“الحفرة”.. هكذا يأكل بعضنا بعضا في العالم الحقيقي

خالد عبد العزيز

“هناك نوعان من الاقتصاديين أولئك الذين يريدون جعل الأغنياء أكثر ثراء، وأولئك الذين يريدون جعل الفقراء أكثر فقرا”.

لم تكن هذه المقولة التي أطلقها الكاتب الإسباني “خوسيه لويس سامبيدرو” محض صدفة، فالواقع يُشير إلى ما هو أشد قسوة، ففي ظل تنامي الكيانات الاقتصادية الكبرى أصبح وضع الفرد في خطر محدق، خاصة مع ندرة الفرص المتاحة، فالوضع الاقتصادي العالمي أصبح في حالة بالغة الصعوبة، خاصة مع صعود ما يسمى بالنظام العالمي الجديد الذي لا يهمه سوى مصلحة الأثرياء على حساب مصلحة الفقراء والطبقات الأدنى.

وبالتالي ظهرت بوادر صراع طبقي ينطلق من واقع مؤلم تتعقد فيه العلاقة بين الغني والفقير وتتحول نظرة كل منهما للآخر إلى عدائية بعد حيادية، ويصبح استغلال الطرف الأقوى للأضعف هو عنوان المرحلة، مما يُنذر بوضع مأساوي على شفا الانفجار.

هذا ما عبر عنه الفيلم الإسباني “الحفرة” (El Hoyo) الذي أنتج عام 2019، وبثته شبكة نتفلكس مؤخرا، وهو من إخراج “غالدير غاثتيلو أوروتيا” في أول أفلامه الروائية الطويلة، وسيناريو “ديفيد ديسولا” و”بيدرو ريفيرو”.

تدور أحداث الفيلم في سجن مكون من مئات الطوابق، فلا يُعرف عدد الطوابق على وجه التحديد، وتقع في كل طابق زنزانة، وفي كل زنزانة سجينان بينهما حفرة عميقة موصلة لباقي الزنازين بالأسفل، وفي وقت محدد تنزل من أعلى مائدة طعام، ولا تبقى سوى دقائق معدودة، وعليه ليس أمام هؤلاء إلا التهام كل ما يُمكن تناوله من الطعام، ثم تُكمل المائدة مسيرتها نحو الأسفل لإيصال المتبقي من هذه الأطعمة إلى الطوابق الأدنى.

يودع “غورينغ” (الممثل إيفان ماساغويه) في هذا المكان المخيف بكامل إرادته لاستكمال دراسته المتأخرة، فهل سيصمد للنهاية ويحافظ على كيانه من التبدل، أم سيصير مثل الآخرين لا فرق بينه وبينهم؟

 

سجن الطوابق المتعددة.. صورة مصغرة عن العالم الحقيقي

يبدأ الفيلم بمشهد نرى فيه “غورينغ” وهو يستيقظ فجأة، ليجد نفسه سجينا في الطابق الثامن والأربعين من سجن الطوابق المتعددة. ينظر حوله بريبة مفعمة برغبة دفينة لاكتشاف المجهول، فتلتقي عيناه بزميله في نفس الطابق السجين العجوز “تريماغاسي” (الممثل ثوريون أغليور) لتنشأ بينهما ملامح زمالة وصداقة يحكمها القلق والتربص من بعضهما البعض.

يُدخلنا السيناريو رأسا وبدون تمهيد في قلب الأحداث، ثم يبدأ في الانطلاق في عدة اتجاهات أهمها التعريف بالمكان، لكن السيناريو لا يكشف لنا عنه وعن طبيعته مرة واحدة، بل جاءت المعلومات موزعة على مدار السرد، فكلما تقدمنا أكثر كنا نكافأ بالمزيد من المعلومات عن جدارة واستحقاق.

فقد نسج السيناريو الأحداث في قالب ينتمي لأفلام الإثارة والخيال العلمي مع تطعيم هذا القالب ومزجه بالعديد من الرموز والتأويلات التي تحوي أكثر من معنى وأكثر من دلالة، وبما يُضيف وهجا من نوع خاص يبعث على المزيد من البحث والتفكير.

جاء بناء المكان من هذه النقطة يحمل صبغة رمزية لا تقبل الشك، فهو سجن مكون من عدة طوابق، وسكان الطوابق الأعلى يحظون بالمزايا والحياة وفق منظور أفضل وأكثر راحة، بينما يقبع من بالأسفل في ظروف ووضع بائس.

وكلما تدرجنا في الأسفل ازداد الوضع سوءا، فالدلالة المكانية هنا تُشير للمجتمع بصفة عامة بتوصيفاته الطبقية التي لا تخرج عن اثنين لا ثالث لهما هما الغني والفقير، ففي بداية الفيلم يصل إلينا صوت العجوز “تريماغاسي” وهو يقول: “هناك ثلاثة أنواع من الناس، من هم بأعلى، ومن هم بأسفل، ومن يسقطون”، وكأن هذه الجملة بمثابة الدليل الذي يقودنا لفهم الفيلم، ومحاولة تفكيك رموزه والتفاعل معها.

أحد مشاهد إعداد الطعام، حيث يقف كبير الطهاة ليتأكد من جودة وسلامة الطعام

 

مائدة من السماء.. انتفاء العدالة في توزيع الثروة

يقف البطل “غورينغ” والعجوز “تريماغاسي” أمام الحفرة يتبادلان الحديث، وفجأة تنزل عليهما ببطء مائدة مليئة بصنوف مختلفة من الأطعمة، فتحط رحالها في الحفرة بينهما، لينقض “تريماغاسي” على الأكل بشراهة بالغة، في حين ينظر إليه “غورينغ” باشمئزاز، فالمائدة لم تكن تحوي سوى بقايا وفضلات طعام الأدوار العليا.

لا تستمر المائدة طويلا، فالطوابق الأدنى تنتظر هي الأخرى نصيبها من الطعام، وهكذا يستمر الحال حتى الطابق الأخير الذي لا يُعرف على وجه الدقة رقمه أو حاله، وكأن مسلسل الهبوط نحو الأسفل لا ينتهي، وبالتالي تتضح هنا دلالة هذه المائدة، فأحداث الفيلم تدور حولها، وكأنها هي الأخرى بطل من أبطال الفيلم إن لم تكن هي الأهم، وكأن المائدة هنا تُشير للثروة التي يتكالب عليها الجميع ويسعى إليها، لكن هل يستوي فيها الجميع؟

كانت البداية من الطابق صفر، حيث يجري تجهيز الطعام بكميات ليست بالكثيرة أو القليلة، إذ نرى في بداية الفيلم مشاهد إعداد الطعام بروية وعناية فائقة، فيقف كبير الطهاة يتأكد من سلامة الأطعمة المقدمة وجودتها، لتوضع جميعها على المائدة وفق نسق جمالي معين.

تبدأ المائدة في الهبوط للطابق الأول وتستمر في الهبوط حتى الأسفل، وبالتأكيد لا ينال الجميع نفس العناية أو نفس الكمية من الأطعمة الشهية، فالأفضل لمن هم بالأعلى، وكلما تدرجنا نحو الطبقات الأدنى قلت نسبة الأطعمة، حتى تصل للانعدام التام في بعض الأحيان، مما يُشير إلى خلل في توزيع الثروة على مستحقيها.

 

“الناس بلا شك يموتون تحت أقدامكم”.. رسالة للطبقة الثرية

ينتقل “غورينغ” للمستوى الثالث والثلاثين، وهناك يلتقي بـ”إيموغيري” (الممثلة أنتونيا سان خوان) التي تملك رؤية مجتمعية تستحق الالتفات إليها. نراها تصرخ في وجوه من بالأسفل لتنصحهم بالاكتفاء بحصصهم فقط من الطعام بعيدا عن الاستئثار بهم وحدهم، حتى يتسنى للباقي الحصول على كميات مماثلة قائلة “أيها السيدان أرجوكما تناولا حصتكما، أتوسل إليكما، الناس بلا شك يموتون تحت أقدامكم”، لكن طلبها يُقابل بصم آذانهم أحيانا أو صياحهم في وجهها أحيانا أخرى.

لا أحد يُريد الاستماع للحق، فالجميع مصائرهم مرهونة ببعضهم، وهنا تتبلور فكرة الفيلم بشكل أكثر جلاء، إنها انتقاد الطبقة الثرية التي لا يعنيها سوى ذاتها دون النظر إلى الطبقات الأخرى، وكأن ليس لها حق في الوجود.

من المفترض أن كمية الطعام تكفي الجميع، لكن الصراع على الطعام ومحاولة تناول أكبر قدر ممكن منه يجعل كميته تتناقص في إشارة لانتفاء عدالة توزيع الثروة على أفراد المجتمع.

 

بطون لا تشبع.. رمزية الصراع الدرامي بين الأعلى والأسفل

رسم السيناريو المكتوب والمنسوجة أحداثه ببراعة الصراع الدرامي الذي يدور حول الغذاء انطلاقا من غريزة إنسانية تسعى دوما للإشباع، وحينما نفقد السيطرة عليها تتحول إلى جشع؛ هكذا هم سجناء الأدوار العليا لا يشبعون ولا يكتفون، لا شيء قادر على أن يروي ظمأهم الذي لا نهاية له.

جعل السيناريو الصراع ينطلق في مسارين كل منهما يسير في خطاه التي تتقاطع مع الآخر لتتضح معالمهما سويا، فالمسار الأول خارجي يتجسد في الصراع على الطعام وتناول أكبر كمية ممكنة دون النظر لحاجة الأدوار العليا، لتبدو الرمزية واضحة هنا، فالطبقات الأعلى تلتهم الطبقات الأدنى، وبالتالي ينظر كل منهما للآخر نظرة عدائية لا تقبل المواربة.

نرى في أحد المشاهد العجوز “تريماغاسي” وهو يُخبر “غورينغ” أن لا يتحدث لمن هم بالأسفل، وحينما يسأله لماذا؟ يُجيب “تريماغاسي” بتلقائية تدعو للتعجب: “لأنهم بالأسفل، ولا تنادِ من بالأعلى، فهم ببساطة لن يجيبوا، لأنهم بالأعلى”.

يستمر السيناريو في عرض صور الطبقية في مشهد أكثر بشاعة حينما يقذف “تريماغاسي” فضلات الطعام ويبصق على سكان الدور الأدنى، بينما  يسأله “غورينغ” عن سبب تلك الفعلة، فيُجيب بتلقائيته المعهودة: “لأنهم بالأسفل”، وهنا يُلقي السيناريو الضوء على نقطة بالغة الأهمية ويكشف الستار عن رمزيتها، ألا وهي رؤية الطبقة الثرية لحقوق الطبقة الفقيرة، فرؤيتهم لها أنها لا تستحق سوى الفتات، وما يبقى منه إن بقي شيء.

العجوز “تريماغاسي” يأكل بشراهة بينما “غورينغ” تأنف نفسه من المائدة التي عبث فيها من هم بالطوابق العليا

 

أكل لحم الصديق.. وحشية الإنسان في ظروف قاسية

كان المسار الثاني من الصراع في الفيلم داخليا، وقد ارتكز السرد على سؤال هل ستصمد النفس الإنسانية حال وضعها في ظروف مهينة، هل ستألف هذا التغير والتبدل المفاجئ مع مرور الوقت؟

يرفض “غورينغ” في البداية تناول الطعام من المائدة، وتأنف نفسه من تناول بقايا الأطعمة التي عبث فيها من هم بالطوابق العليا. يصوم ليوم أو اثنين، ومع توالي الأيام يقتنص ثمرة ما لم تُمس من قبل، وهكذا تبدأ سلسلة متوالية من الانحدار طالما فُتح الباب، فالتنازلات مقبولة، وتحت ضغط الجوع والحاجة يضطر للأكل من المائدة لدرجة أنه يأكل بشهية لا تُقارن مع موقفه السابق الرافض للطعام.

وهنا يطرح السيناريو السؤال السابق عن قابلية الإنسان للتغير، ويُجيب عليه ببراعة من خلال التحول التدريجي للشخصية، حتى نصل لمشهد من أجمل مشاهد الفيلم، حينما يقتطع “غورينغ” بضع صفحات من الكتاب المصاحب له ليسكت جوع بطنه الصاخب، ذلك التحول الذي يهبط لدرجة الحيوانية والوحشية، حينما يقبل تناول لحم زميله المسجى أمامه بعد قتله، فالطعام لا يصل للأدوار السفلية في إشارة قاسية لأكل البشر بعضهم بعضا تحت ضغط الحاجة والظروف الاقتصادية التي تفتقد لعدالة توزيع الدخل.

“غورينغ” يقرأ في رواية “دون كيخوت” للروائي الإسباني “ميغيل دي ثيربانتس” التي اختارها لتكون معه في السجن

 

“دون كيخوت”.. تناص بين عالم الرواية والسينما

اعتمد بناء السيناريو على تطعيمه بالرموز على مدار السرد، فقد تناثرت الرموز التي تحتمل التأويل، كالأحجيات التي تبحث عن حل لفك ألغازها، وبالتالي يكتمل المعنى حينما يصل “غورينغ” للسجن للمرة الأولى، فيخضع لمقابلة مع السيدة المسؤولة.

تطلب منه السيدة أن يختار شيئا واحدا يأخذه معه، ليكون اختياره رواية “دون كيخوت” للروائي الإسباني “ميغيل دي ثيربانتس”، وهنا يلقي إلينا السيناريو بالأحجية الأولى التي سيأتي حلها مع تتابع السرد، فـ”غورينغ” الذي يسعى لحل معضلة هذا السجن وتوزيع الثروة بشكل يتناسب مع احتياجات الجميع وفق مبدأ المساواة والعدل يتناص مع بطل رواية “دون كيخوت” الذي يحارب طواحين الهواء دون جدوى، فيسعى لتحقيق العدل والخير، لكن الواقع يُعانده.

وهكذا بطل فيلمنا يسعى للخير ولتحقيق المساواة بين جميع طوابق السجن، لكن طبيعة البشر التي تفتقد للتطويع تأبى ذلك، وبالتالي يصبح جهده هباء منثورا.

يبدو السجن وكأنه بدون أي حراس أو مسؤولين اللهم إلا سيدة الاستقبال وكبير الطهاة والقائمين على إعداد الطعام عدا ذلك لا نرى سواهم، مما يدفع إلى التفكير عن المسؤول عن كل ذلك، وكيف ينتقل السجناء من زنزانة لأخرى كل شهر؟ وغيرها من الأسئلة التي لا تجد صدى إجابة يشفي غليل السؤال.

هنا تطرأ على الذهن رمزية المكان التي تُشكل مع المائدة النازلة من أعلى تناصا واضحا له دلالته العميقة، فالمائدة تنزل من الأعلى وكأنها رزق أو ثروة يتكالب عليها الجميع بشراهة لا توصف من فرط قسوتها.

كما عبرت الكاميرا عن هذه الرمزية عبر جعل اختيار زوايا تصوير من أسفل وإحاطتها بإضاءة زرقاء تُضفي عليها مهابة، بالإضافة لنظرات السجناء نحوها باحترام وتبجيل شديدين وكأنها منحة منتظرة.

“غورنيغ” يتناول طعامه من المائدة بعد إصابته، حيث أصبح وجهه أشبه بوجه السيد المسيح في الأيقونات المسيحية

 

“غورينغ”.. رمزية المسيح المُنقذ

تتناثر الإشارات والرموز حول شخصية “غورينغ” تحديدا مع قرب نهاية الفيلم، فقد حاول السيناريو إضفاء صفة القداسة على شخصيته، وجعله أشبه بالمسيح عبر طرحه للأفكار الإصلاحية، وكأنه المخلص من كل ما يجري من ظلم.

تتزايد تلك الفرضية مع اقتراب الفيلم من نهايته، وبعد إصابة “غورينغ” بالعديد من الطعنات من سكان الأدوار الأدنى يصبح وجهه أشبه بوجه السيد المسيح عليه السلام في الأيقونات المسيحية، لكن هذه الرمزية التي تُشبه “غورينغ” بالسيد المسيح عليه السلام مُقحمة على السيناريو، فإذا حُذفت منه لن يتأثر، بل على العكس قد يتخفف من ثِقل الرموز المتناثرة على مدار السرد بشكل مفرط أحيانا ومباشر أحيانا أخرى.

 

إضاءة الفيلم.. تجسيد بسيط لدلالات الطبقية العميقة

رسم السيناريو انتقال “غورينغ” من خلال خمسة مراحل، وفي كل مرحلة مستوى أو طابق جديد، حيث ينتقل كل شهر، والبداية في الطابق 48، ثم ينتقل إلى الطابق الـ71 بعد المائة، وهكذا في كل مستوى تختلف درجة الإضاءة عن المرحلة السابقة أو التي تليها.

كلما تدرج “غورينغ” نحو الأسفل أصبحت الصورة أكثر قتامة تعبيرا عن وضع مأساوي مُظلم يفتقد لأدنى درجات الإنسانية على عكس الدرجات العلوية، حيث الإضاءة تُصبح أكثر بريقا رغم أن ألوان الفيلم تتسم بالحيادية بصفة عامة مما يُثبت قدرة مخرجه على التعبير بالصورة إلى درجة كبيرة في فيلم لا شك أنه من أفضل الأفلام التي عبرت عن الصراع الطبقي بأسلوب فريد وجذاب وسهل التلقي.

مخرج الفيلم “غالدير غاثتيلو أوروتيا” يوجه الممثل “ثوريون أغليور” الذي قام بدور السجين العجوز “تريماغاسي”

 

“بالنسبة لي هذا المستوى الأدنى غير موجود”.. نهاية الفيلم المفتوحة

يشتعل رأس “غورينغ” بفكرة ما تطرق رأسه دون هوادة، ألا وهي محاولة إقناع سكان الأدوار العليا بتقنين حصصهم من الطعام حتى يصل بشكل عادل إلى جميع الطوابق، فيُقرر أن يتخذ من المنصة معبرا للطوابق الأدنى التي لا تبدو لها نهاية.

أثناء إحدى محاولاته للتواصل مع باقي السجناء يتعرض للضرب المبرح وتصبح حياته قاب قوسين أو أدنى من انتهائها، وفي هذه النقطة يقول مخرج الفيلم “غالدير غاثتيلو أوروتيا”: بالنسبة لي هذا المستوى الأدنى غير موجود، فقد مات “غورينغ” قبل الوصول إليه، أردت أن تكون نهاية الفيلم مفتوحة، وبقدر ما يبدو أن الفيلم يحوي رسالة سياسية فإنه في نهاية المطاف لن يغير العالم، ولكنه قد يغير المشاهد.

تُرى هل يُمكن حقا تغيير سلوكيات الإنسان تجاه الآخرين، وهل يُمكن أن يتضامن الفرد مع الآخر، وإلى أي مدى قد ينجح هذا التضامن؟ بالتأكيد الإجابة تكمن بداخلنا، فمن فضلك ابحث عنها جيدا قبل أن تصعد بك الحفرة أو تهبط للعدم.


إعلان