يوميات شهرزاد يفوز بمهرجان الفيلم اللبناني

بيروت -الجزيرة الوثائقية

فاز فيلم “نادي سبوتينغ” للمخرجة زلفا سورا بالجائزة الأولى لأفضل فيلم روائي طويل في الدورة الحادية عشرة لـ”مهرجان الفيلم اللبناني ، ونال فيلم “يوميات شهرزاد” للمخرجة زينة دكاش على جائزة أفضل وثائقي.

نادي سبورتنغ يتناول في 26 دقيقة قصة سيدة ستينية دعت أصدقاءها إلى الاحتفال بعيد ميلادها، فتخلفوا عن الحضور، ويتولى النادي إقامة حفل لها. أما فيلم دكاش فيعرض اعترافات سجينات بعبدا من خلال مسرحية قمن بتمثيلها في إطار علاج السجناء بالدراما

بيروت بيونس آيرس

وتقاسم فيلم “مونديال” لروي ديب و”الحائط” لأوديت مخلوف جائزة العمل الأول لمخرج. فيلم ديب يحكي قصة عاشقين يقرران القيام برحلة برية إلى رام الله في فلسطين. بينما يستعيد فيلم مخلوف ذكرى الحرب الأهلية عبر حائط باطون اختبأ الأهالي خلفه من القنص والقصف.

أفضل فيلم تجريبي جائزة نالها فيلم “عصفور تجدد من لوحة زيتية” لعمر فاخوري وروي سماحة. ومنحت اللجنة تنويها خاصا لفيلم “سهام” من إخراج سيريل العريس.

وعقب توزيع الجوائز، عرضت ثلاثة أفلام للمخرج فيليب عرفتنجي.

ولوحظ أن عدة عناصر جديدة ميزت “مهرجان الفيلم اللبناني” لهذا العام، منها التعاون بين عدة مؤسسات تعنى بشؤون السينما من زوايا مختلفة، ومشاركة أفلام من خارج لبنان، وبروز انعكاس أحداث العالم العربي بشكل أقوى من السابق على العديد من الأفلام، وتجرؤ العديد من الأفلام على كسر تابوهات الحرب الأهلية اللبنانية وما فرضته ظروفها من ممنوعات خلال التحدث عن الكثير من حيثيات الحرب، وإقامة حلقة للقاء بين منتجين أجانب ومخرجين لبنانيين لتمويل مشروعات أفلام، وبذلك يتخطى المهرجان دوره التشجيعي -الإعلامي وصولا إلى تأمين وسائط مادية لتطوير الفيلم اللبناني، ولمساعدة المخرجين المحليين على تحسين شروط أعمالهم الفنية.

المؤسسات التي شاركت في المهرجان كل من اختصاصها، هي: المؤسسة اللبنانية للسينما التي تسعى إلى تأمين التمويل لمساعدة المخرجين على إخراج أفلامهم بشروط جيدة، بحسب ما أفادت  المنسقة الإعلامية في المهرجان ريتا باسيل التي أفادت أن “المهرجان أنشيء منذ 12 عاما، والهدف تقديم فسحة مميزة للمخرجين اللبنانيين لمساعدتهم على عرض أفلامهم واللقاء مع جمهورهم، وتشجيع مبادرات الانتاج في لبنان”.

من المؤسسات أيضا، “مشروع بيروت السينمائي” تؤمن التقاء المخرجين المحليين مع منتجين عالميين والحصول على مساعدات مالية، من خلال لقاءات مختصة ومكثفة يتم فيها تكوين العلاقات بين المخرجين والمنتجين.

“المؤسسة اللبنانية للسينما” عبر حفل “ليالي المبروك” الذي يقدم أربع جوائز لأفضل فيلم روائي، ووثائقي، وأفضل ممثل وأفضل ممثلة بهدف تكريم السينمائي اللبناني المنتج في لبنان أو الخارج.

عندما يأتي الظلام

ريتا باسيل علقت على التعاون بقولها: “قررنا في مؤسستين تعملان للسينما اللبنانية أن نجمع جهودنا في أسبوع واحد، والمؤسستان هما “مهرجان الفيلم اللبناني” الذي هو اليوم في دورته الحادية عشرة، و”المؤسسة اللبنانية للسينما”، وهي تسعى إلى تأمين التمويل لمساعدة المخرجين على إخراج أفلامهم بشروط جيدة”.

وأفادت باسيل أنه “جرى اختيار عشرة أفلام من قبل لجنة تحكيم لتأمين لقاء مخرجيها بمنتجين أجانب”.

ولاحظت باسيل تحسنا في المستوى في الدورة الحالية، وأفادت أن “هناك قسم مستحدث هذا العام، وهو “أفلام من الخارج” إذ أن هناك مشاركة أرجنتينية بخمسة أفلام، والسبب هو أنه في الدورة الماضية عرض فيلم “بيروت بوينس أيريس بيروت” للمخرج الأرجنتيني هرنان بولون، وهو عضو في لجنة الحكم لهذا العام، ويشمل البرنامج خمسة أفلام طويلة وصفّي أساتذة “ماستر كلاس” (بابلو ماززولا وهرنان بولون).

وقالت إن هناك “عشرة أفلام كانت خارج المسابقة، والبقية ضمن المسابقة، ومن الأفلام القصيرة جدا، والطويلة والوثائقية والروائية، وهذه السنة، الأفلام تعكس صورة المجتمع اللبناني، من الحرب الأهلية للاجتياح الاسرائيلي. والمهم أن الأفلام التي تحدثت عن الحرب الأهلية، تجرأت على خرق تابوهات، فجوزيف في أحد الأفلام مثلا يحاسب أباه الذي كان عضوا في إحدى الميليشيات، ويتهمه بالعنف وبإرهابه”.

وعلقت باسيل على الرقابة التي تشدد على منع الجنس والعري، مستدركة أن “هناك تابوهات أكبر بكثير في المجتمع اللبناني، كالحديث بتجرد عن الحرب الأهلية، ورفض تبريراتها، أو تتحدث عن الفقر كما فعلت سينثيا شقير في الوثائقي “عندما يأتي الظلام” عن الكهرباء، وتدمير حياة شخص بسبب مشكلة الكهرباء التي لم تحل رغم مرور عشرات السنوات على انتهاء الحرب الأهلية”.

مدير المهرجان خليل غصوب والمنسقة العامة كارول مزهر، ولجنة الحكم تألفت من: المخرجة نادين لبكي، والمؤلّف شريف غطّاس، والصحافي المعني بالشؤون الثقافية بيار أبي صعب، والمخرج الأرجنتيني هرنان بولون.

شباب القاهرة

كذلك أبدت باسيل قناعتها ب”تحسن ملموس في نوع الأفلام رغم الصعوبات، منها محاولات الغالبية التعلم المنفرد، والتمويل الضعيف، وغياب أي دور للحكومات اللبنانية في دعم الانتاج السينمائي،  ويكفي مثلا غياب أي ممثل عن الحكومة اللبنانية عن المهرجان”.

تضمن البرنامج أفلاما تتخطى الواقع اللبناني، وتدخل في إشكاليات عالمية مثل قصة العلاقة بين الرجل والمراة، كما لوحظ انعكاس تطورات العالم العربي على المهرجان بقوة هذا العام أكثر من السابق رغم أن أحداث العالم العربي مضى على اندلاعها أكثر من ثلاث سنوات ونصف.

هناك أفلام ايضا عن وقائع من خارج الأحداث اللبنانية والاجتياح الاسرائيلي، مثل فيلم أكرم الزعتري، “رسالة إلى طيار رافض”، والفيلم تجريبي عن قصف اسرائيلي لمدرسة في الجنوب، حيث رفض طيار اسرائيلي قصف المدرسة وكأنها لفتة تكريمية للطيار، لكن الزعتري يستدرك الحدث بعرضه طيارا آخر قصفها بعد ساعة. (من خارج المسابقة).

فيلم “بروت بوينس أيريس بيروت” للمخرج الأرجنتيني بولون يتحدث عن امرأة من أصول لبنانية اسمها “غريس”، ولدت في الارجنتين، وعاشت مع عمتها. تعود إلى لبنان للبحث في جذور العائلة في بلدتها كفركلا الجنوبية. (الفيلم من خارج المسابقة).

فيلم “شباب القاهرة” لكريستينا ملكون، تتناول فيه كيف بقي الشبان المصريون تائهين بعد الثورة. لكن تعلم البعض تحويل إحباطهم الى فن، فظهر مسرح ضم مواهب شابة غير معروفة من فناني غرافيتي ومغني راب وناشطين سلميين ومصورين وباحثين ثقافيين وعازفي الموسيقى في الشارع، ألهمتهم الثورة فناضلوا من أجل بناء مستقبل أفضل لبلدهم. (من ضمن المسابقة).

أفلام كثيرة أخرى جرى عرضها، وانتهت بإعلان اللجنة للفائزين بالجوائز.


إعلان