“الزعيمان”.. دراما ليبية تنفض الغبار عن الأمجاد التاريخية

خاص- الوثائقية

ليبيا بلاد لها تاريخ وأمجاد وشخصيات طبعت نضالها من أجل الانعتاق والحرية، وليست بلاد الحروب والصحاري القاحلة والأدوار الهامشية، “بل هي بلد كسائر بلدان العالم ذات تاريخ عريق، وفيها من الجمال ما يبعث الحياة في فنانين وموسيقيين ومبدعين ومؤرخين وليبيين أحبوا بلدهم، فدافعوا عنه بالقلم والكاميرا وكل الأساليب الإبداعية والفنية المُتاحة لهم”. هذا ما يقوله المخرج الليبي الشاب أسامة رزق الذي وقّع باسمه أبرز إنتاجات الدراما الليبية منذ بدايتها.[1]

شهد شهر رمضان المصادف للعام 2020 دخولا قويا للإنتاج الليبي إلى دائرة الأعمال الكبرى التي تنطوي على أبعاد ثقافية وحضارية وتاريخية كبيرة، مُتجاوزا عقبة الفيلم الشهير الذي أخرجه مصطفى العقاد باسم “عمر المختار” الذي رغم إنصافه وإبرازه لهذه الشخصية البطلة في التاريخ الليبي الحديث، فإنه حجب وهمش باقي الشخصيات الليبية التي قامت بأدوار بطولية في معركة ليبيا من أجل الحرية.

إن رأس حربة هذا الدخول القوي لليبيا في ساحة التنافس الدرامي يجسّده مسلسل “الزعيمان” الذي تبثه قناة “سلام” الليبية، ويسترجع سيرة اثنتين من أبرز الشخصيات التاريخية التي تزّعمت مقاومة الاحتلال الإيطالي لليبيا، وذلك أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهما سليمان الباروني وبشير السعداوي.

يعتبر هذا المسلسل أكبر عمل فني في تاريخ الدراما الليبية، حيث يشارك فيه ما يقارب 250 فنان عربي من مختلف الدول العربية، ويندرج في إطار مشروع سلسلة أعمال درامية كبرى للتأريخ للشخصيات التي بصمت تاريخ ليبيا الحديث والتعريف بها على غرار الشهرة التي يتمتع بها عمر المختار.

كما يعتبر هذا المسلسل ثمرة لفكرة الداعية والمؤرخ الليبي علي الصلابي الذي يحظى بدعم حكومة الوفاق الليبية، وقد جرى تصوير أحداثه في تونس، لتوقّع بذلك ليبيا على دخولها القوي مضمار الإنتاجات الدرامية العربية.

 

حقبة الظلام.. نجوم حجبتها عباءة القذافي

عاشت ليبيا طيلة القرن العشرين تهميشا جعلها تظل خارج مسرح الأحداث التي عرفتها المنطقة العربية، حيث جعلها حظها كـ”نصيب” لإيطاليا في التقسيم الاستعماري للمنطقة العربية بمثابة المنطقة العازلة بين المغرب العربي “الفرنسي” والمشرق العربي الإنجليزي.

ففي حقبة القذافي كان النظام يرى “أن أي شيء قبل عام 1969 غير موجود، وأن التاريخ الليبي يبدأ من هذا العام، وسيلاحظ كثير من الليبيين عند متابعة المسلسل أنهم لا يعرفون شيئاً عن هذه الشخصيات، علما بأن اطلاع الناس ارتفع بعد ثورة 17 فبراير/ شباط”، كما يقول مخرج المسلسل أسامة رزق.[2]

وضع كرّسته الأوضاع السياسية التي عاشتها ليبيا في ظل حكم العقيد معمّر القذافي المنغلق الذي أطاحت به ثورة الربيع العربي بعدما اختار نهج قمعها بالحديد والدم. وجاء مسلسل “الزعيمان” لينفض الغبار عن جزء من الماضي المجيد لليبيا في مواجهة التغلغل الاستعماري، ويستهدف بشكل خاص الفترة الممتدة بين 1887 و1923.

وقد اختار القائمون على محاولة النهوض الفني والفكري هذه بدعم من حكومة فايز السراج الطرابلسية المستهدفة من طرف قوى الثورات المضادة وحليفها المحلي الجنرال خليفة حفتر؛ أن يقوموا بهذا الاسترجاع للأمجاد التاريخية من خلال استحضار قصة سليمان الباروني (الممثل المغربي ربيع القاطي)، وبشير السعداوي (الممثل الليبي صالح القراد).[3]

وكان مخرج المسلسل أسامة رزق قد كشف جزءا من خلفيات هذا العمل الدرامي، وذلك حين قال إن المسلسل تطلّب شهورا من البحث والتوثيق التاريخي امتد لسبع دول عربية، وذلك منذ بداية العام 2019، ثم تلت تلك الفترة شهور إضافية من الكتابة التي تجمع بين المعطيات التاريخية والحبكة الدرامية، بينما احتاج فريق العمل إلى أكثر من 11 أسبوعا للتصوير.[4]

من جانبه قال المنتج وليد اللافي إن الأمر يتعلّق بحلقة أولى في سلسلة من الأعمال الدرامية المكرسة للتعريف بأعلام ليبيا بطريقة تمزج بين التاريخ والدراما، مع مراعاة عنصر التفاعل الذي فرضته الشبكات الاجتماعية، حيث بات المتلقي يساهم فيصنع محتوى الأعمال التي تقدم له.[5]

دخول المجاهدين الليبيين إلى طرابلس عقب إعلان قيام الجمهورية الطرابلسية

 

ميدان الشهداء.. مشهد البداية

تبدأ أحداث المسلسل في حلقته الأولى بمشهد يدور في طرابلس عام 1951، أي لحظة حصول ليبيا على الاستقلال، حيث تعلن زعيمة الباروني (حفيدة سليمان الباروني) أنها ستبدأ في كتابة سيرة ذاتية تُوثّق حياة جدها، وتعود الأحداث لعام 1918، حيث يجمع سليمان حلفاءه من أجل التخلص من الاستعمار وإقامة الجمهورية المستقلة، بينما في جانب آخر يحث بشير السعداوي المزارعين على النضال.[6]

وعبر أسلوب الـ”بلاي باك” أو الاسترجاع التاريخي تنطلق أحداث المسلسل بمشاهد من المعارك التي دارت في طرابلس بقيادة سليمان الباروني بين المقاومة واﻹيطاليين، بينما يقود بشير السعداوي في مدينة “الخمس” المقاومة وتقع العديد من الإصابات، ويأسر عدد كبير من المقاومة ويعدمون في ميدان عُرف بعد ذلك باسم “ميدان الشهداء”.

يقول مخرج المسلسل أسامة رزق: علقنا 14 ممثلا فوق الحبال بطريقة احترافية يظهرون وكأنهم معلقون من رقابهم، وهذا تطلّب الاستعانة بمعدات خاصة جدا لم تستخدم في السابق، بالإضافة إلى التفجيرات والمجازفات في معركة جندوبة.[7]

تبيّن الحلقات الأولى للمسلسل كيف اختبأ بشير السعداوي في منزله بمصراتة حزينا على إعدام رفقائه في الميدان، وتعود تلك الأحداث لعام 1887، بينما تتواصل لعبة التقدم والتأخر في التاريخ عبر تقنية الـ”بلاي باك”، ليحكي المسلسل كيف سافر سليمان الباروني في فترة المراهقة لتونس، وكيف بدأت رحلته في تعلم النضال والوطنية، وفي الوقت ذاته يحاول الطفل بشير السعداوي البحث عن ذاته في حلقة القرآن.[8]

شخصية سليمان الباروني كما جسدها الممثل المغربي ربيع القاطي

 

سليمان الباروني.. نفي مُتكرر

في العام 1897 واصل سليمان الباروني رحلته بالجزائر لتعلم الدين والأدب، قبل أن يقبض عليه في الميناء أثناء عودته لطرابلس بتهمة الخيانة، يواجه تهمة التآمر ضد الدولة العثمانية، ليبدأ فصل جديد من قصته داخل سجن القلعة بطرابلس، والذي لم يغادره سوى مع بداية القرن العشرين.

ويحكي المسلسل أن سليمان الباروني ذهب لتهنئة شريف باشا في سنة 1906 على افتتاح سوق “المشير” الجديد في طرابلس، فنصحه شريف بالهرب بعد صدور حكم بالقبض عليه واكتشاف الرسائل التي يرسلها للعلماء بالخارج، فهرب سليمان إلى القاهرة ومنها إلى تركيا، حيث عيّن كعضو في “مجلس المبعوثان العثماني”.

وفي سنة 1909 اكتشف سليمان صدور فتوى من المجلس الوطني بعزل السلطان عبد الحميد وانقلاب كل موازيين السلطة في تركيا، وهو ما قاده بداية عام 1911 إلى العودة أدراجه إلى ليبيا، بينما تتدهور أحوال الدولة العثمانية، وكان من تداعياتها اعتراف العثمانيين بالسيطرة الإيطالية على ليبيا في اتفاقية “أوشي لوزان” الشهيرة، ليلتقي وقتها كل من الباروني والسعداوي لتنسيق جهودهما من أجل مقاومة الاحتلال.

اضطر سليمان الباروني للرحيل مجددا عن ليبيا نحو تونس، بعد اشتداد الضربات الإيطالية على المقاومة، ومن الشمال الأفريقي انتقل الباروني مجددا نحو إسطنبول، حيث عيّنه السلطان محمد الخامس عضوا في مجلس الأعيان بمهمة ضمنية هي استئناف المقاومة، لكن قبض عليه في حدود السلوم المصرية أثناء عودته لليبيا بتهمة التآمر وإشعال فتن الثورات ضد الإنجليز في مصر.[9]

وبينما استقر مقام بشير السعداوي في الحجاز وعين على رأس إدارة شؤون ينبع البحر، عاد سليمان الباروني إلى ليبيا مجددا عام 1916 بعد إطلاق سراحه، واختار منطقة العزيزية مقرا للمقاومة، رافضا جميع المغريات والمناصب التي عُرضت عليه من أجل التطبيع مع الاحتلال الإيطالي لليبيا، ليضيق عليه الخناق بعد توقيع ما يعرف بصلح “بن يادم” بين إيطاليا وفئة من الليبيين، حيث اتُهم الباروني بالتمرد ونُفي مجددا خارج البلاد، وتحديدا إلى إيطاليا، لكنه سرعان ما فرّ منها نحو فرنسا، لتنتهي قصة الرجلين بعد استقلال ليبيا عام 1951 وإقامة الملكية، حيث كان مصيرهما النفي والملاحقة إلى آخر أيامهما.

صورة لسليمان باشا الباروني في سلطنة عُمان، حيث قضى الجزء الأخير من حياته مستشارا للسلطان سعيد بن تيمور

 

إرث الرجل المريض.. مؤسس أول جمهورية عربية

ولد سليمان الباروني عام 1870، وكان أحد أوائل الذين طرحوا فكرة تأسيس دولة ليبية مستقلة، في الوقت الذي كان فيه “الرجل المريض” العثماني يترنح تحت طعنات القوى الاستعمارية الأوروبية.

أسّس الباروني المدرسة التي حملت اسمه بمدينة “يفرن” الليبية، كما كان صاحب مشروع مطبعة ارتبطت باسمه أيضا في مصر في بدايات القرن العشرين، ومؤسس جريدة “الأسد الإسلامي” التي بدأ نشرها عام 1908.[10]

وبعدما أسّس لفكرة المقاومة الوطنية ضد الاستهداف الإيطالي من مصر، عاد الباروني إلى ليبيا ليقود المعارك العسكرية الميدانية في الفترة الممتدة بين 1911 و1916، وذلك بعدما جرى تعيينه واليا على ليبيا تحت راية الخلافة العثمانية، لكن بعد الضعف الذي اعترى الإمبراطورية الإسلامية وقتها بادر الباروني إلى إعلان تأسيس الدولة الليبية، ليكون وراء أول جمهورية عرفها العالم العربي على الإطلاق، وحملت اسم “الجمهورية الطرابلسية” وكانت عملتها “البارونية”.

وبعدما أفشلت إيطاليا محاولة التحرر هذه من خلال دعم تأسيس ما سُمي بـ”الحكومة الوطنية الليبية”، عادت في العام 1922 لتجبر سليمان الباروني على الرحيل من طرابلس بسبب محاولاته إفشال مخططات إعلان الاستسلام الليبي والانقياد للسلطة الاستعمارية.

وتحوّل سليمان الباروني منذ ذلك الحين إلى رحّالة يجوب البلدان العربية باحثا عن الدعم والشرارة التي تسمح له بإشعال المقاومة من جديد، ليستقر به المقام في سلطة عمان التي مكث فيها حتى نهاية حياته تقريبا، حيث وافته المنية في الهند بعد أن توجه إليها في رحلة للعلاج.[11]

بوستر إعلاني لمسلسل الزعيمان يظهر شخصية بشير السعداوي كما يجسدها الممثل الليبي صالح القراد

 

بشير السعداوي.. عدل عمر بن الخطاب

بشير السعداوي هو أحد الذين عاصروا سليمان الباروني، وإن كان يصغره بنحو 14 عاما، فقد ولد في مدينة الخمس شرق طرابلس عام 1884، وحاز تكوينا قرآنيا من خلال الكتاتيب التي لقّنته أصول الفقه والحديث.

ويعتبر السعداوي أحد أبرز الوطنيين الليبيين الذين ناضلوا سياسيا من أجل استقلال ليبيا عن الاستعمار الإيطالي، حيث كان وراء تأسيس حزب المؤتمر الوطني الذي كانت فكرة الاستقلال جوهر وجوده، وقد تحقق عام 1951، لكن نصيبه من ذلك الاستقلال كان النفي على يد الملكية السنوسية التي تسلمت مقاليد البلاد، فاستقر المقام ببشير السعداوي في المملكة العربية السعودية، حيث عمل مستشارا للملك عبد العزيز بن سعود مؤسس المملكة، وقضى بقية حياته في منطقة الخليج العربي، على غرار سليمان الباروني، إلى أن توفي عام 1957 في بيروت، ليعود رفاته كي يدفن في ليبيا عام 1970.

وصف المفكر الإسلامي بشير السعداوي ببطل استقلال ليبيا، و”الرجل المناضل والسياسي والدبلوماسي والمستشار المؤتمن والخطيب المفوه، إنه بشير السعداوي الذي عُين حاكما أربع مرات في ليبيا وتركيا والسعودية ولبنان، فهو الليبي الأول والمسلم الذي حكم المسيحيين في لبنان فأحبوه لعدله، وتمادوا في وصفه حتى شبهوه بالعادل عمر بن الخطاب”.[12]

ويذهب الكاتب الليبي الراحل أحمد إبراهيم الفقيه إلى وضع بشير السعداوي في ليبيا في مقابل مصطفى النحاس باشا في مصر وفارس خوري في سوريا والحبيب بورقيبة في تونس ومحمد الخامس في المغرب، ويبرّر الفقيه ذلك بكون السعداوي كان يحظى بشعبية كاسحة في منطقة طرابلس، “وكان حزبه المسمى حزب المؤتمر هو القوة السياسية الضاربة في الشارع الليبي، وتكللت الجهود بصدور قرار الأمم المتحدة باستقلال ليبيا، حيث بدأ نضالا آخر من أجل إخراج الدولة الجديدة إلى النور”.[13]

 

ربيع القاطي.. سجل مشرق ولسان فصيح

تكمن قوة الشخصيتين اللتين تدور حولهما أحداث المسلسل في أنهما استطاعا توحيد القبائل الليبية خلفهما لمواجهة الغزو الاستعماري الإيطالي والمقاومة من أجل الاستقلال، بعد تمكنه من السيطرة على ليبيا، فالبشير السعداوي هو واحد من رموز النضال الليبي من أجل الحصول على الاستقلال، وقد تعرض للنفي من طرف النظام الملكي الذي قام في ليبيا بعد استقلالها عام 1951، أما سليمان الباروني فهو مفكّر ومجاهد إسلامي كرّس حياته لتحرير ليبيا من منطلق الدفاع عن أرض العالم الإسلامي في مواجهة الغزاة.[14]

وقد جسّد الممثل المغربي ربيع القاطي دور شخصية سليمان الباروني، أما شخصية بشير السعداوي فقد أُسندت إلى الفنان الليبي صالح القراد، وهو ما جعل المسلسل يحظى بمتابعة خاصة في المغرب، وكان اختيار الممثل المغربي ربيع القاطي بالصدفة، حيث كان مخرج المسلسل يبحث عن ممثل لأداء شخصية زعيم المقاومة والجهاد الليبي من خلال حملة كاستينغ (تجارب الأداء)، فلم يتوصل لفنان يقنعه بأداء الدور، فوقع ترشيح القاطي للعب دور هذه الشخصية عن طريق صديقة مشتركة بينه وبين المخرج.

بعدما وقع الاختيار عليه دخل ربيع القاطي في عملية بحث وتدريب مكثفة للإلمام بخصائص شخصية سليمان الباروني، حيث كان مخرج المسلسل يمده بالمعلومات التاريخية والشخصية طيلة ستة أشهر، بينما تولّت مصممة الأزياء التونسية بسمة الداودي إعداد الثياب التي ظهرت بها شخصية الباروني في المسلسل، إلى جانب مصممين ومستشارين ليبيين حاولوا محاكاة هندام الحقبة التاريخية التي تدور خلالها أحداث المسلسل.[15]

ربيع القاطي هو ممثل مغربي تخرج من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بعاصمة المملكة المغربية الرباط، وتميّز مساره الفني بمشاركته في العديد من الأعمال المغربية والأجنبية، مسلحا في ذلك بثقافته الواسعة وفصاحته في اللغة العربية، بالإضافة إلى إتقانه اللغتين الفرنسية والإنجليزية.

كلها مؤهلات سمحت للقاطي بلعب أدوار في أعمال دولية مثل فيلم “سمايل” للمخرج “فرانشيسكو كاسبيروني” والمسلسل الفرنسي “”كابول كيتشن” للمخرج “ألان مودوي”، كما شارك في مسلسل “المرسى والبحار” للمخرج المصري أحمد صقر، ومسلسل “ملوك الطوائف” ومسلسل “صقر قريش” للمخرج حاتم علي.

مشهد من مسلسل “الزعيمان” يجسد تدريبات عسكرية متعلقة بالحرب بين الجيش الإيطالي والمقاومة الليبية

 

انتصار التاريخ للفصحى.. سرّ النجاح والانتشار

تولى كتابة السيناريو والحوار لمسلسل “الزعيمان” أحمد نبيل وعزة شلبي، وتكشف هذه الكتابة حرص القائمين على العمل على وضع شخصيتي الباروني والسعداوي في محيطهما الجغرافي والإنساني، حيث تشمل أحداث المسلسل العديد من الشخصيات التي عاصرتهما، مما أدى إلى المزج بين إبراز هاتين الشخصيتين، وفي الوقت نفسه تأكيد الطابع الجماعي للمقاومة والنضال الليبيين.

وفي تصريح له لجريدة “العرب” اللندنية، قال مخرج المسلسل أسامة رزق إن اختيار عنوان “الزعيمان” لهذا المسلسل جاء ترجمة لسعي القائمين على هذه المبادرة لإبراز الشخصيات الليبية التي لم تأخذ نصيبها من الإنصاف التاريخي، حيث يطمح المشروع إلى إنتاج أعمال مستقبلية تُجسّد شخصيات قامت بأدوار استثنائية في السياسة والاقتصاد والفن وكافة المجالات المؤثرة في بناء الشعوب والمجتمعات.[16]

ومن بين أسرار النجاح الذي حققه مسلسل “الزعيمان” في رمضان 2020، كون القائمين عليه اختاروا له اللغة العربية الفصحى بدل اللهجة المحلية التي اعتادتها الأعمال الدرامية الليبية، وهو اختيار سمح للمسلسل بالقفز بليبيا إلى خانة الإنتاجات العربية واسعة الانتشار والمشاهدة خلال شهر رمضان. إنه اختيار مقصود كما قال المخرج، إذ يرمي القائمون على المشروع إلى التعريف بأعلام ليبيا للترويج لهذه الفكرة في العالم العربي، وعدم الاقتصار على الجمهور الليبي والمغاربي، وإن كانت الحلقات العشرون للمسلسل تتخللها مقاطع من الحوارات باللهجات المحلية، بما فيها الأمازيغية.[17]

اختيار لغوي كان له ارتباك أيضا بكوكبة كبيرة من الفنانين العرب المشاركين في هذا المسلسل التاريخي، حيث كانت اللغة العربية الفصيحة أداة فعالة في توحيد لغة الحوار وتجنب الاختلافات في اللهجات المحلية المختلفة للدول العربية، فكانت النتيجة استقطاب عشرات الممثلين من مختلف الدول العربية، إلى جانب مجموعة من الممثلين الشباب من تونس وليبيا، وقد أشرف مخرج المسلسل شخصيا على انتقائهم في عملية “كاستينغ” (تجارب الأداء) استغرقت شهورا طويلة.

 

[1] https://alarab.co.uk/%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%86%D9%81%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%8A

[2] https://aawsat.com/home/article/2239426/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%C2%BB-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%91%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A8%D8%AD%D8%AB%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%86-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%88%D8%A9%C2%BB

[3] https://ar.lemaghreb.tn/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88-%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/item/43159-%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%B1%D8%B2%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AB%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%82

[4] https://ar.lemaghreb.tn/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88-%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/item/43159-%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%B1%D8%B2%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AB%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%82

[5] https://www.afrigatenews.net/article/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B7%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%A3%D9%84%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B4%D8%A7%D8%B4%D8%A9-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86/

[6] https://elcinema.com/work/2061848/episodes
[7] https://aawsat.com/home/article/2239426/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%C2%BB-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%91%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A8%D8%AD%D8%AB%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%86-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%88%D8%A9%C2%BB

[8] https://elcinema.com/work/2061848/episodes
[9] https://elcinema.com/work/2061848/episodes
[10] https://alarab.co.uk/%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%86%D9%81%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%8A

[11] https://alarab.co.uk/%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%86%D9%81%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%8A

[12] https://www.aljazeera.net/blogs/blogs/2018/9/6/%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%A8%D8%B7%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84
[13] https://alarab.co.uk/%D8%AF%D8%B1%D8%B3-%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%88%D9%8A
[14] https://ar.lemaghreb.tn/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88-%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/item/43159-%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%B1%D8%B2%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AB%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%82

[15] https://www.afrigatenews.net/article/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B7%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%A3%D9%84%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B4%D8%A7%D8%B4%D8%A9-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86/

[16] https://alarab.co.uk/%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%86%D9%81%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%8A

[17] https://alarab.co.uk/%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%86%D9%81%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%8A