تاريخ تونس واستشراف حاضرها في فيلم وثائقي

سألتها : زبيدة الخواتري

هاجر بن نصر مخرجة  فيلم “سنبقى صامدات” جاءت من زخم متنوع لترسم لنفسها مسارا فريدا تقربنا منه في هذا اللقاء.

هل يمكن ان تعطينا نبذة عن هاجر المنتجة المخرجة والمبدعة ؟
هاجر هي مخرجة وتشتغل في المجال السينمائي لديها شركة إنتاج تحمل اسم شركة الانتاج الفكري والفني، عدد افلامي في حدود اثنان وعشرين فيلما وثائقيا أو أكثر، متحصلة على اثنا عشرة جائزة دولية.
في الاساس افلامي كلها تتمحور حول المرأة و العالم العربي، وهما من اكثر الاشياء التي عملت عليها، وأعمالي كلها لها أهداف، فليس هناك فيلم تجاري أبدا  فقط  تمرر معلومة او رسالة او توثق  لمرحلة ما.

من خلال هذا الرصيد وهذا الكم  من الأفلام، ماذا عن تجربة تونس بين الامس واليوم؟
الأمور ليست واضحة ، ولا أستطيع الحكم ، ونحن نعلم ان تونس ورغم أنها بلد صغير فهي تزخر بتاريخها المجيد وبحضارتها، وإذا نظرنا الى تونس كتاريخ، فإنها حبلى بالأمجاد ،   اما اذا نظرنا لها من زاوية مجتمعية فانا  ركزت   بالخصوص على المجتمع النسوي، وذلك لتواجد العديد  المناضلات الرائدات ، وذلك لان تونس لديها جانب أنثوي فاعل ،اما فيما يخص  كبت الحريات فحرياتنا مكبوتة.
اما المجتمع  فلا يمكننا الحكم عليه، لكونه مجتمع مليء بالأحداث، والفيلم يوضح أن تاريخ تونس لم يكن سهلا.

هاجر بن نصر

الفيلم يجسد لثلاث حقب من تاريخ تونس من بورقيبة الى بنعلي الى إليوم، لكن الشرارة لحكم بنعلي تم تغييب بداياتها ونقصد هنا صانع الثورة التونسية البوعزيزي؟
 أبدا لم يتم تغييبها، وسأوضح هنا شيئا،الفيلم واضح يرصد ما قبل الثورة ،هو فيلم تاريخي من وقت بورقيبة، فلم أكن محتاجة لتوثيق سبق له غيري ان قام به.
ما يهمني في الفيلم هو دور المرأة في الحقبة الأخيرة وماقبل الأخيرة، وماقام به البوعزيزي مهم جدا، فهو يعتبر الشرارة الأولى للثورة،  لكنه لم يكن موجودا لدي بالفيلم  لأنه لا تواجد له في سياق حدث الفيلم

 لكن هذه الاحداث تدخل في هذه الحقبة؟
في رؤيتي لم تكن موجودة، تسلسل الفيلم كان من وقت بورقيبة لوقت بنعلي، لم تكن لدي فرصة لربطها بالشرارة الأولى، هو اختيار، ما يهمني مآل تونس والفيلم مفتوح لكل الاحتمالات.
 
لاحظ المتتبعون للفيلم أن بدايته تشبه نهايته، بمعنى ان السيدات بالفيلم يطمحن دائما للعيش في حرية، ولم يصلن بعد لتحقيق طلبهن؟
 سؤال وجيه جدا، الفيلم يتجاوز كل الأنظمة، وهو يحكي عن نساء ناضلن من اجل المبادئ ومن أجل اشياء سامية وهي الحرية والعدالة والكرامة، وهي مبادئ لازلن يناضلن من أجلها، لكن المهم انهن ساعيات ولهن من الجهد والقوة والطموح للنضال من أجل هاته القيم النبيلة.
يمكن الاستنتاج بأن العمل يحمل بين طياته رسالة تقدم بها مجموعة من النساء وفحواها مفاهيم عميقة تتجاوز كل شيء و نجتمع كلنا عليها وهي الكرامة والحرية والعدالة فكيف تطوقين اليوم لرؤية تونس المستقبل ؟
 تمثل تونس بلدا  يحمل مخزونا تاريخيا  مهما  غير مسموح له أن يخطئ وينزل إلى تفاهات التطرف والانقسام ،  و أعتقد أنه من الواجب علينا أن  نعيش لأجل هذا البلد ،  لذلك يفترض أن نتفاهم ونكون حريصين على أن تجمعنا وحدة المبادئ الكبيرة رغم وجود اختلافات بيننا لكن يجب أن لا يتحول الاختلاف الى خلاف لأنه هذا الأخير لا يفسد للقضية الأم أهميتها  وهذه القضية هي الوطن  الذي يتسع ليجمعنا جميعا،  وبالتالي فلا خيار لنا  إلا ان نتعايش لأننا لم نأتي من فراغ.

وصلتى للإنتاج والإخراج والإبداع، فما الذي لم تصل إليه هاجر بعد؟
أعتبر أنني والله مازلت في بداية الطريق ،  وأتمنى من العلي القدير أن يساعدني .


إعلان