظ على هوية وكرامة الفلسطينيين في المنفى.
جائزة أفضل فيلم لمخرج ناشئ ذهبت لصالح فيلم – شباب اليرموك
هو فيلم وثائقي فرنسي للمخرج آكسيل سلفاتوري سينز فاز بجائزة أفضل فيلم شبابي. يتحدث الفيلم عم شباب مخيم اليرموك بالقرب من العاصمة السورية دمشق. حيث بدا التصوير به سنة 2009 .وانتهى منه تزامنا مع بداية الأحداث في سورية بعد سنتين من بدء التصوير. ونهاية التسجيل في الشريط السينمائي ترافقت مع الأحداث مما جعل الفيلم يحظى بأهمية إضافية. الفيلم يعالج موضوع الشباب ومصائرهم قضاياهم وهمومهم وأحلامهم وخيباتهم وحكاياتهم وتطلعاتهم..
اما جائزة الجمهور في المهرجان كانت من نصيب الفيلم العراقي الدرامي في حضن أمي
فيلم ” في حضن أمي” للمخرج العراقي محمد الدراجي, يلقي الضوء على الأطفال الأيتام في العراق. هذا الفيلم إنتاج شركة هيومن فيلم الهولندية البريطانية ويسجل حياة 32 يتيما في ملجأ صغير للأيتام في بغداد. شارك ايضا في اخراجه عطية الدراجي شقيق محمد الدراجي في أول تجربة له في مجال الإخراج. وكان عطية الدراجي قد عمل مساعدا للمخرج في فيلمي أخيه السابقين (الحرب والحب والله والجنون) في عام 2010 و(أحلام) في عام 2006
ضمن الفعاليات الجانبية للمهرجان تم تقديم عروض فنية لفرقة جفرا الفلسطينية القادمة من التجمع الفلسطيني الضخم في مدينة اوغوس الدنمركية. ثم قام الشاعر و الكاتب الفلسطيني الكبير ابراهيم نصرالله بتقديم روايته زمن الخيول البيضاء, حيث قام الممثل الايطالي اليساندرو كونجيدو بقراة فقرات من الرواية باللغة الايطالية