“جريمة على النيل”.. غموض باخرة سياحية تغرقها الجرائم في أرض الفراعنة

جريمة قتل على متن باخرة سياحية في نهر النيل كما روتها “أغاثا كريستي” أُعيد تصويرها في فيلم حديث فأقام الدنيا ولم يقعدها، فالبطولة لممثلة إسرائيلية وجندية سابقة في الجيش الإسرائيلي تؤيد السياسات الإسرائيلية، وقد فرضتها هوليود فرضا خلال السنوات الأخيرة رغم أنها لا تتمتع بموهبة حقيقية.

مُنع عرض الفيلم في الكويت، وفي لبنان ومصر تصاعدت دعوات لمنع عرضه، مع توجيه اتهامات أخرى كثيرة إليه. فما هي الحكاية؟

تأخر العرض.. اتهامات بالاغتصاب وتصريحات ضد التلقيح

كان فيلم “جريمة على النيل” (Death on the Nile) الذي أخرجه البريطاني “كينيث برانا” (2022) قد شهد سلسلة من المشاكل تتعلق إحداها باتهامات لبطله الممثل الأمريكي “آرمي هامر” بالاعتداء الجنسي والاغتصاب، كما أعلن عن دخوله مصحة للعلاج من إدمان المخدرات.

وواجهت الممثلة “ليتيتا رايت” التي تشارك في الفيلم ردود فعل عنيفة تجاه تصريحاتها التي اعتُبرت تحريضا على رفض تناول اللقاح المضاد لفيروس كورنا (كوفيد 19)، وسببت الجائحة نفسها ارتباكا في أسواق السينما العالمية، مما أدى إلى تأخر عرض الفيلم الذي كان مقررا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، ثم تحددت مواعيد أخرى سرعان ما تغيرت أيضا، إلى أن استقر عرض الفيلم في فبراير/ شباط من العام الجاري.

ورغم كل هذا التأخير فقد حقق الفيلم إيرادات تجاوزت 350 مليون دولار. فما هو الجديد في فيلم يكرر قصة قديمة يفترض أنها أصبحت معروفة لدى جمهور السينما الشعبية في العالم؟

ذو الشارب الكثيف.. قصة حب أليمة تختبئ في الأعماق

يروي الفيلم قصة بطلها المعتاد في روايات “أغاثا كريستي”، وهو المخبر الخاص البلجيكي “هيركيول بوارو” ذو الشارب الضخم المميز، وهو يتمتع بقدرة خاصة على الحدس، وذكاء خارق، ومقدرة على اكتشاف ما خفي من الأمور، ويقوم بدوره هذه المرة “كينيث برانا” مخرج الفيلم نفسه، وهو أحد كبار الممثلين الذين ارتبطوا بمسرح “شكسبير”.

يُعتبر دور “برانا” هنا امتدادا لدوره في الفيلم السابق “جريمة في قطار الشرق السريع” (Murder on the Orient Express) الذي أخرجه عام 2017 عن رواية أخرى من روايات “أغاثا كريستي”، كما يعتبر الفيلم الجديد الحلقة الثانية من الفيلم السابق، لكن مع جريمة جديدة وشخصيات جديدة وحبكة جديدة تدور في مكان جديد من تلك الأماكن المثيرة التي كانت المؤلفة تحبها.

ربما للمرة الأولى في أي فيلم من أفلام المخبر الخاص “بوارو”، يروي لنا الفيلم قبل أن ندخل في صلب المغامرة الجديدة قصة تتعلق بالجانب الشخصي من حياة “بوارو”، وهو الجانب الذي يشرح ويفسر سبب ضخامة شاربه الكثيف على هذا النحو، بحيث يجعله يخفي جانبا كبيرا من وجهه، فنرى أنه كان في شبابه يحب فتاة تدعى “كاثرين” حبا جما، لكنه تطوع للقتال في الحرب العالمية الأولى رغم اعتراض الفتاة، وفي جبهة القتال أصيب بجروح في وجهه.

المخبر الخاص البلجيكي “هيركيول بوارو” ذو الشارب الضخم المميز

حين تزوره “كاثرين” في المستشفى الميداني، وترى الجرح الكبير الذي أصاب وجهه، تنصحه بإطلاق شاربه بحيث يغطي الندبة التي ستنتج عن الإصابة، لكن المؤسف أنه بعد خروجها مباشرة من المستشفى تحدث غارة جوية وتُصاب الفتاة بشظية قنبلة تؤدي إلى مصرعها.

وبعد موتها يشعر “بوارو” بالذنب، ويتعمق حزنه على فقدانه حبيبته.

مصر.. حفل زواج الثرية بالوسيم العاطل عن العمل

بعد قصة حب “بوارو” يقفز الفيلم إلى عام 1937، وفي أحد النوادي الليلية في لندن يجلس “بوارو” يشاهد الوريثة الثرية “لينيت” (الممثلة غال غادوت) وصديقة طفولتها “جاكي” (الممثلة إيما ماكاي)، فـ”جاكي” مخطوبة للشاب الوسيم “سيمون دويل” (الممثل آري هامر)، لكنه عاطل عن العمل، وتريد أن تعثر له “لينيت” على عمل في أحد ممتلكاتها، وحينما تقدمه إلى “لينيت” يفتنها وتقع في غرامه، فيترك هو “جاكي” ويرتبط بها، ويذهب الاثنان في رحلة للزواج وقضاء شهر العسل في مصر.

من ناحيته يذهب “هيركيول بوارو” لقضاء عطلة في مصر بعيدا عن متاعب المهنة، وعند الأهرامات يلتقي مصادفة بصديقه “بوك” الذي يعمل في شركة سياحية تدير بواخر سياحية تعمل في نهر النيل، حيث يدعوه “بوك” لحضور حفل زواج المرأة الثرية “لينيت” وخطيبها “سيمون” في فندق “مينا هاوس” الشهير في الجيزة، وهناك يجد معظم شخصيات الفيلم حاضرة، ومن بينهم والدة “بوك” السيدة “إيوفيميا” الرسامة الشهيرة.

أجواء الاحتفال داخل أحد فنادق القاهرة بزواج لينيت وسيمون بطلي الفيلم

تفاجئ “جاكي” الجميع بحضورها، وتتصور “لينيت” أنها جاءت لإفساد حفل زواجها، فتفر مع “سيمون” وبقية المدعوين إلى باخرة سياحية هي “الكرنك” التي تبحر في النيل نحو جنوب مصر. وعلى ظهر الباخرة نلتقي بشخصيات الفيلم التي تختبئ وراء كل منها قصة شخصية غريبة، كذلك تلحق “جاكي” بالموكب، وتبدو كما لو كانت تتطلع للانتقام من صديقتها القديمة “لينيت” التي خطفت منها خطيبها.

سلسلة الجرائم.. دوافع لقتل امرأة كثيرة الأعداء

بعد أن يستعرض الفيلم الشخصيات المختلفة، تقع جريمة قتل تروح ضحيتها “لينيت”، ويحوم الشك حول الجميع بعد أن يكشف لنا الفيلم أن لكل شخصية من شخصيات الفيلم دافعا لقتلها، خصوصا أنها كانت تعادي الجميع. فجريمة القتل الأولى ستلحقها جريمة ثانية ثم ثالثة، ويصبح الأمر أكثر غموضا وتعقيدا، وكما هو معتاد في روايات “أغاثا كريستي” يتولى “هيركيول بوارو” استجواب الجميع بهدف كشف اللغز.

فربما قتلتها “جاكي” صديقتها القديمة بعد أن استولت “لينيت” على حبيبها منها، وربما قتلها ابن عمها المحامي الذي يتولى الأمور المالية للأصول التي ورثتها عن أبيها خشية أن تكتشف تزويره واختلاسه المال مراهنا على سذاجتها وقلة خبرتها، وربما قتلتها الكاتبة الصحفية التي رفعت عليها “لينيت” قضية تشهير تقول الدلائل إنه سيحكم فيها لصالحها، وربما قتلها الدكتور “لينوس” الذي كان خطيبها في الماضي وما زال يحبها، رغم أنه يشعر بالغضب بعد أن تخلت عنه وفضلت الارتباط بـ”سيمون دويل”، وربما قتلتها “إيوفيميا” الرسامة العجوز والدة “بوك” طمعا في الاستيلاء على الجوهرة الثمينة النادرة التي تملكها، لا سيما أنها اختفت بعد مقتلها، وربما قتلتها خادمتها الفرنسية “لويز” بعد أن فشلت في إقناعها بإقراضها بعض المال الذي تحتاجه لإتمام زواجها من خطيبها.

كلها تساؤلات جديرة بالنظر من طرف “بوارو”، وكلها تقود إلى قصص أو “سيناريوهات” افتراضية تفصيلية للمسار الذي يمكن أن يكون كل واحد من هؤلاء قطعه حتى ارتكابه الجريمة ثم إخفاء الدليل. ولعل براعة فيلم من هذا النوع تكمن في هذه الافتراضات المنطقية التي يأخذك إليها، فيربك المشاهدين ويحيرهم، ويدفعهم أكثر للتساؤل عن القاتل وعن دوافعه للقتل، وكلما مضى “بوارو” في تحقيقه واستجواباته تلتوي الحبكة أكثر وتتفرع، لكننا نعرف أنه سيتوصل بعبقريته الفذة في نهاية المطاف إلى كشف القناع عن الفاعل الحقيقي، مع مفاجأة من تلك النوعية التي تدخرها لنا عادة الأفلام المأخوذة عن قصص “أغاثا كريستي”. ويظل السؤال المطروح: ما هو الجديد؟

مواقع التصوير في بريطانيا.. بعد عن الأصالة يفقد الفيلم رونقه

لم يقع اختيار مصر التي تدور فيها الأحداث لتصوير الفيلم بسبب التعقيدات الإدارية والرقابية، كما تغاضى صناعه أيضا عن التصوير في المغرب، واستقر الأمر على تصوير الفيلم في إستوديوهات “لونغكروس” بمقاطعة ساري في جنوب بريطانيا، حيث يستطيع المخرج “كينيث برانا” السيطرة أكثر على مسار العمل، ويتجنب الحرارة الشديدة للتصوير في الصحراء، لكنه استخدم وحدة ثانية لتصوير بعض اللقطات للأهرامات في مصر، ثم مزجها مع الديكورات الضخمة التي أقيمت في الإستديوهات، وأهمها بالطبع ديكور السفينة البخارية التقليدية “الكرنك” التي تُعتبر البطل الحقيقي للفيلم، حيث تدور على سطحها وداخل قاعاتها وغرفها معظم أحداث الفيلم.

كان ذلك على العكس من الفيلم الذي أنتج في عام 1978 عن الرواية نفسها، وصُوّر بالكامل في المواقع الطبيعية في مصر، وعلى متن سفينة بخارية قديمة حقيقية شُيّدت ديكورات ضخمة لمعبد “أبو سمبل” ومعبد “الكرنك” وغير ذلك، حيث جرى تصوير المناظر الخارجية للفيلم الجديد، وصُوِرت المناظر التي تدور داخل قاعات الباخرة في الإستوديو.

كما استخدمت التقنيات الحديثة التي تعتمد على توليد الصور باستخدام برامج الحاسوب للمزج بين اللقطات الطبيعية والديكورات المصنوعة، وصُممت ديكورات لسوق أسوان الشعبي في إنجلترا، ورغم الاستخدام المكثف للمؤثرات البصرية الخاصة، فإن المشاهد يمكنه أن يلمس الفرق بين ضفتي النيل كما نرى في الفيلم الأول بما تتميزان به من الرمال الممتدة نحو الصحراء الغربية والشرقية، وبين الكتل الخضراء التي خضعت لبعض التعديلات في الفيلم الحديث، علما بأنه جرى تصوير المناظر التي تدور في نهر النيل، في حديقة المياه الموجودة في أكسفورد، الأمر الذي أفقد الفيلم الإحساس بأصالة المكان.

وبطبيعة الحال، وبغرض تحقيق الإبهار، استخدم مدير التصوير اليوناني “هاريس زامبارلوكوس” الحركات الممتدة الطويلة للكاميرا والانتقال من وجوه الممثلين إلى المناظر الطبيعية خارج الباخرة، كما استخدم كثيرا الزوايا المرتفعة في التقاط كثير من اللقطات المبهرة من فوق أعمدة المعابد. ولا شك أن الصورة بشكل عام مدروسة بدقة مع بلوغ درجة عالية من الإتقان في التكوينات التشكيلية، والاستخدام الدرامي للألوان.

“غال غادوت”.. ممثلة متواضعة الأداء قادمة من المجهول

في الفيلم القديم الذي أنتج عام 1978، اشترك عدد كبير من كبار نجوم التمثيل السينمائي الذين كان من النادر الجمع بينهم في فيلم واحد، وعلى رأسهم بالطبع “بيتر أوستينوف” في دور “هيركيول بوارو” الذي أضفى على الشخصية لمسة من الفكاهة والمرح، وكان إلى جانبه “ديفيد نيفين” و”جورج كنيدي” و”جين بيركن” و”بيتي ديفيز” و”ميا فارو” و”ماغي سميث” و”جون فينش”، وقامت بدور “لينيت” الممثلة وعارضة الأزياء الأمريكية “لويس تشيلز”، وكانت وقتها فائقة الفتنة والجمال، وبدا كما لو أنها أحيطت عمدا بكل هؤلاء الممثلين المخضرمين المتمرسين، لكي تبرز من بينهم وتتوسطهم لتصبح أيقونة الفيلم.

وقام بتصوير هذا الفيلم “جاك كارديف” أحد أعظم مديري التصوير السينمائي في عصره، وقد صبغ الصورة بالنغمات التي كانت سائدة في سينما الثلاثينيات.

الممثلة الإسرائيلية غال غادوت التي أثار وجودها بالفيلم اعتراضات في العالم العربي

أما الفيلم الجديد فقد أسند دور “لينيت” إلى الإسرائيلية “غال غادوت” -كما أشرت من قبل- وهي ممثلة جاءت من المجهول قبل سنوات قليلة، ولم تحقق شهرة إلا بعد قيامها ببطولة فيلم “المرأة الخارقة” (Wonder Woman)، ورغم أنها تتمتع بقوام ممشوق قوي، فقد بدت كبيرة على الدور من ناحية السن، كما أنها تفتقد إلى ذلك السحر الذي يميز شخصية “لينيت” في الرواية، بالإضافة إلى أنها لا تجيد التمثيل، كما كانت لهجتها المشوبة بالعبرية تفضحها كثيرا في الحوار.

علاقات التنوع والشذوذ.. لمسة هوليود الخارجة عن الرواية

لعل من العناصر الجديدة تماما في الفيلم ابتكار جريمة قتل ثالثة، وإدخال شخصيات لم يكن لها وجود في القصة الأصلية، وتغيير معالم وسمات شخصيات أخرى. فعلى سبيل المثال ابتكر كاتب السيناريو شخصية “سالومي”، وهي مغنية سوداء لأغاني الجاز، وشخصية ابنة أخيها “روزالي” وهي مديرة أعمال، وكلاهما لم يكن لهما وجود في الرواية الأصلية أو في الفيلم القديم.

كما اختلق أيضا قصة حب بين “بوك” و”روزالي” تعارضها “إيوفينيا” الرسامة والدة “بوك” بدوافع عنصرية، وبالتالي يتبنى الفيلم نظرة ليبرالية في النظر إلى العلاقة بين الأجناس والألوان المختلفة في سياق “الصوابية السياسية” التي يخضع لها كثير من أفلام هوليود حاليا.

كذلك أسند المخرج دور المحامي المحتال “أندرو” إلى الممثل الهندي “علي فازال”، وبدلا من كونه محاميا فقط، فقد جعله هنا ابن عم “لينيت” أيضا (رغم اختلاف العرق والأصل)، ومن جهة أخرى يصور الفيلم بشكل أكثر وضوحا علاقة شاذة بين “ماري فان شويلر” عرابة “لينيت” والممرضة التي تصحبها باستمرار “مسز باورز”.

والتركيبة كلها تتلاءم مع الفكر الجديد السائد في السينما الغربية التي تهتم بإبراز الأقليات حتى تتجنب الاتهام بالانحياز العنصري.

كليوباترا المتغطرسة.. نظرة استشراقية جاهلة لأرض الفراعنة

رغم كل التغييرات التي استحدثها الفيلم، فقد حافظ على النظرة الاستعمارية الاستشراقية التقليدية إلى “الشرق”، أو بالأحرى إلى مصر وشعبها، فبينما تظهر مصر القديمة كثيرا خلال الآثار والمعابد والنيل، تغيب مصر الحديثة غيابا شبه تام حتى بين العاملين على الباخرة، بل ويصبح “بوك” هو مدير الباخرة، ولا يظهر المصريون إلا في الخلفية ومن بعيد كقطيع بدائي يلوحون بأيديهم للأجانب “الخواجات” الموجودين على متن السفينة، ومن الناحية العرقية يبدو المصريون الذين يظهرون في مشهد السوق الشعبي من السود الأفارقة (أي من العنصر الزنجي)، وهو ما يعكس جهلا بطبيعة الشعب المصري.

وعندما تزور المجموعة سوق أسوان الشعبي على ضفاف النيل، يقدم “سيمون” خطيبته “لينيت” إلى المجموعة المصاحبة باعتبارها “ملكة النيل”، وتظهر وهي ترتدي ملابس طويلة وترتفع فوق أعمدة تحت الفستان تجعلها شخصية أسطورية، وقد صففت شعرها على غرار تسريحة شعر كليوباترا الشهيرة حسب الصورة الشائعة، ثم تقترب منها الكاميرا تدريجيا مع موسيقى درامية مهيبة، فتنظر إلى أفراد المجموعة الذين يقفون أمامها منبهرين، ثم تردد عبارة كليوباترا الشهيرة “لدي شوق أبدي في أعماقي”، لكن اللكنة العبرية تفضح العبارة الإنجليزية.

وبعد أن تسير “لينيت” مع “سيمون” ليتحدثا إلى “بوارو” يندفع ثعبان ضخم يكاد يقضم ساق “لينيت” لولا أن “بوارو” ينقذها بعد أن يشل حركة الثعبان بعصاه ذات الفكين، ويلتقط صبي مصري الثعبان ويبتعد بسرعة، فأرض الفراعنة طبقا للنظرة الاستشراقية التقليدية هي أرض التماثيل العملاقة والأفاعي والسحر واللعنة والموت الغامض.

وفي أحد المشاهد تقول “لينيت” بسخرية “لا تقلقوا، فلدينا هنا شمبانيا تكفي لملء نهر النيل”، ثم تلقي بكأسها في النهر. وفي مشهد آخر تقول إن المصريين القدماء كانوا يدفنون زوجاتهم وهن على قيد الحياة، وهي أكذوبة أخرى تشي بالجهل بتاريخ المصريين القدماء.

وهكذا شاء “كينيث برانا” أن يجعل الممثلة اليهودية الإسرائيلية بديلا دراميا لكليوباترا التي حكمت مصر، وأن يجعلها تسخر من المصريين القدماء، ثم تموت وهي تبحر في النيل.

سوف يستمر الاقتباس من روايات “أغاثا كريستي” طالما بقي ذلك الشوق للعودة إلى تلك الفترات الرومانسية في الثلاثينيات والأربعينيات، حينما كانت المؤلفة تكتب أشهر رواياتها التي تحول أكثر من خمسين منها إلى السينما والتلفزيون، بالإضافة إلى المسرحيات، ومن أشهرها بالطبع مسرحية “مصيدة الفئران” التي ظلت تعرض بنجاح كبير لأكثر من 68 سنة، ولم تتوقف إلا عام 2020 بسبب جائحة كورونا.


إعلان