“الأرض المحظورة”.. صراع من أجل البقاء على الحدود الأمريكية المكسيكية

د. أحمد القاسمي

الأرض المحظورة (No Man’s Land) عبارة عسكرية تعني المنطقة التي يُحظر دخولها أثناء الحرب، وعامة تكون في جبهة خطيرة أو على حدود مشتركة، لكن لماذا رحّلها المخرج الأمريكي “كورنر آلين” إلى الحياة المدنية، ولماذا اتخذها سبيلا للتعبير عن محنة عائلة “بيل غرير” الأمريكية؟

كانت هذه العائلة تعيش على تربية الأبقار في تكساس قريبا من الحدود الأمريكية المكسيكية، وتحديدا على نهر “ريو غراندي”، لكن ابنها “جاكسون غرير” الشاب الموعود بمستقبل علمي ورياضي باهر قَتل صبيا مكسيكيا مُهاجرا على وجه الخطأ.

اتخذ المخرج من هذه الحادثة مطيته ليطرح محنة عائلة “ألميدا”، فقد كانت تسير ليلا رفقة رفاق آخرين لتتسلل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ابنه “فرناندو” قُتل بسلاح “جاكسون” في لحظة تهوّر لم يُقدّر الجميع عاقبتها، ليكشف الحدث النقاب عن حرب صامتة يُديرها أصحاب القرار، ويكون المدنيون ضحاياها.

 

تضحيات الآباء والأبناء.. خطوط الحكاية المتوازية

يهجم لصوص مُتسللون عبر الحدود المكسيكية على ماشية عائلة “بيل غرير”، وعندما ينتبهون إليهم ويهبّون للدفاع عن ممتلكاتهم تتشرد الأبقار، ويضطر الأب “بيل” وابناه “لوكاس” و”جاكسون” إلى البحث عنها في الجوار ليلا، وفي خضمّ الفوضى يصادفون قافلة من المتسللين المكسيكيين، حيث يحدث لبس ينتهي بتبادل لإطلاق النار يُصاب فيه “لوكاس غرير”، ويقتل “جاكسون” الطفل المكسيكي “فرناندو”، ويكون هذا الصدام مُنطلقا لتشكيل حكاية يتواجه فيها قطبان هما عائلتا “بيل” و”ألميدا”.

يتسم الآباء في هذا القطب أو ذاك بالإيثار والتضحية في سبيل الأبناء حماية لمستقبلهم أو احتراما لذكراهم، فيخبر الأب “بيل” الشرطة بأنه هو من أصاب الفتى، وإنما فعل ذلك كي لا يُلحق الضرر بمستقبل “جاكسون” العلمي والرياضي، لكنه لا ينجح في خداع الشرطة، ويظل “ألميدا” يسعى إلى الثأر لابنه، وتُصيبه حالة إحباط عميق وأزمة وجودية تُفسد علاقته بربه، وهو الذي طالما اتبعه وعشقه.

وكما الأمر بالنسبة إلى الآباء، تتوازى الحكاية على مستوى صورة الأبناء، فيتفانون بدورهم في الدفاع عن آبائهم، فـ”جاكسون” لم يلحق بوالده الباحث عن أبقاره الشريدة، ولم يطلق النار إلا دفاعا عنه، معتقدا أن الطفل “فرناندو” يريد به شرا.

أما “فرناندو” الطفل المطيع فيلقى مصرعه وهو يدافع عن والده، وبينما يبقى مسجى في غرفة الموتى، يبقى “لوكاس غرير” -المُصاب إصابة بالغة- طريح الفراش يُصارع من أجل الحياة في الغرفة المجاورة.

ويشمل التناظر الوجهة، فـ”فرناندو” كان قد اجتاز الحدود خِلسة في اتجاه الولايات المتحدة ليأمن من الجوع، وبعد مقتله يجتاز “جاكسون” الحدود في اتجاه المكسيك وقد أضحى مُلاحقا من قبل العدالة ليأمن من الخوف، ويبحث عن “ألميدا” ليعتذر له عن قتله لابنه.

الأب المهمش “بيل غرير” الذي يعيش على الحدود المكسيكية الأمريكية ويمتنى أن يتخلص من الحياة البائسة ليعانق الحلم الأمريكي

 

شقاء المعتدي والضحية.. أظافر السياسة المنحرفة تنهش المجتمع

يلحّ الفيلم في تشكيل صورة إيجابية للعائلة في كل من البلدين، بعيدا عن قضايا التفكك الأسري وقضايا الطلاق وتمرد الأطفال، وسقوطهم ضحايا للجريمة المنظمة، أو المخدرات التي عهدناها في الأفلام الأمريكية، فيتصرّف المعتدي والضحية كلاهما من منطلق إيمانه بقيمة العائلة.

ولعل صورة أم القاتل التي كانت تزور ابنها “لوكاس” المصاب، ووالد القتيل القادم لرؤية ابنه المسجى، -وهما يتعاونان على ركوب المصعد، ثم يقفان متجاورين كل منهما يعيش ألمه بصمت-؛ تخبرنا بأن الأمر لا يتعلق بصدام بين أخيار وأشرار، وإنما كضحايا لمنظومة اقتصادية وسياسية تطحن من يقع بين فكيها، فإلى أي حد كانت هذه الصورة واقعية، وإلى أي حدّ كانت حالمة؟

لا يبحث المخرج عن واقعية الصورة بقدر ما يبحث عن فاعليتها في إضاءة وجهة نظره وبسطها للمتفرج، وهي أنّ الإنسان يشقى ويقتُل ويُقتل نتيجة لمنظومة سياسية مُنحرفة، وهو يستعرض ذلك دون أن يستحضر الساسة، أو أن يوظف الشعارات السياسية، أو الخطب الرنانة، ليمنح الفيلم عمقا سياسيا بيّنا.

الأب “ألميدا” وطفله المكسيكي “فرناندو” الذي قُتل في لحظة تهوّر لم يُقدّر الجميع عاقبتها

 

أشواك على خط الهروب إلى المكسيك.. تحديات رحلة التيه

يعرض الفيلم حكاية معاصرة من صميم المعاناة التي يعيشها المهاجرون القادمون من أمريكا اللاتينية باحثين عن الحلم الأمريكي، لكنه لا يخلو من صدى لحكايات رُعاة البقر، تلك التي كرستها الروايات الشعبية في أواخر القرن التاسع عشر، ثم التقطتها السينما لتصنع منها مجدها لفترات طويلة من القرن العشرين، وعمادها صورة نمطية لراعي البقر الذي يحرس قطعان الماشية في مسارات طويلة خاصة على طريق تكساس وكاليفورنيا، فيواجه هجمات اللصوص معتمدا على حصانه وسلاحه وشجاعته، وتمتزج في شخصيته الروح المتمردة بالمهارة، وكثيرا ما تعكس الفظاظة والعنف المميزين لعالمها المتوحش عن عالم المدنية الآمن والمستقر.

لماذا يعود “كورنر آلين” إلى هذا النمط وقد بات في حكم التاريخ بعد أن ابتذلت صورته وفقدت بريقها؟

فمن عناصر جمالية أفلام رعاة البقر التي يستدعيها المخرج المناظر الطبيعية العظيمة، حيث الأرض بكر، والعالم بدائي متوحش، فـ”الأرض المحظورة” معادية قاحلة تضاريسها منيعة، ونباتها صبّار ونباتات شوكية وأشجار تتجرد من أوراقها، وذلك لتوحي بالموت أو الخطر الداهم، أو الألم الممض، ولعل صورة البقرة التي تعلق في الأسلاك الشوكية فتُدمى سيقانها تكون خير مُجسّد لهذا الإيحاء، ولسماتها الفظة تلك لم يكن يستوطنها غير الرجال الشداد الأقوياء.

تمنح هذه السمات جميعا “جاكسون” صورة راعي البقر النموذجي، فلا يكف الفيلم عن خلق التحديات له، فيجعله مطاردا من قبل الأب المكلوم الباحث عن الثأر لمقتل ابنه، ويضاعف من متاعبه بأن يختلق تلك المواجهة من مهرب الوغد، باحثا بدوره عن الانتقام منه لكرامته بعد أن هزمه لما أراد أن يسلبه حصانه، ويخلق تحالفا بين خصميه فيوحّد جهودهما لملاحقته، وهو الغريب الهارب من العدالة الأمريكية إلى الأراضي المكسيكية.

وبالمقابل يمنحه الفيلم من القوة الجسدية ما يجعله يواجه رحلة التيه في الأراضي المكسيكية بصبر وجلد، فيتحمّل العطش والجوع، ويواجه الأوغاد الذين يحاولون السطو على حصانه بشجاعة، حيث يجزل له السيناريو المهارات التي تمكنه من انتزاع إعجاب من يحيطون به، وتسهّل عليه عملية الاندماج مع عالمه الجديد، ففي لحظات قصيرة يروّض الحصان الجامح منذ سنوات، ويروض معه قلب الفتاة التي تتابعه باندهاش، ويتفادى زخات الرصاص المصوب نحوه بفضل فروسيته.

الحدود الأمريكية المكسيكية التي تُعتبر واحدة من أطول الحدود بين دولتين في العالم

 

مآسي الهجرة على الحدود الجنوبية.. معاناة منسية

لا تجري الأحداث على الحدود بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك إلا لغاية في نفس المخرج، فعبر الشخصيات المتدهورة يسلط ضوءا ساطعا على الواقع الأمريكي اليوم، وعلى المعاناة الإنسانية في طرفه الجنوبي، فالحدود الأمريكية المكسيكية واحدة من أطول الحدود بين دولتين في العالم، تتخللها تضاريس وعرة، ونهرا كولورادو وريو غراندي.

ولأن مراقبتها تظلّ عملية عسيرة، فإن المهاجرين غير الشرعيين يتدفقون عبرها إلى الولايات المتحدة ليواجهوا مخاطر جمة، منها اعتداءات اللصوص وعصابات المخدرات التي تقوم بسرقة أموالهم، وتفرض عليهم الإتاوات لركوب القطارات، ومن يختار منهم السير على الأقدام يواجه المهالك.

ولعل ما تعرضت له القافلة المكسيكية في الفيلم يكون نموذجا لهذه المعاناة المنسية، فالمواجهة بين رعاة البقر والهنود الحمر لا تزال قائمة، ولعلّ المخرج يوسّع أطرافها، فيصور عامة الحضارة الأمريكية في صورة راعي البقر النمطي الذي يدّعي المدنية، ويجعل من شعوب أمريكا اللاتينية بشكل ما امتدادا لأولئك الهنود ضحايا التمدن والحضارة الزائفين.

جاكسون الموعود بمستقبل رياضي وعلمي باهر يحد نفسه مُتهما بجريمة قتل صبي مكسيكي وقد أضحى مُلاحقا من قبل العدالة

 

أفلام رعاة البقر.. تطور على مر العصور السينمائية

ظلّ الإبداع في نمط أفلام رعاة البقر يتطوّر على مر العصور السينمائية، ورغم اشتراك أغلب أفلامه في عرض صورة المجتمع الأمريكي في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر؛ فإن نزعاتها الدلالية لم تتخذ اتجاها واحدا ثابتا.

فقد مالت الفترة الأولى التي تمتدّ حتى منتصف القرن الماضي إلى تكريس صورة الهندي الأحمر العنيف، وكانت تستعيد بشكل ما شخصية البطل الأبيض وهو ينقذ امرأة اختطفها الهنود المتوحشون، كما كان السيرك يقدمها في عروضه، وظلت تمنحه دور الخيّر الذي يواجه عالم الهمّج والأشرار.

ثم ينبثق بعدئذ طور تكون فيه هذه السينما أكثر حساسية لمعاناة الهنود الحمر وما تعرضوا له من الإبادة، ثم توسّع هذه الحساسية لتتحوّل إلى تفكير في مركزية العنف في تكوين الشخصية الأمريكية ودوره المركزي في علاقاتها الدولية. ثم خبا هذا النمط. فهل يعمل المخرج “كورنر آلين” على إحيائه ومنحه حياة جديدة؟

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي أمر ببناء جدار يفصل بين الولايات المتحدة والمكسيك ليجسد المركزية الأمريكية

 

إدارة “ترامب” ظهره للعالم.. تعلة الفيلم الفنية

لا شكّ أن فيلم “الأرض المحظورة” يدرك أن مجد سينما رعاة البقر قد ولّى، فقد كان رعاة البقر يسوقون قطعان الماشية في مسارات طويلة بعد مدّ الخطوط الحديدية بين تكساس وكاليفورنيا، وكانت المغامرات ترتبط جوهريا بحركة القطارات.

أما في هذا الفيلم فقد تحولت تلك القطارات إلى خردة، وأضحت عرباتها دورا للمجرمين واللصوص، كما كان التنقل بين المناطق البعيدة يقع عبر الحافلات، ومع ذلك فإنه يحافظ على بعض مكوناتها ووظائفها، فينصب المطارد الكمائن عبر الحافلات ليتصيّد طرائده كما كان أسلافه يفعلون بالقطارات، ومنها يُطلق الملاحقات العنيفة التي تُشبع فضول العين المتطلعة دائما إلى مشاهد الصراع الدموي.

لكن لم يكن فيلم رعاة البقر إلا تعلة فنية للمخرج ليكشف عن نقده من الدور الأمريكي العالمي، حيث تستهلّ الأحداث بمشهد الأخوين “لوكاس” و”جاكسون” وهما يركبان جواديهما في مرح بريء في الواجهة من الصورة، وفي الخلفية منها يظهر جدار ترامب الذي أراده ليفصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، ليجسّد المركزية الأمريكية وتمركزها حول ذاتها، وإدارة ظهرها للعالم.

وقد تجلّى وقع هذه السياسة في انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية كيوتو للمناخ، ومن دعم ميزانية منظمة الصحة العالمية، وفي تنصلها من التزاماتها تجاه منظمة إغاثة الفلسطينيين، بقدر ما تجسّد في تعاملها الفظّ مع مسألة الهجرة إليها من بلدان الجنوب اللاتيني.

المخرج “كورنر آلين” صانع فيلم “الأرض المحظورة”

 

صراع الضحايا المطحونين.. حيف الحياة المدنية

يظل فيلم “الأرض المحظورة” فيلما نمطيا عميق الصلة الفكرية والجمالية بالتراث الهوليودي، فيصدر عن بناء كلاسيكي يستهدف أكبر قدر من الجمهور، وعبر تعاقب الأحداث المثيرة يدفعه إلى الانغماس في الحكاية حتى يعيشها بوجدانه أكثر مما يفكر فيها، أو يتخذها موضوعا للتأمل، وضمن هذه الأصول يحفز الحنين إلى سينما رعاة البقر، ذلك النمط المستقر في الذاكرة الجماعية النائمة.

ومن يدري فقد ينجح في إيقاظه من رقاده ليجعل منه فتحا فنيا أو تجاريا، فلا نظن أبدا أنّ المخرج “كورنر آلين” خالي الذهن من نجاح “كيفن كوستنر” المذهل، وهو يعود إلى هذه العوالم برؤية مغايرة مطلع التسعينيات، وينتج رائعته “الرقص مع الذئاب” (Dances with Wolves).

ومع ذلك فمن غير الإنصاف أن لا نقف عند بحث الفيلم كثيرا عن جماليات سينمائية خاصة، وعن آفاق دلالية جديدة، ففي مرحلة العرض التي تقدّم الشخصيات للمتفرّج، فتحشد تعاطفه لبعضها عادة، وتنفره من أخرى؛ يلحّ الفيلم على أن الحكاية تدور على صراع بين ضحايا مطحونين من الجانبين، لا على صراع بين معتدين وضحايا، أو الأشرار والأخيار.

ورغم أننا لا نجد الهنود الحمر باعتبارهم هنودا حمرا كما في أفلام رعاة البقر النمطية، أي باعتبارهم سكانا أصليين تغلب عليهم البداوة والفظاظة، ويفتقرون لروح المدنية؛ فإننا نجد ظلهم في اللاتينيين الوافدين من وراء الحدود، فملامحهم لا تختلف عن ملامح الهنود، وبعضهم يمتهن رعي الماشية، وجميعهم يظلون عاجزين عن الامتثال للنظام الذي تفرضه الحياة المدنية.

ومع ذلك تخضع شخصيتهم لتغيير عميق، فلا يعتدون على مواشي البيض بدافع اللصوصية، أو بدافع الشر الكامن في الطباع، لكن بدافع الحاجة والجوع، ولا يحضرون في الفيلم باعتبارهم معتدين، بقدر ما نجدهم ضحايا لهذه الحياة المدنية التي لم تورث غير الحيف.

 

عنصرية المنظومة الأمريكية.. حل عقدة الفيلم

الجميع طيبون وضحايا، فالآباء يحنون على أبنائهم ويبحثون لهم عن حياة هادئة، والأبناء صالحون مطيعون، ويرتكب “جاكسون” الخطأ القاتل إثر سوء الفهم بين عابري سبيل وباحثين عن أبقار شريدة، فيعيش عقدة الذنب بعمق، فيقرر البحث عن والد ضحيته ليطلب الغفران، ويكرس الأب “ألميدا” حياته للأخذ بثأر ابنه، لكن حالما يرى الانكسار في عيني “جاكسون”، يغفر له جرمه ويقرر دفن ابنه، فأين يكمن الشرّ الذي يسبب كل هذه المآسي، ومن المسؤول عن هذا الصدام القاتل؟

سريعا ما يسعفنا الفيلم بالجواب؛ إنها المنظومة السياسية الأمريكية القائمة على القهر والحيف، فعائلة “بيل غرير” نفسها تعيش مهمشة في مكان قصيّ من أمريكا، وتحلم -كما يحلم هؤلاء العابرون للحدود- بذهاب ابنها إلى نيويورك، ليتخلّص من الحياة البائسة ويعانق الحلم الأمريكي.

وحتى توجه أصابع الاتهام بوضوح إلى الدولة الأمريكية وإلى نظامها العنصري؛ يجعل الفيلم “ألميدا” حاملا لبطاقة الإقامة في الولايات المتحدة المعروفة بالبطاقة الخضراء، ويجعل الدولة هي من تمنعه من جلب ابنه القاصر يتيم الأم، رغم أن والده قدّم 130 عريضة لجلبه، ومن يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية في مقتله.

وفي الحادثة صدى جلي لقرار ترامب، وهو الفصل بين الآباء المهاجرين وأبنائهم، وذلك ضمن عمله على “ردع الهجرة غير الشرعية” بطريقة غير إنسانية.أمر