“آضاد وتآكل” من الصحراء للمدن القديمة في ليبيا

         
في أعماق الأكاكوس شاهد حجري شاهق يبرز من الأرض يشبه  إبهام اليد يسمى بلغة التيفيناع ” آضاد ” الذي يعني ” الإبهام ” ،  للوصول إلى هذا المعلم انطلق الفريق الفني الذي يجمع  كاتب السيناريو والمنفذ : سالم أحمد الأوجلي والمصورين ” محمد السني وطارق الهوني “، متتبعاً طرق القوافل القديمة ، صعوداً الى الجبل الغربي

من فيلم آضاد

عبرشاهدين من أدني وأقصى هذا الجبل : ” قصر الحاج وقصر نالوت ”  ثم مدينة ” غدامس ” ، حيث تتبع  متاهة شوراعها القديمة وأزقتها ومعمارها وطرق الري القديمة وألوان أزيائها وحليها  ونقوش بيوتها ، يأخذنا الفريق الفني إلى محطات متباينة ومتآلفة في آن حيث ترتاح ا��رحلة عند بساتين النخل في عين الفرس  .. عين الذبان .. الحمادة الحمراء .. التخييم في الليل .. ثم  جبل ” كاف الجنون ” على مشارف مدينة “غات ” ثم تدخل بنا الكاميرا  إلى مدينة ” غات ”  و”البركت ” .
 ثم الوصول إلى الأكاكوس  ووادي متخندوش الذي يتداعى وتتشقق الصخور التي تحمل أروع النقوش فيه كل عام بفعل الامطار والسيول ..ومنها الى بحيرة “قبر عون ” وأخواتها .
هذا المجهود الذي قام به الفريق الفني  كان نتيجته إنجاز شريطاً وثائقياً من جزئين يحمل عنوان ” آضاد ..رحلة في الصحراء الليبية  ” حاول فيه الأوجلي أن  يرصد عبر زمن ثمانين دقيقة  سحر الصحراء والعلاقات التي تجمع بين المعمار والبحر والإنسان والتاريخ والأزياء ، كما يحاول الشريط في لغة التعليق أن يترك  مساحات   للموسيقى التي وضعها ياسر نجم أن ترافق العين في تجوالها وقام بعملية المونتاج اسامة امنينه .
الشريط من إنتاج  دار سين للأنتاج الفني (دار خاصة حديثة ) وشركة أسرار الصحراء السياحية . والذي سيعرض قريباً على أحدى القنوات الفضائية  الليبية  لم يعلن عنها  بعد .

                              ضوء على المدن التاريخية المهملة 

من فيلم تآكل

 
على الجهة الأخرى ومن إنتاجه الخاص بالتعاون مع أهالي مدينة ” هون ”  انتهى المخرج والمصور  ” أحمد السيفاو ” من تصوير شريط وثائقي عن مدينة ” هون ” القديمة بعنوان ” تآكل ”  يحاول فيه إبراز العلاقة بين المدينة القديمة وسكانها وماذا يمثل هذا الإرث التاريخي لأهالي المنطقة  ، والعلاقة التي تربطهم به بعد دخول الحياة المعاصرة في طريقة الحياة اليومية من خلال استجلاء بعض الآراء من مختلف الشرائح والأعمار في المدينة .
” السيفاو ” يحاول رصد ما آلت إليه المدينة من إهمال بعد دخول الحياة المعاصرة وعلاقة الزي والمعمار والتقاليد والفنون  المعاصرة  بالمدينة القديمة .  ” الفنان ” عبدالقادر الدبري ”  أستلهم موسيقاه التصويرية  من الموروث الموسيقي الهوني . وفي أول مغامرة له  تكفّل  الشاعر ” السنوسي حبيب ” ابن مدينة ” هون ”  بكتابة التعليق لهذا الشريط  .
” السيفاو ” الذي يستعد لدخول غرفة المونتاج لإتمام العمليات الفنية الأخيرة  أفاد بأن هذا الشريط رسالة للمهتمين والمعنيين  للمحافظة على موروثنا الحضاري التاريخي وليس في مدينة  ” هون ” فقط بل يشمل كل المدن التاريخية المهملة  في ليبيا . مدة الشريط ” 25  دقيقة .

من حياة هون