“ثورة على القماش”.. سعي خلف لوحات متمردة حظرتها الثورة الإيرانية
![](/wp-content/uploads/2024/07/%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A7%D8%B4-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-1720957466.png?resize=770%2C513&quality=80)
“الثورات السياسية الفجائية التي تعجب المؤرخين هي أقل أهمية، فالثورات الكبرى هي ثورات الطبائع والأفكار”.
هكذا يتحدث الكاتب الفرنسي “غوستاف لوبون” عن التداعيات المرافقة للثورات والانتفاضات الشعبية، لكن هنالك ما هو أعمق من تلك التأثيرات السياسية المباشرة، ومن ثم يمكن بيان رتوش لمساتها عبر متابعة تغيرات الهوية الفكرية والثقافية للمجتمعات، فقد تنحاز في بعض الأحيان من هذا الجانب إلى نقيضه المعاكس في طرفة عين.
وهذا بالتحديد ما جرت وقائعه بعد انطلاق شظايا الثورة الإيرانية في السبعينيات، فهي لم تستغرق تلك المدة الزمنية المشتعلة بالصراعات الظاهرة والخفية فحسب، بل تدفقت شُعبها وامتدت نحو أوصال المجتمع ذاته، فأصبح المساس برموزه السياسية يمثل ثأرا ذاتيا يستوجب القصاص، لكن يا تُرى من الفاعل والمفعول به في ظلال هذه الأجواء المستعرة؟
قد يبدو هذا السؤال استطرادا لا طائل من ورائه، لكن يمكن أن نقرأ معطيات السؤال بالنظر إلى تلك السردية المثيرة عن اختفاء ما يقرب من 100 لوحة للفنان التشكيلي الإيراني “نيكزاد نادغومي”، أثناء انطلاق معرضه الفني في العاصمة الإيرانية طهران، في أعقاب الاحتجاجات الثورية عام 1980.
وذلك ما يتوغل فيه الفيلم الوثائقي الأمريكي “ثورة على القماش” (A Revolution On Canvas)، وقد أُنتج عام 2023، واشترك في إخراجه المخرج الألماني الأمريكي “تيل شودر” وزوجته “سارة نادغومي”، وهي ابنة الفنان “نيكزاد” الكبرى، وتبدو مهمومة في أفلامها بإعادة قراءة مرادفات التاريخ الإيراني، سواء القديم والمعاصر، وعندئذ يمكن استنباط مدى الترابط الوثيق بين ما تكنه فكريا، وبين إفرازاتها الفنية والإبداعية.
يتكئ الفيلم على هذه الحادثة الغريبة، ففقدان عشرات اللوحات الفنية ليس أمرا هينا، ومن ثم يسعى السرد إلى تفكيك شيفراتها الغامضة، والوصول إلى قبسات من هذه الأعمال التائهة عمدا، لكنه يبعث من بين طيات هذه الرحلة الشيقة قراءاتٍ متباينة، عن الثورة والتاريخ الإيراني المعاصر، وعن تلك الدائرة المغلقة من الصراعات التي لا نهاية لها بين الفرد والسلطة، ولا يخرج نطاق أهدافها عن إحراز الحرية الشخصية وإرساء أركان السلطان.
![](/wp-content/uploads/2024/07/ثورة-القماش-رسام-1720955640.png?w=770&resize=770%2C432)
تُرى هل يمكن الوصول إلى صيغة توافقية لإحلال قواعد الحرية الذاتية؟ أم أن هذا الحق المشروع، سيكتفي باضطراب العابر لا استقرار المقيم؟
افتتاحية الفيلم.. مشاهد متدفقة مطعمة بالتشويق والإثارة
يعرض الفيلم امرأة تجلس أمام شاشة الحاسوب، تهاتف شخصا آخر، مُعلمة إياه بعزمها صناعة فيلم عن لوحات والدها المندثرة أثناء معرضه الفني في متحف الفن المعاصر بطهران، الذي انعقدت فعالياته بعد عام من اندلاع الموجات الثورية الشعبية.
![](/wp-content/uploads/2024/07/ثورة-القماش-فيلم-1720955604.png?w=770&resize=770%2C438)
ثم ينطلق شريط الصورة، كاشفا عن بضع لقطات أرشيفية للثورة الإيرانية، وفي المشاهد التالية يعاود الخط الزمني الالتزام بمساره المعاصر، فنرى الأب الفنان وهو يجلس على رقعة من القماش متسعة الإطار، وهو يعدها لتلقي بطش الألوان المنتظرة.
يبدأ الفيلم أحداثه بهذه المشاهد المتوالية المتدفقة التي لا تخلو عناصرها الفنية من التشويق، فذلك ما يكفل مستوى مرتفعا من الإثارة البوليسية، غلّفت البناء السردي، وطعّمت سياقاته المتعددة بلمسات جذابة، يمكنها بمنتهى اليسر أن توقع المتفرج بين أسر شباكها، وبناء على ما سبق ذكره تنطلق أحداث الفيلم من فرضية الاختفاء المريب للوحات هذا الفنان.
تكامل العام بالخاص.. حداثة التناول والطرف في هيكل الفيلم
نحن أمام رحلة بحثية، تستدعي من بين طياتها ما يكفي ويفيض من التنويعات الفكرية والفلسفية، ومن ثم ينطلق الحكي موزعا على خطي سرد، أحدهما يمثل الزمن المعاصر القائم في مضمونه على التفتيش عما بقي من هذه اللوحات، ثم يدخل بالمحاذاة على الرقعة السردية الخط المقابل، وتدور أجواؤه في الماضي، وهنا يستعير الفيلم ما لذ وطاب من المشاهد الأرشيفية، التي ترصد ظلال الأحداث الملتهبة بالانتفاضات الشعبية ضد حكم الشاه “محمد رضا بهلوي”.
![](/wp-content/uploads/2024/07/ثورة-القماش-ثورة-1720955697.png?resize=770%2C434)
ولأن تقديم قراءة سليمة وواقعية للأحداث التاريخية، ينبغي أن ترافقه قراءة أخرى موازية للتاريخ الشخصي، وهو يحمل دلالات منطقية، تمكّن من فهم ما يعسر الوصول إليه من أفكار متضمنة، وهنا يتكامل العام بالخاص، وينصهران معا في مصفوفة واحدة مشدودة الإيقاع.
هذا ما لجأ إليه بناء الفيلم، فالهيكل العام يتسم بحداثة التناول والطرح، ويحفل بالأزمنة والخطوط المتشابكة، فتتداخل الأحداث العامة بالمرويات الخاصة، فتنشأ معها رؤية أوسع وأشمل نحو الماضي، الذي يشكل حجرا رئيسيا في البناء السردي.
“نيكزاد نادغومي”.. دعوة من المنفى إلى وطن الثورة
بعد سنوات من الكبت السياسي والخناق الاقتصادي المحكم أوصالهما، انطلقت الدفعات الأولى للثورة الإيرانية على الحكم الأوحد والشمولي لديكتاتورية الشاه، فقد استغرق المخاض الثوري ما يزيد على العام بقليل، وهكذا تحولت الدولة الإيرانية إلى أعتاب حكم جديد، يبحث فيه الجميع عن الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية.
![](/wp-content/uploads/2024/07/ثورة-القماش-تهام-1720955665.png?resize=770%2C454)
في ظلال هذه الأوضاع الجديدة، دُعي “نيكزاد نادغومي” -وكان مقيما في الولايات المتحدة يومئذ- لتقديم نماذج من أعماله الفنية، خلال معرض عامّ في متحف الفن المعاصر، وهي دعوة قد تبدو اعتيادية في ظروف غير عادية، وهنا تصبح هذه الزيارة السريعة للوطن رافدا أصيلا للهجرة والرحيل الدائم، فقد حفلت جدران المعرض بعشرات اللوحات لهذا الفنان.
لكن هذه الرؤية الفنية طعنت الثورة الوليدة من الخلف، وحينها تبدل موقع بطلنا من مقعد الداعم إلى صفوف الخونة والمتأمرين، هذا ما رأته السلطة الجديدة، عندئذ يجب أن يستدعى السؤال البديهي عما تضمنته هذه اللوحات من قائمة الانتظار.
حديث الجرائد.. عودة إلى أيام المعرض والمظاهرات المناهضة
يجيب الفيلم على هذا التساؤل المشروع من خلال العودة إلى الماضي، وترصد الكاميرا ما تداولته الجرائد والقيادات الثورية من آراء مضادة للمعرض، الذي تحوي لوحاته انتقادا صريحا لرموز الثورة، وعلى إثر ذلك، انطلقت المظاهرات المناهضة لتلك الفعالية الفنية، وقد تطورت إلى هجوم واقتحام للمتحف، وفي تلك الأثناء اختفت اللوحات إلى غير رجعة.
![](/wp-content/uploads/2024/07/ثورة-القماش-بحث-1720955648.png?resize=770%2C432)
وبذلك تضاءل منسوب الأمان لدى “نادغومي”، فركب أول طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول 1980، ومن ثم أصحبت العودة إلى إيران أمرا مستحيلا، أو ذلك أقل ما توصف به.
يقدم الفيلم قصته مستندا إلى ما يحوي نسيجه السردي من شعب زمنية متعددة، يمكن من خلالها قراءة توابع هذا اللغز المريب، والأهم من ذلك محاولة إدراك الطبيعة العامة للتاريخ الإيراني المعاصر، ففيه أحجيات كثيرة تحتاج بلا شك إلى تفكيك مساراتها المعقدة.
استعراض السياق الزمني.. رؤية عميقة ليوميات الثورة
يتكئ الفيلم في تقديم سرديته على تنوع السياقات الزمنية، فكل زمن ينطوي على دلالات محددة، تمكّن من الوصول إلى فهم عام لما يدور في هذه البقعة البعيدة القريبة في نفس الآن.
فالزمن الماضي يقدم رؤية عميقة ليوميات الثورة الإيرانية، قد تختلف أو تتفق معها عزيزي القارئ، لكنها تستحق الوقوف عندها، وتأملها ومقارنتها مع تداعيات الحاضر، الذي يعاود تكرار تفاعلات الأزمنة السابقة، فالتاريخ يعيد نفسه، وفق دائرة لا تكاد تتوقف ديمومتها.
![](/wp-content/uploads/2024/07/ثورة-القماش-تكميم-1720955612.png?w=770&resize=770%2C432)
فالخط الزمني الذي يدور بين إناء الحاضر، لا يكتفي بسرد المراحل المتعاقبة للبحث الدؤوب عن اللوحات المنسية، بل ينطلق نحو تقديم صورة غير مألوفة عن الواقع الإيراني اليوم، وهو إن كشف عن شيء، فلا أعمق من تواصل المد الثوري، والغاية واحدة في الزمنين، وهي البحث عن الحرية، التي تشكل ركنا أساسيا في جعبة الأفكار المثارة بداخل النسيج الفيلمي.
اقتحام المتحف.. نبش في مقبرة الفن المغضوب عليه
في اعتماد على تقنيات المونتاج المتوازي، ينتقل خط الحاضر بين اتجاهين منفصلين متصليين في نفس الآن، يتناول أحدهما جهد المخرجة في البحث عن أصول اللوحات، وفي المقابل يسلط الاتجاه المقابل الضوء على الاحتجاجات الشعبية في الشارع الإيراني اليوم، وهذان الاتجاهان يبدو كل منهما متصلا بالآخر.
![](/wp-content/uploads/2024/07/ثورة-القماش-متحف-1720955678.png?w=770&resize=770%2C433)
فالمحاولات الصادقة للوصول إلى اللوحات المخفية في إيران، تحتاج إلى معرفة ما يحيط الواقع من أحداث، وعندها يدخلنا السرد في أجوائه البحثية المثيرة، فتتواصل المخرجة مع أحد ناشري الكتب الفنية في إيران، وهو لا يدخر وسعا في المساعدة، ثم يعقب هذه المحاولات التواصل مع أحد الفنانين الإيرانيين المعاصرين، لا يكشف عن صوته أو صورته لدواعي الأمن والسلامة، وكل منهما يمارس بحثه الشغوف عن اللوحات، ترى أين دفنت آثارها؟
ومع تصاعد موجات الإنكار من الهيئات الحكومية، يصبح البحث الذاتي هو القوة الفعالة والحاسمة، وهنا تطفو على السطح فكرة الدخول المستتر إلى قبو المتحف، حيث تقبع مئات الأعمال الفنية من العصر البائد في هدوء، ولعل هذا الاقتحام السري يكشف عن خيط ما مطمور بين تلك الزوايا المهجورة، وعند هذه النقطة، يصبح الانسحاب إلى الداخل أمرا حتميا، لا مناص من مواجهته.
“ثورة على القماش”.. انصهار الحدود بين العام والخاص
تلتقي الكاميرا مرات عدة مع بطلنا الفنان “نيكزاد نادغومي”، فيواجه العدسات محملا بإرث ثقيل من الذكريات، تمتد لداخله الشخصي، يتوغل الفيلم فيها، رغبةً في المعرفة والإدراك من ناحية، وتطلعا إلى الوصول إلى كُنه ما جرى من ناحية أخرى.
وهنا تتداخل عناصر العام والخاص معا، لتقديم رؤية موحدة السياق تجاه تشابكات التاريخ السياسي الإيراني البالغة التعقيد، وفي هذا الإطار يحدثنا “نادغومي” عن جولاته المناهضة ضد حكم الشاه، التي استمرت في التدفق مع صعود الزعماء الجدد لمنصة الحكم، فالدفاع عن مناخ الحرية قضية وجودية، لا يفرق فيها بين حقبة وأخرى.
ومن ثم تنير هذه الحكايات ما غمض من دلالات التاريخ السابق، حيث سطوة الحكم الشمولي للشاه، فالصورة الذهنية التي صدرت لسنوات عن تلك الحقبة تبدو ناقصة المحتوى، فانكماش معدلات الاقتصاد وتقليص مستويات حرية التعبير، ساهما في تأجيج تفاعلات الغضب الشعبي نحو الذروة.
![](/wp-content/uploads/2024/07/ثورة-القماش-ثورية-1720955723.png?w=770&resize=770%2C434)
يكشف بطلنا عن تلك السياقات التي تتداخل بطريقة أو بأخرى مع مسارات حياته الخاصة، ويزاح الستار عن مضمونها، من خلال تدفق عشرات الصور الأرشيفية والمشاهد النادرة لبطلنا في الولايات المتحدة، وهي مقر إقامته بعد أن تدنى المستوى العام للحرية داخل وطنه.
ويواصل الفيلم سرد ما تيسر من وقائع هذه القصة المثيرة، فتشتبك الأحداث العامة مع الذكريات الشخصية، وتنصهر الأزمنة معا، الماضي بطبقاته المتباينة، والحاضر المحمل بأعباء البحث الأرشيفي عن اللوحات، لكن من بين هذه المرويات المتشعبة، تطالعنا بين الحين والآخر لمحات عن شخصية بطلنا، كان قد جاهد قدر المستطاع لإخفاء معالمها، لكن سيل الحكايات يفصح لا إراديا عن بعض هذه الدلالات المستترة.
“كان يمكن أن نصبح أسرة سعيدة”
تتحدث زوجة “نيكزاد” بكلام يقطر ألما، وتسهب في تقديم صورة موسعة عن شخصية زوجها، فتقول: “كان يمكن أن نصبح أسرة سعيدة، لكن نيكزاد كان ثوري البصيرة، ولا شيء يجعله يربض في وضع الهدوء أو السكون”. فمشاعره الثورية المستكينة بداخله لا تخمد وتيرتها المتقدة، وقد ساهم هذا التكوين الإنساني -العصي على التطويع- بإفساد علاقاته الشخصية بالمحيطين به، وإصابتها بالعطب والخيبة.
![](/wp-content/uploads/2024/07/ثورة-القماش-عائلة-1720958195.png?w=770&resize=770%2C432)
وبالتوازي مع ما يرويه المقربون، تدعم الصورة في الاتجاه المقابل تلك الرؤية القاسية، فتطالعنا على الشاشة لقطات عدة لبطلنا أثناء استغراقه المحموم في عمله، ثم يعود صوت الزوجة للقول إنه لا يشعر بالراحة إلا في حدود مرسمه.
فالواقع أن السرد لا يفصح مباشرة عن دوافع تبدل مكنون الشخصية على هذا النحو، ولذلك يمكن بالتدافع المنطقي للأحداث أن نستنبط أسباب هذا التغيير، وهي تنحصر في المواجهات المستمرة مع كيانات السلطة، فيطرح الفيلم ضمنيا الآثار الجانبية المحتملة للصراع المتكرر بين الفرد والسلطة.
يتمحور النطاق السردي للفيلم حول هذا الصراع، وهو يقدم ويبلور سياقه وفق دائرة سردية محكمة البنيان جدا، وتكشف عن حرفية إخراجية، نجحت في صهر الأفكار الكبرى وتوليفها معا داخل حيز زمني معتدل نسبيا، فالعمر الزمني للفيلم يبلغ حوالي 95 دقيقة.
“أصبحتُ أكثر قربا من أبي”
يعتمد الفيلم كليا على توظيف فكرة الأقواس الدرامية، فالبداية مع فرضية اختفاء اللوحات التي تنطلق منها نواة الفيلم، حتى نصل إلى القوس المقابل الذي يكشف عن إيجاد نماذج من اللوحات الأصلية، محفوظة طي الكتمان داخل قبو المتحف.
فإذا كانت بداية قصة هذا الفنان تعود إلى انطلاق فعاليات معرضه الفني بعد اندلاع شرارات الثورة الإيرانية، فقد اختار الفيلم أن يصبح فصله الثالث مكملا للأحداث، واستعادة هذا المعرض بعد ما يزيد من الأربعين عاما.
![](/wp-content/uploads/2024/07/ثورة-القماش-شرح-1720955713.png?w=770&resize=770%2C434)
لكنه كان هذه المرة في مكان مغاير وبأسلوب أكثر حداثة، فالمكان نيويورك، أما اللوحات فهي نسخ عالية الجودة، طُبعت من الهاتف، وبذلك تكتمل براهين الحكاية، بكل ما تحمله من دلالات، تنطوي على طوائف عدة من الأفكار الشائكة، محملة بأنماط متباينة من الأسئلة الفلسفية عن حدود الحرية الفردية، وما تبعثه من رؤية أكثر اتساعا وشمولا نحو العالم.
وفي هذا السياق، تقول المخرجة “سارة نادغومي” في أحد الحوارات الصحفية بعد عرض الفيلم: على صعيد آخر، أصبحتُ أكثر قربا من أبي، لأننا سمحنا لهذا الفيلم بالاكتمال.
فالسينما ليست لديها تلك القدرة الخلاقة على قراءة الماضي واستيعاب معطيات الحاضر فحسب، بل إنها تنفذ لدواخلنا الذاتية، التي قد لا ندرك الكثير من تشابكاتها المعقدة.