“نادي الصواريخ” يخطف اضواء مهرجان اكادير

اكادير  زبيدة الخواتري

تميز اختتام فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان أكادير للفيلم الوثائقي بمدينة أكاديرجنوب المغرب بعرض لقاء ضم الشبان الستة، أصحاب مشاريع الأفلام الوثائقية، والذين تم اختيارهم من ضمن 25 مترشحا ليتم . بعدها الاعلان عن نتائج المسابقة الرسمية التي توزعت كالتالي:
– جائزة الجمهور حصل عليها فيلم “عالم ليس لنا” لمهدي فليفل من لبنان وبريطانيا.
– جائزة حقوق الإنسان تم تقاسمها مناصفة بين الفيلمين “امرأة وكاميرا” لكريمة الزبير و”حتى الطير يحتاج عشه” لكريستين شونسو فانسن ترانتيغون كرونو. من فرنسا والكامبودج.
– جائزة لجنة التحكيم حصل عليها فيلم “التلاكو” لحميد دييدو من فرنسا.
– الجائزة الكبرى للمهرجان حصل عليها فيلم “عالم ليس لنا” لمهدي فليفل. ويحكي الفيلم عن ثلاثة أجيال من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة بلبنان.
وهي أفلام متوجة من أصل عشرة أفلام تنافست خلال هذه المسابقة وهي :
1- بابل ليوسف الشابي وعلاء الدين سليم من تونس (102دقيقة)
2- امرأة وكاميرا لكريمة الزبير (59د)
3- باسم الأخ ليوسف آيت منصور من المغرب (55د).
4- التلاكو لحميد دييدو من فرنسا (60د)
5- عالم ليس لنا لمهدي فليفل من لبنان وبريطانيا (93د)
6- “فدائي” لداميان أنوري من ألمانيا والجزائر (83د)
7- إيلينا لبيترا كوسطا من البرازيل (82د)
8- أتنفس لإيما دافي وموراغ ماكينون من اسكتلندا (72د)
9- حتى الطير يحتاج عشه لكريستين شونسو فانسن ترانتيغون كرونو (70د)
10 – رافا: ماما صولار لمونا الضيف وجيهان نجيم من الأردن والولايات المتحدة (75د)
وقد تميز الختام أيضا بعرض الفيلم الوثائقي اللبناني الفرنسي “نادي الصواريخ اللبناني” للمخرجين ل”خليل جريج” و”جوانا أدجيتوماس” الفيلم الذي حاول الإضاءة على الحقبة المضيئة من تاريخ لبنان بعد إطلاقها أول صاروخ في الشرق الأوسط في الستينات، وإعادة الأمل لشعب الشرق الأوسط في ظل ا?ضطرابات التي تعصف بالمنطقة عبر إماطة اللثام عن موضوع مجهول بالكامل يتعلق بطاقات لبنانية كانت رائدة قبل نحو نصف قرن في التصدّي لموضوع الصواريخ التي هدفها بلوغ الكواكب من حولنا، من خلال طموح أستاذ الرياضيات في «جامعة هايكازيان» مانوغ مانوغيان الذي تعاون مع تلاميذه وبعض زملائه الأساتذة في تصنيع صواريخ من أحجام مختلفة وتجربة إطلاقها وفق أذونات رسمية ومواكبة أمنية وتواصل مباشر مع رئيس الجمهورية آنذاك اللواء فؤاد شهاب المعروف برجل المبادرات والمؤسسات الذي وضع هيكلية للدولة الحديثة التي تتطلع إلى المستقبل .

و تولى جريج المخرج عملية التقديم ذكر أن فكرة الفيلم بدأت في عام 2000 لكن العمل على إنجازها تأخر لحدود سنة 2009 أما الفيلم فقد عرض سنة 2012 بدعم كبير من قناة الجزيرة الوثائقية ، كما تبين خلال اللقاء وبالصدفة أن اللبنانيين قد حلموا ذات يوم بغزو الفضاء بحثا عن معلومات حول “الشيخ غوغل” فلم يعثروا عليها افترضا أن الأمر مُزحة. ومع ذلك انطلقا في رحلة بحث طويلة ليتضح لهما ان الوقائع تعود لعام 1960 حين كان الأمر حلما جنينيا تزامنا مع اطلاق لبنان صاروخا بدأ بمسافة 14 كلم ثم وصل إلى 600كلم . لكن الموضوع نسي بعد أن غطت الحرب الأهلية على ما عداها بل ومسحت آثار الحلم.
بعد بحث اتضح أن المشروع بدأ في جامعة هيغازيان الأرمينية. أنشأه أرمن هربوا من تركيا واستقروا بلبنان. توجه المخرجان للمركز الوصي على السينما اللبنانية بحثا عن وثائق. وجدوا علبا فارغة. لم ييأسوا ثم عرفوا أن مؤسس النادي اللبناني للصواريخ كان أستاذا جامعيا أرمنيا يدعى “مانوغ مانوغيان” وكان يعيش في أمريكا فقصدوها. هناك عثر المخرجان على كنز. لقد احتفظ بمادة كبيرة عن مشروعه لأكثر من خمسين سنة. 

تحدث مانوغيان عن تكوينه حيث  تأثر كثيرا بكتاب جول فيرن “من الأرض للقمر”.درس بأمريكا وحضر تجربة إطلاق صاروخ فرنسي بصحراء الجزائر حين عاد إلى لبنان ، وهكذا  بدأت التجربة محدودة مع اطلاق صواريخ تجريبية تحل اسم الأرز حيث عمل الأستاذ مانوغيان وطلبته بشكل تطوعي وبوسائل محدودة وفيما بعد تطور تصنيع الصواريخ ومداها حيث صنع الطلاب وقود الصاروخ بأيديهم واهتم ضابط من الجيش اللبناني بالمشروع ودعمه ثم صار الأمر جديا بشكل لم يتصوره أصحاب المشروع فأضحى الحلم الفردي حلما جماعيا ، كما حاول طلاب الجامعة الأمريكية في بيروت صناعة صاروخهم وزار الرئيس فؤاد شهاب أصحاب المشروع ثم أطلق صاروخ تجريبي في البحر الأبيض المتوسط لكنه سقط قريبا من قبرص فانكشف المشروع وصار موضوع بحث وتقصي ليضع المخرجان لبنان في محيطه المشتعل في خضم صراع العرب وإسرائيل  .
وقد حاولت عدة جهات استئجار الأستاذ مانوغيان بل وصل الأمر  لحصول انفجار في الجامعة الأرمينية وتوقف المشروع الى أن طلب الرئيس شهاب وقف التجارب بعد حرب 1967  ، وتتطور الأحداث لتصل لنهاية الفيلم حيث ينتقل المخرجان من التوثيق للتخييل فيتحدثان عن لبنان الذي طور منظومته الصاروخية فحمى حدوده ومنع جيرانه من التدخل في شؤونه و هكذا يتجاوز الحلم حدود الواقع من خلال  سرد متماسك وثق من خلاله  المخرجان الحدث في محاولة لإعادة إحياء الماضي كتحية للحالمين تفاجأ خلالها المشاهد بكون بلد الأرز كان سباقاً من بين الدول العربية الى القيام بتجارب صاروخية بعيدة المدى هدفها علمي بحت، لكن الجيش اللبناني في عهد الرئيس فؤاد شهاب كان يدعم هذا المشروع طامحاً الى تحويله برنامجاً عسكرياً للبنان.
المفارقة أن قضية صناعة الصواريخ في لبنان لم تدخل الذاكرة الجماعية وبقيت اسيرة ارشيف بعض الصحف والأفلام حبيسة الأدراج .

 

 
 
 


إعلان