“سيدة البحر”.. قصيدة السينما السعودية تطرق أبواب الأوسكار

شهدت قاعات العرض السينمائي في السعودية عرض الفيلم السينمائي “سيدة البحر”، وذلك بعدما طاف أنحاء العالم وشوهد في الكثير من المهرجانات.

وإلى جانب تجسيد الفيلم بدايات السعودية في هذا المجال الفني، فإنه يقدم محتوى يتناول جانبا آخر من جوانب التغيير الذي يشهده البلد، ويتعلّق بالمرأة ووضعها داخل المجتمع. ويروي الفيلم قصة مراهقة تتمرد على القيود المفروضة على المرأة في المجتمع، ويحافظ في الوقت نفسه -حسب النقاد- على الاحترام الواجب تجاه القيم والخصوصيات الثقافية المحلية.

وعلاوة على إنتاجه المحلي وبطولته التي أسندت لفتاة سعودية، فقد تولت إخراج الفيلم مخرجة سعودية أيضا هي المخرجة شهد أمين، وهو ما يشكّل طفرة مزدوجة في السينما السعودية الناشئة. ونظرا للميل الشعري لمخرجته، فقد جاء فيلم “سيدة البحر” أشبه بقصيدة عربية خالصة، بما يميّزه من طابع أصيل في جميع مناحي إنتاجه.

“سيدة البحر”.. أول مشاركة سعودية في الأوسكار

وقع اختيار المجلس السعودي للأفلام على هذا الفيلم ليمثّل المملكة العربية السعودية في مسابقة جوائز الأوسكار الخاصة بالعام 2021، ضمن فئة أفضل الأفلام الروائية الأجنبية، وذلك بناء على ما ناله الفيلم من ثناء وإشادة خلال مشاركاته المميزة في عدد من المهرجانات الدولية.

اختيار عبّرت مخرجة الفيلم شهد أمين عن وقع المفاجأة الذي خلّفه لديها، حيث تجاوز نجاح الفيلم وانتشاره كل توقعاتها، متمنية في الوقت نفسه أن يكون فيلمها نافذة لدخول مخرجات سعوديات أخريات إلى هذا المجال، كي يرسمن طرقهن الخاصة[1].

بعد أن ألقاها في الماء، عاد والد حياة وأنقذها من موت محتوم

عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان البندقية في دورته التي نظمت عام 2019، وحصد فيه جائزة “فيرونا” للفيلم الأكثر إبداعا، لتنطلق رحلة نجاح منقطع النظير طاف خلالها الفيلم بين مهرجانات سينمائية دولية عديدة، من بينها مهرجانات تقام في لندن ولوس أنجلوس وقرطاج والقاهرة، كما فاز بجائزة أحسن فيلم في مهرجان سنغافورة، قبل أن يحين أوان عرضه داخل قاعات العرض السعودية في نوفمبر/تشرين الأول 2020[2].

وإلى جانب مشاركته في مهرجان جوائز الأوسكار ممثلا للمملكة العربية السعودية في أول مشاركة لها في هذا المحفل الفني العالمي، ستشهد سنة 2021 أول خروج دولي للفيلم، من خلال عرضه في القاعات السينمائية الأمريكية[3].

حياة الرضيعة في عالم الذكور.. معركة العائدة من العالم الآخر

يفتتح الفيلم بمشهد في غاية القوة والإثارة، حيث تفصح مخرجته منذ البداية عن عقدته الفنية المتمثلة في إقدام رجال قرية الصيد النائية (توجد فوق جزيرة قاحلة) على التضحية بمجموعة من الفتيات، عبر الإلقاء بهن في البحر كقرابين لاتقاء شرّ الأمواج العاتية واستجداء عطائها الوفير خلال رحلات الصيد. والأكثر من ذلك كله أن القصة الأسطورية للفيلم تجعل هؤلاء الصبيات الصغيرات يتحوّلن إلى حوريات يسعى رجال القرية دائما إلى اصطيادهن وقتلهن وتوزيع لحمهن بين أفراد القرية.

يكشف الفيلم منذ هذا المشهد الأول عن شخصية البطلة، وهي الرضيعة حياة التي ما إن ألقى بها والدها في البحر وهمّ بالمغادرة على غرار باقي الرجال مقدّمي القرابين، حتى حملته عاطفة جياشة إلى العودة لالتقاطها من تحت الماء وإنقاذها من موت محتوم.

شهد أمين، مخرجة فيلم “سيدة البحر”

حدث جعل هذه الطفلة تصبح شخصية استثنائية في القرية، فكان ينظر إليها على أنها عائدة من العالم الآخر، ومتمرّدة على قانون القرية، وسبب محتمل لغضب البحر وانقطاع عطائه.

ورغم أن أطوار القصة ومضمون الحوار لا يشير إلى أي حقبة معينة، فإن أحداث الفيلم تعيد المشاهد إلى فترة ما قبل الإسلام، وتلك العادات التي كانت شائعة لدى بعض القبائل العربية، وتتمثل في وأد الإناث فور مولدهن، والاحتفاظ بالمواليد الذكور فقط. وبعد مشهد انتصار مشاعر الأبوة في والد حياة وإنقاذه إياها من الغرق في مياه البحر، تدور أحداث الفيلم في مجملها حول معاناة الطفلة العائدة من رحلة القربان من أجل فرض وجودها وانتزاع مكانتها بين أفراد القرية الذكور[4].

“سيدة البحر”.. قصة من ماضي المخرجة

يعكس فيلم “سيدة البحر” -انطلاقا من عنوانه، ووصولا إلى أحداثه ونهايته- قناعة راسخة لدى مخرجته شهد أمين التي ترفض تناول موضوع المرأة من خلال تجسيدها عبر شخصية الضحية، بل من خلال منحها دور الشخصية القوية وصلبة الإرادة والقادرة على تحديد مصيرها بدل الاستسلام لسلطة المجتمع التي تريد لها أن تموت غرقا في البحر قبل أن تتحوّل إلى صيد في شباك الصياد (الرجل)، دون أن يمنعها ذلك من الإقرار بالفضل الأول للرجل المخلّص (والد الطفلة حياة) الذي قام بالخطوة الأولى في رحلة الانعتاق هذه[5].

هذا القالب الأسطوري والخيالي لقصة الفيلم لا ينزع عنه واقعيته الواضحة، حيث أكدت مخرجته شهد أمين أن وقائع السيناريو مستوحاة مما عايشته هي شخصيا، وعلمها اليقين أن نساء كثيرات تعشن الظروف القاسية نفسها التي ترغب في تسليط الأضواء عليها ومناقشتها تمهيدا لكسر القيود الاجتماعية المفروضة على النساء[6].

وبين ثنايا مشاهد الفيلم تبعث المخرجة شهد أمين برسالة مفادها أن الإرادة القوية والصمود أمام قيود المجتمع وسلطته يمكنهما أن يحررا المرأة، وإن كانت تعيش وسط هذا المجتمع.

“سيدة البحر”.. رسالة الفيلم الجامحة

في نوفمبر/تشرين الأول 2019 كان النقاد المتابعون لمهرجان قرطاج السينمائي الذي ينظم في تونس منذ أكثر من خمسين عاما، على موعد مع عرض أول فيلم سعودي طويل في تاريخ المهرجان. وعلى عكس المتوقّع، كانت دهشة الجمهور كبيرة وهو يتابع عملا سينمائيا بمواصفات فنية وتقنية عالية، مع شحنة إبداعية كبيرة تتمثل في اختيار الخيال والتجريد، والاكتفاء بالتلميح إلى المجتمع العربي باختيار فكرة جزيرة نائية وسط البحر الأحمر تحيط بها الجبال الجرداء، وفضاء طبيعي يشبه الجزيرة العربية في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط.[7]

حاولت بطلة الفيلم حياة التماشي مع الحياة الذكورية رغم صعوبتها

لقد شكّل الفيلم تحوّلا نوعيا في طبيعة الأعمال السينمائية التي تنتجها منطقة الخليج العربي، وتكمن خصوصية العمل أساسا في التوليفة الخاصة التي قامت بها كاتبته ومخرجته الشابة شهد أمين، حيث استطاعت نسج خيوط القصة لتحمل رسالة التغيير والخروج عن المألوف، دون السقوط في الصور النمطية والجاهزة، أو اللجوء إلى الابتذال واستفزاز أخلاق وقيم المجتمع السعودي.

كما جسّد الفيلم رفعا لتحدّ آخر مختلف عن السيناريو والموضوع، يتمثل في مغامرة التصوير داخل المياه التي خاضها طاقم العمل، وهو ما شكّل وجها آخر من أوجه النجاح التي سجّلها النقاد لصالح الفيلم، خاصة أن المشاهد التي جرت في البحر -سواء منها الخاصة بتقديم القرابين أو رحلة الصيد عبر السفينة التي يقوم بها رجال القرية وإلى جانبهم البطلة حياة- استغرقت مدة شهر كامل من العمل في ظروف استثنائية[8].

“نافذة ليلى”.. مدخل الشاعرة إلى عوالم السينما

مخرجة الفيلم وكاتبة قصته هي من مواليد مدينة جدة السعودية، وقد حصلت على البكالوريوس في الإنتاج المرئي والدراسات السينمائية من جامعة غرب لندن، كما تحمل شهادة في كتابة السيناريو.

يعتبر فيلم “سيدة البحر” أول تجربة لها في فئة الأفلام الطويلة، حيث يضم مسارها الفني عددا من الأفلام القصيرة، منها فيلم “نافذة ليلى” الذي كان أول نجاح لها حين مكّنها من جائزة أفضل فيلم في مهرجان الخليج السينمائي عام 2012، وفيلم “عين وحورية” الذي راكم عدة جوائز خلال عامي 2014 و2015، كما عرض في مهرجاني تورنتو وستوكهولم السينمائيين.

كانت شهد أمين في البداية تحلم بأن تصبح شاعرة أو كاتبة، لكن مشاهدتها لمسلسل سوري يعكس ثقافة والدتها جعلتها تغيّر اختيارها وتقتنع بأن إنتاج الأفلام لتحكي بها قصتها وقصة مجتمعها تلائمها أكثر.

وعكس ما يمكن أن يذهب إليه تفكير البعض، يعود الفضل في توجه شهد أمين نحو دراسة السينما إلى والدها السعودي، حيث لا تتردد في وصفه بالرجل المنفتح الذي أهداها أول كاميرا تصوير استعملتها في حياتها[9].

نضال حديث بلغة أسطورية.. ثورة المرأة السعودية

بالرغم من انتمائها العربي وارتباط اسمها ببدايات السينما في المملكة العربية السعودية، فإن شهد أمين تصرّ على أن فكرة ورسالة “سيدة البحر” عالمية وكونية وليست بالضرورة عربية، إذ يجسّد الطابع الخيالي لقصة الفيلم وطابعه التجريدي -سواء في الزمان أو المكان- رغبة دفينة لدى صانعي الفيلم في حمل رسالة المساواة وإثارة الضمير الإنساني تجاه معاناة المرأة، لكن دون اللجوء إلى القوالب الفنية والثقافية الغربية، بل من داخل التربة العربية[10].

اختارت مخرجة الفيلم أسلوب التصوير باللونين الأبيض والأسود، مما منح للصورة جمالية خاصة

ويتمثل تميّز التوليفة التي نجح من خلالها فيلم شهد أمين أيضا في قدرته على جمع وتوحيد الكثير من العناصر المختلفة، ذلك أنه يعتبر إنتاجا سعوديا عراقيا إماراتيا مشتركا، وقد وقع تصويره في سلطنة عمان، واستلهم من قصص أسطورية ضاربة في القدم، ليحمل فكرة نضال نسائية حديثة في قالب جمالي عتيق باللونين الأبيض والأسود[11].

هذه التوليفة الناجحة التي اهتدت إليها مخرجة الفيلم شهد أمين، فسّرتها بحرصها على جعله يبدو ممتعا، وفي هيئة تسمح بمشاهدته من قبل الكثيرين، حتى تتحقق غايتها الأولى منه، وهي إثارة موضوع المساواة بين الجنسين ودور المرأة في المجتمع العربي[12].

واستفادت المخرجة في إنجاح فيلم “سيدة البحر” من العلاقة الشخصية والفنية الخاصة التي بنتها بفضل أعمالها السابقة مع الممثلة اليافعة بسيمة الحجار التي لعبت دور البطولة في هذا الفيلم، فقد أجمع النقاد على أدائها المميّز لدور حياة، إذ أنها كانت مقنعة في تقمّص دور شخصية مركّبة وغير معهودة في الشاشة العربية. كما جاورت بسيمة الحجار في مشاهد الفيلم الممثلين أشرف برهوم ويعقوب فرحان وفاطمة الطائي[13].

“عين وحورية”.. بذرة التمرد الهادئ في مجتمع ذكوري

يشكّل فيلم “سيدة البحر” في حقيقة الأمر، امتدادا للفيلم القصير “عين وحورية” الذي كان يحمل منذ العام 2013 بذرة التمرّد الهادئ للمرأة العربية ضد قيود مجتمعها وسلطته الذكورية. فذلك الفيلم القصير نفسه كان يبعث رسالة أولى لرفض عقلية التضحية بالنساء كي يحيا ويأمن الذكور، والثورة على المعتقدات التي تجعل النساء سببا للعار ومصدرا لسوء الطالع ومخلوقا ينظر إليه بنظرة دونية[14].

عنصر السكون وقلة الكلام يسيطر على الفيلم

وتجنّبا لألغام الحياة الواقعية، فقد اختارت مخرجة وكاتبة الفيلم قصة أسطورية لقرية تعيش في جزيرة معزولة، تقوم بمنح مواليدها من الإناث لمخلوقات بحرية غريبة. وجرى تصوير مشاهد الفيلم في سلطنة عمان، حيث عثر فريق العمل على موقع يوفّر الخصائص الجغرافية والجمالية اللازمة لتجسيد القصة الخيالية من مناظر بحرية وبيئة صخرية قاسية.

اختارت مخرجة الفيلم أسلوب التصوير باللونين الأبيض والأسود، الذي منح للصورة جمالية خاصة، وقدرة على النفاذ إلى عواطف المشاهد وإشراكه في البعد المأساوي لإناث القرية اللواتي تلتهمهن مخلوقات بحرية غريبة. وسمحت طريقة التصوير القائمة على اللقطات المقربة للوجوه والملامح والصخور والرمال الخشنة، بتقريب قسوة الواقع الذي تشير إليه مخرجة الفيلم من عين المتلقي ومشاعره.

بطولة البحر والطبول.. دور الأصوات في سلاسة الحبكة

تميّز الفيلم بتوظيف فني للصوت، حيث تدخل أمواج البحر في كثير من المشاهد الصامتة في حوارات الفيلم، وتكاد الأصوات الهادرة تنطق بالمعاني الدالة على قسوة الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمرأة في مجتمع لا يراها إلا قربانا من أجل نجاته.

بينما تضفي أصوات الطبول والأغاني التي ترافق لحظات تقديم القرابين المتمثلة في صبيات صغيرات ورضيعات تلقى أجسادهن الغضة في البحر، إنها لمسة طقوسية بمشاعر متدفقة تجعل المشاهد يستشعر جسامة الجرم الذي يرتكب في حق مخلوقات ذنبها الوحيد أنها تولد بجنس الأنثى.

التحكّم الكبير الذي أبدته مخرجة الفيلم في توظيف الصوت والصورة والإضاءة وتعاقب الليل والنهار، جعلها في غنى عن السرد الكثيف والأحداث المتعاقبة، حيث ينتقل المشاهد بسلاسة كبيرة من مشهد إنقاد الرضيعة حياة إلى واقع حياتها اللاحقة كطفلة يافعة تتلخص حياتها في انتظار المولود الموالي لأسرتها، كي يسدد الدَّين العالق بذمتها تجاه البحر، حتى إذا جاء هذا المولود ذكرا، اقتيدت حياة نحو البحر من جديد، كي تقدّم نفسها قربانا من جديد، وهو ما رفضته وتمرّدت عليه رغم شروعها في معانقة أمواج البحر.

نقص العناصر الدرامية والحوار المقنع.. نقطة الضعف

بالرغم من عناصر النجاح الكبيرة التي عدّدها النقاد بكثير من الثناء، فإن “سيدة البحر” لم يسلم من بعض الانتقادات، خاصة منها المرتبطة بالسيناريو الذي بدا فقيرا من حيث حبكته وترابطه، مما يجعل الكثير ممن شاهدوه يشْكون تسلل الإحساس بالملل إليهم في النصف الثاني من الفيلم.

هذا الجزء الأخير من الفيلم يبدو كما لو أنه يفتقر إلى العناصر الدرامية والحوار المقنع، وهو ما فسّره بعض النقاد بكون الفيلم يسقط في النهاية ضحية لأصله، باعتباره فيلما قصيرا جرى تطويله ليصل إلى حوالي 75 دقيقة[15].

 

المصارد

[1] https://variety.com/2020/film/global/saudi-arabia-picks-female-empowerment-drama-scales-as-its-oscar-contender-1234867665/

[2] https://www.elwatannews.com/news/details/5158298?t=push

[3] https://variety.com/2020/film/global/saudi-arabia-picks-female-empowerment-drama-scales-as-its-oscar-contender-1234867665/

[4] http://kapitalis.com/tunisie/2019/11/14/retour-sur-le-film-scales-de-la-realisatrice-saoudienne-shahad-ameen/
[5] https://www.lorientlejour.com/article/1186176/shahad-ameen-ou-le-chant-des-sirenes.html
[6] https://www.emaratalyoum.com/life/cinema/2019-09-05-1.1248407

[7] http://kapitalis.com/tunisie/2019/11/14/retour-sur-le-film-scales-de-la-realisatrice-saoudienne-shahad-ameen/
[8] https://www.lorientlejour.com/article/1186176/shahad-ameen-ou-le-chant-des-sirenes.html
[9] https://www.lorientlejour.com/article/1186176/shahad-ameen-ou-le-chant-des-sirenes.html
[10] https://gulfnews.com/entertainment/arab-celebs/inside-scales-saudi-arabias-award-winning-coming-of-age-film-1.67067719

[11] https://www.hollywoodreporter.com/review/scales-review-1236137

[12] https://www.elwatannews.com/news/details/5158298?t=push

[13] https://www.elwatannews.com/news/details/5158298?t=push

[14] https://alghad.com/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%B6%D8%AF-%D8%B0%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AC
[15] https://www.hollywoodreporter.com/review/scales-review-1236137


إعلان