“الموريتاني”.. معتقل ينقل يوميات غوانتانامو من الزنزانة إلى السينما

بلال المازني

“رسالة إلى رقم 760”. أنهت تلك الجملة القصيرة سنوات عذاب السجين رقم 760 في معتقل غوانتانامو في كوبا، واسمه محمدو ولد صلاحي المُكنى بـ”الموريتاني”، وكانت تلك الرسالة حُكما بإطلاق سراحه من سجنه الطويل.

دامت رحلة عذاب ولد صلاحي 14 عاما في المعتقل سيء السمعة دون أن توجّه له أي تهمة، ودون أدلة قانونية على مشاركته في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001. وقد أطلق سراحه في العام 2016، رغم أن قرار خروجه صدر عام 2010، لكن الإدارة الأمريكية احتفظت به ست سنوات إضافية.

قبل خروجه بعام واحد، في شهر يناير/كانون الثاني من العام 2015، نشر الموريتاني مذكراته تحت عنوان “يوميات غوانتانامو”، وكان ذلك بمساعدة محاميته “نانسي هولاندر”، وبعد نشر الكتاب ببضعة أشهر، اشترى الممثل الإنجليزي “بيندكت كامبرباتش” حقوق نشر كتاب ولد صلاحي صحبة المنتجين “لويد ليفين” و”مايكل برونر”، لتتحول المذكرات إلى فيلم بعنوان “الموريتاني”، شارك فيه “كامبرباتش”، وأخرجه المخرج الكندي “كيفن ماكدونالد”.

وقد عُرض فيلم “الموريتاني” في شهر فبراير/شباط الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ عرض الفيلم في القاعات الأمريكية؛ بدأ الموريتاني في الانسياب شيئا فشيئا إلى أقلام النقاد، وإلى ذاكرة الأمريكيين حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وكان بمثابة محاكمة علنية لجرائم الإدارة الأمريكية.

 

اختيار المكان والشخصية.. مُحاكاة تفاصيل السجن والسجين

في شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام 2019، بدأ تصوير فيلم “الموريتاني” في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، هناك كان كل شيء مماثلا تقريبا لمعتقل غوانتانامو، فقد حرص المخرج “كيفن ماكدونالد” على أن يكون كل شيء شبيها بالحقيقة، ولم يترك مجالا لتسقط قصة محمدو ولد صلاحي بسبب مشهد لا يشبه الواقع.

فقبل تصميم سجن غوانتانامو، كان على المخرج أن يستعين بصور نشرَها جنود من داخل المعتقل، وتقارير وردت في الدفاتر العسكرية، لكنه استنجد أيضا بولد صلاحي للتثبت من أدق التفاصيل، حتى مساحة الزنزانة التي سُجن فيها.

حين اختار “ماكدونالد” الممثل الفرنسي طاهر رحيم ذا الأصول الجزائرية لأداء دور محمدو ولد صلاحي؛ كان على رحيم أن يتأكد من قصة الموريتاني، هل كان إرهابيا كما ادّعت الولايات المتحدة الأمريكية، أم أنه بريء كما ادعى هو، لذلك اختار بعد توقيع عقد العمل في الفيلم البحث ومقابلة ولد صلاحي.

انتهت مقابلات رحيم مع معتقل غوانتانامو السابق بنتيجتين؛ الأولى هي قدرته على تفكيك شخصية ولد صلاحي وتعابير وجهه وطريقة مزاحه، وهو ما جعله يبرع في التلاعب بالمشاهد بتعابير وجهه البريئة وشروده المريب الذي يثير الشك في براءته، أما الثانية فهي حكم قاطع بأن محمدو ولد صلاحي لم يكن ملاكا ولا وحشا، بل كان إنسانا متفردا، حتى أن رحيم قال عنه إنه “خليط من شخصية الملاكم محمد علي كلاي، والزعيم نيلسون مانديلا”.

المخرج الكندي “كيفن ماكدونالد” رفقة الممثل الفرنسي ذي الأصول الجزائرية طاهر رحيم، والذي قام بدور محمد ولد صلاحي

 

مشهد العرس.. هدوء ما قبل العاصفة

يبدأ المشهد الأول في الفيلم بوقوف شاب بلباس موريتاني في حفل زفاف داخل خيمة كبيرة، كان يحمل بيده مشروبا، وكان يُحدّق بارتياح في العازفين والراقصين، ثم يهمس له أحد الحضور في أذنه فيتجهّم وجهه، ويخرج ليجد رجال الشرطة في انتظاره، فقد طلبوا منه الذهاب معهم لأن الأمريكيين يريدون الاستفسار عن شخص بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، فيمازحهم ثم يدخل الخيمة ويمحو أرقاما من هاتفه، ثم يخرج بهدوء.

طمأن أمه التي قبّلته بحرارة بأنه سيعود، وأوصاها بأن تترك له نصيبه من الطعام، لا شيء يوحي بما سيحصل فيما بعد، فقد ساد هدوء كبير مشهد الإيقاف، ولا إشارة إلى مصير الموقوف، خاصة أنه لم يكن هناك عنف، فهو يبدو شابا بسيطا هادئا محبوبا لدى عائلته وأبناء بلدته، ومظهره لا يوحي بأنه مجرم يمكنه إلحاق الأذى بشخص ما، فما بالك بتهمة الإرهاب؟

كانت آخر الكلمات التي تبادلها مع أمه وصيته بأن تترك له قليلا من الطعام، وظلت صورتها في المرآة العاكسة داخل سيارته وهي تتبعه بخطى ثقيلة تتكرر في ذاكرته خلال استجوابه، وفي لحظات حلمه بالخروج والعودة إلى موريتانيا، وهو ما يوحي بأن البطل كان متشبثا جدا بالروابط العائلية وببلدته وتقاليدها في الأفراح، فقد كان كأي مهاجر عاد من غربته يتلذذ بكل تفاصيل الحياة في موطنه.

واصل البطل يُطمئن أمه، والمخرج يطمئن المشاهد، مخفين وراءهم الانحراف الدرامي فيما بعد. يقول ولد صلاحي في الفيلم “ما كانوا ليتركونني أذهب بسيارتي إن لم أكن سأعود”. لكن البطل لم يعد إلا بعد أربعة عشر عاما.

المحامية “نانسي هولاندر” صحبة موكلها الموريتاني محمدو ولد صلاحي

 

“نانسي هولاندر”.. وجه أمريكا المشرق الذي تحبه هوليود

حتى في القصص المستوحاة من أحداث واقعية، فإن هوليود تتلذذ دائما برسم أمريكا كبطل خارق مدافع عن الحق، لتصنع بذلك سوبرمان البطل الخير في كل زمان، وبالقليل من البحث نجد أن نزعة أمريكا الديمقراطية المؤمنة بالحرية وحقوق الإنسان تظهر أكثر في السينما الهوليودية تحت إدارة الديمقراطيين، بينما تصوّر هوليود أمريكا القوية عندما يكون الجمهوريون في سدة الحكم.

في فيلم “الموريتاني” مثلت المحامية “نانسي هولاندر” وجه أمريكا الديمقراطي الحُرّ الذي ينافس وجه القوة والتجبر متمثلا في إدارة “بوش الابن”.

تبدأ شخصيات الفيلم تتوضح منذ الدقائق الأولى، لترسم ثنائية الحُرية والقوة. فالمشهد الأول يعود إلى تاريخ اعتقال محمدو ولد صلاحي، يليه طلب شركة محاماة من المحامية “نانسي هولاندر” (الممثلة الأمريكية “جودي فوستر”) تولّي قضية معتقل لم تعلن الحكومة الأمريكية عن وجوده لديها، لكن اسمه ظهر في قائمة للمعتقلين في غوانتانامو وردت في  تقرير نشرته صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، وقرأه شقيقه صدفة بعد غياب دام سنوات.

بدأت “هولاندر” في البحث عن سجينها داخل معتقل غوانتانامو عبر استغلال بعض معارفها، وامتلاكها تصريحا أمنيا يمكنها من الدخول إلى المنشآت الحساسة، ورغم نفي المشرفين على غوانتانامو وجود صلاحي في المعتقل، فإنها تمكنت من الوصول إليه.

 

“أنا أدافع عن القانون”.. معركة الحُرية والقوة

قبل زيارته، تجلس “هولاندر” بثقة أمام المسؤولين في الشركة لتطرح فكرة الدفاع عن سجين في غوانتانامو، وهي فكرة أثارت تعجبهم ورفضهم، وقد كان ذلك متوقعا، فالأمريكيون لم يشفوا بعد من جراح هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وفكرة الدفاع عن أشخاص تتهمهم الإدارة الأمريكية بارتكاب عمليات إرهابية ضد الأمريكيين لم تكن مقبولة، وهي حقيقة صوّرها المخرج خلال تجمهر حشود من الأشخاص الغاضبين اتهموا المحامية “هولاندر” بالخيانة واعتدوا على مساعدتها.

خلال اجتماعها مع رؤسائها وزملائها في شركة المحاماة، حسمت “نانسي هولاندر” أمر توليها الدفاع عن المعتقل في غوانتانامو، وقالت: أنا أدافع عن القانون والأمر بالمثول أمام القضاء الذي يقوم “بوش” و”رامسفيلد” بمخالفته بكل سعادة، بينما نتحدث نحن هنا.

كانت كلمات المحامية “نانسي هولاندر” هي جوهر عمل المخرج “كيفن ماكدونالد”، وهو قد يكون دفاعا استباقيا عن نفسه في حال هوجم من قبل الأمريكيين. يقول “ماكدونالد” مفسّرا تلك النقطة: كنت أرغب في إظهار الجانب القانوني من الفيلم لعدة أسباب، أولا، أظن أننا جميعا نشعر أن قضاء ساعتين في غوانتانامو سيكون حقا صعبا للغاية، لذلك سيكون من الصعب جدا على الجمهور مشاهدته. ثانيا هذه قصة عن خرق سيادة القانون.

وبذلك بدأت المعركة بين وجهين من وجوه أمريكا، الحرية والقوة.

الممثل الكبير “بينيديكت كامبرباتش” بدور الضابط “ستيوارت كوتش” الذي كُلّف بإثبات التهم على ولد صلاحي

 

صراع الخير والشر.. خيال الأدب الإغريقي وألاعيب هوليود

كان يمكن للفيلم أن يكون ذا طابع خيالي إغريقي، أو فلنقل هوليودي، حيث توجد قوتان تتصارعان، هما قوة خيّرة، وغالبا ما يمثلها العرق الأبيض، والقوة الشريرة التي يكون بطلها من عرق مختلف، وأصبح طبعا ذلك العرق المختلف هو المسلم والعربي، لكن مخرج فيلم “الموريتاني” نحى منحى مختلفا، ورسم صورة الشر على أنه غير مطلق، بل يمكن أن ينقلب ليكون خيرا.

هذا ما أداه الممثل الكبير “بينيديكت كامبرباتش” في الفيلم، فقد أدى دور الضابط  “ستيوارت كوتش” الذي كُلّف بإثبات التهم على ولد صلاحي، وكان إضافة إلى مهمته التي كلّف بها حاقدا بسبب موت صديقه في هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، ليكتشف فيما بعد أن الإدارة الأمريكية تلاعبت بالأدلة، وبأن لا وجود لبراهين قانونية تدينه، وينقلب بذلك على رئيسه في العمل الذي يتهمه بالخيانة، ويساعد في آخر الفيلم المحامية “نانسي هولاندر” قبل المحاكمة. ورغم أن حضور “كامبرباتش” لم يكن طاغيا، فإن دوره كان محوريا، فهو الذي كشف للمحامية تعرّض موكلها للتعذيب من أجل الاعتراف بما يريده المحققون الأمريكيون.

واجه الفيلم انتقادات بأنه أعطى فرصة للولايات المتحدة الأمريكية للإفلات من الإدانة بسبب الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها مسؤولوها بحق المعتقلين في سجن غوانتانامو، وذلك حين قدّم المحامية “نانسي هولاندر” والضابط  “ستيوارت كوتش” بأنهما الأمريكيان الخيّران اللذان واجها إدارة “بوش” ووزرائه في سبيل الدفاع عن القانون، في حين لم يُظهر مشاهد التعذيب الذي مارسه المحققون بتفصيل أكبر، إذ تقطع في كل مرة رؤى وذكريات ولد صلاحي مشاهد التعذيب المُسلط عليه، لكن “ماكدونالد” يدافع عن طرحه بقوة، وهو أن ولد صلاحي كان ضحية تلاعب المسؤولين الأمريكيين بالقانون، وأن المحامية والضابط لهما الدور الأكبر في قصة الموريتاني.

ويقول “قصة ما فعله المحامون هي جزء كبير من قصة محمدو، وليس الكتاب الذي كتبه”، قاصدا بذلك أن البطولة في الفيلم تميل للأمريكيين الأخيار، دون أن نركز كثيرا على الأمريكيين الأشرار، لتكون بذلك حكاية معتقل غوانتانامو ثانوية، في مقابل بطولات المحامية والضابط.

شقيق محمدو ولد صلاحي رفقة المحامية نانسي هولاندر، حيث يُرينا الصفحات التي طمستها الرقابة الأمريكية من يوميات أخيه

 

علاقة السجين المرح بسجانيه.. إخفاء الوجه الحقيقي لغوانتانامو

كتب محمدو ولد صلاحي مذكراته “يوميات غوانتانامو” في سجنه في العام 2015، وحررها الصحفي “لاري سيمز”، وخضعت تلك المذكرات إلى رقابة أمريكية، وقد حذفت منها معلومات وأسماء ضباط وحرّاس بذريعة أنها معلومات تمس الأمن القومي، وحين تبدأ بتصفح الكتاب يواجهك ما يشبه الأشرطة السوداء اللاصقة التي تحجب أسماء أو إشارات، وأحيانا يغلب السواد على أغلب مساحة الصفحة.

قد يستغرب المشاهد حين يرى في الفيلم علاقة الموريتاني الجيدة ببعض سجّانيه، وقد يبلغ ذلك التعجب حد الشك في إصابة ولد صلاحي بمتلازمة ستوكهولم، حين يعرف أن تلك الصداقة حقيقية وليست ضرورة درامية، لكن في مذكراته، يصف السجين علاقته بسجانيه بدقة، فقد كانت علاقة مركّبة وليست بالسطحية التي قدمها الفيلم، أي علاقة ودّية دون حواجز أو خلفيات. كما تزيد الغرابة حين نتمعن وجوه الحراس في الفيلم، وهي وجوه بريئة طيبة تفيض رقة وحنانا على المعتقلين. أهذا غوانتانامو الذي نعرف؟

كان الحراس والسجناء يتقاسمون الفضاء نفسه، بناية مُحاطة بالأسلاك الشائكة وكاميرات المراقبة وكلاب الحراسة الشرسة، وذلك في رقعة معزولة مُحاطة بالماء، وكان كل منهم يرى في الآخر وحشا، لذلك كان على الجميع أن يتكيفوا مع الوضع، وأن يخلقوا قوانين موازية تنظم علاقاتهم الغريبة.

يصف ولد صلاحي في مذكراته “يوميات غوانتانامو” تلك الإستراتيجية بالقول “شيئا فشيئا كانت الأمور تأخذ مسارها، فأصبحنا مجتمعا، وبدأنا ننهمك في القيل والقال عن المحققين، ونطلق عليهم أسماء”. لم يركز فيلم الموريتاني على ذلك الجانب ولم يقدمه بعمق، وهو ما جعله عرضة للنقد بأنه سقط في فخ إخفاء الوجه الحقيقي لغوانتانامو.

البطل طاهر رحيم الذي قام بدور محمدو ولد صلاحي رفقة حارسين في معتقل غوانتانامو

 

“مت أيها الإرهابي مت”.. هزيمة الحارس المتعالي في الشطرنج

يروي ولد صلاحي في مذكراته علاقة غريبة جمعته بأحد الحراس، فقد كان الحارس عدوانيا، لكنه علّمه الشطرنج وكان يستمتع بهزيمته، وحين تمكن الموريتاني من إتقان اللعبة وأصبحت هزيمة الحارس له مستحيلة؛ غضب معلمه وانتقد طريقته في اللعب، فكان على الموريتاني أن يشتري شيئا من السلام مقابل ترك الحارس يهزمه في الشطرنج.

يصف محمدو ولد صلاحي الحارس بأنه شخص يكره الهزيمة، ويعتقد أن الأمريكيين البيض هم أفضل الأعراق، ويقول ولد صلاحي “قلت له مرة لو كنت أنا أنت أو أنت أنا؟ وقبل أن أكمل كلامي قاطعني غاضبا، كيف تجرؤ على مقارنتي بك أو مقارنة أي أمريكي بك؟ كان يكره بقية العالم، وخصوصا العرب واليهود والفرنسيين والكوبيين وآخرين”.

يواصل ولد صلاحي حديثه عن الحارس بالقول إن أفضل أغانيه كانت “مت أيها الإرهابي مت”، وأغنية “دع الأجسام ترتطم بالأرض”، ويقول “كان فظّا معي، كان يجعلني أركض وأنا مقيد اليدين وهو يصرخ”: تحرك هل تعرف من تكون؟ نعم سيدي. أنت إرهابي. نعم سيدي. إذا دعنا نجري عملية حسابية إذا كنت قد قتلت خمسة آلاف شخص بارتباطك مع القاعدة، فيجب أن نقتلك إذا خمسة آلاف مرة، ولكننا لا نفعل، لأننا أمريكيون”.

وصف محمدو ولد صلاحي بدقة علاقته المركّبة بالحراس، فكانوا يجلسون معه ويشاركونه لعب الشطرنج بتعالٍ، حتى أن أحد الحراس قلب الطاولة وشتمه حين هزمه ولد صلاحي. كانت علاقاتهم معقدة، وكان بعضهم يتعمد التشويش الزمني عليه حتى تضيع حركة الزمن في ذهنه، ولا يميز تعاقب الليل والنهار، ومنعت عليه الراحة داخل زنزانته أكثر من ساعة، وكان عليه أن يعيد تنظيف الزنزانة في عشرين ثانية لأنهم وجدوا حبات أرز تحت فراشه.

 

أساليب الاستجواب المعزز.. إرهاب دولة

كانت عملية تعذيب محمدو ولد صلاحي ممنهجة، وبطلب مسؤولين في الإدارة الأمريكية، فبين العامين 2003 و2004 خضع محمدو ولد صلاحي إلى “خطة خاصة للاستجواب” وافق عليها وزير الدفاع الأمريكي آنذاك “دونالد رامسفيلد”.

وتتضمن الخطة تعذيب محمدو بشهور من العزلة الشديدة، وسلسلة من الإهانات الجسدية والنفسية والجنسية، وتهديده بالموت وتهديد أسرته بالمصير نفسه، وتمثيل أدوار خطف وهمية.

وبعد أربعة عشر سنة من الاعتقال الظالم، يأتينا المخرج بفيلم “الموريتاني” متغاضيا عن كل العذاب والإهانة والرعب، ليصور لنا فقط صورة أمريكا التي تبحث عن الحق والعدل والحرية.


إعلان