الأسطورة مارادونا.. هل كان بطلاً أم متمرداً أم محتالا؟

د. أمــل الجمل

“إنه رجل مات عدة مرات، بل خطفه الموت مرات كثيرة، وفي كل مرة كان يعود إلى الحياة مجددا، وإلى الأضواء أيضاً”.

هكذا يصف المخرج البريطاني من أصول هندية آصف كاباديا بطل فيلمه الأحدث دييغو مارادونا لاعب كرة القدم الأرجنتيني الذي تحول لأسطورة كروية ولا يزال يُعد أحد أهم أبطالها في التاريخ.

رغم ما تحمله الكلمات السابقة من إعجاب مُبطن، فإن كاباديا يقول أيضاً “في بعض الأحيان لا يكون الشخص الذي تصنع عنه الفيلم هو الشاهد الأكثر موثوقية ومصداقية عند سرد قصته”. ربما لذلك أيضاً وضع كاباديا لفظ “محتال” ضمن كلمات أربع تحت اسم مارادونا على بوستر (أفيش) الفيلم، فجاء العنوان كالتالي “دييغو مارادونا.. متمرد، بطل، محتال، إله؟”.

لم يهتم مارادونا بالمديح الكامن في لفظي “متمرد” و”بطل”، ولا بقوة سحر وتأثير لفظ “إله” التي تُعيدنا للأساطير الإغريقية عن قوة وجبروت آلهة الأولمب، لكنه توقف أمام كلمة “محتال” التي أغضبته وجعلته يُدلي بتصريح يُفيد بأن “العنوان لم يعجبه، وأنه لن يشاهد الفيلم، وأن صناع العمل لو اختاروا ذلك كي يجذبوا الناس فقد أخطؤوا الطريق”، ثم دعا جمهوره إلى عدم مشاهدة الفيلم. فهل كان مارادونا بعيداً عن الاحتيال وهذا ما أغضبه، أم أن العنوان كان دقيقاً في توصيفه؟

 

التحاقه بنابولي.. لماذا؟

اختار كاباديا والمونتير المبدع “كريس كينغ” -الذي لازم كاباديا في ثلاثيته الشهيرة- أن يركز فيلمهما على فترة التحاق مارادونا بنادي نابولي الإيطالي. ولكن لماذا نابولي مع أن مارادونا الذي يبلغ من العمر 59 عاماً الآن كان قد لفت إليه الأنظار مبكرا عندما كان أصغر لاعب في تاريخ الدوري الأرجنتيني، إذ كان يبلغ حينذاك 15 سنة فقط؟

لماذا نابولي رغم توفر الدراما القوية الكامنة في العديد من فترات حياة هذه الأسطورة؟ فأثناء وجوده في برشلونة كان قد بدأ تعاطي المخدرات، كانت هناك كثير من الصراعات، هناك تلقى المعاملة الدونية والإهانات، ومعهما تلقى الإصابة الأولى في كاحل قدمه التي أقعدته نحو عام بعيداً عن اللعب، وظلت تطارده نظرة الإسبان الدونية له، خصوصاً عِلْية القوم هناك، بينما غمرته إهانات الجماهير التي بلغت حد معايرته بأصوله المتواضعة ووالديه الفقيرين.

هناك مرحلة أخرى لاحقة وصراع مع الفيفا بعد أن ترك نابولي، بكل الأفكار والمشاعر السوداوية التي سيطرت عليه، وبكل أحاسيس الوحدة والعزلة، وبكل الخوف الذي تُجسده كلماته عندما وصف قرار الفيفا منعه وحرمانه من اللعب بأنهم قد “قطعوا له قدمه، إنهم قتلوه، لأن حياته كانت هي الكرة”. لماذا إذن ترك كاباديا وكينغ كل ذلك وركزا على فترة وجوده مع نابولي؟

يعترف المونتير قائلاً “قرار التركيز على فترة تعاقده مع نادي نابولي الإيطالي جاءت لاحقاً نسبياً، كانت فترة برشلونة مليئة بالدراما، وأيضاً كان قد بدأ تعاطي المخدرات، إلى جانب فترة إصابته ومرضه، لكن عندما وصلنا لمرحلة نابولي شعرنا أن هذه هي القصة وجوهر الفيلم، لأنها تُعبر عن حياته كلها. فمع نابولي وصل لأعلى درجات المجد والنجومية. هناك كان الصراع عاليا متوترا بين نفسه وبين الجماهير، وبين اللاعبين وبين المافيا”.

في حين يقول المخرج “لقد استمر العمل على الفيلم 18 شهراً. في نسخة العمل الأولى منه كان هناك 45 دقيقة قبل أن يصل مارادونا إلى نابولي، ثم هناك 30 دقيقة أخرى بعد أن ترك النادي. كنا في حالة فوضى، واستشرنا مجموعة كبيرة متنوعة نثق في آرائهم، لاحقاً تم إعادة العمل على ذلك ليتم تكثيف ما قبل وما بعد نابولي لصالح تلك الفترة، وتركنا فقط خمس دقائق بعد رحيله من نابولي”.

الأسطورة دييغو مرادونا عاش حياة التقشف والفقر المدقع في طفولته ومراهقته

 

ثلاثية سينا وإيمي ومارادونا

دعونا نبدأ من الثلاثية لنفهم بشكل أعمق ما وراء اختيار مرحلة مارادونا مع نابولي للدرجة التي أصبحت فيها تلك الفترة هي عصب ومضمون الفيلم المدهش والساحر.

بدأ المخرج ثلاثيته السينمائية الشهيرة عن مآسي العباقرة الذين تقتلهم الشهرة باكرا عام 2010 بإنتاج فيلم “سينا” عن البرازيلي آيرتون سينا أسطورة سباقات السيارات “الفورمولا ون” الذي توفي عن ٣٤ عاما في أحد السباقات، متناولاً تأثير الأضواء وذلك الهوس بالفوز على حياته، لدرجة أنه كان يقول “أنا أتسابق لأفوز، فالسباق والفوز هو ما يجعلني سعيداً. هناك أشياء كثيرة أريد أن أفعلها لكن الزمن قصير”.

ثم قدم كاباديا فيلمه الوثائقي الثاني “إيمي” المنتج عام 2015، ليستعيد حياة المغنية وكاتبة الأغاني البريطانية إيمي واينهاوس التي توفيت عن 27 عاما بعد حياة حافلة بالشهرة السريعة والأضواء، مثلما كانت رحلتها الحياتية عاصفة مليئة بالمخدرات والإحباطات والفشل في اثنتين من علاقات الحب، أضف إلى ذلك أنها افتقدت شيئاً من الحنان والدفء الأسري، بل كان وراءها أب انتهازي كما بدا من لقطات الفيديو الأرشيفية بالفيلم.

هنا، كان واضحاً أن القصد لم يكن فقط التأكيد أن الشهرة تقتل مَنْ يحظى بها، لكن أيضاً أن تُوضع الشهرة في مواجهة الشخصية، فتصبح تلك المواجهة هي العمود الفقري للسرد الوثائقي بالفيلم، كي يجعلنا المخرج نُعايش الطريقة التي يُمكن للشهرة أن تدمر الإنسان من الداخل وتُحطم شخصيته وتقتل موهبته. فنال المخرج عن الأخير جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عام 2016، بينما نال فيلمه الأول جائزتي بافتا هما أفضل وثائقي وأفضل مونتاج.

وبفيلمه الأحدث “دييغو مارادونا.. متمرد، بطل، محتال، إله؟” -الذي عُرض ضمن تظاهرة “آفاق” بمهرجان كارلوفي فاري الرابع والخمسين الذي انعقد في الفترة من 28 يونيو/حزيران وحتى 6 يوليو/تموز 2019- يُكمل كاباديا ثلاثيته التراجيدية عن هؤلاء العباقرة الثلاثة، فالبطل الجديد فيه بعض الملامح من سينا، أو بالأحرى بدأ حياته مثل سينا، وأخذ الكثير من مأساة إيمي، وإن كان الفيلم الأخير مختلفاً في أن فعل القتل هنا معنوي ذو دلالة رمزية، إذ لا يزال مارادونا على قيد الحياة، لكن تلك الشهرة قادته إلى تدمير موهبته وإزاحته من قمة جبل المجد.

مارادونا يحمل كأس العالم 1986 لصالح منتخب بلاده الأرجنتين بعد فوزه على منتخب إنجلترا

 

تناقضات متلازمة

على مدار 130 دقيقة هي مدة الفيلم في نسخته الأخيرة -وطوال فترة نابولي- نعايش الكثير من المتناقضات المجتمعة في شخصية البطل، وكذلك المحيط به خصوصا النادي الذي احتضنه. نراه يتنقل بين أفضل وأسوأ الأشياء الممكنة، بين الصدق والإخلاص والتفاني الكبير لكرة القدم وبين ممارسة الكذب والاحتيال أحياناً، بين الفوضى العارمة والفرح الشديد على مدار سبع سنوات بكل الإغراءات ولحظات الضعف ولحظات القوة، بطاقة من الحب المجنون وعبادة الجماهير له التي انقلبت عليه فجأة مُتمنية له الموت أو سحقه ونسفه من على وجه الأرض.

نراه يندفع من انتصار إلى انتصار أكبر، فيعيش حياة الترف بعد سنوات التقشف والفقر المدقع في طفولته ومراهقته حيث جاء من بلدة فقيرة جدا تشبه الأحراش على أطراف بيونس آيرس، نراه مُصوراً كالملك في جلسات رجال المافيا، مرتيداً البالطو الفرو والسلاسل المتدلية على صدره، يتعاطى المخدرات وهو بين النساء أثناء الليل وفي السهرات الصاخبة، ثم في النهار يُصارع التمارين الرياضية القاسية المُرهقة، ويُصارع نفسه ليتحمل الإجهاد والألم في محاولة لتنظيف جسده من آثار العدوان عليه بكميات من المخدرات، وذلك في محاولة مستميتة للحفاظ على مستواه الرياضي ولياقته البدنية.

إنه الصراع بين دييغو وبين مارادونا، الصراع بين الرغبة في أن يظل متوجاً على قمة المجد بطلاً أسطورياً يشعر مع كل نجاح أنه يمسك السماء في يديه، وبين اللهاث وراء نزواته وإشباع رغباته التي فجرتها الشهرة.

يُورطنا الفيلم كذلك في العالم الخاص لمارادونا؛ عائلته، حبه لوالديه وخصوصاً أمه وتقديسه لها، حبيبته التي اختارتها العائلة فتزوجها، نراه في لحظات رقيقة مليئة بالعاطفة والأبوة الحانية الدافئة مع طفلته الصغيرة، نراه متأججاً بالحيوية والبهجة أثناء الرقص والغناء.

له أسلوبه الخاص المتفرد شديد الجاذبية في الحكي، في الرقص، في لحظات الصمت الطويل خوفاً أو فرحاً أو حتى حزناً، له ابتسامة طفولية خجولة آسرة، له طريقته الخاصة الساحرة في مخاطبة الجماهير، في النظر للكاميرا ومغازلتها، في ركل كرة القدم وملاحقتها.. فهل يغفر له كل هذا موقفه المتخاذل المخادع من صديقته التي احتفظت بالحمل منه دون علمه، وعندما أنجبت طفلهما أنكره مارادونا برباطة جأش مرعبة؟! ألم تكن الجماهير في نابولي تعلم بكل هذا عن ماردونا؟ هل اكتشفوا ذلك فجأة بين ليلة وضحاها فانقلبوا عليه، أم أنه عندما تقاطعت المصالح انقلب السحر على الساحر فقرروا رفع الحماية عنه لتدميره والقضاء عليه من دون رحمة؟

 

لقاء الأصول المتواضعة

كان نابولي أفقر الأندية الرياضية بأفقر المدن الإيطالية، كان يُواجه بالعنصرية، ليس فقط لأنه ناد جنوبي لم يحقق نجاحات ولا فوزا لسنين طويلة، لكن أيضاً لوصفهم بأنهم “قذرون” و”عار إيطاليا” و”فلاحون”. كما أن الروايات والقصص الأدبية هي الأخرى لم ترحمه.

على الطرف الآخر هناك مارادونا الذي أصبح أغلى لاعب كرة في العالم لكنه أيضاً ووجه بالعنصرية بسبب أصوله وجذوره ومستواه الاجتماعي الاقتصادي.

فجأة، يُقرر نابولي شراء أغلى لاعب كرة بالعالم، ومارادونا يقبل العرض، لماذا؟ كيف يقبل بأن يترك ناديا أفضل ويذهب إلى آخر “وضيع”؟ ومن أين جاءت الأموال؟ هناك إشارات لتمويل من المافيا، فعندما سأل صحفي عما إذا كانت أفراد كامورا متورطين في توقيع التعاقد مع مارادونا يقوم رئيس النادي بطرد الصحفي، ثم في مقابلة لاحقة بالفيلم لم يقدم رئيس النادي توضيحاً كيف تمكنت نابولي -المدينة التي كانت غارقة حينها في الديون- من تحمل ثمن أغلى لاعب كرة قدم في العالم مقابل 609 ملايين جنيه إسترليني؟

كانت رائحة تدخل المافيا المحلية -تحديداً كامورا- في الصفقة واضحة وقوية، كما أن صور مارادونا مع بعض أفرادها ومع رئيسها لاحقاً ظهرت مرات كثيرة بالفيلم، فقد حصل صُناع الفيلم على أرشيف خرافي يبلغ نحو 500 ساعة به لقطات كثيرة تُعرض للمرة الأولى تُؤكد الحماية وحياة البذخ التي وفرتها له كامورا، حتى إنه عندما حاول البعض فتح ملف تعاطي مارادونا للمخدرات أُغلق الملف بفضل رجال المافيا.

لكن يبدو -لاحقاً وتحديداً في السنتين الأخيرتين وحتى قبل انفجار أزمة كأس العالم عام 1990 أن هناك أموراً أخرى أخافت مارادونا وشكلت المافيا ضغوطاً كبيرة عليه لدرجة أنه فكر وأعلن عن رغبته في ترك نابولي، لكن رئيس النادي رفض.

مارادونا كان يرى في الكرة خلاصه، وكان أهل وجماهير نابولي مقتنعين أنه المنقذ

 

معبود الجماهير يترجل

على مدار سنوات خمس كان طفل الأحياء الفقيرة ذو المواهب الفائقة والشخصية الكاريزمية سعيداً بانتقاله إلى نابولي، اعترف صراحة أنه غير نادم على ترك برشلونة رغم الفارق في المستوى والفارق الاجتماعي بين الناديين. ربما شعر مارادونا بأنه بين أناس يُشبهونه، لا يتعالون عليه بأصولهم، بل كانوا يعشقونه، ففي اللقطات الأولى من الفيلم تُبهرنا الجماهير الحاشدة التي تطارده أو تستقبله، ثم تملأ المدرجات. حشد يقترب من 75 ألف مشجع يتدافعون بملعب سان باولو، فقط من أجل رؤيته وهو يقوم بركل الكرة، ويعزف بها بينما يُرَقِّص الآخرين. كان يعرف أن أسلوبه في اللعب يروق للجماهير فيتمادى في ذلك ليمنحهم مزيدا من المتعة والجنون به.

كان مارادونا يرى في الكرة خلاصه، وكان أهل وجماهير نابولي مقتنعين أنه المنقذ، وها هو قد وصل إليهم فبدأ يحقق الإنجازات، نصراً تلو آخر. وأصبح نجما محبوبا بين مشجعي النادي، بل صار معبود الجماهير، معه وبوجوده عاش النادي أنجح فترات تاريخه، وحقق أمجاده مع لقبي البطولة وكأس الاتحاد الأوروبي.

أصبح مارادونا أسطورة، خصوصاً بعد أن ثأر من إنجلترا التي كانت قد احتلت بلاده؛ بالفوز عليها في كأس العالم لصالح منتخب بلاده الأرجنتين عام 1986. وذلك رغم الهدف سيئ السمعة الموصوف بـ”يد الله” الذي أحرزه مارادونا بيده في شباك إنجلترا، وعندما سئل عنه كان يُجيب “إنها يد الله”، لكنه في ذات المباراة عوّض عن ذلك بهدف آخر ساحر جعل الجماهير تتمايل وأصبح أيقونة، فقد أعاد لبلاده اعتبارها وأحيا الأمل والحلم في قلوب أهل وطنه.

لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب أثناء مونديال عام 1990، عندما تسببت الأرجنتين بهدف أحرزه مارادونا في إقصاء الدولة المضيفة إيطاليا فأخرجتها من التصفيات. يومها -وللمفارقة أن المباراة أُقيمت في نابولي- كانت الجماهير الإيطالية تهتف “نُحبك يا مارادونا لكن إيطاليا وطننا”، ولم يسامحه أحد على ذلك الهدف أبداً، وانهارت علاقة العشق، وانتهى شهر العسل بين الطرفين. بهدف واحد تحول الوله والعبادة إلى كراهية شديدة.

هذه الكتلة الجماهيرية الهلامية التي تبدو بلا عقل كأنها قررت سحقه، وصارت تهتف ضده، فبدا واضحاً أن الجميع قد تخلى عنه. رفعت المافيا حصانتها عنه فتم القبض عليه في حضور حشد من الصحفيين، وكأن الأمر مخطط له لفضحه وتدميره بعنف وقسوة. بالطبع ثبت تعاطيه للكوكايين، وقتها أدرك أن الجميع قد تخلوا عنه، وبدأت مرحلة الهزيمة وانطفاء نجوميته، ورغم محاولاته القتالية فيما بعد للبقاء لكن قرار الفيفا هو الآخر كان قاصماً وقاضياً لآماله عندما ثبت تعاطيه للمنشطات.

ثم اختتم الفيلم بلقطة له بجسده المترهل ووزنه الزائد جدا وهو يُدرب فريقا من الدرجة الثانية في بلاده. لقطة تُثير الحزن والشفقة والتحسر على هذا النجم الفريد الذي أفقدته الشهرة توازنه، وأودت به من أعلى عليين إلى أسفل السفح. لكن يظل التساؤل: هل كان يمكن له أن يُقاوم المافيا فتتركه يُواصل نجاحه من دون أن يخضع لها؟

 

عن الاحتيال مجددا

أما لو عدنا إلى كلمات كاباديا عن الاحتيال وعدم المصداقية فذلك يجعلنا نستدعي كلمات مارادونا نفسه عما فعله وقت هدف “يد الله”، واعترافه بأنه في تلك اللحظة أدرك أن عليه أن يتحايل ثم يبحث عن حل وتبرير فيما بعد، واعترافه بأن هذه اللعبة قائمة على التحايل في جزء منها، بل هي “لعبة خداع”.

كذلك اعترافه بشأن علاقته بصديقته التي أنجبت منه وتنصله من أبوته للطفل، فهو يتحدث عن السبب قائلا إنه فعل ذلك ليحمي علاقته بزوجته الشرعية ويحمي شهرته، وذلك قبل أن يعترف بابنه عام 2016. في النهاية تأتي كل تلك الاعترافات لتؤكد ممارسة الاحتيال.

أضف إلى ذلك وصف مدرب اللياقة البدنية الخاص لأسطورة الكرة الأرجنتينية بأنه “أعظم كذاب في العالم، وبداخله كان يتصارع شخصان: دييغو الفتى الموهوب المليء بمشكلات عدم الأمان، ومارادونا الصورة الأسطورية التي كان عليه أن يخلقها لنفسه ليُواجه بها الجميع. قلت له ذات مرة إن بإمكاني أن أسير مع دييغو حتى نهاية العالم لكني لست مستعدا أن أخطو خطوة واحدة مع مارادونا، فكان رده: صحيح، لكن لا تنسى أنني لو بقيتُ دييغو لكنت ما أزال أعيش الآن فقيرا في فيلا فيوريتو”.