انطلاق مهرجان الجزائر للسينما المغاربية
الجزائر تؤسس لفضاء سينمائي مغاربي
ضـاوية خـليفة – الجزائر
تحاول الجزائر التأسيس ومنذ سنوات لنهضة ثقافية جديدة شملت قطاع السينما الذي يقال فيه الكثير، فرغم التوازن الموجود بين جملة النقائص والانجازات يبقى الأهم، وهو النشاط والديناميكية التي يراد من خلالها ضمان الاستمرارية، وهنا يجب أن نتوقف عند المهرجانات السينمائية المؤسسة مؤخرا بداية من مهرجان وهران للفيلم العربي الذي يعد المهرجان الوحيد على المستوى العربي الذي يحتفي بالسينما العربية، مهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم، والدور أتى وبعد سنوات من الانتظار على مهرجان الجزائر للسينما المغاربية المؤسس بقرار وزاري (وزارة الثقافة) مؤرخ في 13 مايو 2010، والذي يحمل طابعا تنافسيا.
وقبيل إطلاق التظاهرة كان المحافظ “عبد الكريم آيت أومزيان” قد استعرض في لقاء صحفي البرنامج العام والخطوط العريضة لأول دورة والتي ستعرف مشاركة كل من الجزائر، موريتانيا، تونس والمغرب بينما سيقتصر حضور ومشاركة ليبيا على لجنة التحكيم والندوات التي ستقام بالموازاة، هذا وستتنافس الدول المغاربية الأربع المشاركة إجمالاً بـ 35 فيلما في الأنصاف الثلاث على “الأمياس الذهبي (الأمياس كلمة أمازيغية تعني الفهد)، وفي حديثه للجزيرة الوثائقية أكد آيت أومزيان أن المهرجان الذي سيسمح للجمهور الجزائري من التعرف على جديد ومستجدات السينما المغاربية والمواضيع التي تلتقي فيها مجموعة من المبادئ والأهداف وسيعمل على بلوغها اعتبارا من أول طبعة كترقية المبادلات السينماتوغرافية، وكذا تعزيز ورفع سقف التعاون بين السينمائي بين دول المغرب العربي، وإعطاء نفس جديد لسينما دول المغرب العربي، وتوسيع آفاق هذا التعاون.
توليفة موسيقية مغاربية في الافتتاح
على وقع “الوتر الخامس” لسلمى برقاش الذي يجسد الوحدة المغاربية بتمثيل تونسي وإخراج مغربي ومرافقة موسيقية للجزائري صافي بوتلة كان افتتاح أول دورة من المهرجان الذي يسعى من خلاله المنظمون التأسيس لقطب سينمائي مغاربي انطلاقا من الجزائر وإعادة الجمهور إلى قاعات السينما ولهذا الغرض اختار المنظمون أن تتوزع العروض على قاعتين واقعتين بقلب العاصمة وهما قاعة الموقار ومتحف السينما الجزائرية، وبالعودة إلى حفل الافتتاح الذي حضره وزير الشؤون الخارجية الجزائري “رمطان لعمامرة” الذي دعا المشاركين إلى التوحد لتكون السينما والثقافة عموما الدافع القوي للبناء المغاربي، وكذا وزيرة الثقافة “خليدة تومي” لمسنا ارتياح كبير للسينمائيين جزائريين أو مغاربة من مخرجين، ممثلين ومنتجين بميلاد هذه التظاهرة التي تضاف إلى مهرجانات أخرى قد تصبح يوما ما من أكبر المواعيد التي تحتفي بجديد السينما المغاربية التي تشهد اليوم طفرة على مستوى الكم والنوعية، حيث أكد العديد منهم أنه بمثل هذا المبادرات يمكن الارتقاء بالسينما المغاربية والتأسيس لصحوة حقيقة على كل الأصعدة بما فيها ترقية الصناعة السينمائية خاصة وأن هذه الدول تمتلك طاقات بشرية كبيرة وفضاءات للتصوير طبيعية ورائعة وهو ما يعول عليه الكثير، ومكسب هام يمكن استغلاله بطريقة جيدة لصالحنا.

الأفلام..
أما توزيع الأفلام المشاركة في أول دورة والمقدر عددها ب 35 فيلما فسيكون على النحو التالي 11 فيلم طويل، 15 فيلم قصير، و9 أفلام وثائقية هذه الأخيرة أي السينما الوثائقية ستكون ممثلة ب”ابن خلدون” لشرقي خروبي، و”الواد يا الواد” لعبد النور زحزاح من الجزائر، “نساء خارج القانون” لمحمد العبودي و”محمد قولي” لأيوب اليوسفي من المغرب، بينما ستكون تونس ممثلة ب “أزول” لوسيم القربي، “يا من عاش” لهند بوجمعة، و”ينعل بو الفوسفاط” لسامي تليلي، و”صديقي الذي اختفى” لزيد العابدين محمد المختار و”1989″ لجبريل دياو من موريتانيا، وفي فئة الأفلام الطويلة فسيمثل البلد المستضيف الجزائر مخرجون كبار كعلواش، ولد خليفة، وحداد وفيما يلي الأفلام الجزائرية المشاركة : “التائب” لمرزاق علواش، “حراقة بلوز” لموسى حداد، “زبانة” لسعيد ولد خليفة، و”البطلة” لشريف العقون، أما السينما المغربية فستشارك بأربعة أفلام وهي “أندرومان من دم وفحم” لعز العرب علوي، “الوتر الخامس” لسلمى برقاش، “يا خيل الله” لنبيل عيوش،”زيرو” لنور الدين لخماري، أما تونس فتحضر بالعناوين التالية “ما نموتش” لنوري بوزيد، “المعلم” لمحمود بن محمود، و”هز يا وز” لإبراهيم لطيف، والحصة الأكبر من حيث العدد ستكون للفيلم القصير الذي يسجل عودة المخرج الجزائري ومدير التصوير المخضرم رشيد بن علال لتجربة الفيلم القصير ب”حافلة الشوق” ويرافقه في تمثيل الجزائر كل من فيلم “الباخرة” لأنيس جعاد، “مقعد عمومي” لجمال علام، “الأرجل على الأرض” لأمين حتو، و”المغترب” لمناد مبارك، وبنفس العدد تشارك تونس “يد اللوح” لكوثر بن هينة، “أزهار تويليت” لوسيم القربي،”بابا نويل” لوليد مطار،”سلمى” لمحمد بن عطية، “صباط العيد” لأنيس لسود، أما المغرب فتحضر بالأفلام التالية “اونتروبيا” لياسين ماركو، “الليلة الأخيرة” لمريم توزاني، “فوهة” لعمر مول الدويرة، “على طريقة الجنة” لأودا بينيامينا، وبفيلم واحد ووحيد تسجل موريتانيا حضورها “محمود موسومة” لايدمو واد غالي.
هذه الأفلام ستقيم من قبل لجنة تحكيم تضم مخرجين، نقاد ومنتجين، إذ سيترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة المخرج الجزائري “لمين مرباح” ويرافقه في مهامه كل من المغربي “محمد الوالي”، الفنان “أحمد بن عيسى”، التونسية “ذرة بوشوشة”، والموريتاني “عبد الرحمن أحمد سالم”، وفي فئة الأفلام القصيرة نجد كل “رابح لعراجي” من الجزائر رئيسا و التونسية “هند حولة حمزة” والجزائري “سيد أحمد سميان” والمخرج المغربي “عبد الاله الجوهري” ومن ليبيا الناقد “محمد مخلوف” أعضاء، بينما تترأس لجنة الأفلام الوثائقية الجزائرية “فضيلة مهال” و”علي صافي” من المغرب، و”مراد بن شيخ” من تونس و”مليكة نيشور رمان” من الجزائر.
وفيما يتعلق بالجوائز والقيم المالية التي رصدتها لجنة المهرجان فستكون على النحو التالي: الأمياس الذهبي (الجائزة الكبرى) لأحسن فيلم طويل 15000 دولار أمريكي، جائزتي لجنة التحكيم وأحسن سيناريو 10000 دولار لكلاهما، و4000 دولار مناصفة بين جائزة أحسن أداء رجالي ونسائي هذا فيما يخص الأفلام الطويلة، بينما تصل جائزة أحسن فيلم وثائقي إلى 10000 دولار، أما جائزة أحسن فيلم قصير فتقدر ب 7000 دولار.