الجزائر: أمازيغ مصر ضيوف مهرجان الفيلم الأمازيغي

تحت شعار “تعيش سينما الرجال الأحرار” وبحضور جمع من الفنانين والسينمائيين الجزائريين، العرب والأجانب شهدت ولاية تيزي وزو التي تبعد 100 كلم عن الجزائر العاصمة هذا الأسبوع انطلاق الطبعة 13 من المهرجان الثقافي للفيلم الأمازيغي الذي ينزل عليه أمازيغ مصر كضيوف شرف هذا العام. وستكون المشاركة المصرية مميزة سواء من ناحية العروض أو الندوات التي ينشطها ثلة من النقاد والسينمائيين كرئيس المركز القومي للسينما المصرية “كمال عبد العزيز”، والمخرجين “أيمن الجازوي” و “هاشم النحاس” الذي سيحضر بفيلم “البير”، وكذا وثائقي ”دواد حسن” الموسوم بـ “أمازيغ مصر” و الذي يرصد جانبا هاما من تاريخ أمازيغ مصر – وبالضبط منطقة سيوا – الذين نزحوا من شمال إفريقيا متجهين إلى مصر قبل ثلاثة ألاف سنة، و لم يتبق منهم سوى 25 ألف شخص يعيشون بعضهم في واحة سيوا.
فيلم “المغترب” لمبارك مناد سيكون له شرف افتتاح الدورة الجديدة التي ستدوم إلى غاية 28 من الشهر الجاري و تهدى إلى روح فقيد وأب السينما الأمازيغية ”عبد الرحمن بوقرموح” الذي غيبه الموت أسابيع قبل انطلاق التظاهرة، فنابت عنه أرملته “جميلة بوقرموح” التي عبرت عن عميق سعادتها بهذا التكريم و امتنانها لمديرة المهرجان التي لم تفوت الفرصة لتستحضره من جديد وكذا الجمهور الذي وقف دقيقة صمت على روح الرجل الوفي لفنه، المتمسك بمبادئه والمدافع عن ثقافته الأمازيغية، و إن رحل صاحب “الربوة المنسية” فان روائعه السينمائية ستخلفه طيلة أيام المهرجان الذي دعمه منذ بداياته الأولى و آمن به و رافق كل خطواته منذ سنة 1999.، لتعرض ببعض قاعات السينما و الدوائر التابعة لولاية تيزي وزو.
هذا و قد أكد مدير المهرجان ”سي الهاشمي عصاد” أن الدورة الجديدة من المهرجان الذي يسعى لاكتساء صبغة دولية ستكون مميزة كمًا و نوعا، حيث سيتخللها عرض 33 فيلما في كل الأصناف، 17 عملا منها سيتنافس على الزيتونة الذهبية بينما تتسابق 9 أخرى على جائزة المواهب الشابة، وبغية تطوير المهرجان وتطبيقاً لتوصيات الطبعات السابقة تم استحداث جائزة أحسن فيلم مترجم للأمازيغية، هذا و ستقدم العروض السينمائية هذه السنة بقاعة المونديال ودار الثقافة مولود معمري وبعض البلديات التابعة للولاية كالأربعاء ناث ايراثن، و تضم لجنة تحكيم الأفلام المتنافسة على الزيتونة الذهبية، الكاتب والإعلامي الجزائري “عبد الكريم ثازاغارث” رئيسا و كل من الباحثة في التراث الأمازيغي والمختصة في اللسانيات “مليكة أحمد زايد”، والمخرجين “خالد أولبصير” و “رشيد بن علال” أعضاء، بينما أوكلت مهام رئاسة لجنة تحكيم مسابقة المواهب الشابة للكاتب الإعلامي “نورالدين لوحال”، أما لجنة تحكيم مسابقة “الأفلام المدبلجة” فتتكون من المختص في الأدب الأمازيغي “محمد جلاوي”، المنتج “أرزقي ?رين”، وكذا الكاتبة “فتيحة كروش”.
و في برنامج الطبعة 13 أيضا أربع ندوات من بينها ندوة حول “واقع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الأمازيغي بالجزائر”، و ينشطها كل من رئيس دائرة السينما والسمعي البصري بوزارة الثقافة “عبد الكريم آيت

أومزيان” و”سي الهاشمي عصاد” مدير مهرجان الفيلم الأمازيغي، و ندوة ثانية يديرها الكاتب “نور الدين لوحال” بعنوان : “أنقذوا قاعات السينما”. أما ثالث ندوة فستكون بإشراف الوفد المصري المشارك في المهرجان، على أن يكون هناك لقاء تقييمي لدورة هذا العام، إضافة إلى ذلك تم برمجة يومين دراسيين الأول بعنوان “لثورة الجزائرية في مرآة “ايمي سيزار” و “فرانز فانون” و ينشطها كل من “دانيال موج”، “فريديك كروزل”، و”جوهر امحيص اوكسيل”، و كذا ” الاقتباس السينمائي من الأعمال الأدبية بين المشاكل والمشاريع” مع “دوني ابراهيمي”، “حميد ناصر خوجة” و “عزوز بقاق”، بينما ستخصص ورشة هذه السنة إلى العمل الوثائقي.
للإشارة فإن الطبعة السابقة توجت فيلم ”بابا موح” لإسماعيل يزيد بالزيتونة الذهبية كأفضل فيلم طويل، أما جائزة أحسن فيلم قصير منحت لفيلم ”الحبر والقلم” لسفيان بلالي، أما ”لغة زهرة” لفاطمة سياسني فتوج بجائزة أفضل فيلم وثائقي، بينما تركزت معظم اللقاءات الفكرية المقامة بالموازاة على السينما والثورة التحريرية بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال.