“غير مخطط له”.. مكافحة الإجهاض بقوة المنطق

يُعدّ الفيلم الدرامي “غير مُخطّط له” للمُخرجَين الأمريكيين “كاري سولومون” و”تشاك كونزلمان” من الأفلام المُستفِزة، وذلك أنه لا يكتفي بنبذ فكرة الإجهاض أو تشويه صورتها، وإنما يُطالب بإيقافها في أمريكا الشمالية، علما بأنّ غالبية الولايات المتحدة الأمريكية تعُدّ الإجهاض عملا مشروعا، بينما تحاول ست ولايات الحدّ منها، وتسعى ثلاث ولايات أخرى إلى تجريمها ومحاسبة النساء اللواتي يقتلنَ أجنتهنَّ بطرق مروّعة تسبب آلاما شديدة لهذه الكائنات الصغيرة المتشبثة بالأرحام.

وعلى الرغم من هذه الثيمة الحسّاسة والمثيرة للجدل، فقد أقدمت شركة “سولي ديو غلوريا” (Soli De Gloria) -وتعني “المجد لله وحده”- على إنتاج هذا الفيلم الذي سبّب انقساما حادّا في المجتمع بحسب قناعات الناس الفكرية والدينية.

وفق هذه الرؤية المنقسمة أصلا يتحدّد القبول بالفيلم أو رفضه، حتى من دون أن يشاهده الجمهور الذي يعتمد في كثير من الأحيان على الدعاية التي تُروّج لمصلحة بعض الأفلام أو ضدّها، فقد رفضت العديد من قنوات التلفزة مثل “ديسكفري كومينيكيشنز” و”إن بي سي العالمية” و”هول مارك تشانال” بثّ الإعلانات الترويجية لهذا الفيلم، فيما وافقت شركتا “فوكس نيوز” و”شبكة البثّ المسيحية” فقط على الترويج لهذا الفيلم الذي يتلاءم مع قناعاتهم الدينية.

كما تلعب المراجعات الصحفية السريعة دورا كبيرا في إغراء الجمهور لمشاهدة الأفلام الصادرة حديثا، والتي تنطوي على إثارة أو استفزاز من نوع ما. وخوفا من إثارة الضجة قبل صدور الفيلم؛ طلبت الشركة المنتجة من طاقم العمل برمّته التكتّم على مشاركتهم في هذا الفيلم الذي قد يحرمهم من الحصول على أدوار سينمائية جديدة مستقبلا.

الإجهاض.. مؤلم/غير مؤلم

ينتمي هذا الفيلم فضلا عن تصنيفه الدرامي؛ إلى أفلام السيرة الذاتية، فهو مُقتَبس عن رواية تحمل الاسم ذاته للكاتبة والناشطة الأمريكية “آبي جونسون”، وقد بذل المُخرجان جهدا واضحا في استنطاق هذه السيرة الذاتية بما يتلاءم مع رؤيتهما الإخراجية، والتي لم تنجُ من اللوم بسبب المبالغة التي أَظهراها في طول مدة عملية الإجهاض والآلام الشديدة الناجمة عنها.

وبغض النظر عن دقة التجسيد وما ينطوي عليه من آراء متناقضة قابلة للأخذ والردّ؛ يتحتّم علينا أن نتوقف عند القصة السينمائية التي أخذ منها مُؤلفا الفيلم ومُخرجاه ما يتناسب مع طبيعة الرسالة البصرية التي يرومان تقديمها إلى المتلقين، وذلك على الرغم من أنّ جمعية الفيلم الأمريكية صنّفت هذا الشريط الروائي بـ”آر ريستريكتد” أي “محدود”، ويتطلب من الروّاد تحت سن الـ17 مرافقة الوالد أو الوالدة أو ولي الأمر الراشد، وهو إجراء لا يفضّله الشباب في هذه المرحلة العُمرية التي يسعون فيها لإثبات الذات وتكريس الأنا بعيدا عن المؤثرات الجانبية للأبوين والإخوة الكبار.

مناخ عائلي حميم

ثمّة تشويق وإثارة في غالبية الأفلام الأمريكية الروائية التي تحاول أن تجذب الجمهور إلى قصصها السينمائية وتأخذ بتلابيبه كما هو الحال في فيلم “غير مُخَطط له”، إذ تزجُّنا بطلة الفيلم “آبي جونسون” والراوية الضمنية له في مناخ عائلي حميم، وذلك لنرى طفلتهما الوحيدة “غريس” وهي تتسلل لإيقاظ أبويها قبل أن ترنّ ساعة التنبيه فتُشيع في البيت جوا من السعادة والألفة الأُسرية وهم يجلسون على طاولة الطعام، بينما تغادر الأم مُسرعة إلى مقرّ عملها في عيادة “تنظيم الأسرة”، لأن السبت هو اليوم الأشدّ زحمة في برنامج عملها الأسبوعي.

قتل غير رحيم

لا يعتمد الفيلم على تقنية الزمن الخطي المستقيم، فثمة أكثر من استعادة ذهنية، حيث يأخذنا الـ”فلاش باك” الأول إلى عام 2009 حين يتمّ استدعاء “آبي جونسون” للمساعدة في عملية إجهاض بواسطة الموجات فوق الصوتية لفتاة حامل في أسبوعها الثالث عشر، حيث تُصاب بالصدمة والرعب عندما يشغّل الطبيب جهاز الشفط فيسحب الجنين من جوف الرحم، ويقذف ببقاياه المتقطِّعة في حاوية مخصصة لهذا الغرض، فتترقرق عيناها بالدموع وتخرج باكية لأنها شاركت بقتل جنين بريء كان يمكن أن يعيش لولا هذه العملية الوحشية التي قام بها الطبيب ومساعدوه بدمٍ بارد.

“آبي” عاشت تجربة الإجهاض بعد علاقة فاشلة مع صديقها المتبطِّل “مارك”

وقبل أن ينتظم الفيلم في مساره السردي التصاعدي يعود بنا المُخرجان إلى عام 2001 بمدينة تكساس، حيث ترى “آبي جونسون” كشك “تنظيم الأسرة” في معرض مهني داخل الجامعة التي تدرس فيها علم النفس، وتوافق على التطوع بعد أن أخبروها بأن الهدف الأساسي هو تقليل عدد حالات الإجهاض، فتبدأ أول الأمر كمرافقة في العيادة تستقبل الفتيات من باب السياج الخارجي لمبنى “بلاند بيرنتهوود”، وتُقنعهن بأنّ العملية سهلة جدا ولا تستغرق سوى دقائق معدودات، لكن ما يحدث هو العكس تماما، إذ تُصاب الفتيات غالبا بنزيف حادّ وآلام مبرّحة وذكريات قاسية لن تتحرر منها الضحية أبدا، فثمّة شعور بالذنب لا يُنسى مدى الحياة.

وعلى الرغم من أنّ “آبي” وقعت في الفخ وشكّل وقوعها اللحظة الحاسمة الأولى في الفيلم، فإنها تُظهِر براعة في عملها كمرافقة قادرة على إقناع الضحايا بسهولة الإجهاض وخلوه من مضاعفات ومخاطر صحيّة، وتستمر في عملها التطوعي حتى تصبح مديرة للعلاقات العامة ثم مستشارة لاحقا، قبل أن تحتل مكان مديرتها “شيريل” (روبيا سكوت) التي تُنقَل إلى هيوستن من قِبل الشركة.

سبق لـ”آبي” أن عاشت تجربة الإجهاض بعد علاقة فاشلة مع صديقها المتبطِّل “مارك” حين كانت طالبة جامعية، لكنها سرعان ما تركته بعد أن تأكدت من خيانته لها مع نساء أخريات، غير أنها لم تفلح في الخلاص من ذكريات عملية الإجهاض التي أجرتها في العيادة ذاتها والتي تؤنب ضميرها ليل نهار.

صحوة بعد حلم

تتزوج آبي من “دوغ “(بروكس رايان) الذي يحبها جدا رغم أنه غير مُقتنع بطبيعة عملها، لكنه يترك لها الفرصة لمراجعة ذاتها، وسرعان ما تكتشف آبي أنها حامل من زوجها الجديد، فتقترح عليها شيريل إجراء عملية إجهاض، لكن آبي ترفض الفكرة وتقرر إنجاب الطفل، خصوصا بعد لقاءاتها المتكررة مع شون وخطيبته ماريليسا الناشطَين المعارضين للإجهاض.

لم تأتِ صحوة “آبي” من فراغ، وإنما لمست لمس اليد التجربة المريرة التي مرّت بها كريستينا، حيث فقدت المزيد من الدماء ووقفت على حافة الهاوية ولم تفصلها عن الموت إلاّ مسافة صغيرة جدا، بينما كان والدها “روب” يتضوّر ألما في غرفة الانتظار، وسيتكرر الأمر مع روندا وفتيات أخريات.

صحوة “آبي” لم تأتِ من فراغ، وإنما لمست لمس اليد التجربة المريرة التي مرّت بها كريستينا

تُحرِز “آبي” تقدما متواصلا وتنال جائزة “موظفة العام”، وتتحدث عن العبودية والتمييز والمحرقة، لكنها تنسى حقوق المرأة تماما وحقوق الأجنّة في الحياة، بل إنها تستغرق في عملها المنافي للأخلاق ومنظومة القيم الإنسانية التي يتربى عليها الإنسان المؤمن بالديانات السماوية الثلاث، وبالقيم الوضعية التي تجترحها المجتمعات والشعوب.

وحينما تعلم بالإعصار الموشك على الوقوع، تقترح على موظفات العيادة تقديم المواعيد وإجراء عمليات الإجهاض طالما أنها تدر عليهم أموالا طائلة، لكن “آبي” تنتبه وكأنها استفاقت من حلم طويل، فبعد أن تنال الجائزة وتحصل على الترقية؛ تسأل شيريل إن كان بإمكانها تقليل عمليات الإجهاض بوصفها الهدف المزعوم لعيادة “تنظيم الأسرة”، لكن شيريل تكتم انزعاجها لتوبخها في وقت آخر على نكرانها الجميل الذي قدّمته لها العيادة من ترقيات ومُحفِّزات وراتب دائم.

لا يفكر القائمون على هذه العيادات التي تنتمي إلى شركة كبرى إلاّ بالأرباح، مثلهم مثل المطاعم الأمريكية التي تقدّم الساندويشات المضرّة بالصحة، لكنها تحصل على أموال طائلة من دون أن تفكّر بصحة الزبائن.

وعندما أيقنت بأن الشركة تريد منها مضاعفة حالات الإجهاض انصعقت، وكأنّ تيارا كهربائيا مسّها وهزّها من الأعماق، عندها فقط بدأت تفكّر بمهنتها وترى صورتها الحقيقية في أعين الناس الاعتياديين، خاصة الناشطين المناهضين لعمليات الإجهاض، فقد سبق لها أن تعرّفت على ماريليسا وشون وآخرين لم يدِّخروا جهدا لإنقاذها من المحنة التي تعيشها من دون أن تفكّر بالذنب الذي تقترفه يوميا.

مناوأة الإجهاض

وإثر التقريع الذي تلقتهُ من “شيريل” وتوبيخ الشركة بدأت “آبي” بمراجعة نفسها، إذ يصحبها “دوغ” في رحلة استجمام بهدف الاسترخاء والترفيه، لكنهما يسمعان خبر مقتل أحد الأطباء في العيادة فيقرران العودة إلى البيت، وفي اليوم التالي ذهبت آبي إلى العيادة لتقدم استقالتها، وتعود إلى المنزل لتخبر زوجها وأمها بقرارها الخطير الذي سيقلب حياتها رأسها على عقب، وذلك بعد ثماني سنوات من العمل المخالف لثوابت الدين والأخلاق والطبيعة، ثم تنتقل من داخل العيادة إلى السياج المحيط بالمبنى لتعمل مع الناشطين محذرة الفتيات الحوامل من مخاطر الإجهاض، لكونها ملمة بالموضوع وعارفة بتفاصيله الدقيقة.

“آبي” تنجح في ثني العديد من الحوامل عن الإجهاض، رغم أن المديرة “شيريل” تقرر مقاضاتها بحجة خيانتها للمهنة

تنجح “آبي” في ثني العديد من الحوامل عن الإجهاض، رغم أن المديرة “شيريل” تقرر مقاضاتها بحجة خيانتها للمهنة وكشفها لبعض الأسرار الخطيرة وأسماء الأطبّاء وما إلى ذلك، لكن “آبي” تواصل نشاطها المناوئ للإجهاض فتثني “هانا” عن دخول العيادة، وتتعهد بمساعدتها للحفاظ على الجنين الذي تحمله، وذلك بعد أن تخبرها بمخاطر الموجات فوق الصوتية التي لا يتحمّلها الإنسان العادي، فكيف بجنين صغير لم يكتمل نموّه بعد؟

وعلى الرغم من تحذيرات شيريل بالمقاضاة وتخويفها بأسماء المتبرعين الكبار لهذه الشركة أمثال “سوروس” و”جايتس” و”بوفيت”، فإن “آبي” تمضي في تصدّيها الشجاع لعيادة “تنظيم الأسرة”، وتمْثل أمام المحكمة بمؤازرة محاميها “جيف” الذي اختاره “شون” وأتاح له فرصة الإصغاء لموكلته التي شرحت له كل شيء، فاقتنع بإمكانية تبرئتها من التُهم الزائفة الموجهة إليها. ورغم أنها لم تكشف أسماء الأطباء الذين قاموا بعمليات الإجهاض ولم تأخذ شيئا من العيادة سوى حاجاتها الشخصية؛ فإنها قامت بسحب ملفها الشخصي لترى صورة جنينها الذي فقدته في لحظة يأسٍ وجزع.

طلب المغفرة

وما أن ينجح المحامي في كسب القضية حتى يخبرها “شون” بعد بضعة أيام بأنّ العيادة قد أُغلقت للأبد، فتتجه إلى هناك مع عشرات الناشطين الذين يحتفلون بإسقاط اللافتة المعدنية للعيادة، بينما كانت هي تحمل وردتين لطفلين مُجهَضين تفكر بهما يوميا وسوف تقابلهما في السماء بعد أن يسامحها الله ويغفر لها ذنوبها الكثيرة التي ارتكبتها عن جهل أو تجهيل متعمَد.

ثمّة رسالة مليئة بالشجن والعاطفة قرَأتها على الحاضرين مؤكدة فيها أنها ليست الوحيدة التي ارتكبت هذا الخطأ في العالم، فهناك آلاف الأطفال المُجهَضين داخل جدران هذه العيادة من ضمنهم أحد أطفالها، وأنها تتذكرهم جميعا ولا تنساهم أبدا، وتطلب من العلي القدير أن يغمرها برحمته الواسعة.

ومثلما كان المَشهد الافتتاحي أُسريا وحميميا، فإن الزهور المنسّقة في المشهد الختامي التي غطّت واجهة السياج الأمامي للعيادة يوحي بتعاطف النشطاء الذين حققوا حلمهم الكبير بغلق هذه العيادة، والتي شهدت على مدى ثماني سنوات أكثر من 22000 عملية إجهاض شاركت فيها بشكل أو بآخر “آبي جونسون”، والتي استطاعت لاحقا بعد انضمامها إلى الناشطين أن تُحفّز أكثر من 500 موظف على ترك عملهم في الإجهاض.

وفي السياق ذاته ينجح الناشطون في تحويل عيادة “تنظيم الأسرة” إلى المقرّ الوطني لمنظمة “40 يوما من أجل الحياة”، حيث يعمل “شون كارني” رئيسا لها. كما تشير المعلومات المذكورة على الشاشة بأن “آبي” و”دوغ” يتوقعان طفلهما الثامن.

بين مُناهِض ومُناصر

ينطوي هذا الفيلم المناهض للإجهاض على عدة رسائل من بينها أن الجنين -بحسب المعلومات الواردة في الفيلم- لا يشعر بالألم إلاّ بعد الشهر السابع، بينما لا يتفق بعض العلماء والمختصين مع هذا الرأي ويشككون فيه، لذلك ينصحون بتخدير الجنين أو إيقاف دقّات قلبه، وذلك كي يتفادى ألم الإجهاض سواء بالشفط أو بالطرق الطبية الأخرى التي تقشعر لها أبدان الناظرين.

 

أما الرسالة الثانية التي أراد المُخرجان إيصالها لنا فهي أن عمليات الإجهاض تسبب آلاما حادّة وممضّة، وتستغرق زمنا طويلا كما رأينا في الفيلم، إذ شارفت كريستينا على الموت لكن أحد الأطباء تداركها في الوقت المناسب، بينما يرى المناصرون لعمليات الإجهاض أنها تستغرق مدة تتراوح بين 3 و10 دقائق، ولا تنطوي على مخاطر جمّة أو آلام شديدة كما ورد في الفيلم الذي لم يتصف بالدقة العلمية وفق آراء المناهضين.

نستشفّ من مضمون الفيلم المناوئ للإجهاض أن الجنين حتى لو كان علَقة أو مضغة فإنه يشعر بالألم إذا ما تعرّض للموجات فوق الصوتية، والتي تفوق قدرة سمع الإنسان وتفضي إلى قتله وإسقاطه.

رهان على الخطاب البَصَري

لا يعوّل مُخرجا هذا الفيلم على الثيمات الرئيسية والأفكار الثانوية للقصة السينمائية فقط، لأن هذه الآراء يمكن أن تُكتب في مقال أو دراسة بحثية وتصل في خاتمة المطاف إلى القارئ، لكنهما يراهنان على الخطاب البصري واللغة السينمائية والأداء التعبيري للفنانين، وخاصة الشخصيات النسائية اللواتي اشتغلن في العيادة أو تعرضنَ لعمليات الإجهاض، وأبرزهنَّ “آبي جونسون” و”كريستينا” و”روندا” وغيرهن. ورغم أنَّ المُخرجَين لم يلتزما بالدقة العلمية تماما، فإنهما نجحا في ترويع المُشاهِد من عمليات الإجهاض التي وضعاها على شفير الموت، ومَنْ تُغامِر عليها أن تضع الموت نصب عينيها.

لا يُحسَب نجاح الفيلم لكاتبي السيناريو ومُخرجَيه فقط، وإنما يعود لروح الفريق المتضامّ الذي يكمّل بعضه بعضا، ففضلا عن الأداء البارع للممثلين، كان التصوير والموسيقى والمُونتاج والمؤثرات الصوتية والبصرية تندمج في الرؤية الفنية التي جسدهما المُخرجان الدؤوبان “كاري سولومون” و”تشاك كونزلمان”، وذلك بدراية تامة وحساسية مُرهفة نغبطهم عليها، وذلك رغم بعض المبالغات التي انتصرت لفكرة مناوأة الإجهاض في بلد يبيح ممارسته ويُعدّ حقا مكفولا من حقوق المرأة.

جدير بالذكر أن ميزانية الفيلم بلغت ستة ملايين دولار، لكن عائداته تجاوزت 20 مليونا، خاصة بعد أن عُرض في 1516 صالة تتوفر على كل مستلزمات العرض الحديثة.


إعلان