آر بي جي.. محامية دافعت عن الرجل مدخلا لمساواة المرأة به
د. أمــل الجمل
وصفوها بالساحرة والشريرة والزومبي أيضا، لكن رغم ذلك لم ينجحوا في إخفاء حقيقة ساطعة كالشمس، لقد صارت من أشهر القضاة النساء بالعالم، إنها أيقونة للشباب في عصرنا الحالي، حتى إن شهرتها تُضاهي أبرز مغني موسيقى الروك. نعم لأنها غيرت العديد من بنود القانون الأمريكي المتحيز ضد المرأة، لكن ليس فقط لأجل ذلك، إنما للطريق الذي سلكته، لشخصيتها وأسلوبها في الحياة، ومبدأها الذي لم تتخل فيه عن دعمها للرجل أيضا.
فعندما توفيت الأم أثناء الولادة كرَّس الأب حياته للوليد، محاولا الجمع بين مهنته وبين مسؤولية رعاية وتربية طفله، لكنه فشل في العثور على عمل بأجر جيد، فحاول الاستفادة من الضمان الاجتماعي المالي، وهناك قالوا له “هذا الضمان من حق الأم، وبما أنها ماتت فهو ليس من حقك”، شعر الأب بالظلم وبدأ البحث عن محامٍ.
سمعت المحامية الشابة روث بادر جينسبورغ بتلك القضية في سبعينيات القرن العشرين، وذلك عندما دشنت مشروعها المناهض للتمييز ضد المرأة، فقررت الدفاع عن الأب. كان الأمر بالنسبة لها فرصة ذهبية لخدمة قضية المرأة التي كانت تشتغل عليها، حيث كان من بين إستراتيجيتها البطيئة المدى -عن عمد- تقليص حالة عدم المساواة تدريجيا بين الجنسين، ومحاولة اعتماد قانون واحد يُطبق عليهما، لذلك كان من صالحها التعامل مع حالات لرجال تعرضوا للتمييز بسبب جنسهم.
دفاع عن الرجل تمهيدا للمساواة بين الجنسين
كانت فكرتها أن التمييز بين الجنسين مُضر لجميع أفراد الأسرة، أي للمرأة والرجل، فقد كانت عقيدتها الإنسانية والقانونية أنه لن نقضي على التمييز ضد المرأة إلا لو فعلنا بالمثل مع الرجل لتحقيق المساواة بين الاثنين، خصوصا أن القُضاة آنذاك لم يكونوا يعترفون بوجود تمييز -رغم وجود آلاف الحالات- لأنهم كانوا يعتبرون أن هذا هو الوضع الطبيعي.
ربما لذلك تعترف روث أنها لم تكن تُريد تحقيق نقلة فجائية أو قفزة في قضية المرأة، ولم تكن تريد إثارة غضبهم وحنقهم. كانت تسعى لتحقيق أهدافها بالتدريج وبهدوء، وبأقل قدر من إثارة الغضب، حتى يُتاح للناس استيعاب الأمر والاقتناع به، ومن ثَمَ يتقبلوه ويدعموا أفكارها. ربما لذلك نتفهم حديثها عندما تستعيد إحدى الدعاوى القضائية فتبتسم ساخرة “في تلك الأيام رأيت نفسي كمدرسة رياض الأطفال، مما دفعهم إلى تقدير الأفكار التي أطرحها والتي لم يواجهوها من قبل”، إنه ما يُسمى بالعمل العاطفي، لكن إضافة إلى ذلك كان على روث أن تقوم بذلك الدور في سياق حجة قانونية لا تقبل إلا بالإقناع.
من ذلك المنطلق أيضا يُمكن تفهّم لماذا بدَّل الرئيس السابق بيل كلينتون عام 1993 رأيه في شخصيتها أثناء لقائها قائلا “كنتُ قررت أن ألتقيها لمدة 15 دقيقة فقط لأعرف كيف تفكر وأفهم عقلها، لكن أثناء اللقاء الفعلي تحول الأمر إلى حوار ممتد بين شخصين يتناقشان بود ويتجاذبان أطراف الحديث باستمتاع”، وهو ما يُبرر منحها كلينتون لمنصب قاضية بالمحكمة العليا في ذلك العام.
معارك دفعتها للتحدي والتجاوز
عندما بدأت روث حياتها المهنية لم تكن أبدا مسيرتها خالية من الجدال والمعوقات. حياتها بأكملها كانت سلسلة من العقبات الكاشفة عن قدراتها الاستثنائية في التحدي والتجاوز، ليس فقط لأنها كانت تخوض معارك قضائية وتتولى القضايا البارزة بالمحكمة العليا مُطالبة بحق المساواة بين الجنسين، في وقت كانت المرأة فيه -وكانت هي أيضاً- لا تزال تُقاتل من أجل حقوقها في الأجر المتساوي وتكافؤ الفرص داخل القوى العاملة.
جابهت الصعاب والتحديات منذ سنوات صباها بجلد، فقد توفيت شقيقتها الكبرى وهي لا تزال طفلة، وعندما كانت في السابعة عشرة من عمرها -أي قبل قليل من تخرجها من المدرسة الثانوية- توفيت والدتها بالسرطان. وبذلك الفقدان الكبير خسرت روث الداعم والمشجع الأكبر لها آنذاك، فتلك الأم هي مَنْ غرست فيها مبادئ النهج الذي أخذت تسير عليه، مُرددة على مسامعها دوما “كوني هادئة، كوني ليدي مستقلة”.
عندما سئلت روث ضمن أحداث الفيلم الوثائقي -المميز بخفة إيقاعه وبنائه السردي العميق وبأجوائه الساخرة، المعنون بـ”آر بي جي” (R B G) الذي يتناول مسيرتها وحياتها- عن مفهوم “ليدي” كما كانت تقصده الأم قالت “أي إنه مهما حاول البعض أن يُضايقها، مهما كانت درجة غضبها وتأجج مشاعرها فيجب ألا تترك فرصة للغضب أن يُسيطر عليها، لأنها إن فعلت ستتخلى عن أنوثتها، وعن كونها ليدي”.
“ترامب المزيف”
طوال حياتها وكذلك مسيرتها يُؤكد الجميع التزامها بوصية أمها، باستثناء مرة واحدة عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترشيح نفسه، فصدر عنها تصريح خانها التوفيق عندما وصفته “بالمزيف وغير الحقيقي”، مثلما حذرت الشعب الأمريكي من انتخابه، فشنوا هجوما عنيفا عليها، وأعلن أنصاره الحرب عليها، بينما دافع عنها البعض خصوصا زملاءها معتبرين إياها بشرا يمكن أن تخطئ، وليس هناك مشكلة إذا أخطأت مرة، خصوصا بعد أن اعتذرت، لكن حينما طُلب منها الكلام عن تلك الواقعة في برنامج تلفزيوني قالت “من الأفضل عدم قول شيء”.
قررت روث أن تدرس المحاماة عندما لم تكن النساء يرغبن في ذلك، ففي الخمسينيات من القرن الماضي كانت واحدة من بين عدد قليل جدا من الطالبات في كلية الحقوق بجامعة هارفرد التي كانت تشهد تمييزا واضحا بين الجنسين، كما أن أهلها رفضوا في البداية أن تدرس القانون ثم استسلموا لقرارها.
نصيرة مساواة المرأة بالرجل
كانت الانطلاقة الأولى في سلسلة انتصاراتها التاريخية للمساواة بين الجنسين من قضية الضابطة التي التحقت بالعمل في سلاح الجو، والتي حُرمت من نفس بدل السكن الذي تلقّاه الضباط الذكور. يومها سألت معتقدة أن في الأمر خطأ ما، وكان رد الجميع واحدا تقريبا، بأنه “يتوجب عليها أن تحمد ربها لأنها دخلت هذا المكان مع الرجال من الأساس”. لم تقتنع الضابطة الشابة بذلك الرد، وظلت تسأل لتأتيها الإجابة نفسها، شعرت بأن هذا ظلم وقررت البحث عن محام، علمت روث بقضيتها وقررت أن تتضامن معها وتترافع عنها.
ومن بين القضايا اللافتة في مستهل معركتها النسوية؛ قضية التحاق الفتيات بالمدرسة العسكرية في كاليفورنيا، والتمييز الفج الذي كانوا يعانون منه، ومحاولات الذكور منعهن من الاستمرار في تلك الدراسة، ومحاصرتهن بعنف مبتذل صارخ، فدافعت عنهن روث وكسبت القضية، مرددة بهدوء وحسم في مرافعتها وعيونها تنظر لعدسة الكاميرا مباشرة “نحن لا نطالب بالمساواة، نحن نطالب بأن يرفع الرجال أقدامهم من فوق أعناقنا”.
زواج امرأة غير عادية
عبر الشريط الوثائقي الملهم، يتردد بوضوح -بين اللقاءات المختلفة المُسجلة خصيصا للفيلم، وبين الصور الفوتوغرافية والاقتباسات الحوارية الأرشيفية- أن شخصية الزوج كانت الداعم القوي لتلك المرأة غير العادية.
نراها وهي تستعيد ذكرى دهشتها بلقائهما، واصفة الأمر بفكاهة وسخرية بأنها كانت “كلما خرجت في مواعدة غرامية لا يتكرر اللقاء أبدا مرة ثانية مع أي من الشباب، فلم تلتق بشاب واحد مرتين”، كانت روث معروفة بأنها خجولة وجادة وتفتقر لروح الفكاهة، لكنها أيضا كانت مثقفة وذكية في العصر الذي كان من المفترض فيه أن يُهيمن الرجال على زوجاتهم ولا يريدون امرأة ذكية، هكذا يُضيف البعض في ثنايا الفيلم.
لكن المفاجأة أنها عندما التقت بمارتن جينسبورغ عبَّر لها عن إعجابه بذكائها، فاندهشت، لكنها سرعان ما أدركت أن شخصيته ممتلئة ومتحققة وأنه يُحبها، فتزوجا قبل إنهاء دراستهما الجامعية، وعندما كانت طفلتهما في الثالثة من العمر أُصيب مارتن بالسرطان فخضع للعلاج، وكان على الحبيبة التي أنهت كلية الحقوق أن تقوم بدورها كأم وراعية لزوجها المريض.
في أثناء ذلك أيضاً كانت تقوم بمهامها الوظيفية والمهنية، حيث تحملت روث ذلك بصبر كبير وعزيمة على حماية أسرتها، مثلما تحملت نظرة المجتمع والأكاديميين الرافضين لوجود المرأة في العمل. كان زملاؤها يُدركون موهبتها وذكاءها وتفوقها عليهم، وتدخل بعضهم لإيجاد فرصة عمل لها، لكن الشركات كانت ترفض توظيف النساء، وحتى عندما وجدت وظيفة كان عليها أن تقبل بأجر أقل من أجر الزوج، فقط لأنها امرأة.
قذيفة لا ترتد
شقّت “آر بي جي” لنفسها مجرى بين الصخور بقوة الماء، لكنها في الوقت ذاته كانت تُمهد الدرب لأخريات من بنات جنسها، حيث اجتازت روث محنتها بصلابة، حتى إنها كانت معروفة للأصدقاء وأفراد العائلة باعتبارها مُتفانية تعمل بجد ولا تستسلم أبدا.
لاحقا ستلاحقها تلك الشهرة وتتجاوز نطاق بلدها الأمريكي، إذ كانت ثاني امرأة تُصبح عضوا بالمحكمة العليا في عهد كلينتون 1993، مثلما رشحها الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر عام 1980 أن تشغل مقعد بمحكمة الاستئناف الأمريكية لدائرة مقاطعة كولومبيا، وظلت به حتى قلدها كلينتون منصبها الجديد.
ربما لذلك ولأشياء أخرى أطلقوا عليها “آر بي جي”، صحيح أن الحروف الثلاثة هي اختصارات لاسمها “روث بادر جينسبورغ”، لكن ذلك اللقب الذي اشتهرت به ولاحقها مثل ظلها كان المقصود به تشبيهها بالقاذف الصاروخي الذي لا يرتد، ويُرمى من على الكتف الأيمن ويُستعمل ضد الآليات والمدرعات الثابتة والمتحركة.
لكن روث ظلت تتعامل مع الأمر بسخرية، فعندما يسألها الناس ألا تشعرين بالانزعاج والضيق عندما يرتبط اسمك بشيء مشهور بشكل غير جيد أو مُسيء، كأن يرتبط بأحد أنواع الأسلحة، فترد مازحة “لماذا أنزعج وبيننا قواسم مشتركة؟”.
المحامية عاشقة الأوبرا
كانت روث حكيمة عاقلة هادئة منطوية، كما كانت خجولة وقليلة الحجم، لكنها كانت جميلة وذكية ولا تثرثر. لم تكن تتحدث في تلك الأمور التي اعتادت الفتيات في تلك الحقبة أن تنشغل بها، لم تكن تحكي عمّا حدث في عطلات نهاية الأسبوع، ولا تتحدث عن عناصر الترفيه في حياتها، وذلك على الرغم من أنها عاشقة للأوبرا، كانت تحب حضور حفلاتها، وتتماهى مع الأصوات البشرية وتشعر بها تسري في جسدها.
لذلك عندما سُئلت هل سعدتِ بكونك أصبحت قاضية في المحكمة العليا؟ بدأت حديثها من عشق الأوبرا الذي استحوذ عليها قائلة “بما أنني لا أستطيع أن أكون مغنية أوبرا، لأنني لا أمتلك الصوت الأوبرالي، لكن يُمكنني أن أكون قاضية، أستطيع خدمة مجتمعي، لأنني أعشق مهنة القانون والمحاماة، وشغوفة بتلك المهنة”.
مارتن.. الزوج المساند خفيف الظل
اشتهر زوجها المحامي مارتن بخفة الظل والسخرية اللاذعة، وهو ما يتضح بقوة من لقطات برامجية أرشيفية لهما سويا -ضمن شريط الفيلم- مما جعله يُعوض بذلك ما كان ينقص شخصيتها من افتقار حس الدعابة وروح المرح، ويبدو أنها تأثرت به في سنواتها المتأخرة.
كان مارتن مساندا قويا لها، في البيت تولى رعاية أطفالهما في أوقات غيابها، كما ظلّ يدعم خطواتها ويُشجع مسيرتها المهنية، وهو الذي أخبرها عندما أرادت ترشيح نفسها لمنصب القاضية في المحكمة العليا في عهد كلينتون قائلا “ربما يقبلون بك، حينها سيكون ترتيبك الخامس والعشرين، لكن لو أردت الحصول على المركز الأول فعليك الترويج لنفسك جيدا”. وبالفعل بدأت في تحقيق نصيحته التي ساعدها فيها بإرادته الصلبة التي تحلّى بها طوال حياته، حتى عندما أُصيب بالسرطان في نهاية عمره وخضع مجددا للعلاج. فعندما بلغ به الألم عدم الاحتمال كتب لها خطابا وتركه بجوار السرير بالمستشفى، إذ قرر المغادرة قائلا “المسألة لم تعد الحياة، لكن جودة الحياة..”.
السرد والمساومة
حمل فيلم “آر بي جي” توقيع المخرجتين والمنتجتين بيستي ويست وجولي كوهين، وقد رُشح لجائزتي أوسكار، إضافة إلى 41 ترشيحا آخر، بينما نجح في أن يحصد تسع جوائز من مهرجانات عدة، رغم أنه فيلم وثائقي بسيط، ويبدو عملا مباشرا يعتمد أساسا على السرد الداخلي من خلال اللقاءات مع الشخصية الرئيسية ومع أصدقاء وزملاء وزميلات لها، وجيرانها وأولادها وشخصيات من النساء اللاتي دافعت عنهن.
اعتمدت المخرجتان أسلوب تعدد الأصوات السردية، إذ يبدأ شريطهما من آراء متطرفة لشخصيات يمينية تصف “آر بي جي” بـ”الساحرة والشريرة والزومبي”، ثم سرعان ما يبدأ الفيلم باصطحابنا في جولة نغوص أثناءها في حياة روث بمستويات عميقة، مما يمنح المتلقي طاقة إيجابية يصعب نسيانها، خصوصا بعلاقاتها الإنسانية وصداقاتها مع شخصيات تختلف مع توجهاتهم السياسية، ومنها صداقتها بزميلها الكاثوليكي المحافظ أنطوني سكاليا الذي كان دوما على الضفة الأخرى المناقضة لرأيها.
هنا نسمع اعتراف إحدى زميلاتها في المحاماة، والتي عملت معها في الدفاع عن قضايا المرأة بأنها “لا يمكن أن تلتقي، ولا يمكن أن تُكوِّن صداقات مع الأشخاص الذين تختلف معهم في الرأي، لكن روث بادر جينسبورغ كانت تمتلك هذه الموهبة”، بينما تعترف روث نفسها بأنها كانت لا تتحرج من تقديم تنازلات ومساومات حتى تحقق أهدافها، وحتى تكتسب أرضا جديدا، وحتى يتجمع الزملاء من حولها.
صورة عبقرية لامرأة استثنائية
يتسم الفيلم المؤثر والمبهج بالعمق في تناوله نشاطها القضائي، كاشفا بهدوء خصوبة تجربتها وعمق ثقافتها، وسعيها المستمر لتوسيع المفهوم الثقافي للكرامة الإنسانية، مُوضحا كيف غيّرت روث بادر جينسبورغ المشهد القانوني للمرأة في الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي، وقبل فترة طويلة من وصولها إلى المحكمة العليا.
بحساسية نسائية مرهفة قدمت المخرجة صورة عبقرية لهذه المرأة الاستثنائية العاشقة للأوبرا المتعددة المواهب الحريصة على الحفاظ على لياقتها، والتي لم تتخل عن أنوثتها ولا عن أناقتها، ولا كونها “ليدي” أثناء معركتها من أجل المرأة المطالبة بالمساواة مع الرجل.
تلك المتمردة برقّة ونعومة حتى وهي مُصابة حالياً بمرض السرطان تُقاومه بإرادة حديدية، فقد نجت منه مرتين سابقا، نراها تمارس تمارينها الرياضة فيقول عنها مدربها “إنها تمتلك عزيمة وإرادة الماكينة”، مشيرا إلى إصرارها في المواظبة على الرياضة وتقوية عضلاتها بعد تعرضها لجراحة استئصال السرطان مرتين، وخضوعها للعلاج الكيميائي، ورغم ذلك فهي تصر على مواصلة العمل والكتابة، وتقول “أُريد أن أظل أعمل، وفي مهنتي طالما كنت قادرة على القيام بذلك”.
الآن، وقبل أن نتساءل هل ستنجح آر بي جي في هزيمة المرض الخبيث للمرة الثالثة، يجب ألا ننسى أن هذه السيدة التي تقترب من التسعين من العمر كانت أول محامية أمريكية تُسلط الضوء على التمييز ضد المرأة، وأنها نجحت في تغيير كثير من بنود القانون، لذلك فهي تستحق عن جدارة تلك المكانة التي كرستها لنفسها، فصارت أيقونة للشابات الأمريكيات ولكثير من نساء العالم.