الأفلام الوثائقية في سنة 2013

زبيدة الخواتري

 كانت سنة 2013 حافلة بالإنتاجات الوثائقية العربية والعالمية والتي عرضت وحازت على جوائز في عدة مناسبات.
وقد تصدر الفيلم الوثائقي المصري (الميدان) لائحة أفضل الأفلام التسجيلية لهذا العام لمخرجته الأمريكية المصرية الأصل جيهان نجيم . ويرصد فيلم (الميدان) حياة عدد من النشطاء في كفاحهم ضد الزعماء والأنظمة وهم يخاطرون بحياتهم سعيا لبناء مجتمع ديمقراطي جديد.
ويرتبط الفيلم كما يدل على ذلك اسمه بالميدان أو ميدان التحرير الذي كان أهم فضاء احتضن الثورة المصرية التي نسجت أول خيوطها خلال سنة 2011 وانتهت بتنحي الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن منصبه .
ويعكس العمل أيضا رغبة حقيقية في التعبير عن حس المسؤولية والثورة بعيون الشباب العربي وكيف أمكن له الخروج من حالة الصمت وغياهب الظلام الى المطالبة بحقوقه الشرعية وبالتغيير ايمانا منه أن الأمور لا يمكن أن تستمر بنفس الطريق وأن لكل انسان الحق في التعبير عن حريته وعن ذاته وبالتالي تقرير مصيره مع من يراه مناسبا ومن سيقوده لتحقيق الأفضل.
أيضا فيلم “وهقة” والذي يحمل في محتواه رسائل  إلى بعض الأهالي لإعادة النظر في أسباب رفض بعضهم مشاركة الفتيات في المجالات الإعلامية .

وهقة

وجاء فيلم “وهقة” ملامساً لحجم المعاناة التي تعيشها بعض الفتيات الراغبات في خوض مجال الإعلام، حيث تشعر الفتاة بأنها في “وهقة” أي في مشكلة كبيرة  إذا تصدى الأهل لقرارها، رافضين فكرة توجه الإناث للعمل الإعلامي، حيث باتت فكرة وجود الفتيات في المجالات الإعلامية أمرا مرفوضا، ومن هذا المنطلق استطاعت المقبالي توظيف العنوان بقصة الفيلم، متمنية بأن تصل إلى هدفها في تغيير تلك الأفكار السائدة في المجتمع فيما يخص الفتاة والإعلام. ويخص أيضا الصورة النمطية حول المرأة الاعلامية في بعض المجتمعات المحافظة.
ويمثل العمل ثورة جديدة على العادات والتقاليد التي تكرس صورة المرأة التقليدية والتي يجب أن تبقى في المنزل حاضنة لأطفالها دون أن يكون لها أي دور آخر في الحياة .
ورأت مبدعة هذا الفيلم التسجيلي في الاعلام واحدا من القطاعات التي تستقطب كثير من فتيات الخليج اللواتي يصطدمن بحائط المعارضة على الرغم من وجود ميولات قوية أو حتى مؤهلات دراسية ومهنية تخول لهن النجاح في عمل أحبوه ومن المعروف أن المرء حين يحب عملا يبدع فيه ويعطي كل ما لديه لكن وجود صعوبات وتحديات قد يجعله في مأزق المحظور والممنوع الذي يقف حجر عثرة أمام تطوير الذات وتنمية القدرات .
فالفيلم الوثائقي “وهقة ” دعوة جديدة أمام الآباء وعبرهم رسالة لكل أفراد المجتمع لإلغاء التمييز ضد النوع واعطاء المرأة العربية فرصة جديدة أمام العطاء والحياة.
اما الفيلم الدنماركي الطفل والبهلوان للمخرجة ايدا كرون فيتناول قصة إنسانية عميقة الأبعاد كشفت وجها وأخفت آخر بشكل يدعو إلى التأمل مع بنية إخراجية متميزة ومقتصد�� لترسم مساحة بصرية ممتعة رغم الألم .
ويروي هذا الشريط الوثائقي علاقة صداقة نشأت بين طفل مصاب بداء السرطان وبهلوان في المستشفى في ظرف حرج وذلك خلال حفل أقيم لفائدة الأطفال المصابين بالسرطان، كما أن الشريط هو عبارة عن حكاية حول السحر والمرض وحول العزلة والتآزر.
وقد رسمت هذه الأفلام وغيرها من الأفلام الوثائقية التي عرضت سنة 2013 صورة جديدة من صور الثورة ضد القمع وضد الظلم والاستبداد والأنظمة الغير شرعية المخالفة لقناعات الشعوب ، وثورة ضد العادات والتقاليد وضد المرض بشكل لا يوثق فقط لأحداث يجعلها حبيسة التاريخ لكن يدق ناقوس الخطر أمام ظواهر وجب لزاما أخذها بعين الاعتبار.


إعلان