“العام الجديد الذي لن يأتي أبدا”.. سيمفونية ثورية عن الديكتاتورية الرومانية

بعد أن تصاعدت موجات الاحتجاجات الشعبية المناهضة لسيطرة الحزب الشيوعي، لجأ الرئيس الروماني “نيكولاي تشاوشيسكو” إلى تنظيم مسيرة مضادة، لإثبات شرعيته المترنحة قواها، لكن تلك المظاهرة اتخذت الاتجاه المعاكس مرشدا لها، فتبدلت الشعارات من التأييد المطلق إلى التنديد والإدانة.

من رحم هذه المصادفة التاريخية، ينسج المخرج الروماني “بوغدان موريسانو” خيوط أول أفلامه الروائية الطويلة “العام الجديد الذي لن يأت أبدا” (The New Year That Never Came)، وهو من إنتاج 2024.

وكان عرضه العالمي الأول في مسابقة آفاق بالدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي بإيطاليا، وقد استحق عن جدارة جائزة أفضل فيلم، وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد، بالإضافة إلى جائزة خاصة عن الإسهام الفني في التصوير السينمائي.

حين يحصد فيلم واحد 3 جوائز، فذلك عدد لا يستهان به، وهنا يصبح السؤال عن أحقية هذا التقدير فرضا أساسيا، لبيان مدى الاستحقاق من عدمه.

الثورة الرومانية.. معين لا ينضب من الحكايات السينمائية

يعد هذا الفيلم أول التجارب الطويلة لـ”بوغدان موريسانو” كتابة وإخراجا، بعد سنوات طويلة أمضاها في صناعة الأفلام القصيرة، أحدها “هدية عيد الميلاد” (The Christmas Gift) الذي أنتج عام 2018، وقد أضيف إلى متن هذا الفيلم الذي يقتحم همّا مؤرقا، لا تزال توابعه حاضرة مستكينة، حتى بعد مرور عشرات السنوات.

فالثورة الرومانية التي اندلعت شراراتها في ديسمبر/ كانون الأول 1989، لا ينضب معين أنبائها المتعاقبة على الدوام والاستمرار، مما يجعلها وجبة شهية، يلهم ثراء مائدتها صناع الأفلام، بما تملكه من زخم تاريخي وسياسي لا حد لاتساعه.

من زاوية بعيدة المنشأ، يطرق الفيلم دربا غير مأهول، إذ يتتبع السرد حية 6 أفراد، ينتمون إلى طوائف متباينة من المجتمع، فيرصد تطورات أمورها، وتغيرات أحوالها في الأيام السابقة لاندلاع الثورة.

الملصق الدعائي للفيلم

وبهذا الفحص الموسع، يكشف الفيلم عن الروايات المتداولة عن الحكم الروماني الشمولي، لكن ما يدور في العمق هو ما يشكل جوهر الفيلم ومضمونه.

فيبدو مهموما بالتناول غير المباشر لتأثيرات الديكتاتورية السياسية، التي تدفع مشاعر الخوف إلى احتلال ما تيسر من النفس البشرية، وحينها يتحول هذا الإنسان من كينونته المتعارف عليها، إلى مسخ متحرك لا حول له ولا قوة، أمام سلطان لا قدرة له على مجابهة طغيانه.

قصة جذابة بالتأكيد، وصالحة لكل عصر وأوان، لكن معيار النجاح يكمن في أسلوب التعبير، فهل نجح السياق العام في إيصال هوية الفكرة؟ تكمن الإجابة بين طيات البناء الدرامي.

مقدمة الفيلم.. مدخل إلى عوالم الحكاية

يعتمد هيكل البناء الدرامي على الشذرات القصصية، فالمشاهد الأولى من الفيلم ترصد بعين متلصصة، تفاصيل الحوار الدائر بين شاب ورجل في سيارة قديمة متهالكة، ولا يفهم من سياقه المبهم عمدا سوى بعض الإشارات عن ترقب شيئا ما سيحدث في القريب العاجل.

ثم تصحبنا الكاميرا إلى لحظة استيقاظ عجوز داخل منزلها، ويتبع هذه اللقطة مشهد آخر داخل أحد المصانع، فنرى قائد العمال يوجه أحدهم للقيام بعمل خارج حدود المصنع، وبعد ذلك تطالعنا امرأة داخل منزلها، تجري اتصالا هاتفيا سريعا.

ممثلة المسرح “فلورينا” تقف أمام الكاميرا لأداء مشهدها المؤيد للزعيم

ثم نرى ما يدور داخل أروقة مبنى التلفزيون الوطني، حيث نتابع تطورات الاجتماع الطارئ بين مسؤول الحزب الحاكم، ومخرج الفيلم الدعائي الذي يمجد الحاكم الزعيم الأوحد، لكن ثمة معضلة مفاجئة، فالممثلة الرئيسية قد فرت من البلاد إلى إحدى البلاد الغربية.

ثم ننتقل إلى إحدى الشقق السكنية، فنرى طالبا شابا يجتمع مع أصدقائه، ونظرات أعينهم توحي بشيء ما، لا يزال مخفيا.

شذرات حياة الأبطال.. مقطوعات موسيقية تتصاعد نحو الذروة

بتلك المقدمة التمهيدية، يدخلنا السرد شيئا فشيئا إلى نسيج حكاياته المتشعبة، ذات الأسلوب العتيق المنساق شكليا وراء الفصول الدرامية الثلاثة، حيث المتابعة الدقيقة المجهرية لأولئك الأبطال، الذين يشكل كل واحد منهم وحدة عضوية قائمة بذاتها.

لكن تلك الوحدات تنصهر فيما بينها، مشكّلة في دمجها واتحادها الصورة الكاملة للمجتمع الروماني خلال تلك الحقبة الشائكة الحساسة، وتخبرنا المصادر التاريخية أن المجتمع كان يومئذ منقسما على ذاته بين فاعل ومفعول به، أو بمعنى أكثر دقة حاكم ومحكوم، وبين شقي رحى هذين العالمين المتشابكين يدور السرد.

ولأن البناء العام للفيلم يقوم على تعدد الأبطال، الذين يسهم كل منهم في دفع عجلة السرد للأمام، فقد نسج السيناريو أحداثه بطريقة أقرب في هيئتها وتكوينها إلى مقطوعة “البوليرو” للموسيقار الإسباني “موريس رفائيل”، فنغماتها تتكئ على تكرار حركات الآلات الموسيقية التي تتصاعد تدريجيا، وصولا إلى الذروة المنتظرة.

نتابع قطعة من حياة هذا البطل، فنجدها تتشابه بطريقة أو بأخرى مع البطلة المقابلة، وهكذا دواليك في سرد دائري محكم البناء والصياغة بدرجة كبيرة، ومنه يزاح الستار تدريجيا عن العالم السردي للفيلم، الذي تنطلق من باطنه خيوط الأحداث.

على حافة الغليان.. قلق الأيام الأخيرة من عمر النظام

ينطلق السرد بسلاسة وأريحية بين أبطاله، ومن هذا الانتقال المرن، يمكن أن نرصد نمط الحياة في هذا الحيز الزمني الضيق نسبيا، فالأحداث تدور في فلك الأيام السابقة على الثورة، وهي تتلاقى صدفة مع أعياد الميلاد، لكنها مع ذلك كفيلة بتقديم صورة بانورامية للمجتمع، الموشك غليانه وغضبه المستعر على الانفجار بين لحظة وأخرى.

فالجميع يدرك أن شيئا ما على وشك الحدوث، ومع ذلك لا يمكن الإمساك بتلابيب ما يدور، ففي البداية يقدم لنا شريط الصوت نشرات إذاعية، تكشف عن تضخم الغضب الشعبي في مدينة تيميشورا، وما يقابل هذا الغضب المشروع من تعامل مفرط القوى من قِبل الشرطة والجيش، وقد سقط على إثره عدد لا يحصى من الضحايا.

إضاءة خافتة في مشهد لاجتماع قادة الشرطة السرية، وفي الأعلى صورة “تشاوشيسكو”

ومن ثم يبدو اشتعال أواصر الثورة في تلك المدينة البعيدة -التي لا نراها- محركا ومحفزا لتحريك الأحداث إلى الأمام، فرياح الغضب تتسرب بمنتهى السهولة واليسر، ولذلك استقبلها سكان العاصمة “بوخارست” بترحاب مضاعف.

وهنا يأتي الدور على أبطالنا، فيرى كل منهم فيما يحدث هجوما فتاكا، لكنه لا يملك ما يكفي من القوة لمجابهة قبس من تأثيراته، لذا يتحول السخط والكره إلى سخرية، مما يضفي على الفيلم طابعا كوميديا لا يمكن إغفاله، بل إنه أسهم في التخفيف من حدة الأحداث الدائرة.

فقد قدم السيناريو البيئة العامة للأحداث، محاطة بسياج متين من كراهية السلطة، وأرفق بين طيات السرد أسبابه المنطقية، التي ينثر بعضها على قارعة السرد، فالدواء قد نفد من الأسواق، والأسعار لا يمكن الإمساك بمعيار محدد لها، لأن التضخم يجعلها عرضة للارتفاع الجنوني، ومن ثم يبدو الهرب هو الحل الأفضل للمواجهة.

لكن كيف الطريق إلى الهرب وقوات الشرطة السرية تقبض بمخالبها الحادة على أعناق الشعب، فالجميع يمارس طقوسه التجسسية، فلا تفر أدنى شاردة ولا أقصى واردة، فالمجهر المراقب يتسع لكافة الطوائف.

في ظلال هذه الأوضاع العبثية، كيف تواصل عجلة الحياة دورانها؟

سطوة الخوف.. قيود تحبس الأبطال في حضيضهم النفسي

يطالعنا السيناريو عبر أحداثه المنسابة في الفصل الدرامي الثاني بالإجابة الوافية، فالحياة تسير كما هو مقدر لها، لكنها مشفوعة بالخوف الذي يخرج في بعض الأحيان من صورته التقليدية إلى هيئة مرضية، فكل من الأبطال الستة يعاني من الخوف المؤرق من السلطة.

فالمخرج التلفزيوني “ستيفان” (الممثل ميهاي كالين) يلجأ إلى القبول بالعبث بشريطه المصور، خشية بطش مسؤول الحزب، وكذلك العامل “جيلو” (الممثل آدريان فانشيكا) يعتدي بالضرب على طفله الصغير، بعد كتابته لخطاب يتمنى فيه الموت للرئيس.

أما “مارغريت دنكا” (الممثلة إيميليا دوبرين) فتأبى الانتقال إلى منزلها الجديد الذي أهدتها الدولة إياه، وتتشبث بالبقاء داخل سياج منزلها القديم الذي قررت الدولة هدمه على حين فجأة.

مخرج التلفزيون يتلقى أوامره من قائد الحزب الشيوعي

وعلى الناحية الأخرى تطالعنا الفنانة المسرحية “فلورينا” (الممثلة نيكوليتا هانكو)، وهي تسعى للهرب من إعادة تسجيل المقطع الدعائي للسلطة، فهويتها الفكرية المعارضة تقف عائقا وصدا منيعا. والطالب الشاب “لور” (الممثل آندريه ميركيور) يتجه نحو الحدود، سعيا إلى عبورها نحو العالم الجديد.

كل ذلك يبدو مسلّما به ومنطقيا، أما ما يثير الدهشة والتأمل في نفس الآن، فهو ضابط الشرطة السرية “دنكا” (الممثل يوليان بوستلينكو)، فنراه يرتاب بعد تبديل أسلاك هاتف منزله، فيصاب بالخوف المفاجئ، ويخيل إليه أنه قد وضع قيد المراقبة الجبرية.

جميع الأبطال يتوجسون خيفة غضب السلطة وبطشها، ولذلك يمكن حصر مفتاح فهم الفيلم بين جدران كلمة الخوف، فهي تفسر ذاتها وتحلل مكوناتها، وبالقياس على الأبطال ومساراتهم الدرامية، نجد أنهم يسعون جاهدين للبقاء داخل حيز الأمان، بعيدا عن ملامسة أدنى إثارة قد تؤدي لفوران الحاكم وبث سطوة غضبه.

وحينها نصل إلى لب الصراع الدرامي ومكنونه، فهو قائم على الخروج من العباءة المباشرة للنزاع التقليدي بين الفرد والسلطة، إلى الهروب من مظلة الخوف، والتحرر من أسر هذا الكبت المرضي، وعندها يصبح الخلاص من عبء هذه المشاعر السلبية، هو الغاية الكبرى التي يطلبها أبطال الفيلم، من أجل الوصول إلى مبتغاهم.

معالم الصراع الدرامي.. كفتان متضادتان تصنعان توازن الحكاية

بما أن أبطال الفيلم يبحثون عن منفذ آمن للحياة، كان لا بد أن تتوازن الكفة الأخرى، عبر خلق النموذج المضاد، وهنا تمثل السلطة بأجهزة الشرطة السرية هذه الكتلة المقابلة، وذلك حتى تكتمل معالم الصراع الدرامي.

فقد جعل السيناريو الأحداث تدور من ناحية في عالم الشعب، الذي يمثل الشريحة الجماهيرية الكبرى، وعلى الناحية الأخرى ترقد قيادات الحزب الشيوعي وعناصر الأمن.

وتدعيما لهذه الحالة من المقارنة الدرامية، تلجأ الصورة إلى ممارسة دورها البلاغي، بالاعتماد على الألوان الفاتحة المبهجة نوعا ما في مشاهد الشباب الثائر الباحث عن الحرية، في حين يقبع السياسيون والضباط في مكاتبهم ذات الألوان القاتمة والإضاءة الخافتة.

الممثل “آدريان فانشيكا” في دور العامل “جيلو”، أثناء تصوير مشاهد الثورة الرومانية

ليس ذلك فحسب، بل إن زوايا التصوير لديها ما تقوله أيضا، فأغلب أبطال القصة يعانون من الحصار النفسي، وذلك تعبير عن حالة أعم وأشمل من الضيق والاختناق السياسي.

ومن ثم يأتي التكوين متماشيا مع الفكرة العامة، وذلك من خلال وضع الأبطال بين إطار محصور الحيز، ضيق المساحة، أما زوايا البراح المتسع فيحظى به أصحاب المناصب الرفيعة المستوى.

وهذا يحيلنا تدريجيا إلى الفكرة الرئيسية للفيلم، ولا يدور محورها حول مناقشة الأوضاع السياسية للثورة الرومانية فحسب، بل رصد التبدلات والتغيرات الطارئة على الفرد، وبذلك ينحاز الفيلم إلى الإنسان، مع أن مضمونه يتكئ على الحضور التاريخي والسياسي، إلا أن تطعيم هذه النظرة الواقعية، بالملمح الإنساني، أضاف أبعادا أكثر بريقا على نسيج الفيلم.

فقد اشتبك السرد من غير مواربة مع أعماق الشخصيات، فرصد تطورات حياتهم، والتقط أزماتهم الذاتية التي تتماس بطريقة أو بأخرى مع التفاعلات الخارجية، ومن ثم خلق لدى المتفرج تعاطفا مستحقا نحوهم، بما يساهم في تأصيل الرابطة بين المتفرج والعالم الدرامي المخلوق أمامه.

“أردت أن يصبح الفيلم كالسيمفونية”.. ذروة الانفجار المنتظرة

تتدفق سرديات الأبطال، كل في عالمه المرسوم له، ومع توغلنا تتعقد الأحداث وصولا إلى لحظات الانفجار المنتظرة، وهنا نصل إلى الفصل الثالث الذي يعتمد في خلفيته الصوتية على الجزء المتصاعد من مقطوعة “البوليرو”، وذلك أسلوب تعمده مخرج الفيلم “بوغدان موريسانو”، إذ يقول: أردت أن يصبح الفيلم مثل السيمفونية.

فالموسيقى تصاحبنا في جميع مشاهد هذا الفصل، وتتواءم دراميا مع الحماس الموسيقي، كل بطل يقترب من الوصول إلى خلاصه الذاتي، الذي يتفق في مضمونه مع الإزاحة الكاملة لِثقل النظام السياسي الراكد.

كانت البداية مع “فلورينا”، فقد طُلب منها إلقاء خطابها التأييدي للزعيم أمام الكاميرا، لكنها بدلا من ترديد الكلمات المتفق عليها، تندفع منها تهويمات كلامية لا يفهم لها معنى.

وعلى الناحية الأخرى، تنطلق المظاهرات العمالية المؤيدة، وبين صفوفها بطلنا العامل “جيلو”، وفي لحظة مباغتة يطلق بعض الألعاب النارية، وعلى إثر هذا اللغط تتحول وجهة الحشد الجماهيري إلى الجهة المقابلة، ويندفع في التعبير الساخط الغاضب على الأوضاع الراهنة المكبوتة، اقتصاديا وسياسيا على حد السواء.

لحظة تصوير مشهد المظاهرة المؤيدة التي تحولت إلى ثورة عكسية

وعند هذه النقطة تطالعنا على الشاشة المشاهد الأرشيفية للثورة، فقد انقسم الفصل الثالث بين المشاهد الدرامية المصورة، وما يقابلها من أخرى قديمة موثِقة لما جرى، وجميعها تدور أمامنا برفقة النغمات المعروفة للبوليرو، وبذلك تكتمل تلك المصفوفة الدرامية، بالوصول إلى العام الجديد المنتظر أن تصل بشائره الثورية.

صناعة الفيلم.. صورة تلاعب الزمن وإيقاع مشدود الأوتار

في سبيل العودة إلى الماضي، لجأ مديرا تصوير الفيلم “بوروكا بيرو” و”تيودور بلاتون” -اللذان حصدا جائزة التصوير- إلى الألوان الباهتة، تعبيرا عن تلك الحقبة الزمنية، واعتمدا على حركات الكاميرا المندفعة إلى الأمام، إمعانا في الواقعية، وسعيا لخلق مساحة أكثر قربا وحميمية مع الأبطال.

ينتمي الشق الأكبر من قصص هؤلاء الأبطال إلى الواقع، ويقول المخرج في أحد الحوارات الصحفية التي أعقبت عرض الفيلم: حين تحاول الوصول إلى المدينة الفاضلة، ينتهي بك الأمر إلى المدينة الفاسدة، فكثير من هذه القصص مستوحاة من أحداث واقعية.

مخرج الفيلم “بوغدان موريسانو” بعد حصوله على جائزة أفضل فيلم في مسابقة آفاق

وهنا تكمن الحرفية الإخراجية، في التعبير عن الماضي الواقعي، بذكاء وحساسية شفيفة، تجعل الفيلم -بوقته البالغ نحو 140 دقيقة- يمر كالطيف الحالم، لا لقطة زائدة ولا أخرى ناقصة، مما يكشف عن تحكم كامل في الإيقاع الأشبه بالوتر المشدود.

ومع أن تسارعه كان لاهثا، فإنه يبقي قدرا لا بأس به من الأثر الذي لا يزول بريقه بسهولة، دافعا إلى المزيد من التأمل، ليس في هؤلاء الأبطال الباحثين عن خلاصهم الروحي فحسب، بل في تلك المسارات المعقدة للسلطة الواحدة المفردة، الساعية دائما وأبدا إلى اتخاذ مريديها دُمى رهن إشارة مليكها.


إعلان