جوائز مهرجان كان الـ77.. تكريم للحكايات النسائية وحضور عربي مميز
أسدل الستار في 25 مايو/ أيار على فعاليات مهرجان كان السينمائي في دورته الـ77، وقد امتد طوال 11 يوما، ولم يخلُ من السياسة مع أن منظميه حاولوا منع ذلك، فظهر العلم الفلسطيني في الفعاليات وحتى على السجادة الحمراء. وفي حفل الختام ذهبت الجوائز لأسباب اختلط فيها الفني مع السياسي.
وفي السطور القادمة نجمع لكم أهم تفاصيل جوائز ختام هذا المهرجان السينمائي الأهم عالميا.
المسابقة الرسمية.. سعفة ذهبية أمريكية وتكريمات نسائية
فاز الفيلم الأمريكي “أنورا” (Anora) للمخرج الأمريكي “شون بيكر” بالسعفة الذهبية لأفضل فيلم في المسابقة الرسمية، وهو أول أمريكي يحصد الجائزة منذ 13 عاما، منذ حصدها “تيرانس ماليك” في عام 2011 عن فيلمه “شجرة الحياة” (The Tree of Life).
وقد خصص المخرج “بيكر” كلمته بعد استلام الجائزة للحديث عن أهمية العرض السينمائي للأفلام، بدلا من مشاهدتها في المنزل كما تريد بعض شركات البث التلفزيوني والعرض المنزلي.
وكما توقع الجميع، فقد انحازت لجنة التحكيم التي ترأستها الأمريكية “غريتا غرويج” إلى الحكايات النسوية، وكرّمتها بأكثر من جائزة، فمنحت جائزة لجنة التحكيم الكبرى للفيلم الهندي “كل ما نتخيله ضوءا” (All We Imagine as Light)، ويدور حول رحلة ممرضة هندية وابنتها مع الحب، بين جيلين مختلفين داخل المجتمع الهندي، ويمثل هذا الفيلم الحضور الأول للهند في المسابقة الرسمية في كان منذ 30 عاما.
وهناك جائزة أخرى مُنحت لفيلم سياسي نسائي، وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة التي منحت أول مرة للمخرج الإيراني محمد رسولوف عن فيلمه “بذرة التين المقدسة” (The Seed of the Sacred Fig)، وهو يتتبع حركة التظاهرات النسائية في إيران، وما صاحبها من قمع، فتصبح القصة صراعا ينشأ داخل أسرة إيرانية، فالأب يعمل محققا في أجهزة الأمن الإيرانية، في حين تتعاطف بناته مع المظاهرات.
وعلى مستوى التمثيل، منحت لجنة التحكيم جائزة أفضل ممثلة لممثلات فيلم “إيميليا بيريز” (Emilia Pérez) الموسيقي الذي تدور أحداثه في المكسيك. وقد فاز الفيلم أيضا بجائزة لجنة التحكيم، وهو من إخراج فيلم “جاك أوديار”.
أما جائزة أفضل ممثل، فقد مُنحت للأمريكي “جيسي بليمونز” الذي أدى 3 أدوار مختلفة في الفيلم السيريالي “أنواع من اللطف” (Kinds of Kindness)، وهو من إخراج اليوناني “يورغوس لانثيموس”.
وهناك جائزة أخرى حصدها فيلم نسائي، وهي جائزة أفضل سيناريو، وقد منحت للفرنسية “كورالي فارجاه” عن فيلم “المادة” (The Substance)، الذي يدور في أجواء غرائبية عن عدم رضا مقدمة برامج تليفزيونية عن جسدها، مما يدفعها لتجربة عقار لاستنساخها في جسد أكثر شبابا.
وأما جائزة أفضل مخرج فقد نالها البرتغالي “ميغيل غوميز” الذي صنع في فيلمه “الجولة الكبرى” (Grand Tour) مزيجا فيلميا من الأبيض والأسود والملون، ما بين لقطات تسجيلية ومشاهد تمثيلية لرحلة رجل بريطاني من دولة آسيوية إلى أخرى.
نظرة ما.. جوائز متنوعة الأعراق والثقافات وإشادة عربية خاصة
في مسابقة “نظرة ما” التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج الكندي “زافييه دولان”، شهد حفل الختام حضورا عربيا، ليس فقط بحضور عضوة لجنة التحكيم أسماء المدير، بل بمضامين الكلمة الافتتاحية لرئيس اللجنة نفسه، فقد استغل الفرصة للتعبير عن تضامنه مع “إخوته وأخواته” في الشرق الأوسط، المدنيين الفلسطينيين، وأيضا الأسرى من المدنيين اليهود، داعيا إلى وقف القتال والمذبحة، ووقف فوري لإطلاق النار.
وقد ذهبت جوائز قسم “نظرة ما” بشكل عرقي وثقافي متنوع لصناع سينما من دول مختلفة، فذهبت جائزة أفضل فيلم للفيلم الصيني “الكلب الأسود” (Black Dog)، وهو من إخراج “غوان هو”.
أما جائزة لجنة التحكيم فذهبت لفيلم “قصة سليمان” (L’Histoire de Souleymane) للمخرج الفرنسي “بوريس لوجكين”، ويدور حول “يوميات مهاجر أفريقي في باريس”، وصراعه من أجل حياته وطلب لجوئه. وهو الفيلم الذي حصد أيضا جائزة أفضل ممثل لبطل الفيلم “أبو سانغاري”، وهذا ظهوره الأول أمام الكاميرا.
وعلى صعيد آخر، ذهبت جائزة أفضل ممثلة للهندية “أناسويا سينغوبتا” عن فيلم “الوقح” (The Shameless)، وهو من إخراج “كونستانتين بوجانوف”.
وأما جائزة أفضل مخرج فقد تقاسمها الإيطالي “روبيرتو مينيرفيني” عن فيلم ” الملعون” (The Damned)، والبريطانية ذات الأصل الزامبي “رونغانو نيوني” عن فيلم “حين تصبح دجاجا غينيا” (On Becoming a Guinea Fowl).
وكان الحضور العربي الوحيد في جوائز قسم “نظرة ما” من نصيب السعودي توفيق الزايدي، فقد نال إشادة خاصة من لجنة التحكيم عن فيلمه “نورة”، وهو يمثّل مشاركة السعودية الأولى في الأقسام الرسمية لمهرجان كان.
أفضل وثائقي.. بين حكايات مصرية وجنوب أفريقية
كان الحضور العربي الأبرز في جوائز المهرجان من خلال فوز الفيلم المصري “رفعت عيني للسما” بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي، وذلك مناصفة مع الفيلم المميز “إرنست كول.. فُقد وُوجد” (Ernest Cole: Lost and Found)، للمخرج الوثائقي الشهير “راؤول بيك”، ويدور حول إرث المصور الأسود الأول بجنوب أفريقيا في زمن الفصل العنصري، ومساندة القوى الغربية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
أما الفيلم المصري “رفعت عيني للسما”، فهو من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، وتدور أحداثه عن فرقة مسرحية مكونة من فتيات قبطيات في صعيد مصر، وعن رحلتهن مع التمثيل والرؤية المختلفة لمستقبل النساء في مجتمع يسيطر عليه الرجال، وقد عُرض في قسم “أسبوع النقاد”.
أما جائزة العين الذهبية فقد مُنحت لأفضل وثائقي في كافة أقسام المهرجان، وقد استُحدثت هذه الجائزة منذ عام 2015، ويرأس لجنة تحكيمها هذا العام المخرج الفرنسي “نيكولا فليبير”، الذي يراه كثيرون أحد أهم صناع السينما الوثائقية في تاريخها، وقد تُوج في 2023 بالدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي.