“ميناري”.. نكبات عائلة كورية تلهث خلف الحلم الأمريكي

كانت الحياة شاقة وعسيرة في كوريا الجنوبية على الحبيبين “جاكوب” و”مونيكا” في ثمانينيات القرن الماضي، لكنهما قرّرا الهجرة إلى أمريكا، وتعاهدا على أن يُنقذا كل منهما الآخر إذا ما وقع في مشكلة عويصة أو ألمَّ به ظرف قاهر وعصيب.

تُرى هل سيَفِيان بهذا الوعد لاحقا، أم أنّ رياح السنوات ستجرفه من شريط الذاكرة وتطمرهُ مع الذكريات النائية التي تشبه أحلاما مُضبّبة لا يمكن استعادتها بسهولة لأنها تدور في فَلَك غامض؟

هذان الحبيبان اللذان تزوجا في كوريا ورحلا إلى كاليفورنيا هما بطلا فيلم “ميناري” (Minary) الذي كتب قصتهُ السينمائية وأنجزه المخرج الأمريكي ذو الأصول الكورية الجنوبية “لي إسحاق تشونغ” ذائع الصيت، فقد حقّق حضورا ملفتا للأنظار في أفلامه الأربعة الأولى التي وضعته في دائرة الأضواء، وهي “مونيورانغابو” (Munyurangabo) و”حياة سعيدة” (Lucky Life) و”أبيغيل هارم” (Abigail Harm) و”لقد رأيت مولودي الأخير” (I Have Seen My Last Born).

أما فيلمه الخامس المعنون بـ”ميناري” فقد خطف جائزة الجمهور وجائزة لجنة التحكيم الكبرى، ورُشح في الختام إلى جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، لأنه يناقش بهدوء قضايا إنسانية مهمة مثل الحُب والولاء العاطفي، وحميمية الأسرة التي تصبح بديلا للوطن في المنفى، واللُهاث خلف “الحُلم الأمريكي” الذي يُوهِم المهاجرين بأنهار من حليب وعسل تغطّي خارطة البلاد من أقصاها إلى أدناها.

ريف أركنساس.. من المفقس إلى جنة عدن

تنطلق أحداث الفيلم من ريف أركنساس الذي يصل إليه “جاكوب” وهو يقود سيارته الشخصية رفقة زوجته “مونيكا” وابنته الكبرى “آن” وولده الصغير “ديفيد”، وذلك بعد أن غادروا ولاية كاليفورنيا على أمل تحسين أوضاعهم المادية القائمة على شراء 50 دونما من الأراضي الزراعية، من أجل تحويلها إلى مزرعة تشبه جنّات عدن كما يتخيلها “جاكوب” المنحدر من أسرة فلاحين، لكنه اقترن بفتاة من بنات المدن أخذت تشعر بأن المكان الجديد يمثّل إهانة لها ولتاريخها الأُسريّ المتحضّر.

ومع ذلك فإنها تنصاعُ مضطرة لرغبة زوجها الذي تعمل وإيّاه في مفقس “ويلكنسون” للدواجن، فهو خبير في تلقيح الصيصان، وقد انضمّت زوجته للعمل في المفقس ذاته، لتقوم بفصل إناث الكتاكيت عن ذكورها، حيث يحتفظون بالإناث لأنها تبيض ولحمها يؤكل، بينما يذهب الذكور إلى المَحرَقة لأنهم عديمو الفائدة، فهم لا ينتجون البيض ومَذاقهم غير طيّب كما يدّعي الخبير “جاكوب” وهو يشرح لابنه معنى الفعل “يتخلّص من”، ثم يطلب منه أن يُخبر والدته بأنه يحب الأرض التي اشتراها والده ليحوّلها إلى مَزرعة غنّاء رغم أنها بعيدة عن البلدات والمدن المجاورة لها.

الأم مونيكا وابنتها آن بعد أن حاولت الأولى إقناع زوجها بالانتقال إلى روجرز التي يعيش فيها الكوريون

حراثة الأرض.. صفقة تلبية احتياجات الجالية الكورية

تحاول “مونيكا” إقناع زوجها بالانتقال إلى روجرز التي يعيش فيها الكوريون، وهي قريبة من ثلاث مدن كبيرة، ويمكنها أن تجد بسهولة مربيّة كورية تعتني بابنها “ديفيد” الذي يعاني من مرض في القلب، ويجب أن يكون قريبا من أي مستشفى في أقل تقدير، لكنه يتحجّج بالصفقة التي أبرمها لحراثة الأرض وحفر الآبار وزراعتها بالمحاصيل لتلبية احتياجات الجالية الكورية التي تزداد كل عام 30 ألف مهاجر.

يؤمن “جاكوب” في أعماقه بأنه ينهمك في هذا المشروع من أجل عائلته كلها، لكنه ينسى أو يتناسى أنه يسعى لأجل تحقيق بعض الأحلام التي تدور في مخيّلته، بينما كانت زوجته تخشى على الأموال الموجودة لديهم لأنهما سوف يحتاجونها في حال إجراء عملية جراحية مفاجئة لقلب “ديفيد”، وفي كل مرة يتحوّل النقاش بينهما إلى شجار، بينما يتصنّت الطفلان ويتعرّفان على المشكلات التي تتفاقم بين الوالدين.

المزارع الكوري “جاكوب” رفقة صديقه الأمريكي “بول” المؤمن بالخرافات والأساطير

“بول” المتدين.. هدية من بقايا الحرب الكورية

لا يستعين “جاكوب” بعرّاف الماء الذي يستكشف وجوده بواسطة عصا الاستنباء لكي يوحي لنا بأن الكوريين يستعملون عقولهم ولا يتكئون على الخرافات المحلية أو الوافدة، لذلك فإنه يحفر البئر بنفسه ويجد الماء الذي يحتاجه لسقي المزروعات، والغريب أنه استعان بـ”بول”، وهو أحد الشخصيات الأمريكية المتديّنة التي تؤمن بالخرافات والأساطير الدينية، وقد جسّد هذا الدور الفنان الأمريكي “ويل باتون” وبرعَ فيه كشخص يضع ثقته الكاملة في قدرة السيد المسيح على طرد الأرواح الشريرة، وعلاج الأمراض المستعصية التي يعاني منها بعض أفراد هذه العائلة الكورية التي تحلم بالثروة والصحة والرخاء.

يتبيّن أنّ “بول” كان قد شارك في الحرب الكورية، ولا يزال يحتفظ بنموذج من العملة الورقية الكورية، وقد منحها للطفل الصغير “ديفيد”، وشكر الله على هذا الموعد الربّاني الذي جمعهُ بهذه الأسرة الكورية الرائعة، وعرض عليها المزيد من الخدمات بوصفه عاملا مخلصا ومثابرا لا يتسرّب إليه الملل.

الممثلة الكورية يوه- تشونغ يون بدور والدة مونيكا التي تأتي إليهم من كوريا إلى أمريكا

ضيف قادم من كوريا.. كسر العُزلة

إنّ أشد ما تخشاه “مونيكا” هو ضياع الأموال التي جنَتها العائلة من سنوات العمل السابقة في كاليفورنيا، لكن “جاكوب” يطمئنها دائما بقدرته على استعادة الأموال التي استثمرها في مشروعه الزراعي خلال ثلاثة أعوام، بل وعدها بالتوقف عن العمل في تخصيب الكتاكيت.

ولكي يضع حدا للتوترات النفسية التي تنتابها بين آونة وأخرى، يقترح عليها استقدام أمها من كوريا كي تقوم مقام المربيّة من جهة، وتكسر إحساسها بالعُزلة الاجتماعية التي تعاني منها في هذه المتاهة المكانية التي لا يحطمها سوى مجيء “بول” وإطلالاته العملية أو الروحية التي ينهمك بها غالبا في أيام الأحد لأداء شعائره وطقوسه الدينية.

تنفرج أسارير “مونيكا”، وتشعر بالسعادة المفاجئة لمجيء أمها التي ستغيّر بعضا من إيقاع البيت، وتُدخل البهجة إلى نفوسهم، وخاصة الأم “مونيكا” التي بدت سعيدة على غير عادتها، وقد تناست بعض المشكلات التي كانت تتفجّر بينها وبين زوجها “جاكوب” الذي يلهث خلف نجاحاته الشخصية.

تُلقي الحرب الكورية بظلالها على هذه العائلة، فالأم تشرح لابنها أنّ جدّه قد مات في الحرب ولم ينجب سواها، فهي الوحيدة الباقية من تلك العائلة، وحينما تسأله عن سبب نفوره من الجدة “سون يا” يقول: لأنكما تتشاجران دائما بسببها.

الابن “ديفيد” المُصاب بمرض في القلب خلال استقبال جدته التي لا تُحسن صنع الكعك

جدّة لا تصنع الكعك.. صراع فوارق الثقافية بين الأجيال

تصل الجدة “سون يا” محمّلة بمسحوق الفلفل الكوري والكستناء وسمك الأنشوجا المجفف وبذور الميناري “الكرفس” الذي ينبت في كل مكان، خاصة قرب الجداول ومصادر المياه الأخرى، كما جلبت معها مبلغا من المال سوف يفيدهم مستقبلا في حال إجراء عملية “ديفيد”.

ورغم أن الجدة قد عرفت أن الأطفال الأمريكيين يحبون الاستقلالية ولا يفضلون مشاركة غرفهم مع أحد، حتى لو كان من أفراد الأسرة، فإن “مونيكا” سرعان ما تتدخل وتقول مستنكرة: ديفيد ليس كذلك، إنه طفل كوري.

وهذا يعني أنّ الأم لا تريد لابنها أو ابنتها أن يندمجا مع المجتمع الأمريكي ويكونا جزءًا من منظومته الاجتماعية والثقافية والأخلاقية، لكنها لن تنجح في هذا المسعى. ففي أول زيارة أسرية للكنيسة يلتقي “ديفيد” بـ”جون”، ويطلب من أمه أن ينام في بيت صديقه وفق الطريقة الأوروبية المتعارَف عليها، فترفض الأم هذه الفكرة أول الأمر، لكنها ستوافق عليها لاحقا عندما تضطرها الظروف لذلك.

وعلى الرغم من أنّ “مونيكا” امرأة من بنات المدينة -كما أشرنا سلفا- فإنها تؤمن بالخزعبلات والأحاديث الباطلة، مثل طرد الأرواح الشريرة التي تسكن في أرجاء هذا البيت الخشبي المتنقل.

يتطاول “ديفيد” على جدته، وينتقد رائحتها الكورية التي تُزكم أنفه، فيعاقبه الأب بالوقوف أمامه ورفع يديه إلى الأعلى لبعض الوقت، ثم يأمره بجلب عصا من خارج المنزل، لكنه يعدل عن معاقبته.

يستغرب الحفيد أنّ جدته لا تجيد الطبخ، ولا تُحسن صناعة الكعك، فكيف تكون جدة وهي مجرّدة من هذه المهارات؟ كما أنها لا تجيد القراءة والكتابة، ولهذا كانت تمضي الوقت بمشاهدة نزالات المصارعة على شاشة التلفاز، ولعب الورق مع حفيدها بعد أن تعلّم منها هذه اللعبة التي لا تتناسب مع طفل بعمر السبعة أعوام.

الجدة تلهو مع حفيدها “ديفيد” على ضفة الجدول المحاذي للمزرعة

عنصرية الخضار.. خيارات المعدة العنيدة

تصطحب الجدة حفيدها إلى حافة الجدول، وتستطلع المكان جيدا، ثم تزرع بذور الميناري قريبا من الماء، وسوف تنتظر بعض الوقت لتجني ما زرعته يداها، فهي تعتقد أنّ الإنسان يمكن أن يطبع نفسه على كل شيء تقريبا، إلا المعدة فهي تحنُّ إلى الأكلات المحلية التي اعتادت عليها منذ الطفولة، ولا تستطيع أن تتقبّل الوجبات الجديدة بسهولة ويسر.

ولهذا عندما بدأ “جاكوب” مزرعته كان يفكر بإنتاج الخضراوات الكورية، ولم يخطر بباله أبدا أن يزرع الخضراوات الأمريكية التي يمكن أن يبيعها في أقرب مكان، لا أن يتجشّم عناء السفر الطويل لخمس ساعات كي يوصل منتجاته إلى بقّال كوري يبعد عنه قرابة 400 كم.

الأب “جاكوب” يستريح مع ابنه “ديفيد” بعد أن قرر حفر بئر جديدة في مزرعته لسقي الخضراوات

هبة السماء للأطفال.. عوالم الأساطير الكورية

مثلما يستعمل “بول” أساطيره الأمريكية، فإن الأم تلوذ بأساطيرها الكورية لتخبرنا بأنّ الأطفال يصلّون قبل النوم لرؤية الجنة، وأن أحد الأطفال كان ذا قلب واهن، وعندما استفاق من نومه وجد قلبه سليما معافى من مرضه المزمن، فتطلب منه أمه أن يصلي لكي يرى الجنة، لأن رؤيتها مقصورة على الأطفال، وهِبة سماوية مُخصصة لهم وحدهم.

يشعر “جاكوب” بعزلة الأسرة برمتها، فيقرر أخذهم إلى كنيسة مجاورة، فيرحب بهم القِس ويتعرفون على أصدقاء جُدد، ثم يقفلون راجعين إلى بيتهم، لكن “جاكوب” يكتشف أنّ بئره خاوية، وأنها لا تكفي لسقي الخضراوات التي حملت محصولا وفيرا، فيضطر لحفر بئر جديدة حتى تشنجت يداه من العمل المتواصل، ولم يعد بإمكانه غسل رأسه وجسده، فتقوم “مونيكا” بالمهمة كعادتها.

تتفقد الجدة وحفيدها نبات الميناري الذي زرعته، وتجلب في طريق عودتها جرادل الماء لاعتقادها بأنّ التعرّض للأذى هو جزء من عملية النمو، بينما يعتقد الأطباء أن بذل أي جهد زائد قد يسبب في توقف قلبه.

يشتط ذهن “ديفيد” إلى التفكير بالموت والجحيم، لكن جدته تأخذه بالأحضان وتطمئنه بأنها لن تسمح للموت أن يخطفه من بين يديها الحانيتين، غير أن هذه الجدة تُصاب بجلطة دماغية فتشعر “مونيكا” بالتقصير وارتكاب الخطأ.

المزرعة أولا.. نجاح الأب الذي مزق العائلة

تتجه العائلة برمتها إلى “دالاس”، ويتركون الجدة لوحدها في البيت، بعد أن تنبهها “مونيكا” إلى وجود الطعام في الثلاجة، وتوصيها بمشاهدة التلفاز، والركون إلى الراحة من دون القيام بأي عمل.

يأخذ “جاكوب” نماذج متعددة من خضراوات مزرعته على أمل الاتفاق مع بقال كوري في المدينة، كما تصحب الأم ابنها المريض “ديفيد” حتى تفحصه الطبيبة، وتطلب منهم الجلوس في غرفة الانتظار إلى حين مجيء الطبيب المختص بأمراض القلب.

وعلى الرغم من وجودهما معا في المستشفى تتصاعد وتيرة الخلاف بين الزوجين، فيذكّرها بأنهما قد هاجرا إلى أمريكا معا كي ينقذ بعضهما بعضا إن جارت عليه الحياة، لكنهما بدلا من ذلك كانا يتشاجران ويُدخلان الأولاد في دوّامة من التوتر والانفعال، الأمر الذي يؤثر على نفسية الصبي ويعقِّد من حالته الصحية، فتطلب منه العودة معهم إلى كاليفورنيا واستئناف حياتهم من جديد، وسداد الديون المترتبة عليهم، لكن مشكلة “جاكوب” أنه يفكر بنجاحه الشخصي ويهمل العائلة، أو يضعها في المرتبة الثانية، بحجة أنّ الأولاد يجب أن يروه أبا ناجحا ولو لمرة واحدة في حياتهم، لا أن يقضي حياته في تخصيب الكتاكيت حتى يموت.

يدعوهما الطبيب المختص بأمراض القلب ويشرح لهما التغيّرات التي طرأت على الحالة الصحية لابنهما، مُبيّنا أن الثقب في قلب “ديفيد” بدأ يصغر، وربما لا يحتاج إلى تدخل جراحي، ومن المؤمل أن ينغلق من تلقاء نفسه بمرور الزمن.

تغادر العائلة المستشفى، ويلتقي “جاكوب” مع البقال الكوري، ويريه النماذج التي جلبها من المزرعة، ويتفق معه على تزويده بالمحاصيل بدءا من الأسبوع القادم، تشعر “مونيكا” بأن زوجها “جاكوب” يفضّل المزرعة على العائلة ولا يُعنى إلا بنجاحاته الشخصية، فتطلب من “آن” أن تأخذ “ديفيد” إلى السيارة لتتشاجر مجددا مع “جاكوب”، وتطلب منه الانفصال لأنها فقدت أملها فيه، ولا يمكنها العيش معه بعد الآن.

الزوجان “جاكوب” و”مونيكا” اللذان تعاهدا على أن يُنقذا بعضهما بعضا في نهاية سعيدة تُعيدهما إلى سابق علاقتهما العاطفية

يد الجدة المشلولة.. حريق يثمر ربيعا عائليا

تخالف الجدة “سون يا” نصائح ابنتها فتخرج لتحرق بعض النفايات التي جمعتها من تنظيف مخزن المحاصيل، وبما أن يدها اليمنى مشلولة، فقد سقطت منها كرتونة مشتعلة على الأرضية، وامتدت ألسنة النيران إلى المخزن الخشبي.

وبالتزامن مع احتراق المخزن يصل “جاكوب” إلى مشارف مزرعته ويشم دخان الحريق، وحينما يقترب أكثر ويلاحظ النيران المشتعلة في المخزن؛ يندفع إلى الداخل لينقذ ما يمكن إنقاذه من المحاصيل، كما سارعت زوجته لإخراج بعض الصناديق حتى أوشكت على الاختناق، وبينما كانت الجدة تمشي في الاتجاه المعاكس للمنزل تبيّن لنا أن الزوجين قد أنقذا بعضهما، وذهب الطفلان لإرجاع جدتهما المذهولة من هول الحادث الذي فعلتهُ من دون قصد، حيث يدخل الجميع إلى البيت وينامون على الأرضية، بينما ظلت الجدة يقظة وكأنّ النوم يجافي عينيها.

على الرغم من الخسارة الفادحة للزوجين وتوترهما الذي أفضى بهما إلى حافة الانفصال، فإن المخرج -وهو نفسه كاتب السيناريو- أراد نهاية سعيدة للفيلم تُعيد الزوجين إلى سابق علاقتهما العاطفية التي يؤكدان فيها نفسيهما هذه المرة، فقد رأينا “جاكوب” و”مونيكا” يبحثان رفقة الصديق الأمريكي “بول” عن الماء في قلب المزرعة، وحينما استقرا على موضع البئر حفظا المكان بصخرة كعلامة دالة، كما أنهما يذهبان إلى حافة الجدول ويشاهدان الميناري الذي نبت بغزارة، لأن الجدة قد اختارت مكانا ملائما لزراعته.