“وَلْوَلَةُ الروح”.. العيطة تغني عن أحلام المجتمع

المصطفى الصوفي

صاحب الكمان مغمض العينين يتماهى مع آلته يمينا ويسارا، وتارة يردد المقطع المؤثر الذي يتفاعل معه المدعوون في هذا الحفل

صوتها مبحوح إلى حد ما، لكن فيه قوة ونبرة حزينة لا يفهمها إلا من يعرف هذه الفنانة ذات العيون الذابلة من شدة القهر والسهر. “رحيمو” الفنانة التي اشتهرت في القبيلة أيام الاستعمار بمواويلها وأغانيها استنهاضا لهمم الرجال بكلام موزون مُقفّى، تحثهم على الصبر وعدم الخيانة مهما كانت الإغراءات.

صاحب الكمان مغمض العينين يتماهى مع آلته يمينا ويسارا، وتارة يردد المقطع المؤثر الذي يتفاعل معه المدعوون في هذا الحفل خلال أحد المواسم الدينية في تلك القبيلة التي تقع على رابية عالية شامخة في الأفق.

قبيلة “رحيمو” اعتادت أن تنظم مثل هذه المواسم تكريما للفرسان الشجعان الذين تساقطوا تباعا كأوراق الشجر. تُواصل الغناء عن القبيلة والأرض والشهداء الذين سقطوا، والمقاوم الشهم الذي قَتل مئةً من العدو دون أن يستسلم، ليفضّل في الأخير الشهادة على أن يقضي بقية حياته في السجن حتى يتعفن.

غناء “رحيمو” من جديد يتفاعل معه الجمهور بحسّ دراماتيكي موجع، تصعد أنفاسها وتشتد أوداجها، تستنجد ببركة الأولياء وعزة وشهامة السلف، تغني وفي غنائها نبض حار و”ولولة روح” وصراخ يتردد صداه في أفق تلك الجبال المقابلة لدواوير القبيلة في ذلك الريف الأطلسي الشامخ.

صور “رحيمو” وموسم الفرسان أشبه بمشاهدة حية من فيلم سينمائي لم يُصور بعد، صراخ الروح قصيدة لها ندوب الماضي، وحرقة تلمستها الأنامل المستضعفة على أرض كانت فيها جمرة قسوة المستعمِر قَدَرُ الجميع في تلك القبيلة.

المخرج عبد الإله الجواهري واحد من المخرجين المغاربة المفتونين بحرقة الروح حين يرسمها الشعراء، وحين يكتب مشاهدها الدكتور عثمان أشقرا وهو يستحضر في كتاباته همّ النضال والمقاومة برؤية إبداعية لها سحر الفن والسينما. فبعد روايته الممتعة “بولنوار” التي تحولت إلى فيلم سينمائي طويل أخرجه حميد الزوغي وتحكي عن فترة مهمة من التاريخ النضالي لعمال الفوسفات في السنوات الأولى من اكتشافه بمدينة خريبكة المغربية، ها هو أشقرا يعود بنَفَس نضالي آخر لكتابة سيناريو فيلم “ولولة الروح”، وهو فيلم جمع بين فن تقليدي شعبي قديم يطلق عليه اسم “العيطة”، وبين الحسّ النضالي في مرحلة من تاريخ المغرب السياسي.

 

العيطة.. الفن والسياسة في آن

فيلم ولولة الروح للجواهري (وهو مخرج وأستاذ لمادتي “التصور السينمائي” و”التحليل الفيلمي” بمعهد التقني المتخصص في السمعي البصري بالعاصمة المغربية الرباط) يعالج قصة ثلاث حكايات تتقاطع مصائر أبطالها في سياق البحث عن هُوية وسبب مقتل فتاة شقراء يُعثَر على جثتها مرمية في مكان مهجور، هي: حكاية إدريس طالب الفلسفة الحالم بمستقبل أفضل، وحكاية الشيخ الروحاني الذي يعيش رفقة عشيرته الشيخة الزوهرة مرحلة اندحار فن العيطة الأصيل ويحلم بعودة “الزمن الجميل”، وحكاية عبد الوارث القناص الماهر الذي انتهى حارسا في “نادي الرماية” حيث يعيش واقع الذل والقنوط. والفيلم من بطولة الممثلة السعيدة باعدي ومحمد الرزين، وتمثيل كل من يوسف عربي سعيدة باعدي وحسن باديدا وعبد الحق بلمجاهد وصلاح ديزان، فضلا عن عبد النبي البنيوي وعبد الكبير الشداتي ووجيهان كمال وبنعيسى الجيراري، ثم بادي الرياحي ونبيل عاطف.

وعن الجمع بين السياسة والفن في فيلم واحد قال الجواهري للجزيرة الوثائقية “أعتقد أن الكتابة السيناريستية تحدد الاتجاه الذي تسير صوبه أحداث الفيلم، والكاتب والسيناريست المعروف عثمان أشقرا اختار موضوع “سنوات الرصاص” من خلال فن العيطة، وهو فن تراثي شعبي معروف ومنتشر بكثرة في الأرياف والعالم القروي المغربي، وبالتالي فإن الفيلم حاول الجمع بين الفن والسياسة في آن واحد، لماذا؟ لأن فن العيطة كان دائما يعبر بذكاء وحسّ سياسي عن هموم وآلام وأفراح المجتمع الرافضة للأوضاع في تلك السنوات، وبالتالي جاءت هذه التوليفة في فيلم ولولة الروح، والجمع بين الفني والسياسي في قالب سينمائي ممتع، تجربة كانت ناجحة حسب العديد من المتتبعين والمهتمين وكل من شاهد الفيلم، وهنا أكد فيلم ولولة الروح أنه يمكن في كل فيلم من الأفلام الجمع بين مختلف الفنون وعدة قضايا اجتماعية أو سياسية وغيرها، فقط يجب أن توحدهم الرؤيا السينمائية والمقصود من الفيلم”.

الجمع بين فن العيطة سينمائيا والتعبير عن السياسي والدفاع عن أحلام وطموح المجتمع مسألة مهمة وحساسة للغاية

العيطة.. لماذا لا يُحتفى به؟

الجمع بين فن العيطة سينمائيا والتعبير عن السياسي والدفاع عن أحلام وطموح المجتمع مسألة مهمة وحساسة للغاية، وبشأنها يؤكد الجواهري أن فن العيطة جاء للتعبير عن هموم وآلام وأحلام الناس البسطاء والمستضعفين، ومن هنا تأتي قوة هذا الفن الذي تطور خلال القرن العشرين مع أسماء كبيرة مثل مليكة الشبيهية من منطقة بني ملال، والشيخة خربوشة في منطقة عبدة، لكن هذا الفن الشعبي الأصيل تم تحويره عن سياقه الخاص وجاء كفن مرادف للميوعة، وتم إفراغه من أهدافه السامية والنبيلة مبرزا أنه فن لم يُعط المكانة المستحقة، ومن ثم جاءت فكرة الفيلم لرد الاعتبار لهذا الفن وإعطائه القيمة الرمزية والوطنية كفن حقيقي يعالج قضايا الناس بطريقة بسيطة مغناة، ويختزل مسار سنوات من التهميش والمعاناة والقسوة والأحلام أيضا. لأنه فن يعادل الفنون العالمية الأخرى كفن الجاز في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يعبر عن قضايا السود، وفن الفادو بالبرتغال الذي يعبر عن الطبقات المسحوقة والفقيرة والبحارة الذين كانوا يعانون الأمرين في القرن الـ18 عشر، حيث تساءل بالمناسبة لماذا لا يتم الاحتفاء بفن العيطة والاهتمام به كما يُحتفى بالجاز والفادو؟

حين دخل الاستعمار الفرنسي إلى المغرب وظّف شيوخُ فن العيطة هذا الفن وسيلة للتعبير والمقاومة والتضحية والدفاع عن الوطن

العيطة.. وسيلة للمقاومة وطرد المستعمر

وأضاف الجواهري في هذا الجانب أن فن العيطة جاء مع بُعد القبائل العربية التي دخلت المغرب خاصة إبان القرنين الخامس والسادس عشر، وتجذّر في العادات والتقاليد الفنية، حيث أصبح يُغنى في الكثير من المناسبات معبرا عن قضايا المجتمع وطموحاته، وكان بمثابة الصوت الفني لمن لا صوت له، وبالتالي فحين دخل الاستعمار الفرنسي إلى المغرب وظّف شيوخُ فن العيطة هذا الفن وسيلة للتعبير والمقاومة والتضحية والدفاع عن الوطن، وتشجيع وإلهاب حماس الناس لطرد المستعمر، وقد حاول المستعمر التقليل من أهمية وتأثير فن العيطة على المواطن وتقزيمه وتوجيهه اتجاها غير صحيح، ولعل سيرة الشيخة خربوشة التي قدمت الكثير من الأعمال والأغاني النضالية في هذا الإطار خير دليل على أن فن العيطة كان فنا للمقاومة، وكان مصير مقاومتها موسيقيا تعرضها للتنكيل والاضطهاد والقتل فيما بعد من قبل الطاغية القائد عيسى بنعمر، وبالتالي فإن فن العيطة تم من خلاله التعبير عن هموم المجتمع. وتوظيفه في فيلم “ولولة الروح” جاء كخلفية تثبت أحداثا تاريخية وتقدم الشخصيات بشكل مختلف.

وكثيرا ما كان للعديد من الفنون كفن العيطة والفنون التراثية خصوصا الدور الكبير في خدمة القضايا الوطنية العربية، وذلك من خلال توظيفها في السينما مثلا أو في المسرح وغيره، وعن هذه القضية قال مخرج الفيلم “إن دور الفن بما فيه السينما والمسرح والفنون التشكيلية وكذلك الشعر وكل أشكال الإبداع كان دائما لها دور وطني سام، وهو الوقوف إلى جانب المستضعفين والمظلومين، والدفاع عن قيم المجتمع والوطن وقضايا المهمشين والفقراء والمساكين والتعبير عن أحلامهم وآمالهم، لأن الفن يبقى أداة للتعبير وإيصال الرسائل لمهن يهمهم الأمر عبر الصورة والصوت والحركة والكلمة، والتي تشكل وسيلة من وسائل الفرجة والمتعة، لكن أيضا وسيلة من وسائل خدمة وطرح قضية من القضايا المجتمعية بطريقة فنية مبتكرة فيها رؤيا وإبداع على مختلف المستويات إخراجا وكتابة وتشخيصا ورسما وغناء، وفي هذا السياق لا يجب أن نُخرِج الفن عن سياقة العام ونضعه في خانة منمطة، الفن هو صوت من لا صوت له في المغرب وكذلك في العالم العربي، وأعتقد أن الكثير من الأفلام العربية بدءا من السينما المصرية وحتى الخليجية كانت السينما في بُعدها التعبيري والرمزي تعبر عن قضايا المجتمع. وأنا هنا ضد من يقول إن الفن هو من أجل الفن، بل الفن هدفه دائما هو خدمة قضايا المجتمع بشكل يحقق المتعة والفائدة للجميع”.

الجواهري أكد أن الجانب التوثيقي في الفيلم يتمثل أساسا في إعادة وإحياء وتوظيف الكثير من النصوص والقصائد الشعرية بالعامية المغربية في فن العيطة بعضها يعود إلى زمن بعيد

ولولة الروح.. استحضار للسينما الوثائقية

وعن قيمة الفن عموما في علاقته بالسينما من خلال فيلمه “ولولة الروح”، وكل ما هو تراثي في صيانة القيم والذاكرة الجماعية والإرث الحضاري والثقافي محليا وعربيا أضاف أن الفن عامة هو ذاكرة من لا ذاكرة له، وهو وعاء يضم أهم التجارب واللحظات الحزينة والمشرقة لكل شعب من الشعوب. الفن يجب أن يلعب هذا الدور إعلاء لكلمة الحق والوقوف إلى جانب المظلومين، وهو ما حاولتُ ترسيخه في الفيلم، والتعبير بصدق عن كل ما يختلج الروح. و”ولولة الروح” كان لديه هذا الهمّ الجماعي والمجتمعي، والهمّ الأساس هو التاريخ والتوثيق لذاكرتنا الفنية في علاقتها بالوطنية والسياسية والمجتمعية خلال سنوات السبعينيات، وردّ الاعتبار لفن تراثي وشعبي وبدوي أصيل، وسيبقى الفن خلاصة لقضايا بارزة في مغرب غني بتجارب شعبة على المستوى الفني والمجتمعي أسوة بباقي الشعوب الأخرى.

وعن استحضار روح السينما الوثائقية في “ولولة الروح” -علما بأن الفيلم روائي طويل- أكد الجواهري أن الجانب التوثيقي في الفيلم يتمثل أساسا في إعادة وإحياء وتوظيف الكثير من النصوص والقصائد الشعرية بالعامية المغربية (الدارجة) في فن العيطة بعضها يعود إلى زمن بعيد، خاصة تلك التي أدتها رموز العيطة في المغرب كفاطمة الحمونية وفاطمة الزحافة والشيخة خربوشة التي اشتهرت بأغانيها التي دافعت فيها عن قبيلتها المكلومة في منطقة عبدة القريبة ومن مدينة أسفي الساحلية، متصدية لجبروت القائد عيسى.. مبرزا قيمة الفيلم في ثوثيق مرحلة مهمة من تاريخ المغرب النضالي والفني عبر التركيز على الفنانة خربوشة التي عبرت عن مقاومتها للظلم بكل أشكاله لقائد مستبد جائر في زمانه، كما يتم هذا الاستحضار من خلال تسليط الضوء على مرحلة مهمة في التاريخ السياسي المغربي خلال سنوات السبعينيات من القرن الماضي، وكذلك على تاريخ من مرحلة النادي السينمائي بمدينة خريبكة المنجمية، وبالتالي الاشتغال والجمع بين توثيق الذاكرة الغنائية لفن العيطة في مناطق وقبائل زعير وورديغية وخريبكة والشاوية وعبدة، وكذلك توثيق الذاكرة الفنية عبر الأنشطة الفنية والثقافية التي كانت تُقام هناك بالنادي السينمائي المحلي، وبالتالي فإن الجانب التوثيقي كان مهما، علما بأن الفيلم هو فيلم روائي تخيلي طويل، وهذا ما منح الفيلم متعة في الفرجة مشتركة وتفاعلية.

ولولة الروح.. محطة أولى في طريق شاق

ويتحدث المتتبعون بأسف شديد وحرقة كبيرة عن قلة القاعات السينمائية المغربية التي لا تصل الى الأربعين بعد أن كانت منتشرة في كل مدينة، فضلا عن عزوف الجمهور عن الذهاب إليها لعدة أسباب، لكن الجواهري بالمناسبة يُعرب عن سعادته لتفاعل الجمهور مع فيلمه منذ إطلاقه في الصالات السينمائية المغربية، أو أثناء عرضه في عدد من المهرجانات الدولية الوطنية والأجنبية، ومنها المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، ومهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط شمالا، ومهرجان الإسكندرية لبلدان البحر المتوسط، حيث حصل على جائزتين ثمينتين هما جائزة أفضل ممثلة لتألق بطلة الفيلم الممثلة سعيدة بعدي، وجائزة أفضل سيناريو للكاتب والروائي الدكتور عثمان أشقرا.

كما أشار إلى أن ولولة الروح يُعرض في القاعات السينمائية المغربية للأسبوع الثالث على التوالي، ويحقق نسبة مشاهدة ومتابعة مهمة وعالية، ويقول الجواهري إن هذا الأمر مشجع للغاية، حيث أثنى بالمناسبة على الجمهور والمثقفين والسينمائيين الذين يواكبون هذه التجربة السينمائية الجديدة المصنوعة بحب وطاقات مغربية صرفة.

ومهما حقق أي فيلم من الأفلام نجاحا مهما مثل ولولة الروح، فإن الجواهري يرى أنه لم يحقق مبتغاه من وراء هذه التجربة التي اعتبرها متواضعة ومحطة من المحطات الأولى، حيث الطريق لا تزال طويلة وشاقة للتعبير عن الكثير من الأفكار والأحاسيس وقضايا مجتمعية يراها ويسمعها ويتفاعل معها سينمائيا، ويحاول أن يحاكيها سينمائيا، معربا عن أمله مستقبلا في إنجاز أعمال يجد فيها المتلقي ذاته، وتكون إضافة نوعية للمشهد السينمائي المغربي والعربي بشكل صادق وموضوعي، والتعبير عن كل ما يمرّ في خوالجي من هواجس فنية وإبداعية وثقافية وتاريخية ذات أبعاد كونية، على أساس أن السينما هي فن كوني عليه أن يعبّر عن قضايا تهم الجميع مهما كانت محلية، مؤكدا أن ولولة الروح كانت محطة ناجحة لكنها غير نهائية، لأنه دائمُ البحث عن سينما جديدة في زمن تتميز بالتنوع والتغير السريع.

ولولة الروح تأتي بعد مسيرة موفقة للمخرج عبد الإله الجواهري أثمرت العديد من الأفلام

ولولة الروح.. صيانة ذاكرة المجتمع وتاريخه

وعن دور فن العيطة كنموذج له دور أساسي في توعية الشعوب والدفاع عن قيمها وتاريخيا والتصدي لكل ما يسيء إليها، قال الجواهري “إن كل شيء يتوقف على التوظيف، بمعنى أنني من خلال الشريط إن كنت أعبر عن الدفاع عن موضوع أو قضية فذلك يتوقف على رؤيتي والأدوات التقنية التي تتوفر لدي ونظرتي الجمالية، أما إن كنت أريد تقديم مواضيع في قوالب هزلية بسيطة فإن ذلك قد يُسيء إلى هذه القضية، وبالتالي فإن الفن يجب عليه أن يكون دائما إلى جانب البسطاء، وعلى المخرج أن يكون صادقا في طرحه لتلك القضايا وضد الظلم، ومن خلال ولولة الروح، أعتقد أنه والسينما يلعبان دورا محوريا في التوعية بقيمة الجانب الفني والإبداعي لصيانة الذاكرة الجماعية والتاريخية لكل مجتمع والدفاع عن قيمها، وكل من يحاول الإساءة إليها أو طمسها.

هذا وتأتي ولولة الروح بعد مسيرة موفقة للمخرج عبد الإله الجواهري أثمرت أفلام “كليك وطكيك”، وهو روائي قصير تُوّج مؤخرا بالجائزة الكبرى لمهرجان نابل للسينما العربية في تونس، و”ماء ودم” وهو فيلم روائي قصير فاز بجوائز عدة منها جائزة المهر الذهبي لأفضل فيلم روائي قصير بمهرجان بانافريكان بواغادوغو البوركينابية، والجائزة الكبرى بمهرجان السينما والتلفزيون في بيروت، و”الراقصة” وهو فيلم وثائقي فاز بجوائز قيمة منها الجائزة الفضية من مهرجان الفيلم الشرقي بجنيف، فضلا عن تنويه خاص من مهرجان بلد الوليد في إسبانيا، ثم الفيلم الوثائقي الآخر “رجاء بنت الملاح” الذي صُوّر بمدينة مراكش.

هذه التجربة يقول عنها الجواهري إنها لا تزال متواضعة وفي بداية الطريق، حيث يصقلها بالممارسة والبحث، دون نسيان فضل الجامعة المغربية للأندية السينمائية التي تربى فيها وتعلم منها الشيء الكثير، مبرزا أنه يشتغل الآن على فيلم طويل جديد بعنوان “هالا مدريد فيسكا بارصا” (مدته 90 دقيقة) الذي سيكون حاضرا خلال فعاليات الدورة المقبلة من المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة كشكل من أشكال التعبير عن الرؤى الفكرية والإبداعية والفنية.


إعلان