السينما والجنون !

أسامة صفار

لوحة “الجنون” لفان جوخ

يستطيع “المجنون” أن يُقدِّم من الخدمات ما لا يستطيع أن يقدمه العاقل لكل من السيناريست والمخرج, ذلك أن العاقل محكوم بمنطق وتاريخ شخصي ينبغي أن ينعكس داخل العمل وبالتالي قد لا يخبر أو يتسبَّب بمنعطف درامي بينما المجنون وهو الخارج عن المنظومة المجتمعية والمنطق يمكن أن يُحمِّله الكاتب والمخرج معا رسائل قد تبرِّر نقلة نوعية هائلة داخل العمل الدرامي من دون أن يقع في خطيئة ضعف السيناريو أو البناء، ولعل هذا هو السبب الرئيسي في استخدام تيمة الجنون وانتشارها في عدد كبير من أفلام السينما المصرية.
لكن ثمة سوء تفاهم شبه دائم بين الجنون والسينما المصرية, فصانع الفيلم يبدو متعاطفا مع ” شخصية” المجنون في عمله بينما يقدمه من أجل فاصل كوميدي أو ميلودرامي من دون أن يتحرى الدقة في مفهوم الجنون وعلاقته بسلوك المجنون، وهو ما يسبب تصورا غير حقيقي لدي المشاهد, وذلك الأخير لا يحتاج إلي عوامل تزيد من سوء فهمه وقسوته علي “المجنون” ففي المجتمع المصري ينقسم المجانين – غالبا – إلي نوعين أولهما ” عبيط القرية ” الذي يطارده الأطفال بالحجارة فتراه دائما وقد انتشرت في جسده الجروح نتيجة إصاباته، وثانيهما “مجنون” المدينة المسكين الذي لم يمانع الكثيرون في دهسه بسياراتهم حين وجدوه يعتدي علي وقتهم الثمين من قلب الطريق دون اعتبار.

والجنون علي الشاشة السينمائية ليس ذاته الجنون في الشارع، ففضلا عن التشوه الذي يتعرّض له من خلال عدم التمييز الذي يقع فيه صانع العمل، فإن مجنون السينما قد يبدو أقل قدرة علي نشر الفوضى من عاقل مجرم ينظر إليه الفيلم علي أنه ” عاقل الفيلم ” بينما مجانين الحياة هم الأصدق علي الإطلاق، نظرا لكونهم يستجيبون لطبيعتهم من دون أدني اعتبارات مجتمعية أو حسابات !
والجنون مصطلح عام يشمل السلوكيات التي تعتبر منحرفة  ويعرف الانحراف ثقافيا، ويختلف بشكل ملحوظ من مجتمع لآخر، ورغم أن الأدلة تشير إلى ظروف متشابهة – تقريبا – للتجربة الإنسانية وبالتالي فإن هناك اتفاقا عاما يُحدِّد ملامح الجنون فإن ثمة اختلافات ثقافية تخصّ المفهوم علي المستوى المجتمعي، أما طبيا فالأمر محسوم للعلم الغربي.

وتكمن الخطورة الحقيقية للمجنون في كونه خطرا علي النظام الاجتماعي، لذا نجد نموذج المجنون بكل تنويعاته مغريا للمبدعين سواء في السينما أو الأدب وخاصة الرواية نظرا لطموحهم الدائم بشأن تجاوز النظام الاجتماعي.
وقد أوردت الموسوعات الطبية والاجتماعية تعريفات شتي للجنون يمكن تلخيصها بشكل مركز في كون الجنون هو عدم القدرة على السيطرة على العقل أو هو مجموعة من السلوكيات الشاذة التي يقوم بها أشخاص بدون وعى وإدراك ورغما عن إرادتهم، وتؤدي هذه السلوكيات إلى انتهاك المعايير الاجتماعية وقد يصبح هؤلاء الأشخاص خطرا على أنفسهم أو الآخرين, في لحظة معينة، وقد تستمر عدم القدرة على السيطرة على العقل فترة طويلة. و”عدم القدرة على السيطرة على العقل” هو المفهوم الوحيد للجنون عند مناقشة الأمراض النفسية بشكل عام.
أما المفهوم القانوني للجنون فهو رائع بالنسبة لأولئك الذين يريدون التخلص من شخصية داخل فيلم بدون عقاب للقاتل أو يريدون إحراق مبني أو حتي مدينة كاملة بدون إلقاء المسؤولية علي أي طرف داخل العمل الفني، وذلك لامتناع المسؤولية الجزائية عن المجنون. وعلى ذلك فإن الجنون حالة عقلية تتصّف بفقدان ملكة الإدراك (أو العقل أو الوعي)، وما يرافقها من اختلال وضعف في الوظائف الذهنية للدماغ، وزوال القدرة على المحاكمة وتوجيه الإرادة.

المجنون إذن شخص لا يميِّز بين الخير والشر وهو خطير على المجتمع وينقسم إلى نوعين:
مجنون تماما (أي أنه مصاب بهذه العلّة منذ ولادته إلى الآن) نتيجة عدم اكتمال تكوين دماغه أو جهازه العصبي.
مجنون جزئيا (أي أن الجنون لديه وجد حديثا أو أنه يتناوب أي يأتي ويذهب على شكل نوبات مؤقتة) ويطرأ عليه أثناء حياته نتيجة مرض أو حادث يصيب دماغه، فيختلّ توازنه العقلي، وتضطرب ملكاته الذهنية، ويفقد القدرة على الربط المنطقي في العمليات العقلية، فلا يفقه القول ولا يقوى على الفكر، ولا يعود قادرا على التحكم بتصرفاته الخارجية.
ويلحق بالجنون الأمراض العقلية والعصبية التي يفقد المصاب بها الإدراك أو القدرة على توجيه الإرادة. ومن هذه الأمراض الصرع، والهستيريا، والذهان، والوسواس الجنوني، وازدواج الشخصية أو انفصام الشخصية (الشيزوفرينيا)، وتسلُّط الأفكار الخبيثة، واليقظة أثناء النوم ..

وبزاوية أخري للنظر فإن الجنون هو افتقاد المعني بينما العقل هو اكتساب المعني, وفي السينما – كما في الحياة – إن لم يكتسب السلوك معناه, ويحيل فاعله و مشاهده إلي نص كوني أكبر من وجوده، فإنه يصبح فعلا بلا معني ولا مدلول وبالتالي لا يعني إلا ذاته كفعل بيولوجي مثلا, و المعني المقصود هنا ليس مطلقا فالمقصود به هو ذلك المعني الذي يُجمع عليه المجتمع وله معايير خاصة به نابعة من منظومة قيمية لها معايير محددة، وبالتالي فكون الفعل بلا معني هو نسبي ويخص الثقافي أكثر مما يخص الفلسفي.
ولعل تأثُّر المشاهد بفيلم معين أو حدث أو مشهد دون غيره في العمل السينمائي هو ما يفسر قبضه علي المعني المحدد لهذا المشهد بينما يتأثر مشاهد آخر بمشهد آخر من دون أن يؤثر المشهد السابق عليه فهو لا يجد له معني.. إذن المعني هو علاقة تبادلية بين ما نشاهد علي الشاشة وما يكمن داخلنا من قيم ومعان وذكريات، وهو هنا شغف يتحقق عبر فنون السينما المختلفة علي الشاشة.. إنه جنون من نوع مختلف.. جنون المعرفة والاكتشاف.. إنه المنتج الحصري لتلك البهجة التي يشعر بها مشاهد الفيلم السينمائي.

سيد الجنون في السينما

رومان بولانسكي

السينما هي ذلك الاشتغال التفصيلي علي السوسيولوجي، والجنون بقدر ما يرتبط بالفرد فإنه مرتبط بالمجتمع بل في أحيان كثيرة يكون نتاجا لتناقضاته الحادة و يكون جنونا بتعريف المجتمع بنفسه له, لذلك يبقي الجنون ظاهرة سينمائية بامتياز في أحداثها وحدوثها ومعالجتها. وإذا كان المجنون واحدا من أهم المُلهمين للسينمائي فان ذلك السينمائي قد يوصم بالجنون من دون أن يمتلك المجتمع نفسه تلك القدرة المعروفة علي قمعه، ولعل الأمثلة الواضحة لذلك علي المستوي العربي هي يوسف شاهين الذي أُطلق عليه العبقري المجنون وهو لقب لا يعني في هذه الحالة المدلول الطبي بقدر ما يعني المدلول المجتمعي للجنون بما فيه من خروج علي المألوف.
ويبقي “رومان بولونسكي” هو ذلك المخرج الذي عاش بين مساحات الجنون والعبقرية في حياته وعبّر عنها في أفلامه كما لم يفعل أحد، وقد خُصّصت مجلة بوزيتيف الفرنسية عدد أغسطس 2009  لـ “السينما والجنون”. وكان من الطبيعي أن يحتلّ المخرج العالمي الكبير “رومان بولنسكي” مقدمة المشهد ومن خلال قراءة أحد كبار المتخصصين في تراث بولنسكي السينمائي وهو “ألكسندر تيلسكي” الذي قام بتفكيك  خيوط الجنون في منجز بولنسكي، اعتمادا على آليات فلسفية ودلائلية.

والمعروف أن  مصطلح “جنون” كان دائما مرتبطا بأفلام بولنسكي وبالحكايات عن حياته وقد تحول المخرج نفسه إلي واحد من الوجوه الدالّة على إخراج الجنون في السينما.
وينضم إلي بولونسكي كل من لويس بونويل، إنجماربيرغمان، إيليا كازان, وستانلي كوبريك، وشابرول وزولافسكي، ووودي آلن وسكورسيزي وديفيد  لينش.
و بالنظر إلى الحياة الصاخبة لبولنسكي نراه يستخدم بثراء كبير العلامات الأكثر جنونا، وهو نفسه كان يشك في صحته العقلية الخاصة، ويتكلم عن ذلك في سيرته الذاتية.

لقطة من فيلم “طفل روزماري”

وقبل ظهور فيلم: ” نفور”  سنة 1965 عرضه بولنسكي على طبيب نفسي ليعتبره هذا الأخير عملا فنيا لمخرج في كامل توازنه النفسي وسلامته العقلية وكانت مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لبولنسكي الذي كان مقتنعا بأنه “مجنون”. والحقيقة أن المخرج عرف كيف يتحكم ويصور – بدقة – الجنون على الشاشة.
وفي  الفيلم ” طفل روزميري” يعتني بولنسكي بوضع فيلمه في سياق  واقعي بحيث يدفع القدامى بخساراتهم إلى اللاحقين، ولا يعرف المشاهد هل لعنة الجنون التي صارت (ميا فارو) ضحية لها واقعية أم متخيلة. ويدور فيلم “الفتاة الشابة والموت” في بلد غير محدد، خارج لتوه من الديكتاتورية في أمريكا اللاتينية ، تنتظر باولينا اسكوبار زوجها المحامي الشهير الذي عهد إليه برئاسة لجنة كلفت بمحاكمة جلادي الأمس في السلطة البائدة. لكنه لم يأت وحده، جاء رفقة رجل اغتصبها وعذبها قبل سنوات خلت. لم تر أبدا وجهه من قبل لكنها تعرفت إليه من خلال صوته، فقررت احتجازه واستنطاقه. الحكي له فعل ماكر على أعصاب المتفرج يتأرجح بين الحقيقة والكذب، بين الأمل والألم. ويؤكد بولنسكي من خلال هذا الفيلم أنه خبير بالوجه الخفي للطبيعة البشرية.
وفي فيلم ” المشتري ” نرى تريلكوفسكي عاملا صغيرا من أصل بولوني يشتغل في عمارة انتحرت صاحبتها الأصلية عبر النافذة. تحالف كل الجيران ضده الشيء الذي جعله يغرق في الجنون. الجيران في الفيلم أشباح ساديّون. تتخلل الفيلم صور مرعبة تقويها موسيقى غريبة بواسطة آلة الهارمونيكا.
ويصعب تناول الجنون والسينما بشكل عام من دون المرور علي فيلم “عقل جميل” الذي قدّمه ريدلي سكوت عن قصة العالم الحاصل علي جائزة نوبل “جون ناش” والذي قدم إمكانية فريدة لمقاومة الهلاوس السمعية والبصرية تنبع من المريض ذاته كما قدم نموذجا للدعم المجتمعي لا يقارن.

السينما المصرية
لا تنفصل النظرة السينمائية في مصر عن النظرة الشعبية, فكلاهما يحمل ملامح التعاطف مع المجنون نظريا لكنه يتعامل معه بقسوة لا حد لها. فأقلّ ما يعانيه ” المجنون ” في مصر هو تلك العزلة التي تساهم في ازدياد حالته المرضية فضلا عن القسوة في كافة التعاملات التي تتطلب احتكاكا مباشرا حتي من أقرب الأقربين إليه، و الطريف أن “وصمة الجنون” كما يراها المجتمع انتقلت إلي الطبيب النفسي في الواقع وفي السينما !
و الحقيقة أن أزمة تناول الجنون في السينما المصرية من بداياتها لا تتعلق بفهم المرض النفسي ولا بأسلوب السرد السينمائي، ولكنها تتعلق ببدايات تعيسة ظلت تعمل علي تقليد الغرب لسنوات طويلة حيث يتم تمصير الفيلم السينمائي أو المسرحية لتتم صناعة مجتمع لا يشبه المجتمع المصري إلا في اللهجة، وحين يتم الاجتهاد في موضوع مثل الجنون يلجأ صناع العمل إلي المفاهيم الشعبية غير المنضبطة علميا .

وقد صُوِّر فيلم “إسماعيل يس فى مستشفى المجانين”، بصورة أقرب إلي الدراويش أو المجاذيب وإن بدت الحاجة الملحة لدي المخرج إلي فقرة كوميدية لا فرق بين أداء المجانين خلالها وأداء السكارى, وتدور أحداث الفيلم حول طعمة ووالدها الذى يستدين من معلمى الحارة الذين يرغبون في الزواج بابنته، ويعد كل من يقرضه المال بتزويج طعمة له، ويدور الصراع بين حسونة الفطاطرى “إسماعيل يس” الذى يقع فى حب طعمة وفى نفس الوقت يقع فى حبها علوة التمرجى فيحدث الصراع بين حسونة وعلوة والأب الذى يدخل حبيب طعمة مصحة الأمراض العقلية، والتى يستطيع فى نهاية الفيلم وفى يوم زفاف طعمة الهرب من المستشفى وكشف الحقيقة.
 وتعامل مع كل من يقبع داخل مستشفى الأمراض العقلية، التي دخلها حسونة عنوة بفعل غريمه، على أنهم مجاذيب فاقدين لعقلهم وكان أبرزهم الدكتور شديد والخواجة بيجو، وكذلك ظهر الأطباء المعالجون لهم بصورة مشابهة لصورة هؤلاء المرضى، حتى أصبح “حسونة” الذى دخل المستشفى وهو في كامل قواه العقلية، يتعامل مع زملائه داخل المستشفى بنفس الصورة التي يتعامل بها المجاذيب مع بعضهم البعض.

لقطة من فيلم “آسف على الإزعاج”

أما تشويه الطبيب النفسي فقد ظهر في المشهد الأخير من فيلم “مطاردة غرامية” بطولة فؤاد المهندس وشويكار، والذى أدّى خلاله الفنان الراحل عبد المنعم مدبولى، دور طبيب نفسى ذي أفعال جنونية، يعالج مرضاه بطريقة بهلوانية، على طريقة ” أنا مش قصير قزعة.. أنا طويل وأهبل”.
ومن أبرز الأفلام المصرية، التي عالجت المرض من جميع جوانبه بشكل جيد، هو فيلم “آسف على الإزعاج”، بطولة الفنان الكوميدى، أحمد حلمى، حيث أظهرت صورة إيجابية لمريض نفسى، لم يتقبل فى بداية مرضه فكرة أنه مصاب، إلا أنه اقتنع مؤخراً بضرورة الذهاب إلى المستشفى للعلاج، بمساعدة طبيب نفسى، ظهر بصورة لم نجدها فى السينما من قبل.
الرعب والجدية
 وتدور قصة فيلم “آسف على الإزعاج” بطولة أحمد حلمي ومنة شلبي ودلال عبد العزيز، حول قصة شاب يدعى “حسن”، ويعمل مهندس طيران متميز ومخلص جدا في عمله لدرجة أنه ليس لديه من الوقت ما يمارس من خلاله حياته الاجتماعية، وحلمه أن يقدم مشروعه لرئيس الجمهورية وهو مشروع لتخفيض تكلفة الوقود للطائرات.
يرتبط حسن بوالده الطيار ويتمنى على الدوام أن يكون مثله، ويتعايش البطل مع والده “محمود حميدة” الذى نُفاجأ في منتصف الفيلم أنه ميت وأن حسن يتخيل أن والده حي يرزق، ولا يفيق حسن من هذا الوهم إلا بعدما صدمته والدته “دلال عبد العزيز” بالأمر الواقع وعرضت عليه الذهاب للمستشفى للعلاج، وبعدما كان حسن يرفض في الماضي أي تشكيك في سلامته النفسية.

يبدأ بالمرور على أولى خطوات العلاج، وهى الاقتناع بأنه مريض، ومن ثم يذهب إلى المستشفى، التي يظهر فيها الدكتور النفسي في صورة رجل هادئ متوازن، ومثقف لديه قدرة على محاورة المريض وإقناعه، إلى أن يتم شفاء حسن في النهاية ليعود كما كان من قبل.
ويعد فيلم “البيت الملعون” أيضاً من أهم الأفلام التي تناولت قصة المرض النفسي، فى إطار سيناريو فيلم مرعب، حيث تعيش أسرة مديحة (ماجدة الخطيب) في جو عائلي يغلب عليه السعادة والمحبة برفقة زوجها “سمير صبري” وابنتها، إلا أن سعادتها تلك لا تدوم طويلا عندما تفاجأ مديحة بظهور أشياء وأشخاص داخل فيلتها، يحاولون قتلها. تخبر مديحة عمتها التي تكشف لها أن والدتها قتلت بتلك الفيلا، واتهم والدها بقتلها وأصيب بمرض نفسى أودع على إثره مستشفى الأمراض العقلية مما كان سببا في انتحاره. يحاول الزوج مساعدة زوجته مديحة فيطلب من الطبيب صلاح “كمال الشناوي” علاجها، فيكتشف أنه كان يحب والدتها وهو القاتل الحقيقي، يسعى الزوج لإنقاذ مديحة من براثن ذلك الطبيب صلاح ويطلق عليه النار فيرديه قتيلا ويعم جو الصفاء والمحبة إلى الأسرة من جديد.

ويأتي آخر الأفلام التي أبحرت في الجنون من خلال الكاتب أحمد مراد الذي قدم الرواية والسيناريو لفيلم “الفيل الأزرق” الذي عُرض في العام الماضي بمصر وحقق نجاحا ملحوظا علي المستويين النقدي والتجاري.
ويطرح الفيل الأزرق حالة لأكثر من مريض أحدهما طبيب والآخر مريض بالفعل، فبعد أن يبدأ الفيلم بالدكتور يحيي الذي أوشك علي استلام قرار فصله من مستشفى الأمراض النفسية والعصبية الذي يعمل به بسبب الغياب والتأخر في تحضير رسالته للدكتوراه، فإنه يُمنح فرصة أخيرة عبر نقله إلي عنبر 8 غرب المعروف بكونه عنبر المرضي الذين يمثلون خطورة كبيرة علي أنفسهم وعلي الآخرين .
وهناك يلتقي صديق عمره المتهم بقتل زوجته الحامل و المصاب بحالة جنون لتبدأ حالة من الهلاوس السمعية البصرية تحتلّ نحو ثلثي الفيلم وتشمل استعراضا نفسيا دقيقا اتضّح خلاله الجهد الكبير الذي بُذل في الدراسة والاستعداد للعمل بشكل علمي، لكن النهاية تأتي صادمة حيث تم توظيف كل هذا الجهد العلمي والسينمائي لصالح الخرافة والسحر بالاستناد إلي كون كل ما حدث من جرائم داخل العمل إما بفعل السحر أو بفعل  المخدرات !


إعلان