دمعة الجلاد .. 20 دقيقة تناقش فكرة الغاء الاعدام

القاهرة – محمد حسن
تنظر لجان المشاهدة ب”مهرجان الاسماعيلية الدولي للفيلم التسجيلي والقصير” الان العديد من الافلام المقدمة للمشاركة بدورة هذا العام والتي تبدأ فعالياتها مطلع يونيه المقبل , من بين الافلام المقدمة الفيلم التسجيلي “دمعة الجلاد” الذي يناقش فكرة إلغاء عقوبة الاعدام ويستهل احداثه بمشهد من ثورة 25 يناير حيث المشانق المعلقة في ميدان التحرير ومعلق عليها دمية للرئيس السابق حسني مبارك !! .
وخلال اتصال تليفوني اكد المخرج ليث عبد الامير انه يتابع من باريس – حيث يقيم – موقف الفيلم ويتمنى العرض في مهرجان الاسماعيلية كما يتمنى ان ينال الفيلم اعجاب الجمهور في مصر , موضحا :”انتهيت من مونتاجه منذ حوالي شهر وعرضته مرة واحدة في باريس عرضا خاصا للنقاد والصحفيين ونال استحسان كل من شاهدوه , ولدي خطة لعرضه بعدة مهرجانات اوروبية لكنني فضلت ان ابدأ بعرضه في مهرجان الاسماعيلية التسجيلي بمصر لانني اتفائل بهذا المهرجان وفزت خلاله بجائزة منذ حوالي 7 سنوات حين عرضوا لي فيلم “العراق اغاني الخائبين” وكان فيلم يناقش الجوانب السلبية لتعدد طوائف المجتمع العراقي والمشكلات التي يعانيها العراقيون .
وقالت السيناريست ناهد صلاح خلال لقاء مع “الجزيرة الوثائقية” : فيلم “دمعة الجلاد” يعرض حاليا على القناة الثالثة الفرنسية FR3 وهي صاحبة حق عرضه لانها شريكة في انتاجه مع شركة انتاج فرنسية , وفكرة الفيلم ببساطة تؤكد ان الاشخاص المحكوم عليهم بالاعدام هم ضحايا لظروف اجتماعية وسياسية سيئة عاشوا فيها , وهذا ليس دفاعا عن هؤلاء المجرمين وانما نحن نريد بهذا الفيلم ان يدرك الناس مدى بشاعة عقوبة الاعدام والتي يطبقها عدد محدود من الدول الان لا يتعدى 57 دولة وهو عدد قليل بالمقارنة بالدول التي ألغت تلك العقوبة وعددها اكبر بكثير .

المخرج والمؤلفة

واضافت ناهد : كل فريق عمل الفيلم غير عرب باستثنائي انا والمخرج العراقي الاصل فرنسي الجنسية , وجميعنا تجمعنا حول فكرة واحدة هي ان الاعدام لا يجب ان يكون عقوبة وينبغي الغاؤه واستبداله بعقوبة اخرى هي السجن مدى الحياة .
نفت السيناريست ناهد صلاح ان يكون الفيلم يحمل دفاعا عن الرئيس مبارك , وقالت :”نحن فكرنا في تنفيذ تلك الفكرة قبل 25 يناير 2011 , لكن حين بدأنا التنفيذ كانت الثورة قد قامت , فصورنا المشانق المعلقة في التحرير لانها تخدم الفكرة , كما استعنا بمشاهد درامية من افلام سينمائية مثل مشهد الاعدام في فيلم “امرأة آيلة للسقوط” للفنانة يسرا , كما سجلنا مع عشماوي الحقيقي وهو الشخص الذي ينفذ عقوبة الاعدام في المحكوم عليهم , وصورنا عشوائيات القاهرة من اماكن مرتفعة لنؤكد ان الجرائم التي حدثت وأدت لاعدام اصحابها سببها الفقر والعشوائية وهذا يحمل ادانة ضد نظام مبارك , وبالتالي فنحن لم ندافع عنه انما اخذنا مشاهد تخدم فكرة الفيلم .
وعن اماكن التصوير قالت :”صورنا في سجن القناطر وسجن الاستئناف , والفيلم اخذ جهدا كبيرا من فريق العمل لكننا كنا نؤمن بالقضية ونعلم تماما اننا بصدد عمل فني غير هادف للربح وانما يتبنى قضية مهمة , لذا اتوقع ان يصل الى المتلقي بسهولة لاني اتصور ان السينما الوثائقية اقرب الى واقع الناس من اي نوع اخر .
واختتمت : الفيلم ينطلق من منطق انساني خالص ويطرح للنقاش فكرة عقوبة الاعدام ومدى امكانية الغاءها , لكن الفيلم لا يدافع عن الجلادين , نحن نبدأ الاحداث بمشهد ميدان التحرير وجدل بين مجموعة شباب يطالبون باعدام مبارك , ومجموعة اخرى ترفض اعدامه , ثم ينتقل الفيلم الى حديث اخر بين اربعة من المحكوم عليهم بالاعدام . 


إعلان