“أغاني الحرية”.. وثائقي مهرب عن الثورة السورية

إلى روح “إبراهيم القاشوش” أقدم قراءة للفيلم الوثائقي أغاني الحرية … حول السلمية بين مفكرين سوريين وغربيين….
بدأ العديد من المخرجين الوثائقيين السوريين في إنتاج أفلام عن الثورة السورية، وبسبب صعوبة دخول الأراضي السورية لصناعة فيلم يوثق ما يحدث في سورية فإن الكثيرين حاولوا صنع الأفلام من الحدود عن طريق شهود العيان اللاجئين، لكن خرج فيلم أغاني الحرية حول السلمية بين مفكرين سوريين وغربيين ليكسر التقليدية التي اتجه لها العديد من المخرجين ليقدم فيلماً مهربا باسم المتظاهرين السوريين يقدم آراء مفكرين غربيين ومفكرة سورية حول التظاهر السلمي. يبدأ الفيلم ليقدم لك مقولة “إذا كنت تعتقد أن المقاومة السلمية سننجح فأنت مُحق”، ويتخلل الفيلم مقاطع من هتافات المتظاهرين حاول المخرج المجهول الهوية كسر حاجز النمطية في العرض والاكتفاء بالمقابلات التي ضمت أسماء ذات وزن كبير على الساحة الثقافية والإعلامية، فالتقى المخرج مع “نعوم تشومكي” وهو فيلسوف ولغوي أميركي وناشط سياسي معروف بمعاداته للسياسات الأمريكية الخارجية، حيث قدم الفيلم خلفية عن كل ضيف مبنية على مقابلات سابقة له في التلفزيون الأمريكية أو محاضرات علمية فنجح الفيلم من حيث الشكل في إثراء الحالة المعلوماتية للمشاهد مع تقديم شرح مفصل عن السلمية لرسم المعالم الحقيقية للثورة السورية بأسلوب واقعي وموضوعي. وابتعد الفيلم عن التحريض التعبوي ولم يعرض ما يجب أن يقوم به المتظاهرون بل قدم شرحا لما يقوم به المتظاهرون عن طريق شهادات الضيوف، سلط الفيلم الضوء على موقف حزب الله من الثورة السورية واعتبر الباحث الأمريكي نورمان فينيكلستين أن الحزب ارتكب خطأ تاريخيا بعدم الوقوف بجانب الشعب السوري على الرغم من أنة وقف بجانب الشعب المصري والتونسي والبحريني.

وقدم الفيلم رأي الإعلامية الأمريكية إيمي غودمان حول عدم جدوى منع السلطات السورية للصحفيين الأجانب من الدخول إلى سورية وحذرت النظام السوري أنه لا يستطيع جيشه منع المتظاهرين من نقل ما يحدث إلى العالم.
وتم توجيه سؤال افتراضي في الجزء الأخير من الفيلم للباحثة الجامعية الأمريكية “إيريكا شينويث”وهو “ماذا ستفعلين لو كنتِ بشار الأسد” وأجابت “سأتبع طريقة فرّق تسد” ربما جاءت هذه الإجابة تحذيرية للمتظاهرين لأنه ربما حسب قراءة الباحثة الأمريكية شينويث يتبعها النظام السوري حالياً للقضاء على حالة التظاهر.
ولم تكن أغاني الحرية المُسمى الفيلم بها أو الهتافات سوى استراحة بسيطة بين مقابلة ومقابلة لذلك ربما نراها من ناحية حركية فنية ناجحة للمخرج في جذب الجمهور وتقديم الثورة أو التظاهرة السورية أن سلاحها الوحيد هو صوت الأغاني والهتافات.
ويسجل على الفيلم أن عنوانه الفرعي هو حول السلمية بين مفكرين سوريين و غربيين إلا أننا لم نشاهد المفكر السوري سوى في بداية الفيلم من خلال ظهور رزان زيتونة الناشطة السورية.  ومن الناحية الفنية الفيلم اتبع البساطة في عملية الإخراج لم يكون هدف المخرج التأثير على الجمهور من خلال الصورة إنما من خلال المضمون فلم يعرض صورا للتعذيب ولا لصور للمنازل المُهدمة إنما عرض صورا من المظاهرات وما تضمها من هتافات.