“في البحث”.. سفر سينمائي في أعماق جرح نفسي يأبى الاندمال

د. الحبيب ناصري
في هذا العالم الذي نعيش فيه ما يقرب من 200 مليون حالة ختان نسائية، كما قالت منظمة اليونسيف، طبعا يقع هذا في عالم لا نسمع ولا نشاهد في مقدمة أخباره الورقية أو الإلكترونية أو التلفازية إلا ما يؤشر على كوننا أصبحنا نعيش في زمن تحتل فيه أخبار الحروب والصراعات السياسية الحيز الأكبر، بدلا جعل أخبار تتعلق بالألم في مقدمة ما يثير الانتباه، لا سيما والألم هنا يتعلق بمن هن مصدر هذه الحياة.
أفريقيا قارة الغرائب والعجائب هي جغرافيا من الجغرافيات الرئيسية التي تنخرها العديد من القصص المؤلمة، قصص وجد فيها البعض -خاصة الغرب المادي الاستعماري- ضالته لكي تظل على ما هي عليه، دون أي تقاطع مع مظاهر التخلف، لكون هذا الوضع يخدمه طبعا.
هنا الاستثناء واجب في حق الغرب الإنساني المحدود، الذي ما زال يقاوم بأشكال متعددة ما يقع للمرأة في العديد من بقاع هذا العالم المتناقض مع نفسه، حيث يصرف مليارات الدولارات في حروب تقتل البلاد والعباد. مع العلم أن هناك من لا يزال يصارع بحثا عن ماء شروب أو لقمة عيش تقيه هذه التقلبات المناخية التي تسببت فيها القوى الكبرى الباحثة فقط عن الربح ولا شيء غير الربح.
ختان النساء.. ظلم بيولوجي يمارس في صمت
لن نغوص في فكرة الختان ونعود إلى عهود تاريخية قديمة، وما بُني حولها من قصص متعددة اختلط فيها الجانب الأسطوري بالديني، لكننا نرغب قبل تفكيك فيلم هذه المقالة الوثائقي، أن نذكّر بذلك التناقض الحاصل في المجتمعات الممارسة للختان. كيف هي في حالة ختان الطفل، باعتباره رمزا للذكورية، وهو ما يدفع أسرته إلى تنظيم العديد من أشكال الفرح لمدة زمنية قد تستغرق أسبوعا كاملا.
في حين أن ممارسة ختان النساء هي ألم يمارس في صمت، وينظر إليه كأنه واجب ديني، بل هو ظلم بيولوجي في حق المرأة يضاف إلى العديد من أشكال الظلم التي هي عنوان العديد من مجتمعات هذا العالم، وبصيغ مختلفة، مما يفرض على الجميع اعتبار حقوق المرأة المدخل الحقيقي لبناء عالم جديد وعليها أن تتبوأ فيه لا نقول نصف المناصب في البرلمانات ومواقع أخرى، بل لها الحق أن تقود هذا العالم. إن أردنا فعلا أن نخلصه من حرب عالمية ثالثة تهدده، وإن وقعت لا قدر الله، فالرابعة -كما قال العالم “ألبير أينشتاين”- ستكون بالحجارة والعصي.

هوية مكشوفة وأخرى مخفية.. ألم جاثم على الصدور
في 90 دقيقة، تمكنت المخرجتان “بيرلي مكوكو” من كينيا، و”جيل كرمر” من ألمانيا، من جرنا إلى متابعة فيلمهما الوثائقي “في البحث” (2018)، لا سيما وأن موضوعه ما زال يندرج ضمن الموضوعات المسكوت عنها في العديد من الدول بما في ذلك بعض الدول العربية.
وجوه نسائية عديدة نبشت ذاكرتها الأليمة المتعلقة بختانها، وبعض أولئك النساء قبلت المشاركة في هذا الفيلم بجانب المخرجة بوجوه مكشوفة إيمانا منهن بضرورة فضح هذا الفعل غير الحقوقي وغير الإنساني، لا سيما وقد مورس في حقهن وهن صغيرات.
فقد اعتبرت ضيفات الفيلم – كما ورد في شهاداتهن- أنه “أمر عادي وواجب” وتخضع له جميع فتيات هذا الكون، وبعضهن شاركن لكنْ بوجوه مخفية، رأفة بعائلاتهن ورغبة منهن في عدم فضح هذا الفعل لظروف عائلية محضة، وهو ما عبر عنه في إعلان الفيلم، حيث أخفي وجه من الوجوه المتحدثة بتقنية تمويه الصوت والحفاظ على ظل الشخصية المتحدثة.
على امتداد الفيلم، ومن ألمانيا التي تسكن بها المخرجة وأفريقيات أخريات تعرضن لهذا الفعل، نحو كينيا بلد المخرجة الذي ستحط به الرحال فيلميا، لكي تنبش في ذاكرة أمها، مرجعة إياها نحو طفولتها وزمن ختانها، لتطرح أسئلة جديدة متمثلة في لماذا وكيف وأين؟
محاولة أن تتخلص من هذا الثقل النفسي الذي جثم على نفسها، وكشفت من خلاله وبعد أن كبرت، أن ما عاشته هو اعتداء ينبغي فضحه بلغة الفيلم الوثائقي، وهو ما أقدمت عليه بوجه مكشوف، صحبة مخرجة ألمانية “جيل كرمر”، التي من خلال اشتغالها بدورها على الموضوع ومشاركتها لهذه المخرجة الكينية ليس فقط من وراء الكاميرا، بل وحتى أمامها لخلق مقارنة بينها وبين صديقتها الكينية، مما يجعلنا فعلا أمام موضوع على العالم ككل أن يتجند لإيقافه، وإيقاف كافة أشكال الاعتداء على المرأة، لكونها هي حلم هذا العالم، ومخلصته من كل أشكال العنف الذي يمارس فيه، وبصيغ متعددة منها المادي والرمزي، وغيره.

“في البحث”.. دلالات في ثنايا عنوان الفيلم
“في البحث” عنوان من الممكن أن يثير انتباهنا منذ البدء، لا سيما حينما نعرف موضوعه “الختان”، وأي ختان؟ ختان النساء، مما يجعلنا نؤزم أفق انتظارنا ونستحضر سؤالا معقدا وصعبا، يهم مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص، لا سيما تلك البلدان التي ما زال فيها الختان يمارس بشكل سري.
يتناسب هذا العنوان بشكل جيد مع محتوى ورسالة الفيلم، سواء في شقه المتعلق بألمانيا، حيث تتبع الفيلم مجموعة من الحالات بشكل مكشوف وغير مكشوف لنساء أفريقيات يعشن في هذا البلد الأوروبي المتقدم الذي تقوده امرأة معروفة في هذا العالم، ويتحدثن عن مرحلة الختان بكافة تفاصيلها، بما في ذلك مخرجة الفيلم، وزيارات متعددة لأحد الأطباء الذي شرح درجات الختان بشكل مكتوب.
في شق آخر من الفيلم يستمر البحث عن الموضوع، وفي بلد المخرجة كينيا رحلة جوية وثقافية تنقلنا من عالم ألمانيا وفضاءاتها الجغرافية والثقافية الموحية على التقدم، إلى كينيا وهوامشها الاجتماعية، حيث إطلالة الكاميرا من الأعلى من زجاج نافذة الطائرة، تجعلنا ندرك فعلا عوامل عديدة وراء هذا الختان، وفي مقدمتها ما هو ثقافي بشكل عام.
بنيتان مختلفتان، إحداهما تتمثل في ألمانيا تعيش في رقي حضاري، لا سيما وأنها جعلت من العلم والمعرفة طريقا واحدا في محور الرقي، والأخرى كينيا -ومن خلالها أفريقيا بشكل عام- التي جعلت العديد من أشكال التخلف مرجعية للعديد من ممارساتها، مما جعلها فعلا محط أطماع الغرب وغيره، وجعل نساءها يعشن العديد من قصص الظلم والتهميش في صمت باسم الحفاظ على هوية الأسرة وحرمة القبيلة والبلد.
“في البحث” عنوان يجعل المخرجة الكينية خيطا حكائيا نتابع من خلاله وبعيونها هي ما عاشته من ألم، بما في ذلك زيارتها المتكررة للطبيب الألماني ذي الجذور الأفريقية، وأيضا خضوعها لعملية جراحية داخل المستشفى هادفة إلى استرجاع أنوثتها.

جرأة البوح عن المستور.. البنية الفيلمية
تميز فيلم “في البحث” بجرأة كبيرة في العديد من مراحله، وهي جرأة كانت ضرورية سواء على مستوى سرد المخرجة لطبيعة الألم الذي عاشته أثناء ختانها، أو من خلال حكي بعض الوجوه المكشوفة وغير المكشوفة لطبيعة الختان وألمه، ونقاشات عديدة تخص موضوع الفيلم، هذا بين مدافعة -بما فيهم أم المخرجة-، ورافضة لهذه الظاهرة.
البوح من لدن مخرجة تتحول من خلف الكاميرا إلى أمام الكاميرا، وتتحول من ألمانيا إلى قريتها لكي تنبش في ذاكرة أمها الزمنية، وتجدها ما زالت مبررة ومدافعة عن ختان ابنتها (المخرجة)، معتبرة أن هذا يندرج ضمن قيم القبيلة وجزء لا يتجزأ من العادات والتقاليد المميزة للبلد.
في حين نجد المخرجة الألمانية “جيل” تتضامن مع زميلتها المخرجة من خلال تصوير مشهد يدفع صديقتها الكينية إلى معرفة طبيعة ما تعرضت له (مقارنة عضوية). مشهد يشكل في حقيقة الأمر رغبة في البوح الحقيقي لما وقع ليس لهذه المخرجة، ولبقية النساء المتحدثات في الفيلم بشكل مكشوف أو غير مكشوف؛ بل هو بوح ضد بنية ثقافية دينية اجتماعية ميثولوجية، كانت ولا تزال تعتقد أن ختان الفتيات واجب أسري لصالحهن وحماية لهن وحفاظ عليهن وعلى مستقبلهن.
بنية المجتمع المتحكمة.. الجلاد الخفي
بلغة القانون هناك ضحية في كل اعتداء، لا سيما وكافة عناصر الجريمة هنا واضحة وملموسة ومحرمة بلغة العلم، لكن الجلاد هنا من الصعب وضعه في نفس موقع الجلاد المعروف في سياقات إجرامية ملموسة. لماذا؟ لأن الأسرة هنا بشكل عام، والأم بشكل خاص هي من يمارس هذا الفعل بنيّة الحفاظ على ابنتها، ووفق تقاليد عاشتها وتعيشها كل نساء القرية والبلد بشكل عام، فكيف من الممكن التعامل مع الأم هنا على أنها هي الجلاد؟
أثناء عودة المخرجة إلى قريتها صحبة صديقتها المخرجة الألمانية “جيل”، لاحظنا ذلك العناق الحار وكيفية ارتماء المخرجة البنت في حضن الأم (الجلاد)، بل كيف تمكنت المخرجتان معا من جعلنا نعيش العديد من التفاصيل الحميمية العائلية داخل هذه الأسرة الفقيرة الريفية الكينية، التي تعيش طريقة حياة أفريقية شبيهة بما يقع في العديد من القرى الأفريقية، التي يقوم نمط عيشها على الفلاحة والرعي والبحث عن الماء في الآبار، إلى غير ذلك من أنماط الحياة القروية الأفريقية.

الـ6 من شباط.. حرب ضد القيم
بمجرد عودة المخرجة إلى قريتها، عادت لتمارس كافة الأنشطة المنزلية التي كانت تقوم بها قبل انتقالها إلى ألمانيا، من مساعدة الأم في الطبخ وجلب الماء فوق رأسها، كانت خطة جميلة لاستدراج الأم والنبش في طفولة المخرجة، من خلال رواية أمها عن كل مراحل ختانها الزمنية وما رافقها من ألم.
كانت الأم (الجلاد) ولا تزال مؤمنة بالختان باعتباره وسيلة في صالح الفتاة، وما المخرجة (بنتها) إلا ذلك المثال، أما كل ما يقول به الطب، وما باحت به حناجر المنظمات النسائية العالمية، حتى اعتبار يوم السادس من فبراير/ شباط من كل سنة يوما عالميا ضد ختان الفتيات أينما كن في هذا العالم، بما في ذلك بعض الدول المتقدمة التي يمارس فيها هذا الختان بشكل سري، ومن لدن أسر أفريقية وعربية مهاجرة، وتقطن بهذه الدول المتقدمة، كل هذا في نظر من لا يزال يمارس هذا الفعل، مجرد حرب ضد قيم الأسرة المحافظة والقبيلة والعادات والتقاليد التي كبر فيها الجميع.
من خلال الفيلم من الممكن حسم البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والأسطورية التي هي الجلاد الحقيقي، وهي من يشكل تلك البنية الخفية المتحكمة ليس فقط في أم المخرجة، بل هي التي تجعل العديد من الأسر وإلى يومنا هذا، تمارس ليس فقط هذا الفعل المتعلق بالختان -وفق غايات أشرنا إليها سالفا- بل العديد من الظواهر المخيفة والمرعبة والمعرقلة لتطوير العقل الذي هو سحر حقيقي على أفريقيا تحريكه وتشغيله، إن هي أرادت مقاطعة كل الطرق المؤدية إلى حافة التخلف والضياع والابتعاد عن تقدم علمي منتظر.

زاوية إنسانية.. رؤية فيلمية دالة
كعادة المخرج الذي تحضر قصته في فيلمه، ليس فقط خلف الكاميرا بل وأمامها؛ سنجد أن المخرجة “بيرلي” وصديقتها الألمانية “جيل”، استطاعتا أن تجعلانا نشعر وكأننا نتابع تفاصيل هذه القصة، دون وجود عين كاميرا تنقل لنا تفاصيل ما يحكى.
مشاهد عديدة تتبعنا فيها وجود كاميرا تنقل تفاصيل حمل المخرجة الكينية لأدوات التصوير، سواء في ألمانيا أو كينيا، مما جعلنا ننسى هذه العين الثانية، لكوننا تماهينا مع ألمها. كما أن قدرة المخرجتين على حكي تفاصيل عديدة تخص موضوع الفيلم -مرحلة ألمانيا ومرحلة كينيا-، جعلنا أيضا نشغل منطقة التأويل لدينا، من خلال تتبع تفاصيل زمانية ومكانية تخص بلدا متقدما، وأخرى تخص بلدا لا تزال التقاليد العمياء تنخر جسده، مع التعامل معها بشكل مقدس.
موقع عين المخرجتين من خلال الكاميرا الذي كان هاجسه كيفية نقل العديد من التفاصيل الأليمة التي تخص المخرجة، وجعلها تتصالح مع حياتها الجديدة، والبحث عن أنوثتها كبقية نساء هذا العالم؛ جعلنا نتساءل أليس في مرافقة “جيل” المخرجة الألمانية للمخرجة “بيرلي” الكينية، ذلك الشرط الإنساني الذي يمكن أن نجعل به كل نساء العالم اللواتي تعرضن لهذا الختان، يحققن المزيد من أشكال البوح ورفض هذا الاعتداء الآتي من الأسر؟
تصل ذروة هذا البعد الإنساني في مرحلتين أساسيتين:
– الأولى مرحلة الضحك: حيث كلما وجدت المخرجة “بيرلي” نفسها في موقف مضحك كلما سمعنا في خلفية الصورة، الضحك نفسه آت من فريق الفيلم بشكل عام، ومن “جيل” على وجه الخصوص.
– الثانية مرحلة البكاء: كانت “جيل” حاضرة بالتقرب منها في لقطة إنسانية، من خلال مد يدها لها وضمها، وهو التضامن الذي نشعر به في العديد من المشاهد، ولو لم تحضر فيه “جيل” لكنا أصبحنا نشعر بأن هذه القصة ليست قصة “بيرلي” لوحدها، بل هي قصة الفريق التقني برمته الذي أعد جيدا لهذا التصوير.
نعتقد أن فيلما وثائقيا آخر قد حُضر قبل البدء في التصوير من خلال حكي ما وقع للمخرجة “بيرلي” وهي فتاة في قريتها في كينيا وقبل التصوير، وربما هذا ما جعل الفيلم يأخذ ذلك الطابع السلس في الحكي، وكيفية توضيبه في المونتاج، توضيبا جعل من “بيرلي” منطلقا لكل ما صور في هذا الفيلم سواء في ألمانيا أو كينيا.

ما يبقى بعد مشاهدة الفيلم.. حين تكون المخرجة ضحية
حينما يقتنع المخرج بقضيته ويكون معنيا بها، فمن الممكن أن لا يبقى فقط وراء الكاميرا، بل يصبح حاضرا وقادرا على البوح وهو يقدم نفسه قربانا أمام الكاميرا، حاكيا العديد من التفاصيل، كل ذلك من أجل الانخراط والمساهمة في جعل قضيته قضية إنسانية بامتياز، منبّها ليس فقط المتفرج العادي المتعاطف مع قصته، بل كل العالم، ولا سيما من بيدهم قرار ما. هذا ما من الممكن أن نشعر به ونحن نتابع تفاصيل ألم المخرجة في هذا الفيلم.
تعاضد وتضامن ثانٍ آتٍ من المخرجة الثانية الألمانية التي من الممكن أن نعتبر ليس فقط إخراجها صحبة صديقتها الكينية، فهذا الفيلم الوثائقي مجرد إخراج فيلمي وثائقي عادي كبقية ما تكون قامت به من قبل، لكن حضورها هنا كمخرجة كان من زاوية إنسانية تضامنية قوية، تجسد في مشهد قوي سبق أن أشرنا إليه سابقا، وهو ما يجعلنا نشعر بأن للإنسانية ذلك الدور الذي لن تمحوه الجغرافيات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
أفريقيا لغز من الصعب أن تقاطع تخلفها دون ثورة علمية وثقافية وإنسانية على كافة أشكال التخلف الذي ينخر جسدها، وهو ما يجعلها دوما محط أطماع غرب لا يهمه إلا الحفاظ على تخلفها، لكونها قارة على أن تمده بحاجياته البشرية والذهنية والكروية والعلمية، فمتى يمكننا أن نجعل العلم مفتاحا حقيقيا لتطوير أفريقيا وانتشالها من بنية التخلف؟
للتذكير ففيلم “في البحث” نال العديد من الجوائز العالمية، كان آخرها الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة بالمغرب في دورته الـ11 لسنة 2019، جائزة حملت هذه السنة اسم الباحث ومفكر السرديات الدكتور سعيد يقطين