“الصياد”.. قوارب المهارة والصبر تطارد الرزق في الماء

رغم أنها تبدو من المهن البسيطة والسهلة، فإن مهنة الصيد تتطلب قدرا غير قليل من المهارة والخبرة، والأهم الصبر. هذا ما يعكسه فيلم “الصياد” من إخراج محمود فودة.
حاز الفيلم الجائزة الثانية في مسابقة قناة الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير 2021. ويعرض مهنة صيادي الأسماك من فروع نهر النيل، وكيف يعيشون ويُسيّرون حياتهم اليومية من خلال شخصية الشاب المصري حسن الفيومي من قرية المسيري في محافظة الإسكندرية، الذي يعمل صيادا في النيل منذ عام 1999.
يقول الفيومي: في بعض الأيام يكون العمل في النهار ضعيفا، فنلجأ إلى الصيد في الليل، وحصيلة الصيد تختلف من يوم لآخر، لكنها في النهاية تحتاج إلى صبر، فهو رزق في الماء.
ويقول مستذكرا: أذكر أننا في مرة كان رزقنا واسعا، فأقمنا وليمة شوينا فيها 17 كيلو سمك لـ43 شخصا.
“الصياد الجيد يصنع عدته بيده”
يرى الصياد حسن الفيومي أن الصياد الجيد يصنع عدته بيده، فشبكة الصيد يصل طولها إلى 150 مترا، وتختلف تسميات الشبكة بحجم غزل خيوطها، ففي غزل “ماج 17” تكون ثقوب الشبكة واسعة، بحيث تمر منها الأسماك الصغيرة، وهو ما يفضله الصيادون حتى لا يعلق به السمك الصغير إلى أن يكبر ويصطاد لاحقا.
ويتحدث عن صناعة الشبكة وصعوبتها، فيقول إن الصياد الماهر هو من يصنع شبكته بيده، لكن الصعوبة تكمن في أن ما يسمى “ربع الغزل” يعمل 15000 عين، فعندما تنجز 7500 عين، ثم تخطئ في عين واحدة، فعليك حينها أن تعيد نسجها من جديد.
وعن طريقة الصيد وصعوبتها يقول: ننشرها في الماء، ثم ننزل إلى الماء بعدها، ونواجه صعوبة في الشتاء حين نبتل في الهواء البارد، وفي مرة أصبت بوعكة بسبب البرد، حتى كدت أن أموت.
كما أن قيادة المركب الصغير يحتاج إلى فن وتركيز، لذا فإنه يقول: كنت في البداية أملأ المركب بالماء، لأنني لا أحسن التجديف.
ويتحدث عن أنواع سمك البلطي الذي يصطاده من النيل، وهو من الأنواع الشهيرة في مصر، ويقول مفصلا فيها: هناك أربعة أنواع هي خنيني، وفرادية، وباقلوز، وحساني.