العنف ضد المرأة في الأفلام التسجيلية و القصيرة

من فيلم خيط الحكاية

لمى طيارة

قام مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة هذا العام   بطرح برنامج خاص يحمل عنوان ( العنف ضد المرأة) وعرض من خلاله  مجموعة من الأفلام السينمائية التسجيلية والروائية القصيرة التي تناقش قضايا العنف ضد المرأة العربية بشكل خاص  ، وهو المحور الذي بدأت تهتم به بعض المهرجانات العربية والأجنبية ، ليس في إطار طرح قضايا العنف ضد المرأة فقط ، وإنما في إطار الاهتمام بالمرأة وقضاياها بشكل عام.
لكن…  رغم ان هذه الأفلام التي نسقت للعرض ضمن فعاليات المهرجان و كما ترى عزة كامل “تطرح أسئلة دون إن تقدم إجابات ، وتضع لنا حقيقٍة دامغة وهي إن ثقافة اللاعنف لا تقوم بالصدفة ، بل ينبغي ان تجتمع ايد كثيرة لتبنيها وتشكلها “.
تبقى بدون شك مبادرة طيبة تحسب للمهرجان   ويبقى هذا البرنامج هاما سواء من قبل  القائمين على انتاجه او لدى المتبنين له .
في هذا الإطار تبنى مركز النديم  للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف في مصر إنتاج ما يقارب التسعة أفلام ما بين تسجيلي وروائي قصير ، من تلك الأفلام نذكر  فيلم بعنوان  لمياء من اخراج أحمد منيب وهو فيلم تسجيلي قصير يحكي قصة شابة فقدت حياتها بسبب الضرب المبرح ، وفيلمين للمخرجه  نيرهان سامي تحت اسم   ( منال، ام خالد) الروائيين القصيرين اللذين يجسدان  إحدى القصص الواقعية التي تدور حول العنف النفسي الذي تتعرض له النساء ، وفيلم(أم )للمخرجة ندى زتونه وهو أيضا روائي قصير يتطرق لمسألة السلوك الاجتماعي الخاطئ الذي يتبع في تربية البنات لدى مجتمعاتنا العربية  ، اما فيلم المخرج الشاب محمد فتح الله ( ملك – هانم) فهو يصور لنا العنف لدى الطبقات الغنية في المجتمع العربي  مع إطار طرق جديدة للتعبير عنه .
بينما عرض المهرجان بالمقابل ثلاثة  أفلام عربية وأجنبية اثنان منهما في إطار تسجيلي قصير،  الأول هو فيلم (خيط الحكاية  ) للمخرجة الجزائرية الأصل فاطمة زهرة زموم من انتاج فرنسا و يطرح مشكلة العنف ضد المرأة  العربية حتى ولو كانت تعيش في مجتمع اوروبي يدعي الحرية  ،والفيلم الثاني (بيوت هرستينا) وهو فيلم هولندي من اخراج سوزان ريس ويدور حول شابة فنانه موهوبة جدا ، ولكن القدر المادي والاجتماعي دفعها للعمل كخادمة في تنظيف المنازل ويشرح الفيلم عبر إحداثه سبل التواصل بين تلك الشابة وأصحاب المنازل التي تقوم بخدمتها  من خلال قصاصات الورق ، اما الفيلم الثالث فهو للجزائرية صابرينه دراوي تحت اسم ( قوليلي) ويدور حول رؤية الفتاة العربية للحياة وتفسيرها للحب والجنس وهو الفيلم الذي سبق له ان حصل على جائزتين في مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي في دورته 13 الأولى جائزة مركز وسائل الاتصال الملائمة من اجل التنمية ( اكت) والثانية جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الإسماعيلية .
يبدو إن موضوع المرأة سيبقى محورا هاما في تاريخ السينما والرواية والأدب ، لا لشيء إلا لان المرأة تعيش مفارقات عديدة تنعكس بدورها على سلوكها وأسلوب حياتها ، ولان المرأة لا تشكل فقط نصف المجتمع وإنما النصف الهام منه على اعتبارها الأم والحاضنة والمربية والزوجة والمعلمة ….الخ هي صاحبة الدور الأكبر والأكثر تأثيرا في المجتمع ، ولكنها رغم ذلك وفي أحيان كثيرة لا تلقى الدعم المطلوب لرفع كفاءتها ولأنها تتعرض للعنف بشتى أشكاله ، فبالرغم من  دخولنا للألفية الثالثة ومع كل التطور الحضاري والثقافي التي تعيشه الكرة الأرضية عربيا وعالميا مازالت المرأة  لدى البعض ، إنسانا ناقصا وفاقدا للحرية وللرأي ومازالت لدى الكثير (من مدعي التقدم الحضاري والثقافة) مهمشة وقليلة المعرفة .