فيلم فلسطيني قطري نرويجي بمهرجان الشمال
اعداد نضال حمد
يفتتح في مدينة هاوغيسوند النرويجية من19 حتى 22 – 8-2013 مهرجان فيلم الشمال الجديد، نيو نورديك فيلمس، بمشاركة عشرات الأفلام العالمية من دول الشمال وهي النرويج، السويد، الدنمارك، فنلنده وايسلنده. بالإضافة الى مجوعة أفلام جديدة وقديمة من دول وبلدان عديدة ستعرض على هامش المهرجان، الذي قال منظموه أنهم سيعرضون هذا العام وفي هذه الدورة عشرون فيلما جديدا. جدير بالذكر ان هذه الدورة من المهرجان تحمل الرقم 41 إذ مضى على انطلاق أعمال هذا المهرجان سنوات طويلة.
جديد المهرجان في هاوغيسوند سيكون الفيلم الفلسطيني، القطري النرويجي ” ازرقاق”للمخرجة الفلسطينية راما ماري.
الفيلم الفلسطيني، القطري النرويجي ” ازرقاق” من إخراج الفلسطينية راما ماري، وانتاج مشترك مع الفلسطينية مي عودة التي درست السينما في مدينة ليلهامر بالنرويج، بالإضافة للنرويجي من أصل بولندي ليف ايغور ديفولد، الذي درس السينما في مدرسة السينما بمدينة ليلهامر النرويجية، وفي معهد السينما بمدينة ” لودز” البولندية حيث تخرج من نفس المعهد في وقت سابق كبار وعمالقة السينما البولندية والعالمية : اندجي فايده ورومان بولانسكي وكشيشتوف كاشلوفسكي.
تدور أحداث ازرقاق في بلاد ممنطقة بأسلحة القتل، حيث يظن ياسين ووالدته انهما استطاعا تخبئة جريمتهم جيدا عن طريق رمي الجثة عند احد الحواجز العسكرية التي تحرس عالمهم. ولكن حتى عندما يبدأ الشك بمداعبة أهل القرية. سيشاء القدر ان ينهي هذه القصة بنفس الروح الملعونة لهذه الأرض.
ازرقاق هي قصة عن الدمار الداخلي الذي يصيب مكان بعد عقود من التعايش مع الموت. هي عن الخمول العاطفي الذي يصيبنا تجاه الموت.
ومن هنا ياتي اسم ازرقاق وهي حالة الاختناق التي تصيب الطفل من قبل ان يولد، ومن قبل ان يعطى فرصة للوجود الطبيعي.
يروي الفيلم قصته بصمت وكاميرا الفيلم تضع الجمهور في اطار واحد. لا تتحرك لاظهار وجهة نظر أخرى، ولا تعطي تفاصيل اكثر من وجهة النظر الواحدة.
يطغى عليه اللونان الازرق والرمادي، ولقطاته تطول لتستفز جمهوره. هو فيلم سوداوي، ياتي من منطقة احباط اتجاه كل مايعيشه اليوم الفلسطينيون من حالة تعايش مع الخيانة. ويتجرأ الفيلم لتفحص الشخصية المضادة للبطولة. بحسب ما أوضحته لنا المخرجة راما ماري.
في معرض ردها على سؤالنا حول الفيلم قالت المخرجة راما ماري، التي درست الإخراج في سان فرنسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية :
” للوهلة الأولى قد تبدو هذه القصة أنها عن محاولة رمي أخطائنا على الاحتلال. لكن المشكلة الحقيقية هنا هي ليست أن ياسين قرر التخلص من جريمته عن طريق الحاجز، بل هي عن سهولة وجود أداة قتل تسمح له باخفاء جريمته. اعتقد أن من لا يرى هذه الحقيقة المؤلمة هو محتل في عقله، وقد تعايش مع فكرة الاحتلال كوضع طبيعي.
وفي جواب آخر اضافت مارا ميري أنها :

” كتبت هذه القصة في فترة ظهور تقرير جولدستون، حيث أراد بعض القادة الفلسطينيون اخفاءه لأن كان لهم دور في اعانة الضربة على غزة. فالقصة تبحث في الخيانة الداخلية. لأننا أصبحنا لا نستطيع تجاهلها في العشر سنوات الماضية. لكنها لا تستطيع أن تتجاهل وجود نظام دموي أكبر من شياطيننا الداخلية يتحكم بنا. ولذلك قررت أن انهي هذه القصة بالطريقة المفاجئة التي تقوم الجندية فيها باطلاق النار، وانهاء الفيلم. ولم اترك أية مجال لادراك ما حصل في النهاية. فالقصة بالأساس تعكس عدم امكانية وجود قصة فلسطينية بعيد عن الاحتلال. قصصنا لا تستطيع أن تكتمل، هناك دائماً قوة اكبر تأتي لتنهيها.
المنتج المشارك ايغور ديفولد قال لنا: دعيت للعمل المشترك في هذا الفيلم من قبل مي عودة. وبعد قراءتي للسيناريو تأكدت أنني سوف أشارك في إنتاج في هذا الفيلم. وقال أيضا انه يعتقد ان المشوق والمهم في الفيلم ان كل من المخرجة والمنتجة الرئيسية هما من النساء. وقد اخترن العمل على التطرق عبر الفيلم لموضوعات جديدة في المجتمع الفلسطيني ليست واضحة للاوروبيين ولهذا يكون الفيلم أصعب. وبمعنى أعمق يظهر الفيلم الوضع المأساوي في فلسطين.وانا بما انني بولندي الجذور مازلت اذكر ايام اعلان حالة الطوارئ في بولندا ابان الحكم الشيوعي. واستطيع فهم كيفية الحياة تحت الاحتلال.
ترشح الفيلم للمرتبة الأولى للحصول على منحة من مؤسسة عبد المحسن قطان برنامج الثقافة والفنون – رام لله – فلسطين. ولقد قامت المنتجة الفلسطينية مي عودة بعد دراستها في النرويج بإشراك النرويجي ايغور ديفولد كمنتج مشارك لهذا الفيلم. ومعا تقدما بمنحة إنتاج للمؤسسة النرويجية اوست نورشك فيلم سنتر، حيث قام المنتج انغريم ايترهوس بتقديم منحة منه شخصيا. فيما غطت الجزء المتبقي من التكاليف مؤسسة الدوحة للأفلام.
معلوم ان النرويجي “إنرجريم يترهاوس” هو الذي رشح الفيلم الى مهرجان هاوغيسوند العالمي النرويجي هذا العام ، حيث قدمه باسم مؤسسة ” اوست نورشك فيلم سنتر” النرويجية وجدير بالذكر ان الانتهاء من تصوير هذا الفيلم تم نهاية الأسبوع الفائت من هذا الشهر، أي في آب أغسطس 2013 .
سيعرض ايضا في المهرجان فيلم “وجدة” السعودي للمخرجة السعودية هيفاء المنصور والذي سبق له وعرض في عدة مهرجانات سينمائية نرويجية وأوروبية، ونال بعض الجوائز. وقصة الفيلم تدور حول فتاة سعودية صغيرة السن تسمى وجدة، تحلم ان تقتني وتقود دراجة هوائية خضراء اللون في مجتمع له عاداته وتقاليده الخاصة بشان الذكور والإناث والأولاد والفتيات.