ديربي الكبار في إسطنبول.. صراع الناديين العظيمين منذ عصر الخلافة العثمانية

كما كانت إسطنبول بؤرة المواجهة بين الحضارتين الشرقية والغربية لثلاثة آلاف عام، يتنافس فريقا “غلطة سراي” و”فنربختشه” (قطبا المدينة كرويا) منذ أكثر من قرن على ملاعب كرة القدم، ولا تنفك جماهير الناديين القابعة على طرفي مضيق البوسفور تصف هذه المنافسة بأنها أبدية.

وفي سلسلة أفلام “ديربي الكبار” -التي عرضتها الجزيرة الوثائقية- يصحبنا النجم السابق للكرة الفرنسية “إريك كانتونا” إلى عدة مدن حول العالم تشهد ديربياتها (الديربي: مباراة بين فريقين من نفس المدينة) أجواء نارية وغير مألوفة.

وفي هذا الفيلم سنتحدث عن ديربي مدينة إسطنبول بين “غلطة سراي” (الأسود) و”فنربختشه” (الكناري)، ففي يوم المواجهة لا يذهب الناس إلى أعمالهم، بل تتوقف الحياة هناك.

ويقول مشجعون للفريقين إن هذه المباراة هي أكبر مواجهة ديربي في العالم، وأجواؤها هي الأكثر احتداما، إنها أكثر من مجرد مباراة كرة قدم، فمن الصعب شرح ذلك، إنها كالحياة، إذ يمثل الناديان الحياة بالنسبة لجماهيرهما. لا شك في ذلك.

 

وقد بلغ المشجعون واللاعبون أكثر من ذلك، فهم يفضلون خسارة الموسم على خسارة الديربي، لأنه -بنظرهم- لا فائدة من الفوز بالبطولة أو في أي مسابقة إن هزمت غلطة سراي أو فنربخشه.

ويصل الهوس في تركيا بكرة القدم حدا بعيدا لدرجة أن أول سؤال يطرحه الشاب حين يتعرف على فتاة هو: أي فريق تشجعين؟ وإن كان جوابها الفريق المنافس غير المفضل للشاب، فإن العلاقة تتوقف.

مشاة البحرية البريطانية.. بدايات كرة القدم في الإمبراطورية العثمانية

دخلت رياضة كرة القدم إلى الإمبراطورية العثمانية أواخر القرن الـ19 على يد مشاة البحرية البريطانية، وبعدها بفترة وجيزة تبنت الأقليات المسيحية هذه الرياضة، وأنشأت نوادي إنجليزية ويونانية وأرمنية، لكن الإمبراطورية كانت هشة حتى أن بعض مستعمراتها كاليونان نالت استقلالها، كما طرد الأتراك تدريجيا من مستعمراتهم العربية.

وبعد سلسلة الهزائم هذه منع السلطان -الذي كان يخشى حدوث ثورة شعبية- كل أشكال التجمع بين المسلمين، وحظر عليهم لعب كرة القدم، غير أن الشغف كان قد ترسخ بالفعل. وكان فؤاد حسنو كياجان أول مسلم يلعب في ناد إنجليزي لكرة القدم مُخفيا هويته تحت اسم “بوبي”.

فؤاد حسنو كياجان أول مسلم يلعب في ناد إنجليزي لكرة القدم مُخفيا هويته تحت اسم “بوبي”

وفي عام 1908 أطاحت حركة “تركيا الفتاة” بالسلطان العثماني، وهي حركة مثيرة للجدل كانت تطالب بالتحديث الجذري، لإنقاذ ما بقي من الإمبراطورية.

وعن هذا التغيير يقول المؤرخ تانيل بورا: كانت حقبة تغييرية أراد من خلالها المسلمون إظهار أنهم قادرون على لعب كرة القدم وإنشاء نواديهم الخاصة، وكوسيلة لإثبات أنهم قادرون كذلك على الوصول إلى العالم الحديث.

ديربي إسطنبول.. أجواء ودية تطبع اللقاء الأول للناديين الوليدين

بدأ عصر كرة القدم التركية في الحي الأوروبي القديم بشارع الاستقلال الذي كانت تعيش فيه الأقليات المسيحية في الإمبراطورية العثمانية، وشهد هذا الشارع إنشاء أول ناد في أرقى مدرسة ثانوية بالمدينة، وهي مدرسة غلطة سراي (Galatasaray) الثانوية الفرنسية.

ويقول محمد علي بيراند المدير التنفيذي لمحطة “سي أن أن” في تركيا: تأسست المدرسة في الإمبراطورية العثمانية لتخريج أجيال من البيروقراطيين في البلاد، ومنحتنا هذه المدرسة مكانة معينة.

ومن بين طلاب هذه المدرسة، خرج طالب في الصف السابع يدعى علي سامي يان عام 1905، ليؤسس فريق غلطة سراي بهدف واحد، وهو إنشاء لعبة جماعية مثل الإنجليزية، تكون لها ألوانها وسمعتها التركية الخاصة، وتتغلب على الفرق غير التركية في الإمبراطورية، ولم يكن عليه الانتظار طويلا لكي تتحقق أمنيته، فسرعان ما تأسس دوري إسطنبول عام 1904، وفاز به غلطة سراي عام 1909 ولثلاث سنوات متتالية.

المنافسة الأبدية بين فريقي غلطة سراي وفنربختشه الإسطنبوليين وجماهيرهما

وفي الجانب الآسيوي من مضيق البوسفور وتحديدا بحي قاضي كوي تنتصب المنارة التي سمي نادي فنربخشه (Fenerbahçe) على اسمها، وقد تأسس عام 1907 بعد عامين فقط من تأسيس غلطة سراي.

ويقول المؤرخ داون جيتينكايا: كانت فنربخشه تتمتع بأجواء استثنائية، وقاضي كوي ومودا منطقتان سكنيتان يجتمع فيهما المسيحيون والمسلمون كل صيف. وحوّل هذا الثراء فنربخشه إلى أكبر مركز رياضي في إسطنبول، لدرجة أن غلطة سراي كان يستفيد من مرافقه، ففي ذلك الوقت كان هناك نوع من الأخوة بين فريقي إسطنبول المسلميْن.

وفي هذه الأجواء الودية، فاز فنربخشه على غلطة سراي في أول ديربي بهدفين نظيفين عام 1909، ولكن بعدها بثلاثة أعوام خسر غلطة سراي كأس دوري إسطنبول لصالح فنربخشه، ومن يومها تغير كل شيء.

عصر الاحتلال.. ألوان الكفاح في ملاعب الرياضة

بسبب حروب البلقان والحرب العالمية الأولى تحالفت الإمبراطورية العثمانية مع ألمانيا وأصابها الانهيار، واحتلت قوات الحلفاء (الإنجليز والفرنسيون واليونانيون) إسطنبول وجزءا من الأناضول، ومع ازدياد قوة المقاومة أصبحت كرة القدم وسيلة لبدء الكفاح لنيل الاستقلال.

يقول المؤرخ تانيل بورا: اللعب ضد القوى المحتلة أو فرق الأقليات وهزيمتها، كانت -في عيون الأتراك القابعين تحت الاحتلال- أشبه بالفوز بمعركة حربية.

وفي السياق يقول المؤرخ داون جيتينكايا: كان أهم البطولات في ذلك الوقت كأس “هارينغتون”، فقد قرر الجنرال “هارينغتون” قائد قوات الاحتلال تنظيم مباراة بين الإنجليز وفنربخشه، فأصبحت المباراة تحديا قوميا في النضال ضد قوى الاحتلال، فهزم الفريق التركي نظيره الإنجليزي. ورغم أن هذه المباراة لم تكن الأولى ضد الأجانب، فإنها كانت أكثر مباريات الفريق رمزية.

الجنرال “هارينغتون” قائد قوات الاحتلال ينظم مباراة بين الإنجليز وفنربختشه فاز فيها الفريق التركي

ورغم سقوط الدولة العثمانية، فإن مصطفى كمال أتاتورك نهض ونظم الكفاح من أجل الاستقلال. وفي غضون سنوات قليلة تمكن من استعادة الأناضول وإسطنبول، وطرد الغالبية العظمى من اليونانيين من البلاد، وأرسى أسس الجمهورية التركية عام 1923.

وأراد أتاتورك -وفق لعقيدة “تركيا الفتاة”- بلاده حديثة وعلمانية ومنفتحة على الحضارة الغربية، وفي الوقت نفسه دولة قومية ذات حزب واحد.

وقد لعب فريقا غلطة سراي وفنربخشه دورا مهما في ترميم الهوية المحطمة للأمة الشابة، فقد دعم الناديان بعضهما في تحقيق هدف واحد، وهو هزيمة الفرق الأوروبية.

ديربي 1934.. بداية عصر المنافسة الشرسة

في عام 1923 سحق فريق سلافيا براغ فريق فنربخشه 10-1، إلا أن الهدف الذي سجله الفريق التركي قوبل بفرحة في البلاد وعدته انتصارا، ولم ينقلب الفريقان التركيان على بعضهما إلا حين توطدت الحرية التركية في ثلاثينيات القرن الماضي. فقد أشعلت وحشية لقاء “الديربي” 1934 منافسة شرسة بين الناديين ستترك بصمتها في التاريخ.

ولأن أتاتورك كان بطلا قوميا في تركيا، فقد أثيرت تكهنات كبيرة حول اهتمام مؤسس الجمهورية بكرة القدم أو بناد معين، فكل ناد تركي لديه قصة أسطورية معه، وفقا للمؤرخ تانيل بورا، وهو يقول: ما أنا متأكد منه هو أن أتاتورك لم يشجع أي فريق، بل كان يظهر تعاطفه مع كافة النوادي، وزار عددا منها.

وفي سياق القصص التي تحدث عنها المؤرخ بورا، يقول أور دونداش رئيس فنربخشه السابق: عندما نتحدث عن قيم النادي، أفكر تلقائيا بالرسالة التي كتبها أتاتورك أثناء زيارته للنادي، وقد هنأ فيها الفريق على انتصاراته.

أما آسلي مشجعة فنربخشه، فتقول: على عكس غلطة سراي، فإن نادي فنربخشه لم يخدم مصالح المحتلين الفرنسيين، بل قاتل من أجل الوطن وأمتنا في حرب الاستقلال، وكما هزمنا أعداءنا في الماضي سنهزم غلطة سراي في الديربي القادم.

في المقابل ينفي مشجعو غلطة سراي مقولة إن “أتاتورك لم يحب طلاب غلطة سراي الفرنسيين”، ويؤكدون أن من يردد هذه المقولة هم مشجعو فنربخشه لأنها مدرسة ذات جذور فرنسية. يقول أحد المشجعين: قاتل طلاب هذه المدرسة في حرب الاستقلال، إنهم يحبون (مشجعو فنربخشه) صب الزيت على النار.

عصر المال والسياسة.. تحول لاعبي الكرة إلى نجوم في الإعلام

توفي أتاتورك عام 1938 وأعلنت الأمة كلها الحداد على وفاته، وبعد موته تسلل عهد المال والسياسة إلى النوادي ولا يزال مستمرا حتى اليوم.

ويشرح المؤرخ بورا أنه في دولة الحزب الواحد كان رئيس الوزراء شوكرو سارا أوغلو متعصبا لنادي فنربخشه، ولهذا سمي الملعب باسمه، وقبل بدء الحرب العالمية الثانية بدأت النوادي بالخضوع لسياسة الرعاية.

وبعد انتهاء الحرب حافظت تركيا على حيادها بحذر، وحقق مشروع مارشال تطورا اقتصاديا هائلا في البلاد، فأُقر التعدد الحزبي عام 1950، وأنشئ دوري كرة القدم الوطني عام 1959، وفاز -وقتها- فنربخشه بأول دوري للمحترفين، واجتمعت كافة الظروف لبروز أوائل نجوم كرة القدم مثل “ميتين أقطاي” نجم غلطة سراي و”لِفتار” نجم فنربخشه الذين سيكونان من أوائل اللاعبين الذين يحترفون في أوروبا.

ويقول المؤرخ دوان جيتينكايا: مع انتشار وسائل الإعلام في الخمسينيات، بدأ لاعبو كرة القدم يصبحون نجوما، لأن الأموال تتدفق والتحويلات تزداد واللاعبون يبرزون.

ميتين أقطاي وليفتار.. أعظم الأسماء في تاريخ الديربي

يقول فاتح تريم مدرب غلطة سراي متحدثا عن الراحل ميتين أقطاي: كان مثلي الأعلى، وكل أفراد جيلي كانوا يقولون الشيء ذاته.

أما بالنسبة للنجم الراحل ليفتار، فيقول عنه البرازيلي أليكس دي سوزا لاعب فنربخشته: مهم جدا بالنسبة للفريق بشكل خاص والأتراك عموما، فجميعهم يكنون احتراما كبيرا لهذا اللاعب الذي يعد أعظم لاعب في تاريخ النادي.

ميتين أقطاي، لاعب نادي غلطة سراي لا يزال يعد أعظم لاعب في تاريخ النادي

ويقول المؤرخ دوان جيتينكايا: ليفتار شخصية محورية في فنربخشه ومنتخب تركيا وتاريخ كرة القدم في البلاد.

ورغم كل ذلك، فقد كاد ليفتار -الذي ينحدر من أصول يونانية- أن يكون ضحية لآخر مذبحة حصلت في تاريخ تركيا. ففي سبتمبر/أيلول عام 1959، اتهم رئيس الوزراء مندريس والحزب الديمقراطي الحاكم باستخدام ورقة عدم المساواة المرتبطة بالازدهار الاقتصادي، للتحريض على كراهية الأقليات من التجار المسيحيين الأثرياء، إذ دمرت مشاريع اليونانيين والأرمنيين في شارع الاستقلال، وقتل 13 شخصا في أعمال عنف، وبالكاد أنقذ ليفتار على يد مشجعي فنربخشه بعد تعرض منزله للتدمير.

طرد الجماهير بعد سداسية نظيفة.. ديربيات خالدة

يستحضر أمين وهو أحد مؤسسي رابطة “ألتراس أصلان” (رابطة الأسد) إحدى أكبر رابطات المشجعين في العالم؛ الديربي الذي خسره غلطة سراي بسداسية نظيفة، وقامت الشرطة بطرد الجماهير خارج الملعب.

ويقول أمين إن مشاهدة مباريات الديربي في السابق كانت أصعب، وخاصة أن الشرطة لم تكن تحجز المدرجات لجماهير الفريقين، ولهذا كان علينا الذهاب إلى المباريات مبكرا.

المباراة سداسية الأهداف بين الناديين المتنافسين غلطة سراي مقابل فنربختشه الذي فاز بالديربي

 

وهناك مباراة ديربي أخرى للذكرى كانت موسم 2005-2006، إذ شهد ديربي من العيار الثقيل بين الفريقين، لأن كل النوادي كانت تتنافس على لقب البطولة، وينبغي على غلطة سراي الفوز على ملعبه، ولكن إن فاز فنربخشه أيضا فسيكون البطل.

انتهت مباراة “الأسود” قبل 16 دقيقة من انتهاء مباراة “الكناري”، غير أن مباراة فنربخشه انتهت بالتعادل 1-1، ليظفر غلطة سراي باللقب.

حظر الحضور الرجالي.. آلاف المشجعات تملأن مدرجات الديربي

في 2011 مر فنربخشه بوقت عصيب، عندما هزت فضيحة التلاعب بنتائج المباريات عالم الرياضة، واعتقل على خلفية هذه الفضيحة رئيس فنربخشه ورجل الأعمال عزيز يلدريم، مما أثار غضب واستياء المشجعين.

جماهي نسوية تملأ مدرجات الملعب يوم منع الرجال من حضور المباراة في الديربي التركي

ووقتها قال علي كوك نائب رئيس نادي فنربخشه: الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قرر طرد النادي من دوري الأبطال، فهو يدعي أننا كنا نتلاعب بنتائج المباريات، ولكن كل هذا غير صحيح، وهو لا يعلم أنه بطرد فنربخشه أساء لملايين المشجعين، ولكن مهما فعلوا سننهض مجددا، ولن ننكس رايتنا أبدا.

وفي سبتمبر/أيلول عام 2011 حظر الاتحاد التركي للعبة على الذكور حضور المباراة، خشية العنف المحتمل الذي قد يندلع جراء اعتقال عزيز يلدريم، وعلى عكس المتوقع حضرت عشرات آلاف السيدات إلى الملعب، بعد أن انتظرن ساعات للحصول على التذاكر.

ويقول آيكوت كوكامان مدرب فنربخشه، متحدثا عن ذلك: إذا أردت وصف تلك المباراة بكلمة واحدة فهي أجمل المباريات التي رأيتها في حياتي، ففي خضم المصاعب التي نمر بها كانت تلك المباراة التي أعادت توحيدنا، ليس بالنسبة للاعبي كرة القدم وحسب، بل لعائلة النادي بأكملها. ساعدتنا هذه المباراة على الوقوف بفخر.

“يوب ديرفال”.. ألماني يعبّد طريق النصر بعد سنوات عجاف

كانت سنوات السبعينيات مروعة بالنسبة لغلطة سراي، ورغم أن الحقبة بدأت بطريقة مثالية وفاز الفريق بثلاثة ألقاب متتالية (1971 و72 و73)، فإنها أيضا كانت بداية فترة طويلة الأجل بالنسبة للنادي، إذ لم يفز غلطة سراي بلقبه التالي إلا بعد 13 عاما عام 1987.

مدرب غلطة سراي السابق مصطفى دينيزلي

في المقابل سطرت السبعينيات بداية سياسات انتقالات باهظة الثمن لفنربخشه، ستأتي أكلها مع وصول المدرب البرازيلي “ديدي” عام 1972 الذي فاز -كلاعب- بكأس العالم مرتين عام 1958 و1962، وكان أول مدرب أجنبي ناجح في تركيا.

وفي منتصف الثمانينيات تعاقد غلطة سراي مع المدرب الألماني “يوب ديرفال” الذي وصل مع منتخب بلاده إلى نهائي مونديال 1982، إذ كان لا بد من إعادة بناء النادي بشكل تدريجي من حيث البنى التحتية وتشكيلة اللاعبين، وبعدها بخمس سنوات فاز غلطة سراي بالبطولة مجددا.

ثم عين “ديرفال” مصطفى دينيزلي مساعدا له ليحرز الأخير البطولة مع غلطة سراي وفنربخشه وبيشكتاش (ثالث نوادي إسطنبول).

ويقول دينيزلي إنه حينما جاء “ديرفال” ظن الجميع أننا سنلعب مثل الألمان في أقل من عام، إلا أننا استغرقنا المزيد من الوقت، لكنه كان علامة فارقة في تاريخنا، كنت معجبا به وأحاول أن أتبعه أينما ذهب.

لكن إرث “ديرفال” سيكون له تأثير خاص على الساحة الأوروبية بالنسبة لغلطة سراي، ففي عام 1989 وصل النادي مع مدربه مصطفى دينيزلي إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في التاريخ.

وعام 2000 وصل غلطة سراي نهائي الكأس الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) وأقيمت المباراة في كوبنهاغن وتجمعت الجماهير لمشاهدة المباراة على ساحة عملاقة في ساحة تقسيم، وقد فاز غلطة سراي على نادي أرسنال الإنجليزي المدجج بالنجوم تحت إدارة مدربه وقتها الفرنسي “آرسين فينغر” بركلات الترجيح.

قطبا المدينة..  قرن من المنافسة والانتصارات والهزائم

مع رفع هاكان شوكور قائد غلطة سراي، كأس البطولة عاليا في سماء إسطنبول انتهى فصل من القصة ويبدأ آخر، وأصبحت قصة الفريق التي بدأت على أطلال الإمبراطورية العثمانية تكتب في أوروبا.

يقول أحد مشجعي فنربخشه: هناك 18 فريقا في الدوري التركي، 17 منها تلعب ضدنا وتتمنى أن نهزم، ولكننا “جمهورية فنربخشه”، ولهذا نقاتل بمفردنا، ومن المفهوم أن يكرهنا غلطة سراي، فنحن نهزمهم على ملعبنا منذ سنوات طويلة.

أمين، أحد كبار مشجعي فريق غلطة سراي في مبارة فاز فيها فريقه بثلاثة أهداف مقابل واحد

ويقول آيكوت كوكامان مدرب فنربخشه إن فريقه وغلطة سراي في منافسة دائمة، ليس للفوز بمباراة الديربي وحسب، بل لتصدر الرياضة التركية بشكل عام.

فإسطنبول المدينة التي يمتد تاريخها على مدى 3 آلاف عام سطرت لتوها صفحة جديدة في تاريخها وما زالت أصداء الانتصارات والهزائم التي تحققت على مدى هذا القرن من التاريخ منذ تأسيس الناديين تتردد وستبقى تتردد إلى الأبد في قلب كل مشجع.


إعلان