طرابلس تستعيد دورها السينمائي
بيروت- الجزيرة الوثائقية
في ختام “مهرجان طرابلس للأفلام”، أعلنت اللجنة التحكيمية عن الأفلام الفائزة في مسابقتها الرسمية، على الوجه التالي:
“إلى سنتياغو”، سويسري، مخرجه مورو كارارو، تحريك قصير.
“الشيطان”، فرنسي، مخرجه جان غابرييل بيريو، وثائقي قصير.
“وكأنها الصين”، فرنسي، مخرجه توماس لالييه، وثائقي طويل.
“بلا هوية”، إيراني، مخرجه صلاح صلاحي، روائي قصير.

ونال فيلم “عبد الرحمن”، فرنسي، مخرجه إلياس سفاكسي، روائي قصير تنويها خاصا من لجنة التحكيم.
لجنة التحكيم ضمت: الخبير والناقد السينمائي عصام قلاوون، المخرج حسام خياط، الناقد السينمائي جان رطل.
النتائج أعلنت في احتفال ختامي في بيت الفن في الميناء، بطرابلس، برعاية وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي.
وكان المهرجان قدانعقد في نسخته الأولى في الأسبوع الأخير من أبريل، وله أهميتان بارزتان، الأولى أنه يأتي في سياق المساعي التي تبذلها أكثر من جهة مدنية لإعادة الحياة الطبيعية إلى مجراها في مدينة طرابلس اللبنانية عقب سنتين من التوترات الأمنية، والثانية، أنه يعيد وضع طرابلس اللبنانية على خارطة السينما العالمية.
فالسينما في طرابلس، ليست ضيفة طارئة على حياتها، إذ شهدت المدينة بداية العروض السينمائية منذ أن كانت السينما ما تزال صامتة أوائل القرن المنصرم، وبعد ذلك شهدت نهوضا سينمائيا هاما، ففتحت الدور بالعشرات، ونبغ في المدينة مخرجون دخلوا السينما العالمية، منهم جورج نصر الذي أدخل لبنان إلى مهرجان “كان” سنة 1957، وآميل شاهين الذي يشكل دائرة معارف سينمائية، وإلياس خلاط الأكثر حداثة، لكنه دخل السينما متأخرا فلحق طابعها الحديث. وفي الأيام الأكثر حداثة، ظهرت من المدينة المخرجة الشابة الراحلة رندة الشهال التي حصدت للبنان جائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية، وهي أعلى جائزة يحصل لبناني عليها.
وبينما عرضت الأفلام العربية في الهواء الطلق صيفا في مقهى التل العليا، نشأت العديد من الدور مثل “بالاس” و”أوديون” و”رومانس”، و”أمبير”، و”دنيا”، و”الروكسي”، و”الأوبرا” و”المتروبول” و”الكابيتول” و”الكولورادو” و”شهرزاد” و”الحمرا” و”الريفولي” و”الأمير”، وزهرة الفيحاء”، ودور كثيرة أخرى.
كما أن الدور كانت مفتوحة حتى ساعة متأخرة من الليل لكل أبناء المدينة، وارتادها الناس من الجوار، فكانت تعج بالحركة، وبالرواد يقصدونها من كل حدب وصوب. وفي فضاء هذا الإرث الفني، انطلق مهرجان طرابلس الحالي، ينظمه المخرج خلاط، ويشرف عليه المخرج نصر بالتعاون مع شاهين، والمركز الثقافي الفرنسي، ولفيف من المهتمين من ابناء المدينة.
خلاط قال ل”الجزيرة الوثائثية”: “أنا ابن طرابلس، وربيت في وسط دور سينما، وفيها نشأ سينمائيون طرابلسيون هامون، ورغم إرثها السينمائي الكبير، غابت طرابلس بعد ذلك عن المشهد السينمائي اللبناني، علما أنها تتضمن أماكن للتصوير لا تتوافر في أي مكان آخر”.
ويعلق خلاط على ذلك بقوله: “كان من الضروري إعادة طرابلس إلى المشهد السينمائي اللبناني، فوفاء لطرابلس، وللأشخاص الذين برزوا فيها سينمائيا، وجدنا أنه من الضروري إقامة المهرجان، فكان جورج نصر رئيسا فخريا مشرفا على المهرجان الذي أحببنا أن نطلقه تحت شعار “المقاومة الثقافية في صروح ثقافية تقاوم””.
تقدم للمهرجان 59 فيلم من 19بلد، وتم اختيار 32 فيلما منها تنتمي ل13 بلد، وتولت لجنة من المتخصصين والمهتمين بشؤون السينما، برئاسة مدير المركز الثقافي الفرنسي إتيان لويس، الإطلاع على الأفلام، ورسا الاختيار على النحو التالي: فرنسا 14 فيلما، لبنان 4 أفلام، إيران3 أفلام، وفيلمان من سويسرا، وفيلم واحد من كل من البلدان التالية: فلسطين، مصر، تركيا، اليونان، بلجيكا، هولندا، النرويج، بريطانيا، أستراليا.

نماذج من الأفلام
الروائي:
“أنزوف”، روائي لبناني من 20 دقيقة، مخرجته ليدا كبارة: تعيش آسيا مع أهلها. وتحت تأثير الظروف الضاغطة في البيت، حيث أن أمها تتذمر دائماً لأنها لم تتزوج بعد، قررت آسيا أن تحث صديقها جلال لمقابلة أهلها. العائلة كلها مستعدة وآسيا قلقة من لقاء أهلها بالرجل الذي تحبه، لكن وبعد طول انتظار وبكل بساطة يختفي جلال… تكتئب آسيا، وتقبل عرض أمها بالزواج. لكن الشخص الذي يطرق الباب ذلك اليوم، لم يكن الزوج الذي يتوقعه الجميع.
“فؤاد”، روائي نروجي من 22 دقيقة، مخرجه فرزات سمسمي: يعيش فؤاد في مدينة ساحلية في المغرب. يسعى لتأمين لقمة عيشه بشتى الوسائل ومختلف المهن الغريبة من أجل البقاء في ظروف معيشية صعبة. في هذه المدينة الساحلية، يتجمع اللاجئون من كل البلاد الأفريقية وينفقون مبالغ كبيرة من المال ليجتازوا البحر في قاربٍ أملاً بالوصول الى أوروبا. مدفوعاً برغبته الملحة لتغيير الواقع الذي يعيش فيه، يرى فؤاد فرصة عمل في قوارب هؤلاء اللاجئين الهاربين
الوثائقي الطويل:
“غزة تتحدث”، وثائقي فلسطيني من 64 دقيقة، مخرجه ناهد عواد: سامر شاب يعيش في الضفة الغربية في رام الله. عائلته تعيش في غزة على بعد ساعة. منذ 6 سنين لم يلتقوا. عندما ذهب مصطفى لزيارة غزة في العام 2006، كان في سن الثامنة عشرة. لم يسمح له بالعودة أبداً، 7 سنوات وأمه حكمت، تناضل لرؤيته من جديد.
“الصين”، وثائقي فرنسي من 47 دقيقة، مخرجه توماس لالييه: في مكانين متباعدين في الصين، هونغ كونغ في الشرق وكزينجيان مقاطعة في الغرب، يحاول مسافر أن يفهم حقيقة الصين المعاصرة. هذا الفيلم الوثائقي يأخذ المشاهد في رحلة لرؤية شخصية للصين هذا البلد الذي لايزال حتى اليوم مجهولاً إلى حد كبير.
الوثائقي القصير:

“عن لياليهن”، وثائقي لبناني من 23 دقيقة، مخرجته بشرى أيوب: هناك توقيت لحظرالتجول الليلي في اللاوعي لكل إمراة: في منتصف الليل لم تعد الطرقات آمنة في طرابلس، كما في بقية مدن شرق الأوسط حظر تجول النساء يبدأ مع سقوط الليل.
“قطار شبح”، وثائقي أسترالي فرنسي، من 14 دقيقة، مخرجه كيلي هاكر وجيمس فليمنغ: كان على جيوفري، ابن الثامنة والأربعين، أن يترك زوجته في بيت لرعاية المسنين فأحس بالوحدة تماماً، الى أن ركب بالصدفة يوماً قطاراً شبحاً، وقام برحلة داخل “دراكولا”. داخل مطعمه القبيح الذي هو مسرح وكباريه في الوقت نفسه، أصبح جيوفري مأسوراً بإمرأة “مصاصة الدماء” تلعب دوراً أساسياً في العرض ـ ممثلة شابة اسمها جويان- وتبدأ بينهما علاقة صداقة غير اعتيادية.
التحريك:
“إلى سانتياغو”، تحريك سويسري، من 12 دقيقة، مخرجه مورو كارارو: رحلة مابو في شارع سانت جيمس. في هذه الطريق الأسطورية سيعبر مدناً وسيلتقي مارة آخرين لا يحملون بالضرورة حقائب على ظهورهم.
“رسائل امرأة”، تحريك فرنسي 11 دقيقة، مخرجه أوغيستو زانوفيللو: في أرض المعركة في الحرب العالمية الأولى، كانت الممرضة سيمون ترقع الوجوه الممزقة لجنود المشاة برسائل الحب… هذه الكلمات، من الحبيبات، كانت قادرة على شفاء جراح أولئك الجنود الورقيين.