جنيف وجديد السينما العربية بمهرجان الفيلم الشرقي

ضـاويـة خـلـيفة

على مدار عشرة أيام كاملة ستتجلى مظاهر التنوع الثقافي والحضاري للعديد من الدول ليكتشف الجمهور -على مختلف توجهاته و انتماءاته- ومن بوابة جنيف السويسرية جديد السينما العربية والعالمية في مهرجان جنيف الدولي للفيلم الشرقي وذلك في الفترة الممتدة من 12 أبريل إلى 21 من نفس الشهر، إذ ستضاء سماء جنيف اعتبارا من سهرة الغد بنجوم السينما الشرقية وبأحدث الأفلام العربية بعدما تميزت في عديد المهرجانات، فمن المرتقب أن يعرض حوالي 60 فيلما في كل الأصناف في دورة ترتكز على لبنان كضيف شرف ليكون الاحتفاء هذه السنة بالموجة الجديدة من سينمائييها، حيث سيتم إبراز مدى هيمنة وتأثير الحرب على السينما اللبنانية مرورا بالاتجاهات أو التوجهات الجديدة التي ظهرت وهو ما سيتجلى في الأفلام المختارة لتعرض على الجمهور في هذه الطبعة التي تقدم واقع واحد برؤى مختلفة بكثير من الدقة والجمالية.

طاهر حوشي مدير المهرجان

المهرجان الدولي للفيلم الشرقي الذي ستتوزع نشاطاته على بعض المدن الفرنسية والسويسرية على غرار لوزان و فيرسوا يأتي بتنظيم من جمعية المهرجان الدولي للفيلم الشرقي ومديرية الثقافة لمدينة جنيف بالتعاون مع العديد من الشركاء والمؤسسات التي تسعى لترقية الفعل السينمائي، واطلاع كل الأطرف على مستجدات الساحة السينمائية باستعراض التجارب الناجحة لتحقيق هدف واحد والوصول إلى طموح مشترك وهو الارتقاء بالفعل والصناعة السينمائية.
و قد أكد المخرج الجزائري والمدير الفني للتظاهرة “طاهر حوشي” أن فلسفة المهرجان هي جعل جنيف قطب سينمائي وملتقى سنوي للمبدعين والمخرجين الذين بإمكانهم منح الأخر فرصة التعرف والإبحار في قلب المجتمعات الشرقية بطريقة فنية وجمالية وهذا لن يكون إلا بعرض أهم وأحسن الأفلام العربية المنتجة حديثا والتي أثبتت تميزها وتألقها على كل الأصعدة بحضور متميز ومشرف للسينما العربية من أقصى المحيط إلى أقصى الخليج، كما تحدث حوشي في تصريح للجزيرة الوثائقية عن الأهمية التي توليها محافظة المهرجان لصنف الوثائقي باعتباره وسيلة للتفكير والتحليل خاصة في الوقت الراهن أين تشهد العديد من دول العالم صراعات وأزمات على نطاق واسع، وبالتالي يسمح هذا الجنس الإبداعي للمخرجين من تقديم رؤى وتحاليل مختلفة لواقع أو موضوع واحد، كما يمنح للجمهور مساحة لفهم تلك الوضعيات المتداولة يوميا على مسمعه ومرآه والتي يستحيل عليه تجاهلها، ولهذا تم برمجة عشرة أفلام وثائقية هذا العام يقول -طاهر حوشي- نذكر منها “القوسطو” لصافيناز بوزبية (الجزائر)، “ديقاج” لمحمد زران (تونس)، “مرسيديس” لمارك زكاك (لبنان)، “الأزهار السوداء” لهيلان ميلانو (فرنسا)، “الشاي و الكهرباء” لجيروم لومار (فرنسا بلجيكا)، “نكتة على الهامش” لفانيسا روسيلوت (فلطسين-فرنسا)، أما في صنف الأفلام الطويلة فستعرض في الدورة الثامنة من المهرجان تسعة أفلام من بينها “فضل الليل على النهار” للمخرج الفرنسي “ألكسندر أركادي” المأخوذ عن رواية الأديب الجزائري ياسمينة خضرا الحاملة لنفس العنوان، “المعلم” للمخرج التونسي محمود بن محمود، “وقت الثانية” للارا سابا و”تنورة ماكسي” لجو بوعيد من لبنان، “يما” لجميلة صحراوي و”التائب” لمرزاق علواش من الجزائر، “شتاء السخط” للمصري إبراهيم البطوط، “يوم و ليلة” للمغربي “نوفل براوي”، “وجدة” لهيفاء المنصور من السعودية، “المغترب” للوتشينو فيسكونتي (فرنسا- ايطاليا)، “مغربي في باريس” لسعيد ناصيري، و”الطريق إلى كابول” لابراهيم شقيري من المغرب، “الشام” لماسي مرقان من مصر “طاكسي البلد” لدانيال جوزيف،  “كل يوم عيد” لديما الحر من لبنان، كما سيعرض بالمناسبة أزيد من 12 فيلم قصير “استرخاء في صبيحة السبت” لصوفيا جما،”سكوار بورسعيد” لفوزي بوجمعة و”الجزيرة” لأمين سيدي بومدين من الجزائر، “لماذا أنا” لأمين شيبوب و”أزهار تويليت” لوسيم القربي من تونس، “الى بعلبك” لسمير سيرياني من لبنان..، هذا وتضم لجنة تحكيم الأفلام الطويلة  كل من الإعلامية والكاتبة السويسرية “لورانس ديونا” رئيسا، الكاتب الجزائري “زيدان مريبوط”، المنتجة والمخرجة التونسية “نجوى سلامة”، “عمر زهران” مدير قناة نيل سينما المصرية، والممثل الفرنسي “غوينول دولوز” أعضاءا، أما لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي فتتكون من المخرج السويسري “لورون غراينيشار” رئيسا، الموريتاني “محمد محمود ولد محمدو” والإعلامية السويسرية “ماريون موصادق”، في حين يترأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الممثل والمنتج الجزائري “فوزي صايشي”، وتضم لجنته كل من “بادية الكوتيت” رئيسة جمعية ترقية حقوق الإنسان بالمغرب، و كذا المخرج “صالح غامكين”، بينما تترأس لجنة تحكيم مسابقة الشباب “عايدة حمودة”.

كما تم برمجة بالموازاة مع العروض السينمائية عدد من اللقاءات والندوات من بينها ندوة بعنوان “دور المرأة في الثورات الشرقية” والتي ستتبع بعرض الفيلم التسجيلي “ليلى وهالة وكريمة عام في القاهرة الثائرة” للمخرجين المصري أحمد عبد المحسن و السويسري ادوارد ارنه، وكذا مائدة مستديرة بعنوان “ذاكرة العنف، عنف الذاكرة” يديرها كل من مخرج “الصين لا تزال بعيدة” الجزائري “مالك بن إسماعيل”، والمخرج اللبناني “لقمان سليم”، أما ثالث لقاء فسيكون مع “عمر زهران” مدير قناة النيل تي في سينما و سيخصص لموضوع “الثورة، الديمقراطية والإعلام بمصر”، في حين سيتمحور صلب الورشة التي ستخصص للنقد السينمائي، أين سيتم الحديث عن تاريخ النقد وأنماطه مع تحاليل و نماذج نقدية فيلمية تحت إشراف “طاهر حوشي”، وبما أن السينما اللبنانية ستكون هذا العام ضيف شرف المهرجان بعد تألقها في السنوات الأخيرة وبروز موجة جديدة من المخرجين الذين قدموا أعمال سينمائية مميزة حققت في ظرف قياسي خطوات متقدمة كالقادمة من عالم الفيديو كليب “نادين لبكي” التي سبق و أن شاركت بفيلم هلأ لوين بالمهرجان ذاته السنة الماضية، ولأجل كل ذلك تم برمجة لقاء بعنوان “السينمائيين اللبنانيين الشباب” بحضور كل من “جود بوعيد”، “لارا سابا”، و”دانيال جوزيف”.
 للإشارة فانه تم برمجة العديد من الأنشطة الموسيقية والفنية والمعارض على هامش المهرجان الدولي للفيلم الشرقي كتأكيد على أن السينما فن يشتمل ويحوي كل الفنون الأخرى دون إهمال الأهداف الرئيسية للمهرجان والمتمثلة في ترقية السينما وتجسيد حوار الحضارات من جنيف السويسرية.


إعلان