مملكة هوليود.. سبع قبائل يهودية تتحكم في صناعة السينما العالمية

في مطلع عشرينيات وثلاثينات القرن الماضي، بدا أن عهدا جديدا من الحروب في العالم قد لاح، فإضافة إلى ميادين القتال التقليدية، أُنشئت ميادين حرب ساحرة تسر الناظرين وتجذب صغارهم وكبارهم، وكان أكبر تلك الميادين وأهمها يقع على تلة تسمى هوليود.

في أوج غليان ميادين الحرب في جهات العالم الأربع، تجنّد يهود ألمانيا وأوروبا الشرقية للذهاب إلى منفى جديد يشبه الفردوس، كان ذلك المنفى هو مدينة هوليود التي أصبحت تؤوي أهم الأحزاب وأكبرها، وهو “الحزب الهوليوودي” كما سماه السياسي الفرنسي “دفيد مارتينون”.

لا يمكن أن تكتمل صورة هوليود دون أن تتخيل تلة “بيفرلي هيلز” الشهيرة وشارعها العريض وأستوديوهاتها العالمية السبعة، مثل أستوديو “باراماونت” و”ميترو غولدوين ماير” و”سوني بيكتشرز” و”ورنر برذرز” وغيرها.

كانت هوليود في بداية العشرينيات حتى أواخر ثلاثينيات القرن الماضي بمثابة أرض الميعاد، وأصبحت أستوديوهات الإنتاج السينمائي في هوليود بمثابة سبع قبائل يهودية تحكمت طيلة قرن أو أكثر في صناعة السينما العالمية.

هاري وسام وألبرت وجاك مؤسسو شركة “وارنر بروذرز” للإنتاج السينمائي

“في مملكة أحلامهم.. كيف أسس اليهود هوليود؟”

يعجب القارئ من قصص حياة مؤسسي أكبر أستوديوهات السينما العالمية التي تتركز جميعها في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد يزيد تعجبه حين يعلم أن مؤسسي أغلب تلك الأستوديوهات هم يهود قدموا من أوروبا الشرقية وألمانيا هربا من الاضطهاد، لكنه يستفيق من دهشته حين يجد تفسيرا مقنعا لاصطفاف أكبر صناع السينما إلى جانب إسرائيل.

في كتابه “في مملكة أحلامهم.. كيف أسس اليهود هوليود؟”، قدم الكاتب الأمريكي “نايل غابلر” خارطة مؤسسي أكبر أستوديوهات الإنتاج السينمائي في هوليود، ويسرد بعضا من قصص المؤسسين اليهود لأكبر شركات إنتاج الأفلام في العالم، فكان “ويليام فوكس” صاحب شركة “20 سنتري فوكس” من يهود النمسا، فقد عمل الفتى “ويليام” بائعا متجولا للشطائر وللمشروبات وللفحم أيضا، وولد “لويس ماير” صاحب شركة “ميترو غولدوين ماير” بدوره في روسيا، وكان منحدرا من عائلة يهودية، بدأ عمله حدادا ليصبح بعد سنوات رئيسا لأكبر شركات الإنتاج السينمائي على الإطلاق.

أما “بنجامين وورنر” فقد كان يهوديا أيضا، حيث غادر عائلته المقيمة ببولندا ليستقر في أوهايو ويفتح دكانا لمواد الخياطة، قبل أن يؤسس أبناؤه الأربعة “هاري” و”سام” و”ألبرت” و”جاك” شركة “وارنر بروذرز” للإنتاج السينمائي، أما شركة براماونت الشهيرة، فيمتلكها اليهودي “هودكنسون”.

اليهودي “كارل لايملي” مؤسس شركة “يونيفرسال ستوديوز”

“جنة المنفى”.. تشابه مسيرة آباء السينما اليهود

تقاسم آباء السينما اليهود في هوليود شيئين متناقضين: فقر وإقصاء في الماضي، وسلطة طاغية وثراء فاحش في المستقبل. كان أصحاب أستوديوهات السينما الأكثر شهرة في العالم يهودا هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أو أبناء مهاجرين انحدر أغلبهم من عائلات وفيرة العدد، معدل الأبناء فيها يصل إلى 12 طفلا وربما أكثر، ورغم فقرهم فقد اشتركوا جميعا بشكل غريب في طموح واحد وهو التحكم في صناعة السينما في أمريكا وفي العالم.

انحدر “كارل لايملي” مؤسس شركة “يونيفرسال ستوديوز” من عائلة مكوّنة من 13 طفلا، أما “ماركوس لوف” الذي أصبح شريكا في “ميترو غولدن ماير” (وهو يهودي أيضا)، فقد باع الصحف حين كان في ربيعه السادس، وترك المدرسة حين بلغ 12 عاما للعمل في مطبعة، وكان مصير “لوف” مشابها لمصير “وليام فوكس” صاحب شركة “20 سنتري فوكس” الذي ترك المدرسة وهو ابن 11 عاما ليعمل في ورشة خياطة، كما عمل “لويس ماير” صاحب أستوديوهات “ميترو غولدن ماير” لدى تاجر خردة وهو في عامه الثامن، في حين كان “صامويل غولدوين” حدادا متمرنا وبائع قفازات، أما “هاري كوهين” مدير “أستوديوهات كولومبيا”، فقد بدأ حياته المهنية سائق قطار.

كانت حياة الآباء اليهود المؤسسين لهوليود متشابهة إلى حد غريب، ولخص “أدولف زكور” مؤسس “إستوديوهات باراماونت” -الذي ينحدر من عائلة حاخامات- تشابه ماضيه ومستقبله بماضي أقرانه ومستقبلهم بالقول: وصلت من المجر، كنت يتيما يبلغ من العمر 16 عاما، لا أملك سوى بضعة دولارات خبأتها داخل جيبي، تنفست عند قدومي هواء الحرية المنعش الطري، وكانت أمريكا جيدة بالنسبة لي.

ووصف السينمائي اليهودي “بيرتولد بريشت” حياته بعد قدومه إلى أمريكا بأنها “جنة المنفى”.

صناعة المخيلة الشعبية.. سلاح السينما للسيطرة على أمريكا والعالم

اكتشف يهود هوليود مدخلا مثاليا لعالم النبلاء وصناع القرار، وكان ذلك المدخل السحري هو الشاشة  الكبيرة وأستوديوهات الإنتاج السينمائي، فقد كان مشروع آباء هوليود المؤسسين واضح المعالم، وهو الاستحواذ على السلطة داخل المجتمع الأمريكي، فكوّنوا إمبراطوريتهم على تلال هوليود، وكان عليهم أن يصبحوا فرعا من شجرة الأمريكيين الأصليين من جهة، وأن يؤسسوا منظومة قيم اجتماعية جديدة من جهة أخرى، فيخلقوا بالتالي مُخيّلة جماعية تبتكرها الأفلام التي ينتجونها.

بدا جليا أن يهود هوليود القادمين من شرق أوروبا قد خططوا جيدا للاندماج ثم السيطرة، فاندمجوا في السياسة وانتهجوا خيارات الأمريكيين لا أبناء جلدتهم، وساندوا الجمهوريين خلال الانتخابات، مثلما فعل أغلب الأمريكيين، حتى أن “ويليام فوكس” دفع أموالا طائلة خلال حملة “هوفر” في الانتخابات، كما هو الشأن بالنسبة لـ”لويس ماير” الذي عُرض عليه منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية في تركيا آنذاك جزاء له بسبب دعمه المالي السخي الذي قدمه للرئيس الأمريكي المنتخب.

في مقابلة مع مجلة “لير”، شخّص الكاتب الأمريكي “فيليب روث” بدقة ما قام به يهود أمريكا، وبالتحديد اليهود المؤسسين لهوليود، بالقول: إن اليهود في أمريكا قد ابتكروا الثقافة الشعبية والسينما، وهي نشاط مارسوه لأنهم ببساطة كانوا ممنوعين من الأنشطة الأخرى، لقد ابتكروا الجديد لأنه لم يكن مسموحا لهم أن يمارسوا القديم.

لقد استطاع مؤسسو أستوديوهات الإنتاج السينمائي في هوليود أن يمسكوا بطرف الخيط الصحيح، رغم أنهم كانوا في أقصى حالات الضعف في بدايتهم، ورصدوا ببراعة القوة غير المحدودة للسينما والصورة، فاستغلوا بعبقرية لا مثيل لها السينما لاستعمار الخيال وتشكيل ملامح جديدة لمجتمع جديد ستغزو أمريكا، ثم بقية العالم.

نجح اليهود قبل الحرب العالمية الثانية في امتلاك سلاح سيحاربون به الآخر الذي يعادي قيمهم، وهو سلاح استغلته إسرائيل أيما استغلال.

بوستر فيلم “صحراء” من سيناريو “مناحيم جولان”، حيث يقدم الفيلم صورة العربي والمسلم المتعطّش للعنف والنساء

صورة العربي البدائي العنيف.. أيادي إسرائيل في الصناعة

بعد عدة عقود من تأسيس مملكة اليهود السينمائية في هوليود، بدأت إسرائيل تتحرك لتجني ثمرة تلك التركة، ووصف الكاتب الأمريكي “ستيفن زايتشيك” في صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” ذلك الإرث بقوله: مجموعة صغيرة من المبتكرين والصناعيين خلقت نفقا بطول تسعة آلاف ميل يربط بين إسرائيل وعالم الترفيه في لوس أنجلوس.

في بداية ثمانينيات القرن الماضي بدا الوجود الإسرائيلي في هوليود واضحا للعيان، وذلك عندما أنشأ “مناحيم جولان” و”يورام غلوبس” (وهما إسرائيليان متشبعان بمبادئهما للنخاع) شركة “كانان فيلمز”، حيث أنتجت تلك الشركة أفلاما حركة من الدرجة الثانية، لكن بعضها كان له شهرة واسعة، مثل فيلم “الصحراء” (Sahara) الذي أنتجته الشركة في العام 1983، وفيلم “قوة دلتا” (The Delta Force) في العام 1986، وفيلم “المأجور” في العام 1991، وتتشابه هذه الأفلام في المحتوى الذي يقدم المسلمين والعرب في صورة البدائيين والمتعطشين للعنف.

كانت تلك الأفلام من بين عشرات الأفلام التي لم يخرج  فيها المسلمون والعرب من جبة الإرهابيين أو البدائيين غير المتحضرين الذين يملكون أموالا يصرفونها من أجل تحقيق الملذات، وتبدو البلاد العربية أو الإسلامية شبيهة بالسجن الكبير، يغلفها إما الخوف في الشوارع الذي لا تؤمه سوى النساء الملتحفات بالسواد، أو الحانات التي تعجّ بالراقصات العربيات.

بطل فيلم “لا تعبث مع زوهان” آدام سان الذي قام بدور العميل الإسرائيلي في صورة محببة وإنسانية لدى المتفرج

“زيفا”.. صورة المرأة اليهودية الذكية

في مقابل الصورة العربية المتخلفة يبدو اليهودي أو الإسرائيلي تحديدا في مظهر البطل أو المنقذ، حتى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد قد بدا بدوره منقذ العالم من الشرور، جنبا إلى جنب مع وكالة الاستخبارات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ولا يمكن في هذه الحالة إلا أن يستحضر المشاهد العربي السلسة الشهيرة “أن سي آي أس” (NCIS) التي بثتها قناة “سي بي آس” لمدة تسع سنوات ووصلت إلى المشاهد العربي عن طريق قناة “أم بي سي أكشن”، حيث تعمل بطلة هذه السلسة البوليسية الشهيرة، واسمها “زيفا” وهي عميلة إسرائيلية بالموساد؛ على كشف الجرائم، وتبدو في صورة المرأة القوية والذكية، على عكس المرأة العربية التي تظهر في صورة المستكينة أو الإرهابية.

لم تكن “زيفا” البطلة الإسرائيلية الوحيدة التي أحبها الجمهور، فقد أنتجت شركة “سوني بيكتشرز” فيلم “لا تعبث مع زوهان” (You Don’t Mess with the Zohan) في العام 2008، وهو فيلم من إخراج المخرج الأمريكي “دينيس دوغان”، وأدى دور البطولة فيه الممثل الأمريكي “آدم ساندلر”، ويروي الفيلم قصة عميل موساد يحلم بأن يصبح حلاقا، فيبدو فيه هذا العميل الإسرائيلي في صورة محببة وإنسانية لدى المتفرج.

وقد استلهمت هوليود المسلسل التلفزيوني “الديار” (Homeland) الذي امتد على 96 حلقة وعرض في قناة “شو تايم” الأمريكية من سلسلة تلفزيونية إسرائيلية بعنوان “أسرى الحرب” (Prisoners of War)، وكان صاحب فكرة مسلسل “الديار” الأمريكي هو الإسرائيلي “جيدون راف”، وأنتجها إسرائيلي آخر يدعى “آفي نير”، وقد أثار هذا المسلسل استهجان متابعين عرب ومسلمين بسبب تقديمهم في صورة المجرمين.

عمل الثنائي الإسرائيلي “جيدون راف” و”آفي نير” معا في كتابة وإنتاج مسلسلين أمريكيين آخرين عرضا في الولايات المتحدة الأمريكية وهما “طاغية” (Tyrant) في العام 2014، و”ديغ” (Dig) في العام 2015، وظهر العرب في المسلسلين المذكورين بالملامح ذاتها التي صورهم بها مسلسل “الديار”، حيث يصور “راف” الفلسطينيين باعتبارهم إرهابيين ومتطرفين، يغلب العنف على سلوكهم.

أعداء اليهود الوحوش.. صور نمطية روّجتها هوليود

لم تكن إسرائيل لتتكبد عناء الدفع من أجل أن يبدو الإسرائيليون في صورة محببة، بل كان كافيا بالنسبة لها أن يظهر أعداؤها في أفلام هوليود في صورة الوحوش، حتى تبدو دائما ضحية، فقد أنتجت هوليود أفلاما كثيرة من هذا النوع، وبدا العرب مخلوقات تثير الرعب في فيلم “الأحد الأسود” (Black Sunday) الذي أخرجه “جون فرانكنماير” في العام 1977، أما فيلم “قرار إداري” (Executive Decision) الذي أدى دور البطولة فيه الممثل المعروف بآرائه الداعمة لإسرائيل “ستيفن سيغال”، فيروي قصة مسلمين يختطفون طائرة ويدخلون الذعر على ركابها ويهددونهم بالتصفية، وأشرار فيلم “قرار إداري” لهم السمات نفسها لأشرار فيلم “أكاذيب حقيقية” (True Lies) للممثل الشهير “أرنولد شوازنيغير” حاكم كاليفورنيا السابق، ويروي قصة إرهابيين مسلمين أطلقوا صاروخا استهدف كاليفورنيا.

استفادت إسرائيل من الصور النمطية التي روجتها أفلام هوليود، حتى أن كل جرائمها تلقى المساندة والتبرير، شأنها شأن الجرائم والحروب الأخرى التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام أو العراق، ففي “خزانة الألم” (The Hurt Locker) الذي أخرجته المخرجة الأمريكية “كاثرين بيغلو” في العام 2009، يظهر الجنود الأمريكيون في صورة إنسانية باعتبارهم منقذي العالم، فيتحول المشاهد بصفة غير إرادية إلى صف الجنود الأمريكيين الذين يظهرون كمنقذين للعراقيين، كما يظهر الممثل المعروف “برادلي كوبر” في فيلم “قناص أمريكي” (American Sniper) في حِلّة البطل الشجاع، ويروي هذا الفيلم حكاية قناص أمريكي في حرب العراق بعد الاحتلال.

كونت إسرائيل حزاما متينا في هوليود في سبيل أن تظهر أعداءها في صورة الأشرار دائما، واستطاعت الولوج بسلاسة إلى الشاشة الكبيرة والشاشة الصغيرة على حد سواء، وبذلك أصبح اليهود جماعة الضغط الأكثر نفاذا في أمريكا، وأصبحت هوليود تدين بالسمع والطاعة للوبي اليهودي.

الممثل الأمريكي “مارلون براندو” الذي قال “إن اليهود هم من يحكمون هوليود”

“إن اليهود يحكمون هوليود، بل هم يملكون هوليود”

في العام 1996 أطل الممثل الأمريكي “مارلون براندو” بطل فيلم “العراب” (The Godfather) من شاشة قناة “سي أن أن”، وقال بجرأة كبيرة في برنامج “لاري كينغ” المباشر: إن اليهود يحكمون هوليود، بل هم يملكون هوليود، لذلك كان يجب عليهم أن يكونوا أكثر حساسية تجاه قضايا الأشخاص الذين يعانون.

وقد صعد “براندو” حدة تصريحه حين قال: “لقد شاهدنا الزنجي وشاهدنا الصيني وشاهدنا أيضا الياباني الخطير ذا العينين الضيقتين، ورأينا خبث الفلبيني، لقد شاهدنا كل شيء، لكننا لم نر أبدا اليهودي، لأنهم يعلمون أن ذلك خط أحمر”، وكادت تلك التصريحات أن تقسم ظهر العرّاب الذي بكا بعد ذلك طالبا الصفح من حاخامات أمريكا.

تراجع المخرج الأمريكي “أوليفير ستون” عن تصريحاته بخصوص هيمنة اللوبي اليهودي على مفاصل الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية، وقال في تصريح لصحيفة “سانداي تايمز” البريطانية: إن اليهود يسيطرون على الإعلام، إنهم دائما في مقدمة الأخبار، فهم أكبر لوبي في واشنطن، لقد سيطرت إسرائيل على سياسة الولايات المتحدة الخارجية لسنوات.

وبعد يوم تراجع وقال: إن اليهود لا يسيطرون على أي وسيلة إعلام ولا أي صناعة أخرى.

في العام 2014 اضطر الممثل البريطاني الكبير “غاري أولد مان” إلى الاعتذار بعد أن ساند في مقابلة صحفية مواقف زميله “ميل غيبسون” التي وصفها البعض بالمعادية للسامية، وقال “أولدمان”: إن “ميل غيبسون” يعيش في مدينة  يحكمها اليهود.

كان “أولدمان” يقصد بذلك هوليود، وقد واجه انتقادات لاذعة، كما اتُهم بمعاداة السامية، فاعتذر وأرسل رسالة إلى جمعية “رابطة مكافحة التشهير” الناشطة ضد معاداة السامية، معبرا عن اعتذاره عن ما صرح به.

صورة من عشاء جمعية أصدقاء الجيش الإسرائيلي يتوسطهم الممثل المعروف “أرنولد شوارزنيغير”

جمعيات السلام.. ذراع الدعاية البيضاء يلتف حول نجوم السينما

تعمل جمعيات مساندة لإسرائيل على مسارين؛ هما الحشد القوي لمهاجمة أي شخص يتجاوز حدوده، والاستقطاب القوي لمساندة شخصيات بارزة في هوليود تدعم إسرائيل. فبداية من العام 2011  تأسست منظمات وجمعيات تعمل في الظاهر على نشر قيم السلام، لكن كانت لها أهداف أخرى، وهي العمل على جذب شخصيات بارزة في عالم السينما والتلفزيون في هوليود إلى صف إسرائيل، وذلك لمواجهة المقاطعة الثقافية ضدها وتحسين صورتها.

وفي سنة 2014 أثمرت ضغوط اللوبي الصهيوني، حيث وقّع قرابة أكثر من 190 شخصية في هوليود على عريضة تساند إسرائيل ضد حماس، وتمكنت جمعية “أصدقاء الجيش” الإسرائيلية من جمع خمسين  مليون دولار خلال حفل عشاء خيري حضره نجوم هوليود، مثل الممثل المعروف “سلفيستر ستالون” و”أرنولد شوارزنيغير” و”باميلا أندرسون”.

دخلت إسرائيل على الخط عن طريق الجمعيات وعن طريق سياسيين أيضا، فبعد سلسلة تفجيرات داخل إسرائيل في العام 2002، تناول رئيس الوزراء الأسبق “بنيامين نتنياهو” الإفطار مع عدد من نجوم هوليود، مثل المخرج “جون تورتيلتاب” ونجم التلفزيون “نورمان لير”، وتبرع كل ضيف في هذا العشاء بمبلغ عشرة آلاف دولار.

وتذكر صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” في مقال في العام 2002 أن المخرج الكبير “ستيفن سبيلبرغ” كان قد أنفق 62 مليون دولار من عائدات فيلمه “لائحة شيندلر” (Schindler List) لصالح “جمعية الأشخاص الصالحين” المساندة لليهود، ولم يصرح “سبيلبرغ” بمساندته علنا لإسرائيل، لكنه عُرف بقربه الشديد منها، حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “شمعون بيريس” كان قد وضع “سبيلبرغ” ضمن لائحة اجتماعاته خلال زيارة رسمية له إلى أمريكا، أما “شيري لانسينغ” رئيسة إستوديوهات “باراماونت” فكانت أكثر صراحة وقالت “لطالما كنت مؤيدة لإسرائيل”، ويصف المخرج البريطاني الأصل “هنري جاغلوم” نفسه بأنه صهيوني تقدمي مناصر لإسرائيل.

وفي العام 2016، أهدت وكالة أسفار إسرائيلية لمرشحين لجائزة الأوسكار من ضمنهم “ليوناردو دي كابريو” و”جينفير لورانس” و”مات دايمون” زيارة فاخرة لإسرائيل مدفوعة التكاليف تبلغ قيمة الواحدة منها قرابة 55 ألف دولار، ورغم أنهم جميعا لم يلبوا الدعوة، فإن إسرائيل واجهت انتقادات بمحاولاتها استغلال تلك الشخصيات من أجل خدمة صورتها وبث رسائل لصالحها.