حوارٌ مع الناقد السينمائي “محمد رُضا”
حول “دليل السينما العربية، والعالمية”
أجراه صلاح سرميني ـ باريس
في مُدونته “ظلال، وأشباح” الثرية، والمُتجددة دائماً (أفضل مدونة سينمائية عربية على الإطلاق)، كتب الناقد اللبناني “محمد رُضا” :
ـ لمن يسأل عن “دليل السينما العربية، والعالمية، ومتى سيُوزّع، سأكون شجاعاً، وأعلن أن الناشر “عبد الله الشاعر”، وأنا تكبّدنا إلى الآن متاعب جمّـة في سبيل تأمين توزيعه، تفاوض الناشر مع عدد من الموزّعين المعروفين في المنطقة العربية، فإذا بشروطهم من نوع التعجيز. معظم شركات التوزيع هي بدورها سارقة جهود، يريدونك أن تدفع 40 إلى 50 بالمئة من التوزيع (أيّ سوف يردّون إليك نصف ما قبضوه من بيع الكتاب)، وفوق ذلك الشحن، بالنتيجة دخل الناشر من الكتاب يتراوح ما بين 30 إلى 25 بالمئة، وهي لا تغطّـي تكلفة النشر، وبالتالي لا أرباح له، ولا للمؤلّـف، لكن أنا لستُ سائلاً، لأني سأموت فقيراً كما حييت، لكن ما ذنبه هو؟
ـ زيادةً على ذلك، ترفض شركات التوزيع إعلامك بالأعداد الفعلية لما تمّ بيعه من الكتاب، رُبما تبيع 500 نسخة في مصر في الأشهر الثلاث الأولى، أو 1000 نسخة في السعودية، لكنها ستعود إليك لتقول بعنا 100، أو 150 فقط… أيّ سيأكلونك حيّـاً، يفصلون الدين عن الدنيا لمصلحتهم، ويربطون الدين بالدنيا حين يكون ذلك مفيداً لهم، كيف تربح جولتك مع مثل هؤلاء؟
ـ بالنتيجة، تحارب لصوص النقد، ولصوص النشر، وإنجح يا فالح في مراميك لترفع من قيمة الثقافة، والثقافة السينمائية، إذاً لقراء “محمد رُضا”، والراغبين في الحصول على نسخة من الكتاب، هناك موقع سيعلن عنه قريباً بإسم The Book Of Cinema سيمكنه بيع الكتاب لمن يطلبه، وأعتقد أن هذه ستكون الطريقة الوحيدة لاقتنائه للأسف، وسأتابع معكم تطوّرات هذا الموقع الذي سيكون شاملاً، وليس حكراً على “كتاب السينما” فقط.

ـ هناك نقاد كتبوا، وصحافيون كتبوا، ونقاد قرروا أنهم لا يريدون الكتابة، حين تهدي نسخة لأحد لا يجب أن تربط الهدية بمساومة، أهديك نسخة شرط أن تكتب عنها، لكن هؤلاء النقاد الذين لم يكتبوا يجب أن يذكروا سبب إحتجابهم عن الكتابة في رسائل خاصّـة، أنا لا أطلب من أحد أن يكتب عنه سلباً، أو إيجاباً، لكني أحب أن أعرف سبب عدم كتابته، ليست نهاية الدنيا إذا قرر أنه لا يريد أن يكتب، لكنه موقف، والموقف متعلّـق بي.
ـ هل تصدّقون أن واحداً من الزملاء قال أن الكتاب لم يعجبه، حين سألته السبب قال : “هناك أخطاء عديدة في أسماء المخرجين”، سألته عن مثل، فأجاب أنه لاحظ ذلك حين ذكرت إسم مخرج فرنسي مرّة بالهمزة، ومرّة بدون همزة، “صحيح ؟ أهذا هو سبب قرارك بعدم الكتابة؟” الكتاب أكثر من 300 صفحة، وكل همّـه هو أن الهمزة طارت من فوق، أو تحت إسم ما.
ـ أحد الزملاء الذي أقدّرهم كتب ضد كلمة إستخدام “دليل” عوض “كتاب السينما” كما كان إسم كتبي السابقة، هذا من بعد أن سألني، وأخبرته أنه قانونياً في دولة المنشأ (الإمارات العربية المتحدة) كان علينا تسميته بالدليل، لأنه حمل بعض الإعلانات، وذلك حسب توصية المسؤولين. لكنه رغم ذلك يكتب أن التسمية خطأ، هو وآخرون أعابوا على أن عدد الأفلام العربية في الكتاب أقل من الأفلام الأجنبية، طبعاً هو أقل لأن هذا هو معظم ما شاهدته من أفلام عربية، العدد الإجمالي بلغ 81 فيلماً عربياً، هل هناك كتاب نقدي حديث فيه أكثر من ذلك؟ لا، إلى هذه الحقيقة هناك مسألة أن عدد الأفلام الأجنبية التي نقدتها في محيط الـ 260 فيلم، وهذا طبيعي، الأفلام الأجنبية قادمة من عشرات الدول، الأفلام العربية من عشرة.
ـ موضعي حيال كل ذلك هو موضع المخرج الذي يصنع فيلماً فإذا به : ممنوع من التوزيع، منتقد لأشياء ليست صحيحة، أو غير كاملة الإستيعاب، والجمهور لا زال بعيداً عنه، هل سأكتب كتاباً آخر؟
***
في هذا الحوار المُتبادل مع الناقد السينمائي اللبناني “محمد رُضا” إجاباتٌ على كلّ التساؤلات التي تدور حول “دليل السينما العربية، والعالمية”.
تفتتحُ الدليل بقراءةٍ صادمة بعنوان “عامٌ في السينما العربية، وقائع سينما مهددة”، لا ينقصها التشاؤم، ألا تمنحكَ ثورات الربيع العربي قدراً ضئيلاً من التفاؤل بمستقبلٍ “ثوريّ” للسينما العربية تجعلها تصل إلى أكبر المهرجانات العالمية، وتنافس أعظم المخرجين،…؟
ـ إستندتُ في قراءتي تلك إلى ما تمرّ به صناعة السينما في العالم العربي، لا يهمّ كثيراً، في رأييّ وفي هذا الصدد، كم فيلم يتمّ صنعه هنا، وهناك، وكيف يجهد المخرجون العرب بحثاً عن التمويل، ثم بحثاً عن فرص العروض، ولا حتى كم من الأفلام المُنتجة يصل إلى المهرجانات، وكم منها لا يصل، ما يهمّ هو التركيبة الإنتاجية/ الصناعية/ التسويقية ذاتها… إذا لم تكن هذه بخير، فإنّ السينما ليست بخير، بل هي- في أحسن الظروف- تمرّ بفترةٍ تنشط عاماً، وتتراجع في عام آخر، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى الجيّـد، والمُميّـز فعلاً بين كلّ ما يتمّ إنتاجه.
الإنتفاضات الشعبية التي انطلقت مشكّلة ما تمّ تسميته بـ”الربيع العربي” لم تعش طويلاً لتشهد إنتصاراتها، استولت عليها الجماعات التي تحارب لأجندات خاصّة ليس منها ما هو “شعبيّ”، ولا هو تعبير عن إنتفاضة ضدّ الرئاسات الدكتاتورية، وهذه الجماعات لا تكنّ للسينما إلاَ العداء، لأنّ كلّ شيءٍ في بالها عورة، وحرام، وللجنّـة باباً واحداً هو الباب الذي يعتقد أفراد هذه الجماعات أنه سيُخصص لهم.

مبروك عليهم هذا الإعتقاد، لكن يقيني أنّ الباب الذي سيدلفون منه هو باب آخر يدفعون فيه ثمن الضحايا الأبرياء الذين تسببوا بهلاكهم، وهناك، على الغالب، سيلتقون بمن كانوا يحاربونهم، ويشتركون معهم في المصير نفسه.
وشخصياً، لا أعرف كيف أتفاءل، ولا كيف أتشاءم، أنظر إلى الحياة بعينيّن واقعيّتين، وهذا يكفيني .
أعرفُ بأنك لا ترتبط بأيّ علاقة مصالح مع المشهد السينمائي في دول الخليج، وفي الدليل تًصرّح بأنّ مؤشرات التفاؤل تأتي من هناك، وخاصةً الإمارات العربية المتحدة، هل لكَ أن تفسر لنا هذا الغزل المُبطن رُبما ببعض المكاسب، والمنافع الشخصية، والإحترافية ؟
طبيعياً، أُنظر إلى باقي الخريطة العربية، هل تجد اهتماما بالثقافة، والفنون أكثر مما هو ممارس فعلاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعض دول الخليج الأخرى؟
هل تجد إهتماماً حقيقياً بتنشيط، وتفعيل العمل السينمائي في أيّ دولة أخرى؟
لكن في سؤالك تناقض، ثمّ اهتمام، أولاً : تنفي عني أن لديّ إرتباطاتٍ مصلحية، ثم تتساءل عن تفسير لهذا “الغزل المُبطّـن رُبما ببعض المكاسب، والمنافع الشخصية”، هل لي أن أمارس الجانبين في وقتٍ واحد، فأكون بلا مصالح، وبمصالح معاً ؟
أترك لكَ قناعاتك، أما قناعتي، فهي أنه إذا ما كان هناك حركة سينمائية قابلة لتطوّر صحيح في المنطقة العربية، فهي هناك لدى القوم الذين يسعون للوصول بالسينما ثقافة، وصناعة إلى مستوى يحقق طموحاتٍ وطنية، وفي هذا السبيل تمّ تأسيس مهرجاناتٍ لها ورش عمل، وأسواق، وتظاهرات، وتجمع حولها المواهب، وتعرضها على متخصصين، وتمّ إنشاء مؤسساتٍ تعمل في هذا الإتجاه، طبعاً ليست كلّ الخطوات إنجازية، وهناك تقصير، وثغرات، لكن الرحلة بدأت، وإلى الآن متواصلة.
القراءة التي كتبتها تحت عنوانٍ شامل “عامٌ في السينما العالمية”، هي، في الحقيقة، تخصّ السينما الأمريكية حصراً ؟
هذا خطأٌ أعترف به، ولو أنّ لديّ مبرراتي، كنتُ كتبتُ “عامٌ في السينما العالمية” حين كان من المُقرر للكتاب أن يصدر قبل أشهرٍ من صدوره، وانتبهتُ حين اقترب موعد الصدور أن المعلومات التي وضعتها أصبحت قديمة ما اضطرني إلى حذف الكثير من دون أن يكون لديّ الوقت الكافي لإستبدالها، تعلم أن إحصاء الإتجاهات، والتيارات، والإنتاجات حول العالم أمرٌ يتطلّب وقتاً، وهذا ما لم أملكه.
يبدو بأنّ تقريرك عن مهرجانات السينما العربية 2012 منقوصاً، حيث اكتفيتَ بالبعض منها، وتفاديتَ الحديث عن أخرى.
تسأل كما لو أنّ هذا الكتاب كان لديه مراسلون، ونقاد في كلّ منطقة عربية أمّوا كلّ المهرجانات المهمّة، ونصف المهمّة، لكنه اختزل كلّ هذا الجهد في حفنة من المهرجانات التي وجدت طريقها للنشر، كيف أكتب إنطباعي عن مهرجان لم أحضره لا في دورته الأخيرة، ولا قبلها ؟ هل أنقل عن الإنترنت كما يفعل الآخرون ؟
هل حققت المهرجانات العربية في الدول الغربية طموحاتها ؟ في هذه القراءة تشير إلى مهرجاناتٍ معينة، وتُغفل أخرى، وأجد هذا السؤال الكبير يحتاج إلى إجابةٍ مُعمّقة.
للإجابة على هذا السؤال، وعلى نحوٍّ مُعمّـق، لابدّ من النظر إلى المقصود بعينه حينما يقرر شخص، أو فريق إقامة مهرجان عربي في بلد غير عربي :
هل يريد أن يُنجز ذلك حبّـاً بالسينما، أو بالسينما العربية على وجه التحديد، أو بنفسه، ورغبة منه في أن يقدّم نفسه للعالم بأنه صاحب مهرجان؟
ماذا كان يعرف عن السينما من قبل ؟ ما هي بالنسبة إليه ؟

ثمّ كيف حدث أنّ معظم من أقاموا المهرجانات العربية في الخارج لم يكترثوا للتميّـز، بل انساقوا في تناسخ تامّ، فإذا بحفنة الأفلام العربية تنتقل من بلدٍ لآخر كما لو أنها حقائب تائهة.
المهرجان الوحيد الذي كانت لديه أجندة جيّدة، وهوية تصلح لأن تستمر كان “بينالي السينما العربية” في باريس الذي أوجده الناقد الراحل “غسان عبد الخالق”، وورثته الناقدة الزميلة “ماجدة واصف”، وهي بالفعل نجحت في تطويره لسبب مهم : هي واحدة من المديرين القليلين جدّاً في مهرجاناتنا العربية (داخل، وخارج) الآتين من مهنة النقد السينمائي، تلك المدرسة التي لو استطاع مدراء مهرجانات كثيرون الإستغناء عنها لفعلوا، سابقاً ما حاول منتجون، ومخرجون أكثر عدداً تهميش النقد السينمائي، وفشلوا.
هل كان ينقص السويد مجموعةً من الأفلام العربية التي تُعرض فيها ؟
هل استطاع روتردام إثراء ثقافة المشاهد الهولندي إلى حيث بات يعرف الآن أكثر مما يعرفه فيما لو جلس إلى شاشة التلفزيون؟
ثمّ هل هي، وأمثالها مهرجانات، أم تظاهرات ؟
للنجاح هناك قواعد، ولا أرى ما يكفي من القواعد الفعلية تستطيع إنجاح أيّ تجربة من هذا النوع.
لقد اخترتَ العنوان “دليل السينما العربية، والعالمية”، ولكننا لن نعثر على معلومات عن عموم الأفلام العربيّة، والأجنبيّة التي تمّ إنتاجها في عام 2012، بينما العنوان “كتاب السينما” هو الأنسب، لأنه يتضمّن تلك التي شاهدتها خلال فترة محددة.
مرّةً أخرى تتحدّث كما لو أنّ الجهد المبذول ليس جيّداً، لأنه ليس شاملاً، عدم الشمول نقص، ولا علاقة له بجودة المنشور، والسؤال مكرر، لذا ستكون الإجابة عليه متكررة، الأفضل العودة إلى السؤال الرابع.
إلى ذلك إختيار كلمة دليل، وقد سبق لي أن ذكرت ذلك في واحدة من محادثاتنا الهاتفية، تمّ بناءَ على قانون المطبوعات التي تساءلت عن كيف يمكن لـ”كتاب” سينما أن يحتوي إعلانات، وطلبت تغييره إلى “دليل”، هذه أعتقد ثالث مرّة أخبرك ذلك، لكنك تُعاند، لديك هواية غريبة في تكرار المشهد الذي في بالك رُبما تأثراً منك بالسينما الهندية.
في تقريركَ عن “المهرجانات العربية، رفاق، ومتنافسون”، تُشير إلى أكثر المهرجانات شهرةً، وتًسجل جوائزها، هناك مهرجانات تابعتها بنفسكَ، وأخرى قرأتَ عنها، وأعتقد، بأنّ “دليلاً ما” يجب أن يتضمن كلّ المهرجانات العربية التي انعقدت خلال عام، أو على الأقلّ، إدراجها وُفق تاريخ انعقادها.
لقد حددتُ قبل تناول كلّ مهرجان على حدة بأنّ العدد هو خمسة عشر مهرجاناً، هذا يضع القاريء أمام إعلانٍ صريح بأنّ باقي الـ 3985 ليست موجودة، ثم أن هناك نوعين من المراجعات، واحدٌ شاملٌ إلى حدٍ بعيد، وآخر يردّ على أساس قائمة.
في القراءة عن المهرجانات الدولية، تُشير أيضاً إلى دزينةٍ منها، ورُبما كان من الأفضل أن تتحدثَ عن تلك التي تابعتها بنفسك ؟
(ملاحظة : يبدو بأنّ الناقد محمد رُضا نسي الإجابة على هذا السؤال، أو طار في زحمة المراجعة)
هل هناك ضرورة ما في إدراج جوائز المناسبات العالمية، وأعياد السينما بعد شهورٍ من معرفة نتائجها، وهي متوفرة دائماً في صفحات الأنترنت ؟
يا ريتك لم تشتري الكتاب، ويا ريتك لم تُعلّـق عليه من الأساس، أنتَ تطالب بدليلٍ أكثر شمولاً ثم تتساءل عن السبب في إيراد جوائز، ونتائج متوفرة على صفحات الإنترنت، وهل هناك ما هو غير متوفر على الإنترنت ؟ لو كنتُ سأفكر بما هو متوفر، وبما هو ليس متوفراً لما كان للكتاب كله ضرورة.
وجدتُ فصل “السينما العربية” بأنه الأكثر هشاشةً في الدليل، حيث يتضمّن ملاحظاتٍ لم تصل إلى مستوى تلك القراءات التي خصصتها للأفلام الأجنبية.
لا أستطيع أن أناقش هذا الموضوع، لأنّ السؤال غير واضح، هل لديك تحديداً لما هو هش ؟ هل ـ مثلاً ـ النقد الوارد عن فيلم “أسماء” هشّ، أو عن “أياد خشنة” ؟ هل الهشاشة هي تقسيم الأفلام إلى تسجيلي، وروائي عوض دمجهما ؟
هناك أفلام تكتب عنها مساحة أكثر من أفلام أخرى، وهذا طبيعي، فهل هذا التفاوت يعني هشاشة؟
ـ لقد شاهدتَ ما توفرَ لكَ من الأفلام العربية في مناسباتٍ محددة، وتبدو قليلة العدد
(31 فيلما روائياً طويلاً، 18 فيلماً تسجيلياً، و15 فيلماً روائياً قصيراً)

بينما وصلت حصيلة مشاهداتكَ من السينما العالمية إلى
(186 فيلماً روائياً طويلاً، 10 أفلام تسجيلية، و8 أفلام رسوم متحركة)
وكانت تقاريرك عنها أكثر تحليلاً، دقة، واهتماماً.
هناك 301 فيلم روائيّ أجنبي، وعشرة تسجيلي، وتسعة أنيماشن، هناك نحو 40 فيلم آخر من إنتاج 2012 لم يتسن لي الوقت للكتابة عنها، كلّ ذلك طبيعي، السينما العربية هي المُقصّـرة في وصولها لا إلى الناقد فقط بل إلى الجمهور ذاته، وهي معذورة لأنّ المشكلة ليست في صانعيها بل في التركيبة الإنتاجية – التسويقية ذاتها حيث طريق الأفلام العربية الجيّدة الوحيد هو إما عروض محليّة، أو مهرجانات، في الكتب المُقبلة سيكون هذا التفاوت موجوداً، ليس لأيّ سبب آخر إلا لأن عدد ما أشاهده من الأفلام العربية أقلّ بالطبع مما أشاهده من أفلام عالمية، هناك أربعة عشر دولة عربية تنتج أفلاماً (وبعضها فيلماً واحداً كلّ عامين)، و80 دولة عالمية في موازاتها، طبيعي أن يكون هذا التفاوت موجوداً.
في الفصل الرابع “المًفكرة”، وتحت عنوان “شاشات الأمس”، كتبتَ ملاحظاتٍ عن أفلام عربية، وأجنبية شاهدتها خلال عام 2012 ، وعلى حدّ علمي، أنتَ تشاهد أفلاماً أكثر بكثير لم نجدها في هذه “المفكرة” التي احتوت على 11 فيلماً طويلاً فقط ؟
مقدمه هذا الفصل توضح بأنّ المرغوب هنا هو تقديم فيلم من كلّ عقد، لذلك هي إحدى عشر عقداً، وإحدى عشر فيلماً، أكثر من ذلك يعني كتاباً منفصلاً بلا ريب.
لا أجد جدوى من إدراج قائمة بإصدارات أفلام في أقراص مدمجة، وتخصيص بعض الصفحات لها.
هذه طريقتي لأحشر أفلاماً أخرى، تعلم إنه لم يتسنى لي إصدار هذا الكتاب منذ أربع سنوات، لذلك حاولت تعويض بعض الغياب بهذا القسم.
الفصل الذي تخيرتَ له عنوان “الوداع الطويل، العرب، والأجانب”، وجدته نهاية كئيبة للدليل .
هؤلاء ماتوا، ..تبكي، ..تفرح،..تعتبر أن وجودهم نوع من ردّ المعروف، وذكرى جميلة، أو تكتئب أمر يعود إليك، لا أتصور أنّ الغاية وراءه ليست واضحة، لو أستطعت إحصاء كلّ شيء سينما، ووضعه في كتاب كلّ سنة لن أتأخر، وهذا الفصل عندي مهم من حيث أنه يأتي لاستكمال الرصد قدر المُستطاع.
في الدليل تنتقل من قراءةٍ عن السينما العربية، إلى أخرى عن السينما العالمية، يتبعها تقارير تتضمّن معلوماتٍ خبرية/توثيقية تجاوزها الكتاب، ويمنح القارئ المُتخصص الانطباع بأنّك تتعامل مع مطبوعتك كدليل، كتاب، ومجلة….
على سبيل المثال، لن يعود القارئ إلى الكتاب لمعرفة جوائز المهرجانات، وسوف يتوجه مباشرة إلى محركات البحث في الأنترنت كي يحصل عليها فوراً بدون معاناة البحث في مكتبته الورقية.
ـ أعتقد أن هذا مردود عليه عبر الجواب على سؤالك الثامن.
(ملاحظة : يُرجى العودة إلى الإجابة عن السؤال الثامن).
يتماشى تقريرك عن المهرجانات العربية في الدول الغربية مع خطةٍ تحريرية لمجلة شهرية، أو موقع متخصص.
رُبما
يمكن إزاحة تقرير “عامٌ في السينما العربية” كي يصبح مقدمة الفصل الثاني “السينما العربية”، وبالمُقابل، يمكن نقل تقرير “عامٌ في السينما العالمية”، ويصبح مقدمة الفصل الثالث “السينما العالمية”، بينما يمكن وضع تقرير “المهرجانات العربية..” في ملحقٍ خاصّ نهاية الدليل، يلحقها تقرير “هل حققت المهرجانات العربية في الدول الغربية طموحاتها”، وجوائز المهرجانات، وأيّ تقرير توثيقيّ آخر، مارأيك
أشكرك على هذه الأفكار، سأعود إليها لأدرسها حين أستعد لإصدار العدد المقبل (إذا ما وجدت التمويل مرّة أخرى). أعتقد أن الكثير من التغييرات ستتم. حضّـر إسئلتك منذ الآن.
هوامش :
أسئلة بدون أجوبة
ـ وجدتُ إجاباتكَ أطول من أسئلتي، ما رأيك بأن نطلب من إدارة موقع الجزيرة الوثائقية إقتسام المكافأة ؟
ـ ……
ـ بعد هذه الأسئلة الإستفزازية، والأجوبة الأكثر إستفزازاً، مارأيك بأن يعلن واحدنا الحرب على الآخر ؟
ـ …….
للقراءة أيضاً :
دليل السينما العربية، والعالمية للناقد محمد رضا
http://doc.aljazeera.net/followup/2013/02/201322682922768625.html
دليل السينما العربية، والعالمية، القراءة من كلّ الاتجاهات
http://doc.aljazeera.net/followup/2013/03/20133581840267720.html