“تولكين”.. سيرة للحُب والحرب والشغف باللغة والمعرفة

ينتقي المخرج الفنلندي “دوم كاراكوسكي” موضوعاته السينمائية بدقة متناهية، مُركزا فيها على الأشكال والمضامين في آن واحد. ومَنْ يُشاهد فيلم “تولكين” (بلغت ميزانيته 20 مليون دولار أميركي) يكتشف دون عناء هذا التلاحم بين المبنى والمعنى، ويلمس التشابك بين الكلام الدقيق والصورة المُعبِّرة.

وبما أنّ فيلم “تولكين” يندرج تحت أفلام الحروب والدراما والسيرة الذاتية، فإن تقنياته ومقارباته الفنية ستكون مختلفة ومتنوعة بحسب هذه الأجناس البصرية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كاراكوسكي ميّال إلى أفلمة السير الذاتية (Biopic)، وقد سبق له أن أخرجَ فيلم “توم الفنلندي” القائم على سيرة هذا الفنان الإشكالي الذي كرّس حياته لرسم الصور الإيروسية التي تجتذب جمهورا واسعا في الدول الإسكندنافية خاصة، وأوروبا وأمريكا بشكل عام.

حصد كاراكوسكي الكثير من الجوائز في المهرجانات المحلية والعالمية، وذلك لأن أفلامه تجمع بين الجرأة والتقنية العالية، إضافة لرؤيته الفنية المُرهفة التي تتعمّق كلما تقادمت به الأعوام.

شغف باللغة والمعرفة

يتمحور فيلم “تولكين” على الحُب والحرب والصداقة والشغف باللغة والدين والمعرفة، كما يتشظّى إلى ثيمات جانبية كالشِّعر والموسيقى والأدب والدراسات اللغوية، ولعله يذهب أبعد من ذلك إلى الأساطير والميثولوجيا، ولا يجد حرجا في تناول الطائفية، فـ”تولكين” الكاثوليكي يحب “إيديث” البروتستانتية التي تتحوّل إلى الكاثوليكية قبل أن تقترن به.

وعلى الرغم من هيمنة المسار البيوغرافي على الفيلم فإن القصة السينمائية تتشعب وتلمّ بالكثير من الموضوعات والمحاور الفكرية والثقافية والدينية التي كانت رائجة خلال حياة تولكين، والممتدة منذ ولادته في الثالث من يناير/كانون الثاني 1892، وحتى وفاته في الثاني من سبتمبر/أيلول 1973.

لم يكتب كاراكوسكي سيناريو الفيلم بنفسه، إنما تركه لكاتبين مُحترفين هما “ديفد غليسون” و”ستيفن بيرسفورد”، فغطيا كل المراحل المهمة في حياة تولكين الروائي والعالِم في فقه اللغة، وأستاذ اللغة الأنغلوسكسونية في جامعة أوكسفورد، وغاصا في تفاصيل حياته منذ الطفولة واليفاعة والشباب، مرورا بمراحل نضجه وإنتاجه الأدبي في الرواية والأبحاث اللغوية، وانتهاء بشيخوخته المرفّهة.

وربما يكون الحدث الأخطر في حياته هو مشاركته في معركة الـ”سوم” في الحرب العالمية الأولى، وإصابته بحمّى الخنادق التي جعلت منه ضابطا غير صالح للخدمة العسكرية التي ذهب إليها متطوعا بإرادته الشخصية، مُلبيا بذلك نداء الملك والوطن.

لم يتأخر المخرج كثيرا ليضعنا في صورة العائلة التي بدت فقيرة بعد أن فقدت الأب مباشرة
لم يتأخر المخرج كثيرا ليضعنا في صورة العائلة التي بدت فقيرة بعد أن فقدت الأب مباشرة

اليُتم وشَظَف العيش

ثمة مساران سرديان يغطيان الفيلم الذي تبلغ مدته 112 دقيقة؛ الأول قائم على الاستعادات الذهنية (فلاش باك) في السِلم والحرب، والثاني الأحداث السيرية التي تجري على أرض الواقع بخط تصاعدي يخترق المراحل العمرية من الطفولة المشاكسة إلى الرقود الأبدي. أولى هذه الاستعادات تبدأ من معركة “سوم” (Somme) في فرنسا في الحرب العالمية الأولى، يعقبها استذكار الطفولة وهو يقاتل مع أقرانه الصبيان بالسيوف الخشبية في مدينة سيرهول التابعة لمدينة برمنغهام.

لم يتأخر المخرج كثيرا ليضعنا في صورة العائلة التي بدت فقيرة بعد أن فقدت الأب مباشرة، لكن الكنيسة كانت تدعم الفقراء وتساعدهم، لذلك قررت الأم أن تنتقل إلى برمنغهام كي تتجاوز الأوقات الصعبة، لكن جون رونالد تولكين سيتذمر أول الأمر وينفعل، غير أن الأم تأخذه بالأحضان وتذكِّره بأن الوطن هو المكان الذي يشعر فيه الإنسان بالسعادة.

تحاول هذه الأم المفجوعة على الرغم من بساطتها أن تزرع فيهما الأمل، ففي الظروف القاسية -حسب تصوّرها- يمكن أن يخرج المرء من محنته إما بالعثور على كنز أو بالزواج من كائن ثري جدا. تموت هذه الأم المتواضعة وتتركهما بعهدة القسّ “فرانسيس” الذي يرعاهما ويؤويهما في بيت السيدة “فوكنر”، حيث آوت فيه يتيمة أخرى هي “إيديث برات” التي تعزف على البيانو بطريقة رشيقة تدلل على موهبتها الموسيقية ونبوغها الفنيّ. وبعد إلحاح الأب فرانسيس توافق السيدة فوكنر على إلحاقهما بمدرسة الملك إدوارد لأنهما ذكيان جدا ويتقنان عدة لغات، وتُخبرهما بأنهما سيختلطان بنخبة من أبناء عائلات برمنغهام، وأنّ الأمر سيكون مختلفا عن المدارس الأفريقية التي درسا فيها سابقا.

يشعر تولكين لأول مرة بالفوارق الطبقية والاجتماعية
يشعر تولكين لأول مرة بالفوارق الطبقية والاجتماعية

فوارق طبقية

يشعر تولكين لأول مرة بالفوارق الطبقية والاجتماعية، لكنه لم ينسَ أبدا أنه ذكي ومتوقد الذهن ويبدع في الكتابة أكثر من غيره، بل إنه يميّز بين الشِعر الجيد والرديء، ويحب الأبحاث اللغوية ويتعمّق في أصول الكلمات وجذورها.

في أول حصة مدرسية يقرأ تولكين قصيدة لتشوسر عن ظهر قلب، بينما يتلكأ طلاب آخرون في قراءة القصيدة ذاتها، فيلفت أنظار الأستاذ والتلاميذ معا، لكنه يتشاجر مع كريستوفر الذي يُذكره بأصله المتواضع ويصفه بأنه إنسان لا قيمة له، لكن المدير يوبخ الاثنين معا، ويخبرهما بأن “العلاقات في الجامعة هي حجر زاوية التعليم، وأنّ الطلاب يجب أن يكونوا زملاء أيّا كانت أصولهم من أعلى المراتب الاجتماعية إلى أدناها”، كما طلب منهما أن يكونا مثالا نموذجيا لبقية الطلبة، وأن يكفّا عن هذه المشاجرات التافهة التي تأخذ من وقته الكثير.

نكتشف أن كريستوفر هو ابن المدير نفسه، وهو ملحن موسيقي وشاب بارع اجتماعيا، وقد اكتشف موهبة تولكين ودعاه إلى مجموعته التي تتألف من الشاعر “جيفري سميث” الذي نشرت له مجلة الجامعة عددا من قصائده ولفتت الانتباه إلى موهبته الشعرية، أما الشخص الثالث فهو روبرت غيلسون.

يؤلف الأصدقاء الأربعة "أخوية" يُطلقون عليها "تي سي بي أس"
يؤلف الأصدقاء الأربعة “أخوية” يُطلقون عليها “تي سي بي أس”

“أخوية”.. تغيير العالم بالفن

يتخطى تولكين في اللقاء الأول بعض الحواجز ويُظهر ولعه بقراءة الكتب، بينما يتحدث جيفري عن أمه التي تقدّر الشعر وتحبّه لكنها لا ترى فيه مهنة محتملة، وهي تريد أن ترى ابنها محاميا أو محاسبا على أقل تقدير. وبمرور الوقت تتقوض كل الحواجز الطبقية القائمة بين تولكين وأصدقائه الذين يجدون أنفسهم فيه.

لم يكن تولكين هو الشخص الوحيد الذي يعاني من اليتم والعوز المادي، وإنما شاركته في الفاقة إيديث برات، وهي تتوق مثله للتحرر من هذا المكان ومغادرته للأبد، فهي لا تريد أن تحمل حقيبة السيدة فوكنر أو تعزف لها على البيانو طوال الوقت. تتكشّف شخصية تولكين الثقافية رويدا رويدا، فنتعرّف على الكتب التي يقرأها والأساطير التي يمحضها حُبا من نوع خاص.

يؤلف الأصدقاء الأربعة “أخوية” يُطلقون عليها “تي سي بي أس”، والتي تهدف إلى تغيير العالم بقوة الفن، لكن الحرب كانت لهم بالمرصاد، فمات جيفري وروبرت، ونجا تولكين وكريستوفر لكنهما ظلا يحملان آثار الحرب وندوبها التي لا تلتئم.

يتخطى تولكين في اللقاء الأول بعض الحواجز ويُظهر ولعه بقراءة الكتب
يتخطى تولكين في اللقاء الأول بعض الحواجز ويُظهر ولعه بقراءة الكتب

حكايات مُضيئة

تنطوي القصة السينمائية على بضع حكايات متنوعة هي الأقرب إلى الشذرات المتألقة التي تُضيء المساحة السردية للفيلم برمته، سنختار منها حكاية “سيلادور” التي يرويها تولكين، ويقول عنه إنه مزار مقدّس يقع في غابة مكتظة، وبين أشجارها المتشابكة هناك شجرة أبنوس سوداء خالصة، وشجرة بيضاء بلون العِظام، كلاهما تحتوي على سُمّ زعاف في نسغها، لكنهما نمتا معا عبر مئات السنين، ومالت كل منهما نحو الأخرى، وتشابكت أغصان الشجرتين والتفّتا حول بعضهما بعضا حتى أصبحتا أخيرا جذعا واحدا، وامتزج نسغاهما السامّان وبدءا يختلطان مع مياه سيلادور، وإنّ من يتذوّق هذه المياه يحصل على قوة الرؤية، ويستطيع أن يرى أعمق وأحلك منطقة في القلب البشري.

في هذه الأثناء كان تولكين يُمسك بيد إيديث، وتتشابك أصابعهما بنفس الطريقة التي تتشابك فيها أغصان الشجرتين اللتين أصبحتا بجذع واحد، وذلك في إشارة ضمنية إلى إمكانية أن يصبح العاشقان جسدا بروح واحدة.

يصطحب تولكين صديقته إيديث إلى ثُلّة الأصدقاء
يصطحب تولكين صديقته إيديث إلى ثُلّة الأصدقاء

خيط الحُب الغامض

يصطحب تولكين صديقته إيديث إلى ثُلّة الأصدقاء، وسرعان ما تندمج في فضائهم الثقافي والفني، ونعرف بأنها تحب بيتهوفن وبرامز وفاغنر، وتميل إلى بعض الملحنين الرومانسيين، لكن تولكين يتدخل ويعرب عن رغبته في المغادرة بحجة تأدية واجباته المدرسية، فتنزعج إيديث لأنه حرمها من هذه الفرصة النادرة، فهي تشعر بأنها سجينة في البيت، وتتحرّق شوقا لهذه التجمعات الأدبية لكي تناقش أسباب شغفها بفاغنر، وتتحاور بشأن الكتب الأدبية التي تقرأها بين آونة وأخرى.

وعلى الرغم من استيائها من تولكين فإن هناك خيطا غامضا يربطها به فتقرر الذهاب معه إلى حفل موسيقي، لكن شحّة النقود وعدم امتلاكهما ملابس باذخة وأنيقة تقفان حائلا دون حضورهما الحفل النخبوي المخصص للأثرياء.

المخرج كاراكوسكي والمونتير هاري لونِين ارتأيا أن يوزِّعا المشاهِد العسكرية والحربية الثمانية على مدار الفيلم
المخرج كاراكوسكي والمونتير هاري لونِين ارتأيا أن يوزِّعا المشاهِد العسكرية والحربية الثمانية على مدار الفيلم

حكاية الأسماء والكلمات

أشرنا في مُستهلّ المقال بأن “تولكين” من أفلام الحروب، لكن المخرج كاراكوسكي والمونتير هاري لونِين ارتأيا أن يوزِّعا المشاهِد العسكرية والحربية الثمانية على مدار الفيلم، وذلك كي يخفِّفا من وطأة المناخ الحربي ونتائجه المعروفة سلفا.

وقبل أن نتحدث عن بعض المَشاهد الحربية لا بدّ من الإشارة إلى الحكاية الثانية التي تتعلق بحفظ الكلمات، حيث يلتقي تولكين بأحد الأساتذة ويحدّثه عن تسمية الأشياء، فالطفل يشير بإصبعه ويتعلم كلمة شجرة، ثم يفرّق بين هذه الشجرة والأشجار الأخرى، كما يلعب الطفل تحت الشجرة ويرقص حولها ويتفيأ بظلالها أو يتخذ منها مأوى. يُقبّل تولكين حبيبته تحتها، ويسير أمامها وهو في طريقه إلى الحرب، ويعرج قُدّامها في طريق عودته. وفي ختام اللقاء بين الأستاذ جوزيف رايت وتلميذه تولكين يُخبره بضرورة الاطلاع على نصّين قوطيين أصليين في المكتبة، لكن لسوء الحظ لا يستطيع تولكين الدخول إلى المكتبة، فقال له الأستاذ “أخبرهم بأنّ البروفيسور رايت قد أرسلك، ففتح الكتاب الذي في يده وتبيّن أنه الدكتور جوزيف رايت مؤلف كتاب “مدخل إلى اللغة القوطية””.

ليس عسيرا على متلقي هذه القصة السينمائية أن يكتشف الرغبة الجامحة لتولكين في التخلي عن دراسة الفلاسفة العظام والالتحاق بحصة البروفيسور رايت لدراسة اللغات التي يعدّها شغفه الحقيقي الذي انغمس فيه طوال حياته، ثم يمضي تولكين في تبيان هذا الولع باللغات التي كان ولا يزال مسحورا بها، لدرجة أنه اخترع لغته الخاصة وكتب قصصا وأساطير في نهاية المطاف، فالغاية من اللغة حسب وجهة نظره ليست لتسمية الأشياء فحسب، بل لأنها مصدر حياة الثقافة والشعب.

وعلى الرغم من أنّ القاعة الدراسية لا تحتمل طالبا جديدا إلاّ أن الأستاذ رايت يقبله شرط أن يكتب هذا اليوم خمسة آلاف كلمة عن “تأثير العناصر الإسكندنافية في غاوين”. كان الأستاذ في دخيلته معجبا جدا بتولكين وبطريقة متابعته للإيقاع الشعري وحساسيته المرهفة تجاه هذا الإيقاع، لدرجة أن البروفيسور أخبره قائلا “صدّقني يا سيد تولكين لم أرَ شيئا كهذا من قبل”.

الحرب ستندلع بعد هذا اللقاء مباشرة، لكن المخرج وكاتبا السيناريو قرروا سحبها من المنتصف وتوزيعها إلى ثمانية مَشاهد تخللت أحداث الفيلم المكتوبة بعناية.

تتمثل الانعطافة الأخيرة في الفيلم باللقاء الذي يجمع بين تولكين والسيدة فوكنر
تتمثل الانعطافة الأخيرة في الفيلم باللقاء الذي يجمع بين تولكين والسيدة فوكنر

سِيَر موازية

على الرغم من تركيز القصة السينمائية على شخصية تولكين وسيرته الذاتية، فإنها تابعت في الوقت ذاته الشخصيات الأخرى، أبرزها حبيبته إيديث برات التي فسخت خطوبتها وعادت إليه بينما كان يتهيأ لخوض الحرب، وطلبت منه أن “يبقى حيّا ويعود إليها”، إضافة لأصدقائه الثلاثة جيفري وروبرت وكريستوفر. وقد وفا تولكين بوعده حيث أُصيب بحمّى الخنادق وسُرّح من الخدمة العسكرية، بينما مات جيفري وروبرت، ورجع كريستوفر مثقلاً بآثار الحرب وذكرياتها المؤلمة.

تتمثل الانعطافة الأخيرة في الفيلم باللقاء الذي يجمع بين تولكين والسيدة فوكنر، حيث ينجح في إقناعها بعد حوار طويل أن يكتب مقدمة لمجموعة جيفري الشعرية وينشرها، وذلك لأنه موقن تماما بموهبته ويريد أن يلفت انتباه القرّاء إليه. ومن خلال هذا اللقاء تحاول الأم أن تتعرف على ابنها عبر هذا الصديق الوفيّ الذي لم يفرّط بصديقه الذي رحل لجوار ربّه. كانت الأم تريد أن تعرف إن كان ابنها سعيدا، وهل عرف الحب في حياته القصيرة أم لا، فيجيبها بصراحة “أظن أنه كان الأفضل من جميع الذين قابلتهم في حياتي، فهو مَنْ يُجسّد معنى أن يقع المرء في الحُب وأن يكون محبوبا”.

يتابع الفيلم قصة أسرة تولكين وأولاده الذين يتكلمون مع الأشجار كما كان والدهم يفعل
يتابع الفيلم قصة أسرة تولكين وأولاده الذين يتكلمون مع الأشجار كما كان والدهم يفعل

مُخاطبة الأشجار

يتابع الفيلم قصة أسرة تولكين وأولاده الذين يتكلمون مع الأشجار كما كان والدهم يفعل، ويسألونها عن أسمائها، وما الذي تفكّر فيه؟ ثم يدعوهم لسماع قصته الجديدة التي كتبها واشتغل عليها، وهي تتحدث عن السحر والرحلات والمغامرات التي نُقدِم عليها لإثبات ذواتنا، والأهم من ذلك أنها تدور عن الشجاعة والزمالة والصداقة، كما تتحدث عن الجبال والتنانين والغابات المعمّرة.

وقبل أن يطوي الفيلم صفحته الأخيرة نرى تولكين يكتب الأسطر الأولى من رواية “ذا هوبيت” (The Hobbit) التي نشرت عام 1937، حيث ذاع صيته بوصفه أحد أهمّ كُتّاب الفانتازيا في العالم بعد صدور ثلاثيته الشهيرة “سيد الخواتم” (The Lord of the Rings).

لم يُلحن كريستوفر وايزمان بعد الحرب، لكنه عاش حتى 1987، رغم أنّ صداقتهما القوية قد فترت ولم تعد كما كانت عليه في السابق، ورغم ذلك فقد أطلق رونالد تولكين اسم كريستوفر على ابنه الثالث، وفارق الحياة عام 1973 بعد وفاة إيديث بسنتين، وقد خلّفا وراءهما أربعة أبناء وعددا من الكتب التي استقرت في الذاكرة الجمعية لمحبّي القصص والأساطير الفنتازية التي تحولت إلى أفلام مُبهرة.

تجدر الإشارة إلى أن دوم كاراكوسكي قد أنجز تسعة أفلام نذكر منها “الحسناء والوغد”، و”منزل الفراشات المعتمة”، و”الفاكهة المُحرّمة”، و”توم الفنلندي”. كما يُعدّ قناصا للجوائز في المهرجانات المحلية والعالمية، إذ حظيت أفلامه بأكثر من ثلاثين جائزة مرموقة.


إعلان