“أندريس إنييستا”.. الساحر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس

حينما صوّب المخرج الإسباني “أوريول بوش” عدسته نحو اللاعب الشهير “أندريس إنييستا” لم يكن يعرف أنه يقف أمام إنسان بسيط ومتواضع إلى هذه الدرجة، ولعل تواضعه هو سرّ محبة الآخرين له وانجذابهم إليه، بل إنّ مشجعي الفرق المناوئة لا يجدون ضيرا في الإشادة به كلما حقّق هدفا جميلا ينطوي على لمسة فنية تحرك النفوس قبل الأبدان وتُلقي بها في برازخ النشوة والجذل والحبور.

ينطوي هذا الفيلم الوثائقي الرياضي “أندريس إنييستا.. البطل غير المتوقع”  على قدر كبير من الإثارة فهو أقرب إلى السيرة الذاتية التي يشترك بروايتها ساردون متعددون بدءا من الكائن السيري الذي تتمحور حوله الوقائع والأحداث مرورا بأسرته الصغيرة، وانتهاء بأصدقائه المقربين من اللاعبين والمدرّبين والأطباء الذين ينتمون إلى النوادي الرياضية التي ذاع صيته فيها حتى صار أشهَر من نار على علم.

لا يركّز هذا الفيلم الشيق على عبقرية “إنييستا” الكروية فقط، وإنما يسرد قصة حياته كاملة منذ طفولته وسنوات شبابه التي أحبّ فيها “آنا أورتيز” وتعلّق بها إلى حد كبير جعله يستغني عن التفكير بأي امرأة أخرى حتى لو كانت على قدر كبير من الفتنة والإثارة والجمال.

من هنا أصبح بإمكاننا أن نعتبر الفيلم عائليا ورياضيا ونفسيا في آن واحد، كما يتحدث عن الغُربة داخل حدود الوطن وخارجه حينما شدّ الرحال بعد الإغراءات التي قدّمها “هيروشي ميكيتاني” رجل الأعمال والملياردير ورئيس نادي فيسيل كوبه لكرة القدم الياباني، ولم تُسعفه في غربته سوى زوجته الحميمة وأطفاله الأربعة الذين يملؤون حياته صخبا ومحبة.

ابن الريف الإسباني.. صانع الألقاب في عالم الساحرة المستديرة

حصل “إنييستا” على كم كبير من الألقاب العظيمة، والصفات الجليلة التي تنسجم مع مهارته الذهنية والبدنية فهو يُوصف بالفريد والساحر والمتوازن والظاهرة والأسطورة والمخادع والمُذهل والمثالي والمميز، كما يصفه آخرون بالموهوب والصادق والإنساني وروح الفريق والذي يرقص مع الكرة ويتوحّد معها حتى تصبح جزء من قدمه الذهبية.

وُلد “أندريس إنييستا” 11مايو/ أيّار 1984 في قرية فوينتيالبيّا التابعة لمقاطعة ألباثيتي، وكانت هذه القرية الصغيرة تشكو مثل شقيقاتها من القرى الإسبانية الأخرى من انعدام الملاعب الرياضية، فلا غرابة أن يلعب في الشارع مع أقرانه أو في أي مساحة ممهدة من الأرض، خصوصا أنّ أباه قد انتبه مبكرا إلى موهبته في لعبة كرة القدم.

فقد كان الأب أيضا لاعب كرة قدم في أحد نوادي الدرجة الثالثة، وقد تحمّل هذا الأب المثابر مشقّة نقله يوميا إلى منطقة ألباثيتي التي تبعد مسافة 40 كيلومترا عن القرية التي تقطنها العائلة من أجل تنمية إمكانياته البدنية والذهنية التي يمكن أن يلاحظها أي إنسان يمتلك ولعا بسيطا بكرة القدم.

اللاعب الإسباني “أندريس إنييستا” حامل قميص رقم ثمانية في نادي برشلونة

أكاديمية لا ماسيا.. الخطوة الأولى في عالم الرياضة والغربة

ترك “إنييستا” المدرسة في سن الثامنة والتحق بنادي ألباثيتي لكرة القدم للأشبال بناء على دعوة من مدربي الفريق، وسافر مع أعضاء الفريق إلى بلدة برونيتي للمشاركة في البطولة السنوية التي تحمل اسم المدينة ذاتها.

كان والدا “إنييستا” يريدانه أن ينضم إلى نادي ريال مدريد لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن أحيانا لأن فرص الانضمام إلى النوادي الرياضية العريقة نادرة جدا، ولكن معرفتهما بالمدرّب “إنريكي أوريزاولا” قد أفادتهما من حيث لا يدريان، إذ طلب منهما أن يسجّلاه في أكاديمية “لا ماسيا” للشباب لتبدأ أولى فصول غربته الداخلية ونأيه عن الحياة الأسرية التي اعتاد عليها.

لم يعتد الأب “خوسيه” أيضا على فراق ابنه، ففي تلك الليلة التي قضاها الأبوان في أحد فنادق المدينة سقط الأب على الأرض وكأنه طفل في العاشرة من عمره، وكان يجد صعوبة في التنفس، وهو بالأساس يعاني من مرض القلب، وقد أعربَ عن استحالة العيش في هذه المدينة الكبيرة المكتظة، فهو قروي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وقد اعتاد على الحياة الريفية المفتوحة التي لا تعيقها العمارات والأبنية الشاهقة.

وقد أراد الذهاب إلى النادي لاستعادة ابنه لكن زوجته “ماريا” منعته وحالت دون ذلك، ولولا وجودها هناك لتغيّر مصير “إنييستا”، فهي امرأة قوية تفكر بمستقبل ابنها، بينما لم يفلح “خوسيه” في تحطيم الدائرة العاطفية التي أخذت منه مأخذا كبيرا.

إنييستا رفقة زوجته “آنا أورتيز” وأطفاله الثلاثة الذين يملؤون عليه حياته في منزلهم

“كنا نعلم أنه يبكي، ولكنه كان يبكي بصمت”.. معركة التأقلم

لم يكن المُخرج موفّقا في اختيار العنوان لأنّ أحداث الفيلم برمتها تشير إلى أنّ “إنييستا” كان مُرشحا لأن يكون البطل المتوقع، وقد أظهرت موهبته المبكرة مثل هذه التوقعات وكان الأجدر بالمخرج أن يسمّي هذا الفيلم “أندريس إنييستا.. البطل المتوقع” لينسجم العنوان مع نسيج الفيلم وأحداثه الممتعة الجذابة التي تنطوي على كثير من الإثارة والترّقب والتشويق.

ويبدو أن المخرج قد اعتمد في صياغة هذا العنوان على وجود الأم معه، ومرافقته إلى “لا ماسيا”، ولولاها لعاد هذا الابن إلى قريته ليدفن أحلامه الكروية فيها.

لقد عانى “إنييستا” كثيرا لكنه سوف يعتاد على حياته الجديدة، ولعل من المفيد الإشارة إلى “رامون بيسا” كاتب سيرته الذاتية الذي وصف الحالة النفسية لدى “إنييستا” بدقة حينما قال: كنّا نعلم أنه يبكي، ولكنه كان يبكي بصمت.

لم يكن “إنييستا” يفكر بأن يكون لاعب كرة قدم فقط، وإنما كان يسعى بشكل محموم لتحقيق أحلام والديه وتوقعاتهم الكبيرة التي رسموها في أذهانهم، ويضيف “رامون بيسا” الذي نجح في تحليل شخصية “إنييستا” وكشف عن خباياها: إن الأهل أحضروا “إنييستا” بجرعة كبيرة من التوتر وكانت طريقته في التمرّد هي التعبير عن نفسه بالكرة، ولهذا السبب فهو لاعب مختلف لأنه يفعل أشياء غير تقليدية بالكرة.

صورة لإنيستا في الملعب خلال موسمه الأخير مع برشلونة بين عامي 2017-2018

بطولة كأس “نايك”.. هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة

أصبح “إنييستا” عام 1999 قائدا لفريق برشلونة تحت سن الـ 15 سنة، وشارك في بطولة كأس نايك الممتازة، وسجّل هدف الفوز في آخر دقيقة من عمر المباراة؛ الأمر الذي جعله أفضل لاعب في تلك البطولة التي بقيت عالقة في الأذهان بسبب ذلك الهدف المميز الذي سوف تتبعه أهداف أخرى مميزة في مباريات مصيرية على صعيد كأس الأمم الأوروبية وكأس العالم.

لا بد من الإشارة إلى أنّ “إنييستا” لاعب وسط مدافع لكن بسبب موهبته الفذة ومهارته العالية وقدرته المتميزة في المراوغة أصبح مهاجم خط الوسط، وقد وصفه المدرّب الإسباني “فيسنتي ديل بوسكي” بأنه: لاعب متكامل، فهو يهاجم ويدافع، ويسجّل ويصنع الأهداف أيضا.

ليست هناك محطات كثيرة في حياة “أندريس إنييستا” فبعد انضمامه إلى نادي ألباثيتي عام 1994 واستمراره فيه لغاية 1996، انتقل مباشرة إلى نادي برشلونة المستوى الثاني ثم برشلونة المستوى الأول، ولم يزل فيه حتى عام 2018 لينتقل إلى نادي فيسيل كوبه الياباني.

إنييستا فرِحا بعد الهدف الذي سجله في مرمى نادي تشيلسي الإنجليزي في الجولة الثانية لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا وأوصل به برشلونة إلى النهائي

هدف الدقيقة 90 الساحر.. طفرة نوعية في معدل الولادات بإسبانيا

كثيرة هي الأهداف المميزة التي سجّلها “إنييستا” أثناء وجوده في فريق برشلونة لكن هناك أهداف خالدة لا يمكن أن ينساها الجمهور ومنها الهدف الذي سجّله في موسم 2008- 2009 في مباراة برشلونة ضد نادي تشيلسي الإنجليزي في الجولة الثانية لنصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، ففي الدقيقة 93 سجّل “إنييستا” هدفا مميزا بعد تمريرة متقنة من “ليونيل ميسي” لينقذ الفريق برمته.

بقي “إنييستا” لمدة أسبوع وهو يشاهد هذا الهدف الساحر الذي خلب فيه قلوب المشجعين كما أثار دهشة المناوئين له، وقد أحدث هذا الهدف الذي أحرزه “إنييستا” ضد تشيلسي طفرة في المواليد بحسب الدراسة التي أعدّها الباحث “خيسوس مونتيسينوس” التي يقول فيها: إذا نظرنا إلى معدّل الولادات فسنجد 11000 ولادة على مدى 5 سنوات وهي نسبة مستقرة باستثناء شهر فبراير 2010، وبعد 9 أشهر من بطولة مايو/أيار شهدت زيادة بنسبة 16% في معدل الولادات بتأثير الهدف الساحر الذي حثّ الإسبان على الإنجاب.

أمّا “إنييستا” فقد صرّح قائلا “أنا سعيد لأنني أستطيع المساهمة في هذا العمل المهم”، ومن بين الأهداف المتميزة التي أحرزها الهدف الذي سجّله ضدّ الفريق الهولندي في جوهانسبرغ في بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2010.

كما يعتز بالهدف الرائع الذي أحرزه ضد نادي رسينغ سانتاندر في الجولة الأولى من الدوري الإسباني إذ جاء من تسديدة بعيدة من نصف الملعب تقريبا لتُسقِط جمهوره في مثلث النشوة والمفاجأة والذهول، وثمة أهداف أخرى متفردة سجّلها “إنييستا” في كأس السوبر الإسباني عام 2011 ضد غريمه التقليدي ريال مدريد وغيره من الأندية الأوروبية المعروفة ليحصل على لقب أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا.

 

“هل أتصل أم أكتب رسالة؟”.. حب من نظرة واحدة

يمكن أن يكون التاريخ الرياضي “لإنييستا” معروفا لمحبّي الرياضة ومتابعيها لكن قصة الفيلم لم تنحصر في هذا الإطار فقط، بل تعدّته إلى الجوانب الشخصية لهذا اللاعب الموهوب الذي رفع اسم بلاده عاليا في المحافل الرياضية.

وقد ارتأى المخرج الإسباني “أوريول بوش” أن يركز على العلاقة العاطفية التي ارتبط فيها “إنييستا” مع “آنا أورتيز” النادلة الجميلة التي كانت تعمل في إحدى حانات “ماتارو” المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وحينما وقع بصره عليها أحبّها من النظرة الأولى، أما هي فقد أحبّته بالتدريج.

لقد بذل “إنييستا” جهدا كبيرا في الحصول على رقم هاتفها النقّال، وقد شغل صديقيه “جوردي ميساليس” و”سيسي مارتنيز” بهذه القصة في محاولة منه لتهدئة أسئلته الداخلية المضطربة من قبيل: هل أتصل بها هاتفيا أم أكتب لها رسالة نصيّة قصيرة، وإذا كتبت لها رسالة فهل ستجيب عليها أم تهملها؟

ورغم أن صديقيه كانا يتمنيان أن يكون أكثر هدوءا وصبرا ورزانة فإنه حسم الأمر وكتب رسالة نصيّة واتصل بها، وطلب لقاءها بحجة الهدية الصغيرة التي جلبها من اليابان ويريد تقديمها إليها، أمّا الهدية فهي أنموذج مصغّر لطائرة  تحمل العلامة التجارية (ANA) وهو اسم “آنا” نفسه.

لم تأخذ الخطبة وقتا طويلا فدخلا في عش الزوجية وأنجبت له أربعة أطفال لكن الطفل الخامس وُلد ميتا، فتغلبا على هذه الفاجعة بالصبر والإيمان.

إنييستا يهدي هدفه الفائز بكأس العالم عام 2010 إلى صديقه الراحل المدافع في إسبانيول “داني خاركي”

“ليس على ما يرام”.. سقوط في هوة الكآبة

على الرغم من الحياة الرخيّة التي يعيشها نجوم كرة القدم فإنهم ليسوا بعيدين عن الوقوع في خانق اليأس والقنوط، ونسمع غالبا بأنّ هذا النجم الكروي أو ذاك قد سقط في هوّة الكآبة، وانسحب من حياة الأهل والأصدقاء والمعارف مُستجيرا بعزلته الداخلية، ومعتصما بها إلى حد التوحد.

يعرف نجوم الرياضة خطورة الكآبة التي يمكن أن تفضي إلى انهيارات نفسية، فلا غرابة أن يلجأ “إنييستا” إلى الطبيبة النفسية “إينما بوج” ويُذهلها بالتزامه ودقة مواعيده، بل بمجيئه قبل الموعد بعشر دقائق أو أكثر حتى يحين موعد اللقاء.

فالكآبة التي وقع فيها لم يكن خلفها سبب واحد، بل أسباب متعددة تراكمت فأحدثت له هذا الانهيار الذي أقلق العائلة كلها، وامتدّ هذا القلق إلى القائمين على نادي برشلونة برمتهم، وإذا وضعنا إصابات التمزّق العضلي التي تعرض لها عام 2009 والعام الذي يليه فإن وفاة صديقه الحميم “داني خاركي” مدافع إسبانيول عام 2009 كانت صدمة كبيرة بالنسبة إليه.

فقد وضعته وفاة صديقه فجأة أمام سؤال الموت خصوصا وهو يعاني من إصابتين لم يشفَ منهما تماما، فكل الثروة الطائلة التي يمتلكها لا تعني شيئا أمام الموت الذي قد يُداهمنا في لحظة مفاجئة على هيئة جلطة قلبية كتلك التي أصابت “خاركي” وأودت بحياته وهو في ربيعه السادس والعشرين.

يتحدث الأب “خوسيه أنتونيو” بمرارة عن المحنة التي حلّت بابنه، وقد قالت الأم “ماريا لوخان” إنّ العالم قد سقط على رأسها حينما استمعت لابنها وهو يقول في منتصف الليل بأنه يريد أن ينام بين والديه لأنه ليس على ما يرام، وأنّ أخته “ماربيل” قد صُعقت عند سماعها تدهور صحة شقيقها الوحيد، وهذا الأمر سينسحب على أعضاء الفريق والأصدقاء المقربّين الذين يعدّون “إنييستا” ثروة وطنية، وشخصا محبا لشعبه الإسباني ولكل الناس الطيبين في العالم.

الملياردير الياباني ورئيس نادي فيسيل كوبه “هيروشي ميكيتاني” يتعاقد مع إنييستا مٌقدما له حزمة من الإغراءات التي لا تُرفض

مغادرة برشلونة.. رحلة إلى كوكب الشرق الياباني

لم يعتد “إنييستا” على الغربة كثيرا، وكان يشعر باللوعة والحنين حينما يغادر من قريته إلى برشلونة أو مدريد أو بقية المدن الإسبانية، لكنه في عام 2018 -أي بعد أن أمضى قرابة 12 سنة في نادي برشلونة- جاءه الملياردير الياباني ورئيس نادي فيسيل كوبه “هيروشي ميكيتاني”، وقدّم له حزمة من الإغراءات التي لا يمكن أن يرفضها في وضعه الراهن الذي يتعرض فيه لبعض الجفاء والصدود من إدارة النادي، لهذا اغتنم الفرصة التي طرقت بابه، وتهيأ لموضوع الغربة والنأي عن الوطن متسلحا بحب زوجته “آنا”، ومتمترسا بأطفاله الأربعة الذي يملؤون عليه حياته كلما دهمته العزلة أو تصاعدت في ذهنه الذكريات.

لا بد من القول إنّ “إنييستا” قد انسجم مع المجتمع الياباني وشعر بالانتماء إليه لأن اليابانيين يحترمونه ويتعاملون معه بشكل رائع، ويفرحون جدا كلما سنحت فرصة اللقاء به حينما يطل بين آونة وأخرى إلى نادي المعجبين بهذا النجم الأسطوري الذي هبط من عليائه وبات يتحرّك على قدمين راسختين في الأحياء والأزقّة اليابانية العريقة.

ما يميز هذا الفيلم الوثائقي الرائع هو شهادات عدد كبير من اللاعبين والمدرّبين الكبار أمثال “ليونيل ميسي” و”نيمار جونيور” و”صاموئيل إيتو” و”فيسنتي ديل بوسكي” و”جوردي ألبا”، و”سيسي مارتنيز” و”بيب غوارديولا”، و”سيرجيو راموس”، و”لويس إنريكي” إضافة إلى عدد غير قليل من الأهل والأقارب والأصدقاء الذين قدّموا شهادات مثيرة تشبع نهم المتلقين.