فصول من قرطاج السينمائية في عدد من محافظات تونس
تونس – صالح سويسي
من أجل المساهمة في إثراء النشاط السينمائي في عدّة محافظات داخل البلا، تنظم اللجنة الثقافية الوطنية وإدارة الفنون السمعية البصرية بالشراكة مع الجامعة التونسية لنوادي السينما تظاهرة سينمائية تحمل عنوان «من ذاكرة أيام قرطاج السينمائية» وذلك في محافظات باجة وجندوبة وسليانة (شمال غربي) والقصرين (وسط غربي) وتوزر وقبلي وتطاوين ومدنين (جنوب) والمهدية في الساحل وأيضا زغوان القريبة من العاصمة، وكانت التظاهرة انطلقت منذ بداية فبراي الجاري وتتواصل إلى غاية الأول من يونيو المقبل. ويتضمن برنامج التظاهرة عرض 35 فيلما، تمثّل مراحل زمنية محتلفة منذ تأسيس التظاهرة عام 1966 وحتى دورة عام 2010.
وتهدف هذه التظاهرة حسب المنظمين، إلى إستحضار نماذج من الأفلام والنجوم الذين ساهموا في مختلف دورات هذا المهرجان الكبير ذي التاريخ الزاخر بالعطاء والإضافة للسينما العربية والإفريقية، مع تمكين الأجيال الجديدة في المناطق الداخلية لمتابعة عديد الأفلام سواء التي توّجت في مختلف أقسام المهرجان خلال دوراته المتتالية أو التي سجلت فقط مشاركتها دون تحقيق أي نتائج أو الظفر بأية جوائز. ويؤكد المنظمون أنّ التظاهرة تمثّل فرصة للتحاور والالتقاء بأهل السينما من نقاد ومخرجين وممثلين ومهتمّين بالشأن السينمائي ممّن واكبوا المهرجان أو شاركوا فيه وذلك بغاية توفير منتوج ثقافي لكل جهات البلاد وعدم حصر الأعمال الثقافية والفنية في العاصمة.
وكان من المقرر أن يتمّ عرض شريط قصير يحمل عنوان «المحمدية» للمخرج أحمد بنيّس في المركب الثقافي بباجة يوم الجمعة 8 فبراير، ولكن نظرا للظروف الحالية تمّ تأجيل موعد العرض، والشريط تحصل على التانيت البرنزي سنة 1974 كما تمّ تأجيل عرض شريط طويل للمخرج المغربي نبيل عيوش بعنوان «على زلوة» وهو الشريط الذي تم اختياره رسميا في دورة 2002 وفي نفس الفضاء تمّت برمجة شريط قصير «حمام الذهب» للمخرج التونسي منصب ذويب وكان تحصّل على التانيت الفضي سنة 1986 إلى جانب شريط «سجنان» للتونسي عبد اللطيف بن عمار المتحصل على التانيت الفضي سنة 1974.

في المركب الثقافي بجندوبة تمّت برمجة عدة عروض سينمائية منها شريط قصير بعنوان «الوليمة» للتونسي محمد دمق وهو متحصل على التانيت الذهبي سنة 1998 وشريط «عيد ميلاد ليلى» للفلسطيني رشيد مشهراوي كان توّج بالتانيت الفضي خلال العام 2008، والشريط القصير «صابون نظيف» لمليك عمارة وهو حائز على التانيت الذهبي سنة 2010، كما سيعرض شريط طويل «مختار» للصادق بن عائشة من تونس أيضا زهو فائز بالتانيت البرنزي سنة 1968.
عروض ومعارض
هيئة التنظيم أصدرت كتيّبا أنيقا وشّحت غلافه صورة لمؤسس المهرجان الراحل الطاهر شريعة، وتضمن الكتيّب برنامج التظاهرة وملخصا لكل فيلم مع معلومات حول أصحابه. وانطلاقا من يوم 15 فبراير يحتضن فضاء العروض بالمركب الثقافي بسليانة معرض “لقطات وصور من ذاكرة أيام قرطاج السينمائية” ويتواصل إلى غاية الثالث والعشرين من نفس الشهر، في حين يعرض في يوم افتتاح المعرض شريط قصير بعنوان «رايس الأبحار» للمخرج تونسي شهام بن عمار الذي ظفر بجائزة أفضل عمل سنة 2002 وشريذ «السفراء» لناصر القطاري وهو فيلم حائز على التانيت الذهبي سنة 1976.
ولعلّ الجميل في هذه التظاهرة أنها لا تكرّك المخرجين أو الممثلين فقط بل وباقي صنّاع السينما كالمصورين مثلا، ومن ذلك أنّه سيتمّ عرض شريط قصير بعنوان «الرباط» لحميدة بن عمار بالمركب الثقافي بسليانة وهو شريط حائز على جائزة أحسن مصور خلال دورة 1986. وسيتمّ خلال التظاهرة وفي سليانة أيضا تقديم شريط «سلام يا ابن العم» للجزائري مرزاق علواش الفائز بالتانيت الذهبي سنة 1996.
في محافظة القصرين سيتابع جمهور السينما عددا من الأفلام أيضا والتي تعود لفترات زمنية متباعدة نسبيّا، ويحتضن المركب الثقافي بالقصرين عرض شريط «Teza» للمخرج هايصي قيريما الحائز على التانيت الذهبي سنة 2008 وشريط «صمت القصور» لمفيدة التلاتلي المتحصل على التانيت الذهبي في دورة 1994، وفي دار الثقافة أبو القاسم الشابي بتوزر يعرض شريط «La noire» لعصمان صامبان المتحصل على التانيت الذهبي 1966. شريط «باماكو» واحد من الأفلام التي ستعرض بدار الثقافة بقبلي.
تطاوين ايضا لها حظها من العروض حيث يفتح المركب الثقافي أبوابه لعرض شريط «سجنان» لعبد اللطيف بن عمار يوم 12 أبريل، وبالمركب الثقافي بمدنين يتمّ تقديم من الأفلام من بينها شريط «المومياء» للمخرج المصري شادي عبد السلام. المهدية تحتضن فيها دار الثقافة عرض شريط «باماكو» لعبد الرحمان سيساكو يوم 18 مايو في حين تعرض دار الثقافة زغوان شريط «podi saugur» للمخرج الغيني فلورا قوميس. وفي البرنامج أيضا أفلام لتوفيق الرايس وابراهيم اللطيّف والطيب الوحيشي.
وتتوزع العروض كالآتي:
باجة وجندوبة من 1 إلى 9 فبراير
سليانة من 15 إلى 23 فبراير
القصرين من 1 إلى 9 مارس
توزر من 15 إلى 23 مارس
قبلي من 29 مارس الى 6 نيسان
تطاوين من 12 الى 20 نيسان
مدنين من 26 نيسان الى 4 مايو
المهدية من 10 إلى 18 مايو
زغوان من 24 مايو إلى 01 يونيو
الجدير بالذكر أن الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية أثارت جدلا واسعا على جميع المستويات وخاصة على مستوى الإعداد والتنظيم الذي لم يرق لمستوى تظاهرة في جحم هذا الصرح الثقافي والفنّي الذي ساهم منذ تأسيسه في صنع ربيع السينما العربية والإفريقية، ولعلّه بتميّزه في دعم سينما الجنوب كان من أكثر المهرجانات التي تستقطب الأنظار على مستوى العالم سيّما أنّ المؤسسين انطلقوا من المحلية وخباياها لرسم واقع أفضل لسينما جنوب المتوسط وإفريقيا السوداء.
الدورة الأخيرة جعلت القائمين على قرطاج السينمائي يعيدون عديد الحسابات وينطلقون في رسم خارطة طريق جديدة ربما تعيد قطار الأيام إلى سكّته الصحيحة ومساره الأفضل، ولو أنّ مدير الدورة الأخيرة كان اشتكى من الوضع المالي للتظاهرة وغياب الدعم والاستشهار وفتور العلاقة مع وزارة الإشراف المموّل والمشرف الأول على المهرجان.
وفي كل الحالات تمثّل هذه التظاهرة فرصة حقيقية لأحباء الفن السابع من الأجيال الجديدة لمشاهدة أفلام ربما لم يتسنّى لهم مشاهدتها سابقا والالتقاء والتحاور مع أصحابها أو المشاركين فيها وتقييمها بمقاييس نقدية حديثة ومعاصرة.