مهرجان الجزيرة : هل كان فيلم الافتتاح في الموعد؟

الشهيد الحوراني
أعطى الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني مدير عام شبكة الجزيرة إشارة انطلاق فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية أمس الخميس (18 أبريل) بفندق شيراتون الدوحة. في أجوار احتفالية تميز المهرجان كل سنة. وتعرف هذه الدورة حضور ما يزيد عن 300 ضيف من ضيوف المهرجان من فنانين ومخرجين وكتاب وإعلاميين وغيرهم. وقد ألقى مدير عام شبكة الجزيرة كلمة رحب فيها بالضيوف وذكر بالبعد الإنساني وآفاقا الحوار الثقافي والإبداعي الذي يعتبر الهدف الأساسي للمهرجان.
وعرف الحفل الافتتاحي تكريم أسرة شهيد الصحافة، مراسل الجزيرة في سورية الصحفي السوري محمد قاسم المسالمة المعروف باسم “الحوراني” والذي ذهب ضحية الواجب على يد النظام السوري يوم 18 يناير الماضي حيث تم عرض نبذة بسيطة حول تجربته القصيرة مع الجزيرة التي لم تكمل عامها الأول ليدفع روحه ثمنا للحقيقة ولينضم إلى قافلة شهداء الجزيرة في سبيل البحث عن الحقيقة ونقلها إلى الناس، ليتم بعدها عرض فيلم الافتتاح الذي حمل عنوان “موعد” القادم من جمهورية الصين الشعبية.
كما كان للحاضرين أيضا موعد مع فيلم “الرحلة رقم 13” من إخراج أحمد بو كمال وهو من إنتاجات الجزيرة والذي يروي المخاطر التي تواجه أهل الصحافة والإعلام أثناء قيامهم بواجبهم المهني، وذلك من خلال طاقم الجزيرة الرياضية الذي كاد يختطفه الموت عندما كان عام 2010 متوجها إلى جنوب إفريقيا لتغطية أحداث كأس العالم.
فيلم الافتتاح.. “موعد” من الصين
ولم يلق فيلم الافتتاح استحسان الكثير من النقاد والمتابعين اذ اعتبره الكثيرون فيلما هاويا لا ترقى لغته السينمائية إلى أن يكون فيلم افتتاح مهرجان ذي صيت كمهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية. ويروي الفيلم قصة شاب صيني من ذوي الاحتياجات الخاصة فهو فاقد للنطق والسمع كانت له علاقة حميمة مع صديقة طفولته وجارته التي انتقل أهلها إلى منطقة أخرى. وبعد عقد من الزمن كبر الفتى وأصبح فنانا مختصا في الرسم على الخزف وبدأت شهرته تنتشر. وبمحض الصدفة عثر على رفيقة طفولته لتبدا قصة استذكار الماضي ومحاولة بناء مستقبل مشترك بين الصديقين وتبدأ قصة الحب بينهما.
الفيلم لا يمكن تصنيفه ضمن خانة الوثائقي بالمعنى الدقيق للكلمة فهو أميل إلى الفيلم الدرامي. ولكن حتى لو تم إدراجه ضمن محاولة تجريبية في الفيلم الوثائقي فإن عناصر كثير غائبة عن إعطائه الصبغة الجمالية من ذلك زويا التصوير وضعف أداء المشاهد. وغياب كل مظاهر الحياة في المدينة وكأن المدينة مهجورة غلا من الشخصيتين.
وبحديثنا مع المتابعين والمتخصصين في النقد السينمائي وخاصة الوثائقي وكذلك بعض المخرجين والمنتجين لاحظنا استياء الكثيرين منهم من اختيار هذا الفيلم كفيلم افتتاحي. ذلك لأن المهرجان عود جمهوره بأفلام افتتاحية قوية وكثيرا ما تحصل على جوائز اثناء الدورة مثل فيلم السنة الماضية.

جعبة المهرجان
وبخصوص برنامج يوم غد السبت (20 أبريل) سيتم تنظيم ورشة عمل حول المحاور الإنتاجية لشبكة الجزيرة. يعقبها حفل توقيع الكتاب السنوية للجزيرة الوثائقية. ثم وورشة حول إدارة البرامج تنظمها الجزيرة الإخبارية على الساعة الثالثة عصرا، فيما سيتم تنظيم ندوة حول «السينما الإيطالية والقضية الفلسطينية» على الساعة السادسة مساء، وندوة أخرى حول «الإعاقة السمعية وأهمية الكشف المبكر» بتنسيق بين إدارة المهرجان والجمعية القطرية للصم على الساعة السابعة ليلا لتختتم فعاليات السبت بتنظيم ندوة حول «الكتابة والسينما» بمشاركة كل من السيناريست عبدالرحيم كمال والكاتب محفوظ عبدالرحمن، على أن يتم تخصيص اليوم الأخير للمهرجان (الأحد 21 أبريل) لتنظيم جلسة حول «التطورات التقنية الجديدة بشبكة الجزيرة» على الساعة الحادية عشرة صباحا، علما أن كل هذه الأنشطة ستنظم بقاعة الريان بفندق شيراتون الدوحة.
أما بخصوص جوائز المهرجان فإنها تتوزع إلى: مسابقة الأفلام القصيرة، ومسابقة الأفلام المتوسطة ومسابقة الأفلام الطويلة والتي تتجاوز ساعة، فضلا عن مسابقة «أفق جديد» التي يشارك فيها المخرجون المبتدئون والناشئون والطلبة، فضلا عن المسابقات الخاصة التي تتمثل في مسابقة قناة «الجزيرة الوثائقية ومسابقة إدارة الحريات العامة وحقوق الإنسان بشبكة الجزيرة ومسابقة الأسرة والطفل برعاية الجزيرة للأطفال، علما أنه سيتم منح الفيلم الفائز في كل فئة من الفئات الثلاث المشاركة في المسابقات (الطويل والمتوسط والقصير) مكافأة مالية تقسم مناصفة بين المخرج والمنتج، وتصل إلى 50 ألف ريال بالنسبة للفيلم الطويل، و40 ألف ريال للفيلم المتوسط، و30 ألف ريال للفيلم القصير، فيما تمنح جائزة لجنة التحكيم في ذات الفئات بقيمة 25 ألف ريال للفيلم الطويل، و20 ألف ريال للفيلم المتوسط، و15 ألف ريال للفيلم القصير. أما جائزة «أفق جديد» فيمنح صاحب المركز الأول مبلغ 15 ألف ريال، والثاني مبلغ 10 آلاف ريال، فيما رصدت كل من قناة الجزيرة الوثائقية وإدارة الحريات العامة وحقوق الإنسان والجزيرة للأطفال نفس الجوائز المادية لكل الأصناف، حيث سيحوز الفائز في جائزة الفيلم الطويل مبلغ 40 ألف ريال، وفي فئة الفيلم المتوسط مبلغ 30 ألف ريال، وفي فئة الفيلم القصير مبلغ 20 ألف ريال.