ملتقى مخرجي الأفلام التونسية
تونس – صالح سويسي
انطلقت النسخة الثالثة من ملتقى مخرجي الأفلام التونسية والتي تتواصل حتى السادس عشر من نفس الشهر، بمشاركة 42 فيلما بين طويل وقصير ووثائقي أنتجت جميعها سنة 2013.
الملتقى من تنظيم جمعية مخرجي الأفلام التونسية التي تأسست صيف 2011 ودأبت على تنظيم هذه التظاهرة التي تسعى لتقديم أحدث الأفلام التونسية على أنواعها في حيّز زمني قصير وتجميع أكبر عدد من المخرجين التونسيين في تلك الفترة صحبة عروضهم في قاعات العاصمة.
وسيفتتح هذه التظاهرة فيلم “مراسل الحرب” أو “الحي يروح” للمخرج أمين بوخريص وهو إنتاج وثائقي جديد في 74 دقيقة، هذا الفيلم الذي تمّ تصويره في تونس وليبيا ومصر وسوريا وتركيا والجزائر وفلسطين وفرنسا من إنتاج الضفاف للإنتاج، أمّا التصوير فقد تكفل به محمد أمين بوخريص ونيكولا قريقا وإياد حمد من فلسطين وأحمد باحدّو من الغرب ونسيم بومزار من الجزائر وإحسان دبيش، فيما وضع ربيع الزموري الموسيقى التصويرية للعمل.

“الحي يروح” شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي الدولي، ويصور واقع المراسلين والمصورين “جنود الخفاء” الذين يجاهدون من أجل إيصال المعلومة والصورة بكل تفاصيلها وألوانها.
“معرّضين حياتهم للخطر في كل لحظة، مراسلو حروب تابع المخرج الشاب مغامراتهم ونضالهم من أجل المعلومة والصورة، بدءًا من تونس فمصر وصولاً إلي ليبيا وسوريا. بعضهم تعرض إلى الإصابة بالرّصاص والبعض الآخر لقي حتفه في قلب المعركة…
أما الاختتام فسوف يكون مع شريط “طفل الشمس” للطيب الوحيشي وهو فيلم طويل في 87 دقيقة، وهو شريط انطلق فيه صاحبه من قصة واقعية حدثت له وسعى لتجسيدها في عمل سينمائي طويل، راهن فيه على الحب ونبذ الكراهية وهو من بطولة هشام رستم.
وبين فيلميْ الافتتاح والاختتام سيكون لعشاق السينما التونسية مواعيد متواصلة على امتداد أيام الملتقى وفي عدد من القاعات مع أكثر من أربعين شريطا تتنوّع من حيث الطول والنوع والتوجّه الفنّي والخلفيات المعرفية والأيديولوجية. من بينها “هز يا وز” لإبراهيم اللطيّف و”باستاردو” لنجيب بلقاضي و”صب الرش” لسمير الحرباوي و”لست ميّتا” لمهدي بن عطيّة…
النقد السينمائي
هذا ويتضمّن البرنامج ندوة فكرية تناقش موضوع “النقد السينمائي” يومي 15 و16 فبراير ويشارك فيها صحفيون ومحررون من النشرية الفرنسية les cahiers du cinéma”كراسات سينمائية” والنشرية التونسية “موجة” بمساهمة الجمعية التونسية لدعم النقد السينمائي.
ويرى المنظمون أنّه “لا يمكننا تصور سينما بدون نقد، هما متلازمان منذ بدء الفن السابع، النقد يعيننا على ولوج الفيلم وكشف كنهه، ويعطينا الأدوات لقراءته وتفكيكه..”
وما من “ناقد كانت له من السلطة الأدبية الكافية للتأثير على سمعة فيلم أو مسيرة مخرج، نذكر فرنسوا تروفو، جاك ريفات وسارج دني في فرنسا، بيل كوهل في الولايات المتحدة، سمير فريد في مصر، محمد محفوظ والطاهر الشيخاوي في تونس..”
وتؤكد ورقة الندوة أنّ دور النقد تراجع اليوم وأنّ “الكثير من الأفلام تولد وتموت وهي يتيمة لا يرافقها العمل النقدي المستنير والعارف، أفلام لا تحدث التفاعل لأن الكتابة عن السينما أصبحت غير ثاقبة، كتابة في الغالب سطحية تصطح الانفعال الرقمي الذي اكتسح فضاءنا اليومي..”

ويبدو أنّ الثورة الرقمية قد غيرت صناعة الأفلام وأثرت كذلك في النقد وفي طريقة الكتابة، فعلاقة النقد بالسينما حساسة وإستراتجية لتكوين المتفرج المستنير لذلك قررنا تخصيص لقاء على يومين للخوض في الموضوع.
اليوم الأول من الندوة، السبت 15 فبراير 2014 من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الواحدة بعد الزوال مخصص لتجارب تونسية في النقد بمساهمة “جمعية النهوض بالنقد السينمائي” ومجلة “الموجة”.
أمّا اليوم الثاني الأحد 16 فبراير 2014 من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الواحدة بعد الزوال سيخصص لمسار المجلة النقدية الفرنسية “كراسات السينما”.
مسابقات وجوائز
وفي إطار الملتقى سيتمّ توزيع جوائز على المتألقين وهي: جائزة أفضل فيلم روائي طويل وجائزة أفضل فيلم روائي قصير وجائزة أفضل فيلم وثائقي، وجائزة أول فيلم روائي طويل وجائزة أول فيلم روائي قصير وجائزة أول فيلم وثائقي.
عمار الخليفي
تكرّم النسخة الثالثة من ملتقى مخرجي الأفلام التونسية المخرج عمار الخليفي الذي يوم 16 مارس / آذار 1934 زاول تعليمه الفني بالمعهد القومي بتونس وبمعهد نانسي بفرنسا، وهو مخرج عصامي ومن إفرازات الحركة التونسية لهواة السينما كما كوّن نفسه من خلال المشاركة في بعض الأفلام الأجنبية المصورة في تونس، أنتج وأخرج وصوّر عديد الأفلام القصيرة منذ العام 1961، ومن أهم أعمالها شريط “الفجر” وهو أول فيلم تونسي روائي طويل تحصل سنة 1967 على جائزة “هيئة الدفاع عن السلام بموسكو”
وربما كان لهذا الفيلم الفضل في نيله لقب “أب السينما التونسية”، ليخرج بعد ذلك 4 أفلام أخرى طويلة وهي “المتمرد” (1968)، “الفلا ?ة” (1970)، “صراخ” (1972) وآخر فيلم “التّحدي” (1986).
توقف الخليفي عن النشاط السينمائي منذ سنوات مفضلا الكتابة في مجال التاريخ التونسي.
وخصصت جمعية مخرجي الأفلام سهرة التكريم في الدورة الثالثة من الملتقى السنوي لمخرجي الأفلام لعرض فيلم “صراخ” الذي أخرجه سنة 1972، والشريط يروي قصة أم تسرد قصة فتاتين على مسافر سعدية التي تعرضت للاغتصاب، ولكي تنتقم قامت بقتل المعتدي عليها مجلس القرية يحكم عليها بالإعدام، أما سلمى التي أحبّت الهادي، فقد أجبرها والدها على الزواج برجل أخر، يعود حبيبها فجأة ليلة زفافها ولكنّ البحر ألقى بجثته سلمى تجن وتموت…