“حلقة الشعراء المفقودين”.. في الحاجة إلى تعليم يحرر الطاقات
د. الحبيب ناصري
كلما اشتدت أزماتنا في هذا العالم الجريح بثقل سياسات الكبار الهادفة إلى ترسيخ “ثقافة” القوة ورسم ملامح عالم غير إنساني، أصبح البحث عن كل فعل فني وجمالي بوابة أمل لخلخلة هذا العالم ومن يقوده نحو ضفاف حربية قاتلة للبلاد والعباد.
الفن اليوم مُطالب بتكثيف جهوده وأدواره، وعبر امتدادات جغرافية هذا العالم، كي يشكل سدا منيعا ضد كل “ألوان” القهر والظلم وتغليب قوة القوي مهما كان موقعه في السياسة أو الاقتصاد أو المال، وإلا سنصبح جميعا أسرى في عالم خلقه الله لنتقاسم جماله ومصادر علمه وفكره ومواده.
ضمن هذه الرؤية/الرؤيا الحالمة بعالم أجمل يسع الجميع، نموقع غايتنا من هذه المقالة التي جعلت من موضوعة القيم مجالا خصبا للتفكير بها وفيها ولها، في ضوء مكون فني وجمالي مازال يحتل مكانته الطبيعية لجعله خطابا “نمرر” من خلاله مسعانا الإنساني هذا.
يتعلق الأمر بثقافة الصورة بشكل عام، والسينما بشكل خاص، باعتبارها وسيلة لطرح الأفكار وتفكيكها في أفق القبض على ما ينفع الناس جميعا.
حلقة الشعراء المفقودين.. العلاج بالشعر
سنة 1989 ستبقى حية في ذاكرة السينما العالمية، لكون المخرج الأمريكي بيتر وير تمكّن من أن يوقع فيلما سينمائيا نال به أربع جوائز أوسكار هو فيلم “حلقة الشعراء المفقودين”. والفيلم من بطولة الممثل العالمي روبن وليامز.
زمن وقائع الفيلم: سنة 1959.
مكان الوقائع: أكاديمية ويلتون المحافظة والأرستقراطية الواقعة في شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية.
موضوع الفيلم: حينما يصبح الشعر وسيلة للتربية وإلهام الطلاب لتحقيق رؤاهم في الحياة.
رهانات الفيلم: رسالة تربوية وإنسانية غايتها التغيير وزرع قيم الحرية والجمال.
ويمكن أن نمهد لقراءتنا المكثفة لهذا الفيلم، بكونه يسير وفق نظرتين متناقضتين:
النظرة الأولى: موت الإبداع
نظرة تربوية تهدف إلى ترسيخ قيم آتية من رحم طبيعة المؤسسة التربوية والتكوينية التي يتعلم فيها الطلاب، وهي قيم تتميز بضرورة الانضباط واحترام كافة التعليمات الإدارية الرسمية ومحتوياتها الزمنية والتربوية بما فيها توحيد لون الملابس.
هذه النظرة من الممكن موقعتها في خانة تقليدية مؤمنة بأن التربية كي “تنجح” عليها أن تكون موجهة من الـ”فوق” إلى الـ”تحت”. وهنا لا مجال إلى جعل المتعلم هو محور العملية التعليمية التعلمية والتربوية والثقافية ككل.
نظرة حضرت بقوة في الفيلم من خلال طبيعة الشخصيات الإدارية والتربوية التي كانت تُعلم الطلاب في الفيلم، وكيف كان على هؤلاء الطلاب الامتثال الحرفي لكافة التعليمات الآتية من “فوق”، ولا مجال لديهم لمناقشتها وإبداء وجهة النظر.
في الفيلم كل شيء في البداية يوحي بهذا الانضباط، إلى درجة أننا كنا نشعر بأننا في مؤسسة عسكرية قوية التدريب وبرامجها مغلقة وعلى الجميع الخضوع لها، ومن حاول التمرد عليها أو رفضها أو مجرد تقديم وجهة نظر ما، فمصيره معروف مسبقا.
ضمن هذه النظرة الأولى نشعر بأن المكان -لاسيما مكان التعلم- تسكنه بدوره هذه “السلطة” التربوية والإدارية، مما جعلنا كمتفرجين “نصاب” بنوع من “الخوف” وتوقيف الزمن الفيلمي لنسافر في ذاكرتنا التربوية، ومن هنا استحضار طبيعة مدارسنا التي تعلمنا فيها، وكيفية إحضار تلك القواسم المشتركة بينها وبين هذه المؤسسة التعليمية التكوينية الحاضرة في فيلم “حلقة الشعراء المفقودين”. نحضّر طبيعة المدرس الذي كان يعلمنا وكيف كنا مطالبين بحفظ ما يقول وما يكتب، وكل محاولة ضحك أو نوم داخل القسم كان مصيرها “الفلقة” بعصا المعلم. تلك العصا التي كانت ترهبنا بمجرد دخولنا إلى القسم ومشاهدتها فوق مكتب المعلم. عصا، كان يقال عنها، إنها “خارجة” من الجنة لكونها كانت “تربي” المتعلمين وتجعلهم مطيعين حافظين لكتاب الله ومحترمين للكبار وغير رافضين لما يقال لهم.
كثيرة هي الرسائل، التي أراد الفيلم أن يمررها في كل المشاهد التي اندرجت ضمن “قساوة” التربية وغياب الحق في التعبير. أقلها أن هذه النظرة التربوية المؤمنة بكون “الفوق” هو من يعلم “التحت” وفق برامج تربوية أعدها الكبار وفق رؤاهم هم ووفق ما يرغبون فيه لا ما يرغب فيه المتعلم وعصره وحاجياته النفسية والاجتماعية والعلمية، نظرة بكل بساطة ستجعلنا كمتفرجين لا نتعاطف معها، لاسيما لمن عاش ضمن هذه الرؤية التربوية القديمة التي كانت تمرر بالعصا ولا شيء غير العصا.
لا حق لك كمتعلم في تفكيك وتحليل ما تتلقى من تعليمات خارج معيار ما يقدمه لك المعلم، عليك بضرورة حفظ وتتبع ما يكتب لك، عالمك هنا يقدم لك وفق عالم المعلم، أي أن نظرتك للعالم تقدم لك جاهزة، ولا تبنيها لوحدك بمساعدة من يعلمك.
نظرتنا للعالم وللآخر بل نظرتنا لذواتنا هنا هي نظرة نتلقاها جاهزة، وما علينا إلا احترامها وحفظها وجعلها النظرة الوحيدة التي بها نفهم ذواتنا وما يقع حولنا من متغيرات من الصعب ملاحظتها وفهمها وتحليلها وتأويلها، وفق نظرة ليست لنا.
ما تطرحه هذه النظرة يشكل في العمق إشكالية مازالت تطرح بقوة في منظوماتنا التربوية لاسيما العربية والأفريقية والإسلامية، وكل منظومات دول العالم الثالث التي مازالت تعاني من كيفية بناء منظومة تربوية مبنية على أسس إبداعية وملهمة للمتعلمين حد جعلهم يستمتعون بما يتعلمون، بل يساهمون في بناء تعليماتهم، مما يجعل منها شخصيات قوية وقادرة على ركوب قطار العولمة والحياة ككل.
إذن، موت الإبداع ميزة مميزة لهذه النظرة، بل من الصعب -إن لم نقل من باب المستحيلات- أن نجد طريقا تربويا مؤديا إلى جعل المتعلمين يعشقون ويمارسون الإبداع كشرط أساسي من شروط التعلم والتكوين والبحث، مما يساهم فعلا في بناء الشخصية/العالم.
النظرة الثانية: نظرة الحرية/الإبداع
من الممكن القول إن هذه النظرة هي الغاية الفيليمة هنا، بمعنى أن من كتب وأخرج ومثل ومول واشتغل في هذا الفيلم سنة 1989 كانت غايته الوحيدة فيه خلخلة النظرة التقليدية في منظومة التربية، وتقديم بديل الإبداع كمدخل حقيقي لتحرير عقول وقلوب الطلاب. كيف ذلك؟
حينما دخل المدرس المجدد إلى القسم -وهو العاشق للحرية والمؤمن بأن التعليم/الحياة لا يمكن القبض على جمالياتها وإنسانياتها خارج شرط الإبداع- أحسسنا فعلا كمتلقين بأهمية وقيمة ونفعية منهجيته الجديدة في التعليم والتكوين، بل صرنا وبشكل صريح متعاطفين معه ورافضين لكل البنيات الإدارية الرافضة لطريقة تعليمه المتمردة على ما كان سائدا، وهو ما ولد علاقات تربوية عقيمة وغير محفزة للتعلم.
حينما نشاهد الفيلم كله، أو على الأقل تلك المشاهد المؤرخة لتحرير الطلبة من هيمنة سلطة “النظام” الذي لا يقبل النقاش وطرح وجهات النظر، أي تلك المنظومات التربوية “الدكتاتورية” والعنيفة التي لا تسمح للمتعلمين بتحقيق متعة اللعب والاستمتاع بزمنهم التربوي/الثقافي في أفق تكوين وجداني حقيقي؛ هنا نشعر فعلا أننا أمام فيلم له بعد تربوي وقيمي وإنساني، فيلم من الممكن أن يدرج ضمن العديد من البرامج التعليمية والأسرية والتكوينية، لاسيما تلك البرامج التي تهم خريجي مدارس تكوين المدرسين.
طبعا ليس من السهل قبول مدرس عاشق للتغيير وباحث عن نشر قيم الجمال في ظل منظومة تربوية إدارية مروَّضة فقط على هاجس نشر “الانضباط” و”الخضوع” المطلق لشروحات المدرس الذي همه الوحيد -بل معياره الوحيد للقيام بوظيفته الرسمية- الامتثال المطلق للمقررات الرسمية دون إعمال العقل فيها، أو على الأقل دفع المتعلمين للتفكير حولها ومعرفة مدى نفعيتها وقيمتها في حياتهم الخاصة والعامة، وإلا فما جدوى أن نتعلم؟
كل هذه الصعوبات والعراقيل يعيشها المدرس المحرر للطاقات في هذا الفيلم، لكنْ وحده الانتصار كان حليفه وحليف كل من آمن برسالته، ليس في الفيلم فقط بل وإلى يومنا هذا. الانتصار المحقق في هذا الفيلم يتجلى واضحا ليس في العديد من لقطات ومشاهد الفيلم، بل انتصار هيمن على ملصق (بوستير) الفيلم، حيث الطلبة يرفعون -وهم في حالة فرح ونشوة- مدرسهم فوق الأكتاف، وعلامات الانتصار بادية على وجهه.
الشعر.. تغيير العالم
من المشاهد المؤثرة في الفيلم والشارحة كيف ينبغي أن نعلم المتعلمين، ذلك المشهد الذي تساءل فيه المدرس عن المعنى الحقيقي للشعر والفرق بينه وبين الطب والتجارة والهندسة والقانون كمكونات مهمة للحياة.. مشهد طلب من خلاله المدرس طلبته -وعلامات الفرح بادية على وجوههم- أن يجتمعوا حوله، أن يتحلقوا حوله، ليصبح نقطة وسط؛ حلقة مضيئة وناشرة للمعرفة والجمال وقيم الحب والإنسانيات بطريقة عفوية، ليتساءل وبشكل جماعي عن مفهوم الشعر، وليجعل من أجوبة الطلبة منطلقا لتحليل الشعر، ليؤكد على بعده الإنساني والوجداني، ويشرح ويحلل هذا البعد بطريقة عميقة ومعبرة حتى من خلال قسمات وجهه.
الشعر إذن أصبح في الفيلم وسيلة تحررية للطلبة، بل وسيلة تعليمية مخلخلة للعوالم الداخلية للطلبة، في أفق جعلهم يفهمون العالم بشكل أفضل.
وحدها الكلمات والأفكار ما يجعلنا نغير العالم.. جملة رددها المدرس في هذا الفيلم مما يجعلنا نتماهى مع شخصيته الراغبة في جعل الطلبة يتحررون من التمثّلات القبلية ومن الخوف، ومن هنا تحقيق وظيفة علاجية للتربية.
نقرأ ونكتب الشعر ليس لأنه جميل، بل لأنه الحياة والحب والمغامرة، ومن أجل هذا نعيش. هكذا تحضر شروحاته المتعددة للشعر والتي تصب في اتجاه واحد، وهو الحب والجمال والحياة المملوءة بالقيم الإنسانية. إذن هنا يصبح الشعر ضرورة وحاجة ووسيلة وغاية. ببساطة الشعر يساوي الحياة، من لا علاقة له بالشعر فلا علاقة له بالحياة.
بلغة سينمائية قوية ودالة آتية من طبيعة الكاميرا وهي تتتبع طبيعة الدهشة المرسومة على الوجوه، ووسط حلقة مركزها المدرس/النور الناشر لقيم الجمال والمحبة والعشق، والملهِم لطلبته كي يتمسكوا بالشعر/الحياة. تتبع الكاميرا للوجوه وسط الحلقة كان من الأسفل نحو الأعلى، مما ساهم في تحقيق رؤية التعظيم للشخوص جميعها، لكونها أصبحت كبيرة عظيمة بعظمة الشعر/الحياة.
إذا كان سهم البنية التربوية التقليدية آت من الأعلى نحو الأسفل باعتباره خطابا عنيفا وقويا وغير مؤمن بالحوار وإبداء وجهات النظر، فسهم المدرس وطلبته وهم في حوار متعدد ومتنوع ومولِّد للحب والجمال كان قد بُني وولد من الأسفل نحو الأعلى، خطاب إنساني ووجداني عميق مخلخل للخطاب الأول المولود من رحم التلقين وبناء نموذج تربوي واحد ووحيد يتميز بالطاعة والانضباط وتتبع ما يقال ولا مجال لتقديم وجهات النظر.
المعلم.. محرر الطاقات
صورة المدرس في هذا الفيلم صورة راقية ومغامرة وعاشقة للشعر والجمال. مدرس متحرر من كل أشكال التخلف ومحفز على تذوق الشعر والفن والجمال في أفق ترسيخ قيم إنسانية راقية.
ما أحوجنا في زمننا العربي والإسلامي والأفريقي وفي كل الدول المتعثرة التي تبحث عن مكانة تحت الشمس بجانب الدول الراقية، بل كل دول العالم اليوم هي في حاجة إلى مثل هذه المهمة الثورية الثقافية والإنسانية التي يوحدها الأمل في تحقيق عدالة عالمية محاربة لكل أشكال القهر والظلم والتخلف.
صحيح دولنا العربية والإسلامية بشكل عام هي من يحتاج إلى مثل هذا النوع من المدرسين الثائرين على التدريس النمطي والتقليدي وغير المؤمن بالتجديد والابتكار والبحث عن أساليب جديدة لتمرير القيم الوطنية والإسلامية المعتدلة والحقة وكذا القيم الإنسانية العالمية الهادفة إلى جعل الإنسان هو محور كل تنمية وكل حوار وتواصل وكتابة.
ما أحوجنا من المحيط إلى الخليج، على وجه التحديد إلى مدرس مؤمن بقيمة الفن والجمال والإنسانيات، محرر لعقول المتعلمين من التحجر وملهم لعوالمهم الداخلية. ما أحوجنا فعلا إلى مدرس يجعل من هذه العوالم الداخلية موطن تحرر وبحث دائم عن الجمال وعن كل ما يخدم قيمه المشار إليها سالفا.
صورة المدرس في فيلم “حلقة الشعراء المفقودين” هي نموذج من الممكن إرجاعه إلى مرجعية نظرية تربوية وبيداغوجية تنهل من فكرة أن التدريس ينبغي أن يُبنى على المتعلم، بمعنى أن كل تعلّم خططه المدرس وأراد تدبيره في مؤسسته التعليمية (روض أو تعليم أولي أو ابتدائي أو إعدادي أو ثانوي أو جامعي أو مهني..)، عليه أن يجعل من هذه التعلّمات التي أعدها للمتعلمين محفزة ومشجعة على التعلم الهادف والمغيّر لعمق المتعلم وجعله محبا للحياة ومدافعا عن قيمه الوطنية والإسلامية المعتدلة المؤمنة بالتسامح والتعايش مع الجميع، والشيء نفسه فيما يتعلق بالقيمة الإنسانية المتغنية بقيمة الإنسان كإنسان بغض النظر عن دينه أو مرجعياته اللغوية أو الثقافية.
وفق ما سبق، يتضح لنا أهمية إعادة النظر في مناهج تكوين المدرسين بأوطاننا العربية بغية جعل تكوينهم يُبنى على ضرورة ترسيخ هذه القيم في كل المحتويات التربوية التي يعلمونها للمتعلمين. من الصعب اليوم تحقيق أي قفزة نوعية في سلم تقدمنا العربي الحقيقي بمعزل عن جعل المتعلم هو محور العملية التعليمية التعلمية.
لتحقيق ذلك لا بد من مدرس مؤمن بقيم التغيير الهادئ البعيد عن أي تغيير فوضوي، بل من الممكن الرهان هنا على جعل الفنون -والشعر نموذج هنا في هذا الفيلم- كرافعة أساسية لتطوير نظرة المتعلم نحو ذاته والآخر والعالم، تطوير ذوق المتعلم وجعله ذوقا يصغي لجميع الكائنات الحية، بل يصغي حتى للجماد، ينظر إليه لأنه مخلوق له وظيفة حياتية في هذه الحياة، وجب عدم الاعتداء عليه، وبالأحرى الاعتداء على المخلوقات الحية.
وحده الإصغاء إلى عوالمنا الباطنية هو ما يجعلنا نثور على كل أشكال التخلف والمعيقات التي تعوق تلذذنا بما نتعلم وبما نحلم، أن نحلم بعوالم جميلة مفيدة للإنسانية جمعاء رافضة للظلم وكل أشكال العنف المادي والرمزي، وظيفة جوهرية على المدرس أن يقوم بها وإلا فلن نعيش إلا المزيد من الويلات، و”التربية” على العنف ستزداد كثيرا إلى درجة أن يصبح عالمنا عالم عنف وقهر وحروب متعددة في العديد من بقاع هذا العالم الذي خلقه الله لنستمتع به ونتلذذ بجماله وخيراته ونتعاون فيما بيننا لنغني جميعا أنشودة الشعر والجمال وننشر لغة الحب في كل بقعة من هذه الأرض.
هذه، هي القيم الظاهرة والباطنة المنشودة في هذا الفيلم الذي يمكن أيضا تفكيكه من زوايا عديدة، لاسيما وهو اليوم متوفر لمشاهدته وبلغات متعددة، مما يجعل منه مرجعية خصبة في مجال التعليم والتكوين والبحث.
فيلم “حلقة الشعراء المفقودين”، فيلم غايته رفض قيم العنف المبنية والآتية من الـ”فوق” نحو الـ”تحت”، ويهدف إلى تزكية قيم الجمال والحلم والتغيير وجعل الإنسان محور الحياة.
يبدو أن حاجتنا إلى محتويات/تصورات هذا العالم جوهرية ورئيسية؛ بناء القيم المرسخة للحق في التعبير وتغيير عوالمنا الداخلية نحو بناء عوالم خارجية جديدة رافضة لكل أشكال الديكتاتوريات المادية والرمزية، هو حلم وغاية هذا الفيلم الذي يشكل في حقيقة الأمر درسا مفيدا لكل المتدخلين في سؤال القيم من أهل السياسة والتربية والتعليم والاقتصاد وغيرهم.