“سقف دمشق” .. يفتتح مهرجان “بيردز آي فيو”

شاركت قناة الجزيرة الوثائقية في مهرجان “بيردز آي فيو” للأفلام المقام في العاصمة البريطانية لندن بعرض لفيلم وثائقي بعنوان: “سقف دمشق وحكايات الجنة”. الذي فاز بعدة جوائز عربية وعالمية. والفيلم من إنتاج الجزيرة الوثائقية وأخرجته المخرجة السورية سؤدد كعدان.
وتعد الجزيرة الوثائقية أحد رعاة هذه الدورة للمهرجان والتي تحتفي هذا العام بإسهامات مخرجات الأفلام العرب. وبعد عرض الفيلم بوسط لندن، ناقش منتج الأفلام الوثائقية ومراسل الجزيرة بلندن، هاني بشر أحداثه مع الحاضرين وتحدث أيضا عن دعم الجزيرة لصناعة الأفلام الوثائقية في العالم العربي وتشجيع المخرجين الشبان.
ويقام المهرجان كل عام متزامنا مع الأسبوع العالمي للمرأة، ويمتد هذه السنة من الثالث وحتى العاشر من شهر أبريل نيسان الجاري بمشاركة لأفلام مخرجات من السعودية وفلسطين ومصر والمغرب. ويحظى أيضا بدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام والمجلس الثقافي البريطاني والمعهد البريطاني للأفلام.
وكان فيلم “سقف دمشق وحكايات الجنة” قد فاز بجائزة الفنون والتراث وثقافات البحر المتوسط في المهرجان الدولي للأفلام الوثائقية للبحر المتوسط في مرسيليا بفرنسا سنة 2011.. وكانت تلك الجائزة الثالثة لهذا الفيلم بعدما فاز في نفس السنة أيضا بالجائزة الأولى الخاصة بأفضل فيلم وثائقي في مهرجان التلفزيون والإذاعة التركي(TRT) للأفلام الوثائقية حيث اختير ضمن المسابقة الأولى للأفلام العالمية في المهرجان. كما فاز سنة 2010 بالجائزة الثانية في مسابقة المهر الذهبي للأفلام الوثائقية بمهرجان دبي السينمائي.
ويمثل هذا الفيلم حالة وجدانية خاصة بالمخرجة وجزءًا من ذاكرتها الفردية في مكان مكتظ بالمعنى الجمعي. لذلك سكبت فيه من جمال روحها فاختلطت فيه أبعاد المكان الموضوعية (دمشق القديمة) مع نبض الذاكرة الفردية.. وتعرف سؤدد فيلمها بطريقتها قائلة : “في مدينتي حية لا تؤذي أهل البيت، و صحن طعام يكفي ثلاثين شخصاً، و أبواب مفتوحة ليلاً نهاراً، و أنهار تجري في وسط البيت، و بيت كبير دمشقي مسحه شارع، وجد طاعن في السن لا يتوقف عن قراءة قانون الاستملاك.”

يحكى أنه كان هناك…
هكذا تبدأ الحكاية التي يرويها الأجداد للأحفاد، هذه الحكاية التي كان يؤمن الناس بها وكأنها موجودة ،ضاعت مع الأيام ؛ فكثير من شوارع و أحياء دمشق القديمة تشوهت وتغيرت ملامحها، و أصبحت الحكايات بلا أمكنة. وتحاول سؤدد بهذا الفيلم أن توقف نزيف الضياع للتراث ولذاكرة الحجر الذي عايش الناس وعايشه الناس كمعنى من معني الجمال وبقاء الجمال.
في دمشق القديمة، حكايات قديمة ساحرة يؤمن بها معظم سكان أحيائها العتيقة، وإن لم يؤمنوا بها يحبون على الأقل تردادها حتى أصبحت واقعاً مسلماً به. هذه الحكايات تحمل قيم دمشق القديمة، و تاريخها الشعبي. يحاول هذا الفيلم المزج ما بين تقنية الفيلم الوثائقي و الرسوم المتحركة، لتمثيل ما هو مفقود الآن في الشام، من ذكريات واقعية أو مضخمة بفعل الحنين.
ومن خلال نجاح هذا الفيلم وغيره من الأفلام التي أنتجتها القناة ولقيت صدى عربيا وعالميا، تسعى الجزيرة الوثائقية دوما لتعزيز دور الفيلم الوثائقي العربي على الساحتين العربية والعالمية، وتتيح العديد من الأفلام الوثائقية بنكهة عربية لمشاهديها على شاشتها وكذلك عبر موقعها على الإنترنت وموقع اليوتيوب.