مهرجان الفيلم القصير والوثائقي في الدار البيضاء
زبيدة الخواتري
نظمت في مدينة الدار البيضاء خلال الفترة الممتدة ما بين 15 /22 يونيو فعاليات المهرجان الدولي للفيلم القصير والوثائقي في نسخته الثامنة . وقد تضمنت لجنة تحكيم هذه الدورة المخرج المغربى إبراهيم الشكيرى والمخرج الإيرانى كاظم نزارى ومدير مهرجان الفيلم الشرقى بجنيف الطاهر حوشى، والإعلامى المصرى عاطف عبد اللطيف والإعلامى المغربى توفيق الناديرى وقد شهدت هذه الدورة مشاركة 15 فيلما قصيرا و10 أفلام وثائقية من سويسرا ومصر وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والسودان والجزائر وإيران بالإضافة إلى المغرب. كما تم عقد ورشات تكوينية وندوات ناقشت موضوع الدورة حول السينما بين الإصلاح والثورة الرقمية بحضور سينمائيين مغاربة وأجانب .
تميز حفل الافتتاح بتكريم الفنان المصري يوسف شعبان والفنانة الشعبية فيفي عبده والمغربي عز العرب الكغاط ، وبعد حفل الافتتاح نظمت على هامش المهرجان مقابلة ودية في كرة القدم بين الفنانين ونادي القضاة في المغرب بملعب رحال في المدينة العتيقة والذي مر في جو من المتعة والتسلية حيث افتتحت الفنانة فيفي عبده المقابلة بشوتة على إيقاع “الوحدة ونص” جعلت القضاة المغاربة يتحللون ولو للحظة من جو النزاعات القانونية والصراعات لجو من الفن والإثارة.
وبعد ذلك أقيمت ندوة صحفية أعرب فيها الفنان يوسف شعبان عن سعادته البالغة لتلقيه هذا التكريم من بلد يعتبر أكثر من شقيق حيث جاء في الوقت المناسب وأفاقه على حد قوله من كابوس أسماه الإخوان المسلمين حيث أشار أنه على الرغم من كونهم على مستوى عالي من التعليم والثقافة إلا أن هذا الأمر لم يشفع لهم للخروج من بعض الرغبات الدفينة التي لا تعكس بأي حال من الأحوال التحضر بل تعتبر حربا ضد الفن والفنانين على حد سواء حيث بدأ الصراع منذ توليهم زمام الأمور حيث قاموا بطرد عدد من الأطر الأكفاء كمديرة دار الأوبرا وغيرها .

وتلخصت كلمة محمد المشتري مدير المهرجان أن المهرجان الدولي للفيلم القصير والوثائقي انطلق سنة 2006 وكانت الدولة تعطي دعما بسيطا من المركز السينمائي ومن الدورة الثالثة إلى الخامسة تحقق بعض الدعم خلال الدورة السادسة أما بعد وصول بنكيران بأسبوع اتصل بي مدير ديوان وزير الاتصال فأخبرني باستعداده لدعم المهرجان فوفجئنا بعدم وصول أي دعم وبعد وضع دفتر التحملات الذي أكد على أهمية وجود محاسب معتمد وعلى الرغم من ذلك لم نحصل على أي دعم .
بالمقابل أكد الفنان المصري يوسف شعبان أن الدراما المصرية تعيش على إيقاع أزمة حقيقية حيث تقلص الإنتاج من أربعين مسلسلا تلفزيونيا سنويا لعشرة خلال هذه السنة ، والسبب هو محاولة أخونة الثقافة والإعلام وقد نجحوا في ذلك ولديهم الإمكانيات فهم يكرهون الفن
لأنه يجعل الإنسان يفكر ومنفتح . واعتبر يوسف شعبان التكريم أيضا أنقده من حالة اكتئاب حيث آتي من أقصى شمال القارة الإفريقية في ظل ما أسماه حربا على الفيلم المصري الذي يؤرخ لأزيد من 100 سنة من العطاء في مجال الدراما فبعد أن كان الإنتاج غزيرا يضاهي السينما الايطالية والأمريكية أصبح عدد الأفلام التي تنتج سنويا يعد على أصابع اليد وأقفلت أبواب المسارح ومعها الأمل والتحضر والنجاح في العمل يتطلب مجهودا ووقتا ويجب أن يحترم عقلية المشاهد .
أما الفنانة فيفي عبده فأكدت خلال الندوة أن مصر تستقبل العالم كله في أرضها وستبقى آمنة كما أعربت عن سعادتها للمشاركة في 12 مسلسل و30 فيلم وللاشتغال كراقصة طيلة 25 سنة ، وقد جمع بينها وبين يوسف شعبان عدة أعمال منها مسلسل الحقيقة والسراب الذي حقق نجاحا كبيرا لجودته واعتبرت الفنانة فيفي عبده أن الصدق في حب العمل والتفاني فيه يجعله يفرض نفسه حتى ولو لم يعرض في شهر رمضان، واعتبرت الفنانة فيفي عبده أن الرقص متشعب على مستوى العالم كله وأنها تحبه وتعتز بالرقص الشرقي والصدق في أي مهنة يحسس الإنسان بذاته ، ولولا العرب لما كان هناك دراما تركية لأن اللغة ساهمت في إيصال هذه اللغة .
وقد أكد يوسف شعبان أيضا خلال الندوة أن اتجاهه ككل المصريين هو الرفض لحكم الإخوان اللذين طرح عليهم السؤال لما يكرهون الفن والثقافة التي هي عنوان التقدم فأجابوا” أن من خلال الفن تلهون الناس عن ذكر الله” وهو حكم لا انتماء له لأنهم لا يعترفون بمصر لكن يدرجونها في سياق وحدة عربية إسلامية يحكمها خليفة واحد . وفي معرض سؤال له عن المسألة السورية وقرار الرئيس المصري إلغاء العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري أجاب أن الحكومة الحالية تأخرت كثيرا باتخاذها موقفا بعد مرور سنتين على حرب سورية وكان يجب أن يتخذ هذا القرار منذ مدة طويلة ونحن كأمة عربية أمة واحدة ولا أدري لما لا تتحد فعلا كل هاته الدول على غرار الاتحاد الأوروبي وأصف بشار الأسد بالسفاح ولا أدري كيف يقنع نفسه ببقائه على كرسيه بعد فناء الشعب السوري وهو مصيبة من مصائب العالم العربي التي يبررها بكونهم أناس جهاديين هم من دبر هذا الانقلاب .
وفي الختام أكد الفنان يوسف شعبان إن دراسة التمثيل والثقافة مهمة توسع مدارك الفنان لأن الفن ليس فقط التمثيل لأنه يجمع بين كل ما يحقق الخير والجمال للإنسان فالكلمة والإشارة والشعر والغناء والرقص وكلها مرتبطة بعضها ببعض.